المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم - المطالب العالية محققا - جـ ١٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌18 - سورة الإِسراء

- ‌19 - سورة الكهف

- ‌20 - سورة طه

- ‌21 - سورة الحج

- ‌22 - سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌23 - سورة النور

- ‌24 - سورة الفرقان

- ‌25 - سورة الشعراء

- ‌26 - سورة القصص

- ‌27 - سورة الروم

- ‌28 - سورة آلم تنزيل السجدة

- ‌29 - سورة الأحزاب

- ‌30 - سورة فاطر

- ‌31 - سورة يس

- ‌32 - سورة الصافات

- ‌33 - سورة ص

- ‌34 - سورة الزمر

- ‌35 - سورة فصِّلت

- ‌36 - سورة حم عسق

- ‌37 - سورة الزخرف

- ‌38 - سورة الدخان

- ‌39 - سورة الأحقاف

- ‌40 - سورة القتال

- ‌41 - سورة الفتح

- ‌42 - سورة الحجرات

- ‌43 - سورة ق

- ‌44 - سورة الذاريات

- ‌45 - سورة الطور

- ‌46 - سورة النجم

- ‌47 - سورة القمر

- ‌48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ

- ‌49 - سورة الواقعة

- ‌50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة

- ‌51 - سورة الحشر

- ‌52 - سورة الممتحنة

- ‌53 - سورة المنافقين

- ‌54 - سورة الطلاق

- ‌55 - سورة التحريم

- ‌56 - سُورَةِ تَبَارَكَ

- ‌57 - سورة ن

- ‌58 - سورة الحاقة

- ‌59 - سورة سأل

- ‌60 - سورة الجن

- ‌61 - سورة المزمل

- ‌62 - سورة المدثر

- ‌63 - سورة المرسلات

- ‌64 - سورة النبأ

- ‌65 - سورة التكوير

- ‌66 - سورة إذا السماء انشقت

- ‌67 - سورة البلد

- ‌68 - سورة الضحى

- ‌69 - سورة إذا زلزلت

- ‌70 - سورة الماعون

- ‌71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا .. إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ

- ‌72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح

- ‌73 - سورة تبت

- ‌74 - سورة الإِخلاص

- ‌75 - سورة المعوذتين

- ‌40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ

- ‌1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌2 - باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

- ‌4 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غيبته

- ‌7 - باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ

- ‌9 - باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

- ‌10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب بركته حَيًّا وَمَيِّتًا

- ‌12 - باب حياته فِي قَبْرِهِ

- ‌13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْصَافِهِ

- ‌14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - باب حلمه صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ

- ‌17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ

- ‌18 - بَابُ قُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجماع

- ‌19 - باب

- ‌20 - بَابُ صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - باب نفع شفاعته

- ‌26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌28 - باب ذكر قتل عمر

الفصل: ‌10 - باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم

‌10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

-

3821 -

[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ الله بن الزبير يحدث أن أباه رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عبد الله، اذهب بهذا الدم فادفنه (2) حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَدَ إلى الدم فشربه، فلما رجع قال صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ (3). مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى (4) مَكَانٍ علمت أنه يخفى عن الناس. قال صلى الله عليه وسلم: لعلك شربته؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ.

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ (5): فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ (6) القوة التي به رضي الله عنه من ذلك الدم.

[2]

وقال البزّار (7): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ به.

(1) لم أجده في المسند المطبوع.

(2)

في (عم) و (سد): "فأهرقه".

(3)

"يا عبد الله: ليست في (سد).

(4)

في (عم): "أخفى"، وفي (مح) و (سد):"أخفا".

(5)

في (عم) و (سد): "رضي الله عنه".

(6)

في (عم): "يرون القوة".

(7)

كشف الأستار (3/ 145: 2436)، باب ما خصه الله به، كتاب علامات النبوة.

ص: 575

3821 -

درجته:

الطريق الأول: ضعيف لضعف موسى بن محمد، وجهالة هنيد بن القاسم.

الطريق الثاني: ضعيف لجهالة هنيد بن القاسم. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 35 ب)

وقال: رواه أبو يعلى والبزار بإسناد حسن. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 273)، باب من الخصائص: رواه أبو يعلى، والبزار باختصار، ورجال البزّار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم، وهو ثقة. اهـ. وهو تساهل.

ص: 576

3822 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عرعرة، ثنا ابن أبي فديك.

[2]

وقال البزّار (2): حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ- حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ (3) بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي سفينة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ والناس، فذهبت (4) فبغيت له ثم جئت. فقال صلى الله عليه وسلم:"ما صنعت؟ " قلت: شربته. فتبسم صلى الله عليه وسلم.

(1) لم أره في المسند المطبوع.

(2)

كشف الأستار (3/ 144: 2435).

(3)

في جميع النسخ: "يزيد"، وفي (مح):"ابن عمرو"، وفي (عم) و (سد):"عمر"، والصحيح ما أثبت.

(4)

في (سد): "قال: فذهبت".

ص: 577

3822 -

درجته:

الحديث ضعيف بالإِسنادين: أما إسناد أبي يعلى فلضعف بريه.

وأما إسناد البزّار فلضعف إسحاق بن حاتم، وبريه.

قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 36 أ)، رواه أبو يعلى والبزار بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ.

وقال الهيثمي في المجمع (8/ 273)، رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك.

ورجال الطبراني ثقات.

ص: 577

تخريجه:

الحديث مروى عن عبد الله بن الزبير، وسفينة، وعن غلام لبعض قريش، وعن أبي هند.

1 -

حديث عبد الله بن الزبير: أخرجه أبو يعلى والبزار كما سبق من طريق =

ص: 577

= موسى بن إسماعيل. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 414: 578)،

عن محمد بن المثنى، عن موسى به بنحوه.

كما أخرجه القرطبي في تفسيره (2/ 103)، تفسير قوله تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} "عنه به".

وأبو نعيم في الحلية (1/ 330)، مناقب عبد الله، عن سليمان بن أحمد، عن دران بن سفيان البصري.

ولم أقف عليه عند الطبراني كما عزاه إليه في المجمع إذ مسند عبد الله ليس في المطبوع.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 554)، معرفة الصحابة، باب ذكر عبد الله بن الزبير، من طريق السري بن خزيمة.

والبيهقي في السنن، كتاب النكاح، باب تركه صلى الله عليه وسلم الإِنكار على من شرب بوله ودمه (7/ 67)، من طريق محمد بن غالب.

وابن عساكر في تاريخه، ترجمة عبد الله (9/ 242)، من ثلاث طرق.

كلهم عن موسى به بنحوه.

وهو ضعيف كما تقدم، من أصل موسى وهنيد.

لكن له شواهد، عن أسماء، وعن سلمان رضي الله عنهما.

أما المروى عن أسماء، فلفظه:"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، فدفع دمه إلى ابني فشربه. فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره فقال: ما صنعت؟ قال: كرهت أن أصب دمك. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تمسك النار، ومسح على رأسه"، وقال: "وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ. وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ". قالت ذلك للحجاج.

أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 228)، كتاب الطهارة، باب بيان الموضع الذي تجوز فيه الصلاة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز، عن محمد بن حميد، عن علي بن =

ص: 578

= مجاهد، عن رباح، عن أسماء.

وفيه علي بن مجاهد: متروك. انظر: التقريب (2/ 43: 403).

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 242)، ترجمة عبد الله.

وأما المروى عن سلمان فلفظه أنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فإذا عبد الله بن الزبير معه طشت يشرب ما فيه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما شأنك يا ابن أخي؟ قال: إني أحببت أن يكون من دم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوفي. فقال: ويل لك من الناس وويل للناس منك. لا تمسك النار إلَّا قسم اليمين.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 330)، ترجمة عبد الله عن محمد بن علي بن حبيش، عن أحمد بن حماد بن سفيان، عن محمد بن موسى الحرشي، عن سعد أبي عاصم مولى سليمان بن علي، عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير، عن سلمان باللفظ المتقدم.

وسعد أبو عاصم: ضعيف. انظر: اللسان (3/ 21).

وكيسان لم أجد له ترجمة.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 242)، من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن سعد به بنحوه.

وذكر الحافظ في التلخيص (1/ 42)، أن الحديث في جزء الغطريف، عن أبي خليفة، عن عبد الرحمن بن المبارك، عن سعد به بنحوه.

وهذا الشاهد يشهد للمروي عن عبد الله. ويرتقي به إلى درجة الحسن لغيره.

2 -

المروى عن سفينة.

أخرجه أبو يعلى، والبزار كما سبق من طريق ابن أبي فديك.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 209)، ترجمة سفينة، عن عبد العزيز.

وابن عدي في الكامل (2/ 64)، ترجمة برية. من طريق شريح بن يونس.

والبيهقي في السنن (7/ 67)، كتاب النكاح، من طريقه. =

ص: 579

= وأخرجه ابن عدي في (5/ 53)، ترجمة عمر بن سفينة. من طريق الحسين بن عيسى والبيهقي في الشعب، باب في الملابس والأواني، فصل في دفنه الشعر والظفر والدم (5/ 233: 1489)، من طريق محمد بن عمر بن الوليد.

أربعتهم عن ابن أبي فديك به بنحوه.

وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 111)، ترجمة إبراهيم بن عمر. من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن عمر بن سفينة به بنحوه.

ويبقى فيه إبراهيم هذا ضعيف.

3 -

المروى عن غلام لبعض قريش. لفظه عن ابن عباس: حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط، فنظر يمينًا وشمالًا، فلما لم ير أحدًا تحسى دمه حتى فرغ، ثم أقبل، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في وجهه فقال: ويحك ما صنعت بالدم؟ قال: غيبته من وراء الحائط. قال: اين غيبته؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نفست على دمك أن أهرقه في الأرض، فهو في بطني. قال: اذهب فقد أحرزت نفسك من النار".

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 59)، ترجمة نافع أبي هرمز: عن أيوب السختياني، عن شيبان، عن نافع أبي هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس باللفظ المتقدم.

ونافع هذا ضعيف كما في اللسان (6/ 174).

4 -

المروى عن أبي هند الحجام، واسمه سالم. نحو الحديث السابق.

ذكره الحافظ في التلخيص (1/ 41)، وعزاه لأبي نعيم في معرفة الصحابة، وقال: فيه أبو الحجاف. وفيه مقال. اهـ. وهو عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (3/ ق 1293)، لكن ليس فيه أبو الحجاف هذا.

وقد نقل في التلخيص (1/ 42)، عن ابن الصلاح في مشكل الوسيط قوله: لم نجد لهذا الحديث أصلًا بالكلية. قال: وهو متعقب. اهـ.

ص: 580

3823 -

وقال أبو يعلى (1): حدّثنا محمد ابن أَبِي بَكْرٍ، ثنا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُم أَيْمَنَ رضي الله عنها: قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فخارة يبول فيها. فكان صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُم أَيْمَنَ. صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا (2) فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أُم أَيْمَنَ: صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قُمْتُ وأنا عطشى فشربت ما فيها. قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أبدًا.

(1) لم أره في المطبوع.

(2)

"من قوله: فقال إلى قوله: ما فيها": ليس في (عم) ولا "سد".

ص: 581

3823 -

درجته:

فيه الحسن بن حرب لم أستطع معرفته. وبقية رجاله ثقات. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 36 أ)، وسكت عليه. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 284)، وقال: رواه الطبراني.

وفيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف. اهـ. وهو ليس في سند أبي يعلى.

ص: 581

تخريجه:

الحديث مروى عن أم أيمن بإسنادين:

الأول: تقدم عند أبي يعلى. وقد ذكر الحافظ الإِصابة (4/ 433)، ترجمة أم أيمن أن ابن السكن أخرجه من طريق ابن حسين، عن نافع بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

والثاني: أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 89: 230)، من طريق أبي مالك، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن بنحوه.

وأبو مالك النخعي: متروك. انظر: التقريب (2/ 468: 11). =

ص: 581

= وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 444: 365).

كما أخرجه في الحلية (2/ 67)، ترجمة أم أيمن، من طريق شبابة.

وكذا الحاكم في المستدرك (4/ 63)، فضائل الصحابة، ذكر أم أيمن، من طريقه.

قال الحافظ في التلخيص (1/ 43)، وأبو مالك ضعيف، ونبيح لم يلحق أم أيمن. اهـ.

وله شاهد من حديث أميمة بنت رقيقة. بنحوه. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان، ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة، كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح؟ قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف، وكانت تكنى أم يوسف. فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه".

أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الطهارة، باب في الرجل يبول بالليل في الإِناء ثم يضعه عنده.

(1/ 28: 4)، عن محمد بن عيسى، عن حجاج، عن ابن جريج، عن حكيمة، عن أمها أميمة. فذكر جزأه الأول.

ورجاله كلهم ثقات إلَّا حكيمة فقد قال عنها في التقريب (2/ 595: 11)، لا تعرف.

ومن طريق أبي داود أخرجه البغوي في شرح السنَّة، كتاب الطهارة، باب البول في الإِناء (1/ 388: 194). به بنحوه.

كما أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 189: 477)، عن أحمد بن زياد الحذاء الرقي. والنسائي في السنن" كتاب الطهارة، باب البول في الإِناء (1/ 31)، عن أيوب بن محمد الوزان.

وابن حبّان في صحيحه الإِحسان، باب الاستطابة، ذكر الزجر عن أن يبول المرء =

ص: 582

= وهو قائم (2/ 348: 1423)، عن أبي حاتم، عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، عن يحيى بن معين.

وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 251)، ترجمة أم أيمن. من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار به.

والبيهقي في السنن (7/ 67)، كتاب النكاح، باب تركه الإِنكار على من شرب بوله ودمه، من طريقه أيضًا.

والحاكم في المستدرك، كتاب الطهارة (1/ 167)، عن أبي بكر إسماعيل بن محمد، عن محمد بن الفرح الأزرق. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، وسنة غريبة، وأميمة بنت رقيقة صحابية مشهورة مخرج حديثها في الوحدان للأئمة ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

أربعتهم عن حجاج به بنحوه. وفيه ما تقدم من جهالة حكيمة.

وقد ذهب بعض الأئمة إلى تصحيحه، لما روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها في كتاب الطهارة، باب البول في الطست (1/ 32)، عن عمرو بن علي، عن أزهر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي. لقد دعا بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه وما أشعر، فإلى من أوصى؟ ".

فقالوا: هذا شاهد صحيح يرقى حديث الباب إلى الصحة.

ذهب إلى ذلك القاضي عياض في الشفا (1/ 90)، وذكر أن الدارقطني ألزم مسلمًا والبخاري إخراجه في الصحيح. اهـ. أي حديث أم أيمن. دون تعرض لغيره.

لكن كما هو واضح فحديث عائشة لا يشهد إلَّا للشطر الأول من حديث أميمة.

وهو أنه صلى الله عليه وسلم كان يبول في الإِناء.

قال المناوي في فيض القدير (5/ 177: 6858)، بعد أن صححه تبعًا للسيوطي: قال عبد الحق عن الدارقطني: هذا الحديث ملحق بالصحيح، جار مجرى =

ص: 583

= مصححات الشيخين. وتعقبه ابن القطان بأن الدارقطني لم يقض فيه بصحة ولا ضعف. والخبر متوقف الصحة على العلم بحال الرواية فإن ثبت ثقتها صحت روايتها.

وهي لم تثبت. اهـ. قال: وفي اقتفاء السنن: هذا الحديث لم يضعفوه، وهو ضعيف.

ففيه حكيمه وفيها جهالة، فإنه لم يرو عنها إلَّا ابن جريج، ولم يذكرها إلاِّ ابن حبّان في الثقات. اهـ. قال: ونوزع مما فيه طول. والتوسط ما جزم به النووي من أنه حسن. اهـ. وعلى كل فبانضمام طريق أميمة إلى طريق أم أيمن يكون الحديث في درجة الحسن لغيره. ولكن بعد الجزم يكون بركة في الحديثين واحدة، إذ نقل الحافظ في الإِصابة (4/ 250)، ترجمة بركة وفي (4/ 432)، ترجمة أم أيمن عن ابن السكن الجزم بان القصتين مختلفتان، وأن بركة أم أيمن غير بركة أم يوسف، ولم يجزم الحافظ بشيء. ونقل في التلخيص الحبير (1/ 43)، عن ابن دحية تصحيح ذلك، وأيده. وهو الظاهر. والله أعلم.

ص: 584