الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْصَافِهِ
(1)
3825 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ كَانَ (2) الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي (3) يَدْعُو (4) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَطْرَ الليل على خبز الشعير فيجيبه.
(1) في (عم) و (سد): "إنصافه"، وكلمة "وإنصافه" في هامش (مح)، وعلَّم عليها (صح).
(2)
في (سد): "كان الرجل".
(3)
العوالي بالفتح: موضع بينه وبين المدينة أربعة أميال. انظر: مراصد الاطلاع (2/ 970).
(4)
في (عم) و (سد): "يدعو"، وفي (مح):"يدعوا"، وهو خطأ.
3825 -
درجته:
ضعيف لأنه مرسل. إذ مجاهد لم يحضر الواقعة.
تخريجه:
الأثر مروي عن الأعمش، واختلف عليه في إسناده على وجهين:
1 -
عنه، عن مجاهد. وقد تقدم عند مسدّد.
2 -
عنه، عن مجاهد، عن ابن عباس باللفظ نفسه.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 65: 11059)، عن أبي الزنباع. وفي الأوسط. انظر: مجمع البحرين (3/ 326: 1900)، والصغير (1/ 22)، عن أحمد بن رشدين. كلاهما عن يحيى بن سليمان الجعفي، عن عمرو بن عثمان، عن =
= أبي مسلم، عنه به بنحوه. وقال في الصغير: لم يروه عن الأعمش إلَّا أبو مسلم، ولا عن أبي مسلم إلَّا عمرو بن عثمان، تفرد به يحيى بن سليمان. اهـ. وشيخ الطبراني أحمد بن رشدين ضعيف كما في اللسان (1/ 280)، ومنهم من كذبه. وتابعه أبو الزنباع؛ روح بن الفرج المصري كما في المعجم الكبير للطبراني (6/ 42).
وعمرو بن عثمان لم أر من تكلم فيه. ولم أجد له راويًا غير يحيى. انظر: اللسان (4/ 428).
وعبيد الله بن سعيد أبو مسلم: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 533: 1450).
فقدل الهيثمي في المجمع (9/ 23)، في تواضعه صلى الله عليه وسلم: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجاله ثقات، ورواه في الكبير باختصار. اهـ. فيه تساهل مع أنه قال في المجمع أيضًا (4/ 56)، باب الدعوة في الوليمة: فيه أبو مسلم قائد الأعمش، وثقه ابن حبّان وقال: يخطئ. وضعفه جماعة. اهـ.
والظاهر أن الوجه الأول أرجح. إذ عيسى بن يونس. ثقة كما تقدم.
ولمتنه أصل مخرج في الصحيح.
أخرجه البخاري في الهبة (2/ 227: 2568)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قال:"لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلىَّ ذراع أو كراع لقبلت".
وأخرجه في النكاح (3/ 381)، باب من أجاب إلى كراع. باللفظ المتقدم.
وروى مسلم نحوه في الصحيح، كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة.
(3/ 604: 100)، عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا".
3826 -
حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن يحيى بن جعدة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمر عائشة رضي الله عنها أن تهيىء من أمر أسامة رضي الله عنه شيئًا، إما مخاط أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا (2) كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منها يتولَّى (3) ذلك منه.
* له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه من طريق البهيِّ عنها رضي الله عنها، صححه ابن حبّان.
(1) هذا سند مسدّد.
(2)
في (سد): "كأنما".
(3)
في (عم): "فتولى".
3826 -
درجته:
ضعيف لأنه مرسل. إذ يحيى لم يدرك القصة.
تخريجه:
الحديث مروي عن يحيى بن جعدة، وعن عائشة رضي الله عنها. وعن أبي السفر.
أما المروي عن يحيى فقد تقدم عند مسدّد.
وأما المروي عن عائشة رضي الله عنها فله لفظان.
الأول: "عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أميطي عنه الأذى. فقذرته. فجعل يمص الدم ويمجه عن وجهه ويقول: لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه".
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، باب ما جاء في أسامة، (12/ 139: 12356). =
= وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب الشفاعة في التزويج (1/ 363: 1984).
عن أبي بكر بن أبي شيبة به.
وأحمد في مسنده (6/ 139)، عن وكيع.
وابن عساكر في تاريخه ترجمة أسامة من تاريخه (2/ 691). من طريق وكيع.
وكذا أحمد في (6/ 222)، عن حجاج. وابن عساكر في تاريخه (2/ 691)، من طريقه.
وأبو يعلى في مسنده (4/ 326: 4578)، عن محمد بن الصباح.
وعنه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإحسان (8/ 98: 7016)، الفضائل، ذكر أسامة بن زيد.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 691).
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 61)، ترجمة أسامة، عن عفان بن مسلم، وهاشم بن عبد الملك وأبي الوليد الطيالسي ويحيى بن عبّاد.
وابن عساكر في تاريخه (2/ 690)، من طريق خالد بن يزيد البصري، وعلي بن حكيم، ومحمد بن عيسى ويحيى الحماني.
كلهم عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة بنحوه.
وشريك بن عبد الله: صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه بآخره. انظر: التقريب (1/ 351: 64).
وعبد الله البهي: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 463: 764).
ثم هو لم يسمع من عائشة كما ذكر ذلك أحمد رحمه الله، وإخراج مسلم له عن عائشة بناء على قاعدته. انظر: جامع التحصيل (ص 218: 408). =
= وعليه فهو ضعيف كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 16: 1019)، قال ولا عبرة بقول العراقي، والبوصيري، إنه صحيح.
وقد صححه العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (2/ 194 هـ)، الإِحياء، باب حقوق الوالدين والولد. وكذا البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 344: 707)، وعبارته: صحيح إن كان البهي سمع من عائشة، وفي سماعه كلام. اهـ.
لكن له طريق أخرى عن عائشة أخرجها أبو يعلى في مسنده (4/ 279: 4441)، عن زكريا بن يحيى الواسطي، عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن عائشة بنحوه.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 691)، من طريق أبي يعلى.
لكن رواية الشعبي عن عائشة مرسلة. وقد أغفل الشيخ الألباني هذا عند كلامه على الحديث.
مجالد بن سعيد: ليس بالقوي. وقد تغير في آخر عمره. انظر: التقريب (2/ 229: 919).
لكن ضعف الطريقين منجبر. ويمكن أن يكونا بمجموعهما في مرتبة الحسن لغيره.
واللفظ الثاني "أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحي مخاط أسامة. قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل. قال: يا عائشة أحبيه فإني أحبه".
أخرجه الترمذي في السنن: المناقب، مناقب أسامة (5/ 342: 3907)، عن الحسين بن حريث. عن الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها. وقال: حسن غريب. اهـ.
ومن طريق الحسين أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 690)، بنحوه. وعزاه لمسلم، ولم أجده عنده. =
= ورجال الترمذي ثقات إلَّا طلحة بن يحيى بن طلحة فهو صدوق يخطئ كما في التقريب (1/ 380: 43).
فهو إن شاء الله في درجة الحسن مما يرقي الحسن السابق إلى الصحيح لغيره.
وأما المروي عن أبي السفر فهو نحو اللفظ السابق.
وقد أخرجه ابن سعد (4/ 61)، عن يحيى بن عبّاد، عن يونس بن أبي إسحاق، عنه بنحوه.
ورجاله ثقات، لكنه مرسل.
3827 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بنت نابل مَوْلَاةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أبيها رضي الله عنهما، قَالَ (2): كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فوجد (ثفروقة)(3)(4) فيها تمر (5). فأخذ تمرة، وأعطاني تمرة.
(1) المسند: (1/ 376: 811).
(2)
في (مح): "قالت" وفي (عم) و (سد): "قال"، وهو الصحيح.
(3)
في (مح) و (سد): بياض، وفي (عم):"ط"، وهي في المسند:"ثقروفه" بالمثلثة والقاف والفاء، والصحيح بالثاء والفاء والقاف.
(4)
الثفروق: قمع البسرة والتمرة: جمعه ثفاريق، أي: العناقيد يخرط ما عليها فتبقى عليها التمرة والتمرتان والثلاث. والمراد أنه صلى الله عليه وسلم وجد هذا الثفروق وعليه هاتان التمرتان. انظر: اللسان (10/ 34).
(5)
في (سد): "تمر"، وهو الصحيح، وفي (مح) و (عم):"تمرًا".
3827 -
درجته:
شديد الضعف لحال عثمان بن عبد الرحمن. وفيه عبيدة أم عبد الله مجهولة.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 173)، باب اللقطة: رواه البزّار وأبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن، وهو ثقة، وفيه ضعف. اهـ. وهو تساهل واضح.
تخريجه:
أخرجه البزّار كما في كشف الأستار، كتاب اللقطة، باب في القليل التافه (2/ 130: 1365)، عن أبي كريب ومحمد بن عبيد الله بن يزيد الحراني، عن عثمان به بنحوه. وقال: لا نعلمه عن سعد إلَّا من هذا الوجه. اهـ.
وله أصل في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم بيننا تمرًا فأصابني منه خمس. أربع تمرات وحشفة أخرجه في كتاب الأطعمة. الباب الذي يلي باب القثاء بالرطب (3/ 443: 5441).
3828 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عن النُّعْمَانُ بْنُ (1) ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن المنتشر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ. وَلَا نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا. وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ قط فقام حتى يقوم.
(1) في (مح): "ابن"، وفي (عم) و (سد):"بن"، وهو الصحيح.
3828 -
درجته:
حسن من أجل النعمان بن ثابت لأنه صدوق. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 34 ب)، إلى ابن أبي شيبة. والحارث وأبي يعلى وابن حبّان وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 418)، كتاب الأدب، باب في الرجل يجلس إلى الرجل قبل أن يستأذنه (ح 5721)، عن عبّاد به. واقتصر على قوله: ما جلس
…
الخ.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 318)، ترجمة عبد الحميد بن جعفر: عن محمد بن منير، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رزوق، عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي، عن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بنحوه وزاد فيه: وما وجدت ريح شيء قط أحسن من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال عقبه: وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غير عبد الحميد بن جعفر، ولا عن عبد الحميد غير معلى بن عبد الرحمن، ولعل البلاء من معلى لا منه، فإن معلى لين. اهـ.
وذكره أيضًا في (6/ 373)، ترجمة معلى بالإِسناد والمتن نفسيهما. =
= ومعلى كما قال عنه في التقريب (2/ 265: 1280): متهم بالوضع.
وأخرجه الترمذي في سننه، أبواب صفة القيامة (4/ 66: 2608)، عن سويد، عن عبد الله بن المبارك، عن عمران بن زيد التغلبي، عن زيد العمي، عن أنس بنحوه، وقال: غريب.
وابن ماجه في الأدب، باب إكرام الرجل جليسه (2/ 318: 3760)، من طريق زيد العمي به بنحوه.
قال البوصيري في المصباح (2/ 249: 1298). روى الترمذي بعضه عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ التغلبي، عن زيد العمي به.
وقال غريب. وهذا الحديث ضعيف من الطريقين، لأن مداره على زيد العمي، وهو ضعيف. اهـ.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، ذكر حسن خلقه وعشرته صلى الله عليه وسلم: عن هشام بن القاسم، وسعيد بن محمد الثقفي، عن عمران بن زيد التغلبي، به. فذكره بمعناه.
وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم (1/ 320)، من طريق عمران بن زيد به بنحوه.
وزيد بن الحواري العمي. ضعيف. انظر: التقريب (1/ 274: 175).
وعمران قال عنه في التقريب (2/ 83: 727)، لين.
ولم أره عند ابن حبّان كما ذكر البوصيري، وإنما روى ابن حبّان الحديث الذي بعثه كما سيأتي.
وهو بمعناه عن أنس، وكذا أبو يعلى.
وله شاهد عن أبي هريرة بلفظ قريب من لفظ حديث أنس.
أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 158: 2473)، علامات النبوة، باب في حسن خلقه صلى الله عليه وسلم عن أحمد بن منصور، عن عبد الله بن صالح أبي صالح، عن =
= الليث، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
وعبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. كما في التقريب (1/ 423: 381)، فالأثر ضعيف بسببه.
وقد عزاه في المجمع (9/ 18)، باب في حسن خلقه صلى الله عليه وسلم إلى البزّار، والطبراني في الأوسط. وقال: وإسناد الطبراني حسن. اهـ.
3829 -
[1] وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عبيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ (2) وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (3) يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا (4) أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ. وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ. وَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ (5) آدَمِيٌّ يده صلى الله عليه وسلم قَطُّ إلَّا آتَاهُ إِيَّاهَا فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (6): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ
الْأَذْرَمِيُّ، ثنا أبو قطن، حدّثنا مُبَارَكُ بْنُ (7) فَضَالَةَ، ثنا ثَابِتٌ بِهِ.
* صَحَّحَهُ ابن حبّان.
(1) بغية الباحث (2/ 88).
(2)
في (سد): "من أشد لطفًا بالناس".
(3)
قوله: "رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ": لَيْسَ في (مح) ولا في (سد).
(4)
في (عم): "أو أمة".
(5)
في (عم): "ولا تناول"، وفي (سد): و"لا يتناول".
(6)
المسند: (3/ 397: 3458).
(7)
في (مح): "ابن"، وفي (عم) و (سد):"بن"، وهو الصحيح.
3829 -
درجته:
الطريق الأول: شديد الضعف لحال عدي بن الفضل، فهو متروك.
الطريق الثاني: حسن لحال مبارك بن فضالة. ولم يتكلم عليه البوصري في الإتحاف (3/ ق 34 ب).
تخريجه:
أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (8/ 118)، باب صفته =
= وأخباره. ذكر ما يستعمل المصطفى صلى الله عليه وسلم من حسن التأني في العشرة مع أمته.
(ح 6401)، عن أبي يعلى به واقتصر على قوله: ولا رأيت رجلًا قط أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يترك يده.
كما أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في حسن العشرة (5/ 146: 4794)، عن أحمد بن منيع، عن أبي قطن به. وذكر بعض المتن أيضًا.
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم (1/ 320)، من طريق أبي قطن به بنحوه.
وتقدم أن مبارك بن فضالة حسن الحديث.
وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 26)، ترجمة يونس بن عبيد، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به بنحوه. وقال: غريب من حديث ثابت، ويونس، تفرد به عبد الرحيم بن واقد، عن عدي. اهـ. وكذا أخرجه في الدلائل، باب في ذكر بعض أخلاقه وصفاته (1/ 182: 121)، من طريق الحارث، به بنحوه.
3830 -
وقال أبو يعلى (1): حدّثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر رضي الله عنهما (2) قَالَ: إِنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، لبيك، لبيك.
(1) لم أره في المطبوع.
(2)
في (سد): "عنه"، وفي (مح) و (عم):"عنهما".
3830 -
درجته:
ضعيف من أجل جبارة. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ق 24) وقال: فيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 23)، باب في تواضعه صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس، وثقه ابن نمير، وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه:
لم أجده عند غير أبي يعلى. وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، لفظه "ما كان أحد أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ما دعاه أحد من أصحابه، ولا أهل بيته إلَّا قال: "لبيك".
أورده القاضي عياض في الشفا (1/ 157)، في حسن عشرته صلى الله عليه وسلم، وعزاه المحقق لأبي نعيم في الدلائل. كما أورده القسطلاني في المواهب اللدنية (2/ 341)، تواضعه وحسن عشرته صلى الله عليه وسلم. وذكر المحقق أن السيوطي عزاه في تخريج أحاديث الشفاء لأبي نعيم في الدلائل ولم أقف عليه عند أبي نعيم في المطبوع من الدلائل، كما لم أره عند غيره.
3831 -
وقال ابن (1) أبي شيبة (2): حدّثنا ابْنُ (3) إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ.
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ (4)، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ
…
الْحَدِيثَ (5).
(1) في (سد): "بن"، وفي (عم) و (مح):"ابن"، وهو الصحيح.
(2)
في (سد): "بن"، وفي (عم) و (مح):"ابن"، وهو الصحيح.
(3)
مسند ابن شيبة (2/ 424).
(4)
الحضيض: قرار الأرض، وجمعه، أحضة، وحُضُض. والمراد هنا: المستوي من الأرض، أي: إنه أمره بوضعها على الأرض. انظر: اللسان (7/ 136).
(5)
تمامه كما في المصنف (13/ 225): ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضه ما سقي منها كافرًا شربة ماء.
3831 -
درجته:
ضعيف لوجود مبهم في إسناده. وهو رجل من بني فهم ولم يتضح كونه صحابيًا، ولم يذكره البوصيري.
تخريجه:
الحديث مروي عن محمد بن عمارة، واختلف عليه في إسناده على وجهين:
1 -
عنه، عن عبد الله، عن رجل من بني فهم.
أخرجه ابن أبي شيبة كما مر، وهو في المصنف، كتاب الزهد، باب ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم من الزهد (13/ 225: 16171) بالإِسناد والمتن نفسيهما.
2 -
عنه، عن عبد الله باللفظ السابق.
أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 326: 10469)، باب في الزهد وقصر الأمل.
من طريق أبي عاصم النبيل عنه به بنحوه. =
= والمختلف عليه صدوق، والمختلفان عليه ثقتان، ولذا فالحمل على ابن عمارة، والثاني مرسل.
وله شاهد عن أبي هريرة باللفظ نفسه. دون قوله: إنما أنا عبد.
أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 331)، كتاب الأطعمة، باب الأكل على الأرض (ح 2869)، عن سهل بن بحر، عن عبد الله بن رشيد، عن أبي عبيدة البصري، واسمه مجاعة. عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة. وقال البزّار: قد رواه الحسن مرسلًا وروي، عن ابن عمر، وأظن أن فيه: فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ. اهـ.
وفيه مجاعة: ضعيف كما في اللسان (5/ 21)، وعبد الله بن رشيد: ضعيف أيضًا كما في اللسان (3/ 354).
قال الهيثمي في المجمع (5/ 27)، باب الأكل على الأرض: رواه البزّار، وفيه عبد الله بن رشيد، ومجاعة أبو عبيدة البصري. ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وتقدم أنهما ضعيفان.
وأما المروي عن ابن عمر فقد عزاه العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (2/ 4)، الإِحياء: كتاب آداب الأكل للبزار. ولم أجده في الكشف وإنما أشار إليه كما تقدم.
وقوله: "فإنما أنا عبد .. " الخ له شاهد من حديث أنس. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 434)، ترجمة عبد الحكم بن عبد الله عن الحسين بن موسى بن خلف، عن إسحاق بن زريق، عن إبراهيم بن سليمان الزيات، عن عبد الحكم، عن أنس، باللفظ السابق.
وعبد الحكم: ضعيف كما ذكره في التقريب تمييزًا (1/ 466: 800).
وكذا إبراهيم بن سليمان: ضعيف كما في اللسان (1/ 56).
وأما المروي عن الحسن فأخرجه أحمد في الزهد (ص 11)، عن =
= عبد الرحمن بن مهدي. عن جرير بن حازم، عن الحسن بمعنى الحديث السابق، ورجاله ثقات لكنه مرسل.
والطرق المتقدمة كلها ضعيفة ضعفًا منجبرًا، ولذا يكون الأثر بمجموعها في مرتبة الحسن إن شاء الله.
ولمتنه شاهد في الصحيح ولفظه: "لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات. وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات".
أخرجه البخاري في الأطعمة، باب الخبز المرقق (3/ 433: 5386)، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون (3/ 438: 5415). وفي الرقاق، باب فضل الفقر (4/ 182: 6450)، عن أنس رضي الله عنه.
كما أخرجه الترمذي في سننه: الأطعمة، باب ما جاء على ما كان يأكل النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 160: 1848)، عن أنس. وزاد: قال يونس: فعلى ما كانوا يأكلون.
قال قتادة: على هذه السفر. اهـ.
وأخرجه في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 10: 2468).
كما أخرجه ابن ماجه في الأطعمة، باب الأكل على الخوان والسفرة (2/ 238: 3335: 3336).
3832 -
وقال الطيالسي (1)؛ حدّثنا حماد، عن أيوب، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالعيال.
(1) المسند: (ص 283: 2115).
3832 -
درجته:
ضعيف للانقطاع بين أيوب وأنس. وأورده المناوي في فيض القدير (5/ 171: 6836)، تبعًا للسيوطي. ورمز له بالضعف. لكن صححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 872: 4814). وفي الصحيحة (5/ 129: 2094)، ونفى علة الانقطاع التي فيه استنادًا إلى قول الحافظ في التهذيب إن أيوب رأى أنسًا. اهـ. وهذا لا يقتضي سماعه منه فقد نفى سماعه منه أحمد وأبو حاتم كما في جامع التحصيل (ص 148).
تخريجه:
لم أره بهذا الإسناد عن أنس إلَّا عند الطيالسي.
لكنه في الصحيح من حديث أنس من طريق أيوب، عن عمرو بن سعيد، عنه.
ولفظه "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم" الحديث.
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم وتواضعه (5/ 173: 58).