الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم
-
3846 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا فِطْرٌ -هُوَ ابْنُ (1) خَلِيفَةَ- عَنْ أَبِي يَعْلَى -هُوَ مُنْذِرٌ الثوري- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا تقلَّب (2) طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إلَّا ذكَّرنا مِنْهُ عِلْمًا.
* رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (3): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه
…
بهذا.
(1) في (سد): "بن".
(2)
في (عم): "وما يقلب".
(3)
مسند أبي الدرداء ليس في المطبوع.
3846 -
درجته:
ضعيف للانقطاع بين عطاء والمنذر وبين أبي الدرداء.
تخريجه:
اختلف على فطر في إسناده على ثلاثة أوجه:
1 -
روي عنه، عن المنذر، عن أبي الدرداء، أخرجه ابن منيع كما تقدم. =
= 2 - عنه، عن المنذر، عن أبي ذر.
أخرجه أحمد في المسند (5/ 162)، عن حجاج، عنه به بنحوه.
وابن سعد في الطبقات، ترجمة أبي ذر (1/ 354)، عن وكيع، عنه به بنحوه.
3 -
عنه، عن عطاء، عن أبي الدرداء.
رواه أبو يعلى كما تقدم.
وكل هذه الأوجه ضعيفة لما فيها من الانقطاع.
وفطر كما تقدم ثقة. والرواة عنه ثقات.
وقد روي من غير الوجه الذي رواه منه فطر.
فقد أخرجه أحمد في المسند (5/ 153)، عن ابن نمير، عن الأعمش، عن المنذر، عن أشياخ من التيم، عن أبي. ذر بنحوه.
وفي (5/ 162)، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن المنذر، عن أشياخ لهم، عن أبي ذر بنحوه. وفيه من لم يسم. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (8/ 266)، باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه وسلم إلى الطبراني وأحمد من رواية أبي ذر وأبي الدرداء. قال: ورجال الطبراني رجال الصحيح. اهـ.
فالظاهر أن في الحديث اضطرابًا. ولا يترجح لي أي من الأوجه المذكورة.
لكن له أصل صحيح، ولفظه عن سلمان رضي الله عنه قال: قال له بعض المشركين وهم يستهزئون به: إني أرى صاحبكم يعلمكم كل شيء حتى الخراءة.
قال: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة، وألا نستنجي بأيماننا، الحديث.
أخرجه مسلم في الطهارة، باب الاستطابة (1/ 545: 55) و (1/ 546: 56).
وأبو داود في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (1/ 17: 7). =
= والترمذي في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة (1/ 13: 16).
والنسائي في الطهارة، باب النهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار (1/ 38)، وفي باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 44).
وابن ماجه في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة (1/ 63: 320).
كلهم بنحو اللفظ المتقدم.
3847 -
حدّثنا (1) إسحاق الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بردة ابن (2) أبي موسى الأشعري، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلَامِ، وخواتيمه. قلنا: يا رسول لله، عَلِّمْنَا [مِمَّا علَّمك](3) اللَّهُ عز وجل، فعلَّمنا.
(1) سند أبي يعلى: وهو في المسند (6/ 384: 7202).
(2)
في (مح): "ابن"، وفي (عم) و (سد):"بن".
(3)
ما بين المعقوفتين: بياض في الأصل، وما أثبته من (عم) و (سد).
3847 -
درجته:
ضعيف من أجل عبد الرحمن بن إسحاق فهو ضعيف، وععنة هشيم، لأنه من الثالثة ولم يصرح بالسماع.
تخريجه:
تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (3799).
3848 -
حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ (2) عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه، فذكر حكايته طَوِيلَةً (3)، فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي الكلام اختصارًا".
(1) سند أبي يعلى. ولم أقف عليه في المسند المطبوع.
(2)
في جميع النسخ: "خالد، عن فطر"، والصحيح ما أثبت.
(3)
ذكر هذه الحكاية بطولها الهيثمي في المجمع (1/ 187)، وفيها أن عمر رضي الله عنه أتى بكتاب نسخة من كتاب أهل الكتاب فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وغضب. وخطب خطبة قال فيها هذا الكلام.
3848 -
درجته:
ضعيف لحال عبد الرحمن بن إسحاق وشيخه. فهما ضعيفان وفيه عبد الغفار لم يوثقه غير ابن حبّان.
وقد أورده الهيثمي بطوله في باب الاقتداء بالسلف (1/ 187)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، ضعفه أحمد وجماعة. اهـ. وقال مثل ذلك بعد أن أورد بعضه في باب ليس لأحد قول مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1/ 178).
تخريجه:
أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 21)، ترجمة خليفة، عن بشر بن موسى، عن إسماعيل بن خليل، عن علي بن مسهر به بنحوه.
وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (2/ 404)، تفسير سورة يوسف من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به بنحوه. قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه. =
= وذكر الشيخ الألباني في إرواء الغليل (6/ 36: 1589)، أن الضياء أخرجه في المختارة من طريقه.
ويبقى الحديث ضعيفًا من هذه الطريق.
وله شواهد كالتالي:
1 -
شاهد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ولفظه "أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو كان موسى بين أظهركم ما حل له إلَّا أن يتبعني.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الأدب، باب من كره النظر في كتاب أهل الكتاب (9/ 47: 6472).
وابن أبي عاصم في السنة (1/ 27: 50)، عن أبي بكر بن أبي شيبة.
وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص 339)، باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب من طريقه.
وأحمد في المسند (3/ 387)، عن سريج بن النعمان.
والبيهقي في الشعب، باب في الإِيمان بالقرآن، حديث جمع القرآن (1/ 200: 177)، من طريق أبي عبيد.
والبغوي في شرح السنَّة (1/ 270)، باب حديث أهل الكتاب (ح 126)، من طريقه. والبزار في مسنده كما في كشف الأستار، كتاب الإِيمان، باب اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 78: 124)، عن الحسن بن عرفة، أربعتهم عن هشيم.
كما رواه أحمد (3/ 338)، عن يونس وغيره عن حماد بن زيد.
والبزار في المكان المتقدم عن عبد الواحد بن غياث، عن حماد.
وقال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وقد رواه سعيد بن زيد، عن =
= مجالد. اهـ. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 426: 2132)، عن إسحاق، عن حماد.
والبيهقي في الشعب، المكان المتقدم (ح 179)، من طريق حماد.
وفي السنن الكبرى (2/ 11)، كتاب الصلاة، باب لا تسمع دلالة مشرك لمن كان أعمى، من طريقه مختصرًا.
والدارمي في سننه (1/ 115)، باب ما يتقي من تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن العلاء، عن ابن نمير.
وأبو نعيم في الدلائل (1/ 46: 7)، من طريق محمد بن الدعاء.
أربعتهم عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بنحو اللفظ المتقدم.
فمداره على مجالد: وهو كما قال الحافظ في التقريب (2/ 229: 919) ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.
فقدل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 198)، بعد أن نقل إسناد أحمد: إسناد صحيح. اهـ.
وقوله في (2/ 133)، بعد أن نقله كذلك. تفرد به أحمد وإسناده على شرط مسلم. اهـ. فيه نظر. وقد قال الهيثمي في المجمع (1/ 179): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار: وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما. اهـ.
لكنه يرقى أثر الباب إلى درجة الحسن لغيره.
2 -
شاهد من حديث عبد الله بن ثابت. ولفظه نحو لفظ حديث جابر.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب مسألة أهل الكتاب (6/ 113: 10164)، عن الثوري، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري فذكره.
وعن عبد الرزاق أخرجه أحمد (3/ 470)، به بنحوه.
ومن طريق سفيان أخرجه أيضًا البيهقي في الشعب (4/ 307: 5201)، باب في =
= حفظ اللسان، فصل في ترك قراءة كتب الأعاجم.
وقد خالفه إسرائيل عن جابر، كما أخرج ذلك البزّار. انظر: كشف الأستار (1/ 79: 125)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جابر، عن عبد الله بن ثابت، فذكره. وقال: لا نعلم روى ابن ثابت إلَّا هذا، وقد روي عن الشعبي، عن جابر. اهـ.
والحمل في هذا الاختلاف على جابر الجعفي لأنه: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 123: 17)، والراويان عنه ثقتان.
وقد عزاه في المجمع (1/ 178) إلى أحمد والطبراني قال: ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. اهـ.
وأورد رواية البزّار وقال: رجاله رجال الصحيح إلَّا جابر الجعفي، وهو ضعيف اتهم بالكذب. اهـ.
3 -
شاهد من حديث أبي الدرداء، بنحو اللفظ المتقدم.
أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 179)، لكن قال: فيه أبو عامر القاسم بن محمد الأسدي، ولم أرَ من ترجمه، وبقية رجاله موثقون. اهـ.
4 -
شاهد من حديث أبي قلابة بنحوه.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 111: 20062)، باب حديث أهل الكتاب. عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة أن عمر، فذكره. وأخرجه في كتاب أهل الكتاب من المصنف أيضًا، باب مسألة أهل الكتاب (6/ 112: 10163)، بالإِسناد والمتن نفسيهما.
والبيهقي في الشعب، باب في حفظ اللسان، فصل في ترك قراءة كتب الأعاجم (4/ 307: 5202)، من طريق عبد الرزاق به بنحوه.
وسماع أبي قلابة من عمر نفاه العلائي وقال: الظاهر أنه مرسل، لكن أثبته أحمد وقال: أظنه سمع منه. فهو صحيح إن سمع من عمر؛ لأن رجاله ثقات. =
= 5 - شاهد من حديث حفصة رضي الله عنها ولفظه: أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرأه عليه وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ. فقال: والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب حديث أهل الكتاب (11/ 110: 20061)، عن معمر، عن الزهري عنها.
وفي مسألة أهل الكتاب (6/ 113: 10165).
والبيهقي في الشعب (4/ 308: 5205)، عن طريقه به بنحوه.
لكن رواية الزهري عن حفصة منقطعة، بل جعلها الشيخ الألباني في الإِرواء (ح 1589)، معضلة. لأن حفصة رضي الله عنها توفيت سنة (45 هـ)، وولد الزهري سنة (50 هـ).
وبالنظر في هذه الشواهد نجد ضعفها منجبرًا، على أن فيها ما يمكن القول إنه صحيح.
وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أنه حسن. وقد حسنه الشيخ الألباني في إرواء الغليل وفي تحقيق كتاب السنَّة لابن أبي عاصم. وذلك لطرقه.
وقوله: إني قد أوتيت جوامع الكلم .. "تقدم في الحديث (3799)، أن أصل هذا في الصحيح.