المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌27 - باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌18 - سورة الإِسراء

- ‌19 - سورة الكهف

- ‌20 - سورة طه

- ‌21 - سورة الحج

- ‌22 - سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌23 - سورة النور

- ‌24 - سورة الفرقان

- ‌25 - سورة الشعراء

- ‌26 - سورة القصص

- ‌27 - سورة الروم

- ‌28 - سورة آلم تنزيل السجدة

- ‌29 - سورة الأحزاب

- ‌30 - سورة فاطر

- ‌31 - سورة يس

- ‌32 - سورة الصافات

- ‌33 - سورة ص

- ‌34 - سورة الزمر

- ‌35 - سورة فصِّلت

- ‌36 - سورة حم عسق

- ‌37 - سورة الزخرف

- ‌38 - سورة الدخان

- ‌39 - سورة الأحقاف

- ‌40 - سورة القتال

- ‌41 - سورة الفتح

- ‌42 - سورة الحجرات

- ‌43 - سورة ق

- ‌44 - سورة الذاريات

- ‌45 - سورة الطور

- ‌46 - سورة النجم

- ‌47 - سورة القمر

- ‌48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ

- ‌49 - سورة الواقعة

- ‌50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة

- ‌51 - سورة الحشر

- ‌52 - سورة الممتحنة

- ‌53 - سورة المنافقين

- ‌54 - سورة الطلاق

- ‌55 - سورة التحريم

- ‌56 - سُورَةِ تَبَارَكَ

- ‌57 - سورة ن

- ‌58 - سورة الحاقة

- ‌59 - سورة سأل

- ‌60 - سورة الجن

- ‌61 - سورة المزمل

- ‌62 - سورة المدثر

- ‌63 - سورة المرسلات

- ‌64 - سورة النبأ

- ‌65 - سورة التكوير

- ‌66 - سورة إذا السماء انشقت

- ‌67 - سورة البلد

- ‌68 - سورة الضحى

- ‌69 - سورة إذا زلزلت

- ‌70 - سورة الماعون

- ‌71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا .. إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ

- ‌72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح

- ‌73 - سورة تبت

- ‌74 - سورة الإِخلاص

- ‌75 - سورة المعوذتين

- ‌40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ

- ‌1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌2 - باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

- ‌4 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غيبته

- ‌7 - باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ

- ‌9 - باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

- ‌10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب بركته حَيًّا وَمَيِّتًا

- ‌12 - باب حياته فِي قَبْرِهِ

- ‌13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْصَافِهِ

- ‌14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - باب حلمه صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ

- ‌17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ

- ‌18 - بَابُ قُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجماع

- ‌19 - باب

- ‌20 - بَابُ صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - باب نفع شفاعته

- ‌26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌28 - باب ذكر قتل عمر

الفصل: ‌27 - باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

‌27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

3881 -

قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ أبا بكر رضي الله عنه فأثنى عليه، وقال: ولدني مرتين (1).

(1) هذا ملحق بفضائل أبي بكر رضي الله عنه. ووضعه هنا لعله وهم.

ومراده هنا أن أمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. كما في السير (6/ 255)، وجعلها الذهبي في التذكرة (1/ 166)، من أحسن مناقبه.

ص: 733

3881 -

درجته:

مقطوع صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ).

ص: 733

تخريجه:

أخرجه المزي في تهذيب الكمال (5/ 81)، ترجمة جعفر. من طريق الدارقطني، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، عن محمد بن الحسين الحنيني، عن عبد العزيز بن محمد الأزدي، عن حفص بن غياث، عن جعفر بلفظ:

"ما أرجو من شفاعة علي شيئًا إلَّا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، ولقد ولدني مرتين".

ص: 733

3882 -

حدثنا (1) يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كُسِرَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، فنحره عمر رضي الله عنه، فدعا (2) عليه ناسًا (3) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس رضي الله عنه: لَوْ صَنَعْتَ هَذَا كُلَّ يَوْمٍ تَحَدَّثْنَا عِنْدَكَ (4)؟ قال رضي الله عنه: لا أعود لِمِثْلِهَا، إِنَّهُ مَضَى لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي (5) غير طريقهما.

(1) هذا سند مسدّد.

(2)

في (مح) و (عم): "فدعى".

(3)

في (سد): "ناس"، وهو خطأ ظاهر.

(4)

في (عم) و (سد): "عنك".

(5)

في (عم): "سلكت غير طريقهما".

ص: 734

3882 -

درجته:

رجاله ثقات لكنه مرسل، وعلى القول بصحة مراسيل سعيد يكون صحيحًا.

ص: 734

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288)، ترجمة عمر: عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد به بنحوه وابن عساكر في تاريخه (13/ 127)، من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه.

وأخرجه أحمد نحوه في الزهد (ص 45)، عن أبي روح بن عبادة، عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، فذكر نحوه، عن عمر، وأن عمر نحو ناقة عمياء من إبل الصدقة فأطعم أمهات المؤمنين منها، ثم دعا على الباقي منها المهاجرين والأنصار.

ولم يذكر قول العباس له. ولا بقية كلام عمر. وأخرج ابن عساكر نحوه في (13/ 139)، ترجمة عمر، من طريق مالك به.

ص: 734

3883 -

[1] حدّثنا (1) حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا نَشُكُّ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لسان عمر رضي الله عنه.

[2]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدّثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ نَحْوَهُ (2).

(1) سند مسدّد.

(2)

في (عم): "عن مجالد نحوه".

ص: 735

3883 -

درجته:

حسن من أجل مجالد. وقد بالغ البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ)، حيث ضعفه لأجل مجالد، مع أنه صدوق.

ص: 735

تخريجه:

أخرجه الفسوي في تاريخه (1/ 461)، ترجمة عمر. عن عبيد الله بن موسى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن علي بنحوه.

وإسماعيل: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 503).

فمتابعته لمجالد ترقي الأثر إلى درجة الصحيح لغيره.

والبغوي في الجعديات (ص 348: 2403)، عن علي بن الجعد، عن شريك.

والبغوي في شرح السنَّة (14/ 86: 3877)، من طريق أبي القاسم البغوي به بنحوه.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 395: 601) عن محمد بن سليمان، عن الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب.

وفي (1/ 249: 310)، عن الحسن بن حماد سجادة، عن سفيان.

وفي (1/ 401: 614)، عن الحسين، عن أبيه، عن ابن السماك. =

ص: 735

= أربعتهم عن إسماعيل به بنحوه. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 16)، من عدة طرق عنه به بنحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 23: 12023)، عن عبد الله بن إدريس، عن الشيباني وإسماعيل، عن الشعبي به بنحوه.

ومن طريق ابن إدري أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 410: 634).

كما أخرجه عبد الله (1/ 330: 470)، عن هارون بن سفيان، عن معاوية، عن زائدة، عن بيان، عن الشعبي به بنحوه.

ومن طريق زائدة، وابن فضيل، وجرير عن بيان. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 15)، به بنحوه.

وقد خالف الرواة عن إسماعيل، قيس بن الربيع، حيث رواه عن إسماعيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن علي بنحوه. كما أخرجه عبد الله في زياداته على الفضائل (1/ 442: 707)، عن يحيى، عن حميد بن الأصبغ، عن آدم بن أبي أياس، عنه به.

والرواية الأولى أرجح من روايته عن إسماعيل؛ لأن قيسًا صدوق تغير لما كبر.

أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. انظر: التقريب (2/ 128: 139)، بخلاف الوجه الأول فقد رواه عن إسماعيل ثقات.

وقد خولف إسماعيل أيضًا عن الشعبي، فروي عنه، عن وهب السوائي.، عن علي بنحوه بزيادة يسيرة.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (1/ 106)، عن أبي صالح هدبة بن عبد الوهاب، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن يحيى بن أيوب البجلي، عنه به.

والفضائل (1/ 84: 50)، عن هدبة به بنحوه. =

ص: 736

= وفي السنة (2/ 582: 1374)، عنه به بنحوه لكنه أسقط الشعبي، فلعله سقط من المطبوع. ومن طريق محمد بن عبيد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 15).

وروى عنه، عن أبي جحيفة، عن علي بنحوه.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 42)، ترجمة عمر. عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن الوليد، عن عبد الرحمن بن نافع، عن مروان بن معاوية، عن يحيى بن أيوب البجلي، عنه به بنحوه.

ورواية إسماعيل عن الشعبي أرجح؛ لأنه ثقة كما تقدم. أما يحيى البجلي الذي روى عن الشعبي الوجهين الآخرين فلا بأس به. انظر: التقريب (2/ 343: 21).

وعليه فالأثر من طريق إسماعيل عن الشعبي، عن علي في درجة الصحيح.

وقد توبع الشعبي عن علي.

فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 222)، باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (ح 20380)، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ علي بنحوه.

وفيه عاصم بن بهدلة: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (1/ 383: 3).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 358: 522)، عن جعفر، عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق به بنحوه.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 152)، عن سعد الناقد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن طاهر بن أحمد الزبيري، عن أبيه ويعقوب بن سفيان، في مسنده، كما في البداية والنهاية (6/ 201)، عن عبيد الله بن موسى كلاهما عن أبي إسرائيل، عن الوليد بن العيزار، عن عمرو بن ميمون، عن علي بنحوه.

ومن طريق يعقوب أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 370)، باب إخباره صلى الله عليه وسلم بمحدثين، به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريقه أيضًا به.

كما أخرجه الفسوي في تاريخه (1/ 462)، عن عبيد الله به بنحوه. =

ص: 737

= وأبو نعيم في الحلية (1/ 42)، من طريق الوليد به بنحوه.

وكذا ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريقه أيضًا.

والخلاصة أنه مروي عن علي من ثلاث طرق، طريق الشعبي، وطريق زر بن حبيش، وطريق عمرو بن ميمون.

وله شاهد مروي عن ابن مسعود، وآخر عن طارق بن شهاب.

أما المروي عن ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 24: 12030)، عن شريك، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بلفظ:"ما كنا نتعاجم أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ملكًا ينطق بلسان عمر".

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، به بنحوه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 184: 8827)، عن أحمد بن زهير التستري، عن معمر بن سهل، عن أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عبد الله بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 70)، رواه الطبراني وإسناده حسن. اهـ.

وأما المروي عن طارق بن شهاب فاختلف على شعبة فيه في إسناده.

فروي عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن علي بلفظ "أن ملكًا ينطق على لسان عمر".

أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 42)، عن محمد بن أحمد بن مخلد، عن محمد بن يونس الكديمي، عن عثمان بن عمر، عنه به. باللفظ المتقدم.

وروي عنه، عن قيس، عن طارق بنحو اللفظ السابق.

أخرجه أحمد في الفضائل (1/ 263: 341)، عن محمد بن جعفر به بنحوه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 384: 8202)، عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى، عنه به بنحوه. =

ص: 738

= وعن عمر بن حفص السدوسي، عن عاصم بن علي، عنه به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 70)، رواه الطبراني ورجاله ثقات.

والبيهقي في الدلائل (6/ 370)، عن محمد بن الحسين القطان، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان، عن مسلم بن إبراهيم، عنه به بنحوه.

وابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريق يعقوب به بنحوه.

وروي عنه، عن يحيى بن حصين، عن طارق بنحوه.

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عنه به بنحوه.

أما المختلف عليه فهو شعبة الثقة الإِمام. وأما المختلفون فهم:

عثمان بن عمر بن فارس: ثقة وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه. انظر: التقريب (2/ 13: 98)، روى الوجه الأول.

أسد بن موسى: صدوق يغرب. انظر: التقريب (1/ 63: 458)، عاصم بن علي بن عاصم: صدوق ربما وهم. انظر: التقريب (1/ 384: 17).

مسلم بن إبراهيم: ثقة مأمون. انظر: التقريب (2/ 244: 1070)، رووا الوجه الثاني.

وأما عبد الصمد بن عبد الوارث: فهو صدوق، ثبت في شعبة. انظر: التقريب (1/ 507: 1202). فالظاهر أنه مروي عن شعبة بالأوجه الثلاثة.

وأصله مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدة ألفاظ تشبه هذا اللفظ لكن أصحها: ما أخرجه البخاري في صحيحه، فضائل الصحابة، فضائل عمر (3/ 16: 3689)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر" قال: زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد كان =

ص: 739

= فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء. فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر".

وأخرجه أيضًا في الأنبياء (2/ 497: 3469)، عنه بنحو اللفظ السابق.

وأخرجه مسلم في صحيحه: الفضائل، فضائل عمر (5/ 259: 23)، عن عائشة بنحوه. والترمذي في السنن: مناقب عمر، (5/ 285: 3776)، عنها بنحوه.

وروي نحوه في غير الكتب الستة بأسانيد صحيحة.

ص: 740

3884 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ -هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ- عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ قال: إن أبا سفيان (2) رضي الله عنه جَاءَ (3) فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ (4)(5) خَطَبَهَا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأبته؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما منعها من عمر رضي الله عنه، ما بالمدينة رجل إلَّا أن يكون (6) نبي أفضل من عمر رضي الله عنه. قَالَ. فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يومئذٍ أبو بكر (7) رضي الله عنه؟ قال: لا أدري.

(1) بغية الباحث (2/ 894).

(2)

في (عم): "أباسفيا".

(3)

في (عم): "فجاء".

(4)

الختن: الصهر. والختونة: المصاهرة. انظر: اللسان (13/ 138)، والمراد ابنة أبي سفيان.

(5)

في (عم): "حسك"، وفي (مح):"جيتبك"، والظاهر ما أثبت.

(6)

في (عم): "يكو".

(7)

في (عم) و (سد): "أبا بكر".

ص: 741

3884 -

درجته:

ضعيف لأجل المبهم الذي في الإِسناد، ولم أعرف هل هو صحابي أم لا؟ وبقية رجاله ثقات. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 ب)، رواه الحارث بسند ضعيف. اهـ.

ص: 741

تخريجه:

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 430: 680)، عن محمد، عن محمد بن يوسف، عن الفضل بن دكين، عن جعفر بن حيان، عن ثابت بن الحجاج فذكر نحوه. وهو منقطع لأن ثابتًا لم يدرك عمر. لكنه روى عن جابر، وعن الحسن بنحوه أيضًا. =

ص: 741

= أما المروي عن جابر رضي الله عنه فلفظه: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما: يا خير الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أما أنك إن قلت ذاك فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر".

أخرجه الترمذي في السنن. انظر: مناقب عمر (5/ 281: 3767)، عن محمد بن المثنى، عن عبد الله بن داود الواسطي، عن عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه باللفظ المتقدم.

وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك.

وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586: 1274). والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 99)، كلاهما عن أبي موسى محمد بن المثنى به بنحوه.

وأخرجه ابن الجنيد في سؤالاته لابن معين (ص 319: 185)، عن داود بن مهران الدباغ، عن عبد الله بن داود به بنحوه. ونقل عن يحيى قوله: ما أعرف عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر، وأنكر الحديث ولم يعرفه.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 4)، ترجمة عبد الرحمن بن أخي بن المنكدر عن محمد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن يعقوب، عن داود بن مهران به بنحوه. وقال: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به. اهـ.

وأخرجه ابن الجوزي من طريقه في العلل (1/ 195: 304)، فضائل عمر: به بنحوه.

وقال: هذا الحديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا يتابع عبد الرحمن عليه، ولا يعرف إلَّا به.

وأما عبد الله بن داود فقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بروايته. اهـ. =

ص: 742

= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 55)، من طريق داود بن مهران، عن عبد الله به بنحوه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 90)، عن محمد بن عبد الله الجوهري، عن محمد بن إسحاق، عن بشر بن معاذ، عن عبد الله به بنحوه. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: عبد الله ضعفوه. وعبد الرحمن متكلم فيه والحديث شبه موضوع. اهـ.

وابن عدي في الكامل (4/ 243)، ترجمة عبد الله بن داود. عن النعمان بن أحمد الواسطي، عن الفضل بن موسى البصري، عن عبد الله به بنحوه.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في التاريخ (13/ 56)، ومن طريق حمزة بن الحسين، عن الفضل بن موسى به بنحوه.

فمداره على عبد الله بن داود الواسطي وهو: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 281:413).

وعبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر: مجهول. انظر: التقريب (1/ 503: 116).

وعلى هذا فسند الحديث ضعيف.

أما متنه فقال ابن معين إنه منكر، ولم يعرفه. كما مر. وقال العقيلي: لم يتابع عليه. وقال الذهبي في الميزان (2/ 415: 4294)، هذا كذب.

وقال في تلخيص المستدرك كما مر: شبه موضوع.

وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه أيضًا (13/ 56)، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، وأخيه أبي بكر وأبي الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذياخي.

كلهم عن أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، عن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفراييني، عن جعفر بن محمد الخفاف، عن جابر، فذكره بنحوه. =

ص: 743

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 432: 685)، عن محمد، عن علي بن داود، عن عبد الله، عن ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن علي بن حسين، عَنْ جَابِرٍ قَالَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أقلت الغبراء بعد النبيين على رجل خير منك يا عمر".

لكن ابن لهيعة صدوق اختلط في آخر عمره. التقريب (1/ 444: 574).

وأما المروي عن الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 35: 12058)، عن معتمر، عن أبيه، عن الحسن وسيأتي لفظه وهو مرسل.

وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 295)، ترجمة عيسى بن محمد بن بكير عن أبي ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، عن أبيه، عن جده، عن عيسى بن محمد بن بكير السلمي، عن محمد بن خالد المزني الشامي، عن معتمر بن سليمان، عن يونس، عن الحسن. قال: خطب المغيرة بن شعبة وعمر بن الخطاب امرأة. فزوج المغيرة، ومنع عمر. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لقد ردوا خير هذه الأمة".

وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (13/ 67)، بنحوه. وقال: هذا مرسل.

وأبو ذر، وجده لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا.

وعيسى بن محمد. ذكره السهمي في تاريخ جرجان (ص 294)، دون ذكر جرح أو تعديل فيه.

هذا بالإِضافة إلى أن الحديث مرسل.

ثم إن متن الحديث منكر. قال الشيخ الألباني في الضعيفة (3/ 533): ثم إن الحديث ظاهر البطلان لمخالفته لما هو مقطوع به من أن خير من طلعت عليه الشمس إنما هو نبينا صلى الله عليه وسلم ثم الرسل والأنبياء. ثم أبو بكر. اهـ. وذكر حديث أبي الدرداء =

ص: 744

= أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد أفضل أو أخير من أبي بكر، إلَّا أن يكون نبي".

وهو حديث أخرجه عبد في المنتخب (ص 101: 212)، وفيه عنعنة ابن جريج.

والأولى أن يذكر حديث ابن عمر: "كنا نقول فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم.

أخرجه البخاري في صحيحه فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان (3/ 19: 3697).

وأبو داود في السنن، كتاب السنَّة، باب في التفضيل. (5/ 24: 4627).

وغيره من الأحاديث التي فيها تفضيل أبي بكر على عمر رضي الله عنهما.

ص: 745

3885 -

وَقَالَ مسدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن الأعمش، عن سالم ابن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أَتَى (1) أَهْلُ نَجْرَانَ عليَّا رضي الله عنه فَقَالُوا (2): نَسْأَلُكَ خطَّك (3) بِيَدِكِ، وَشَفَاعَتَكَ بِلِسَانِكَ أَنْ تردَّنا. قال كان عمر رضي الله عنه رَشِيدَ الْأَمْرِ، فَلَوْ طُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمًا لَطُعِنَ عليه يومئذٍ.

(1) في (سد): "أتا"، بالممدود.

(2)

في (سد): "قالوا".

(3)

في (عم): "حطك"، بالمهملة.

ص: 746

3885 -

درجته:

ضعيف لأن سالمًا لم يسمع عن علي.

ص: 746

تخريجه:

أخرجه أبو يوسف في كتاب الخراج (ص 80)، عن الأعمش، عن سالم بنحوه، وفيه زيادة وهي قوله: وكان عمر رضي الله عنه أجلاهم لأنه خافهم على المسلمين، وقد كانوا اتخذوا الخيل والسلاح في بلادهم، فأجلاهم عن نجران اليمن وأسكنهم نجران العراق. قال وكانوا يرون أن عليًا لو كان مخالفًا لسيرة عمر لردهم.

ثم ذكر أن عليًا كتب لهم كتابًا. اهـ.

وأخرجه ابن أبن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، فضائل عمر (12/ 32: 12053)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بنحوه. وفيه: أخرجنا عمر من أرضنا فأرددنا إليها.

وأخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 128: 273)، ما يجوز لأهل الذمة أن يحدثوا في أرض العنوة، عن أبي معاوية به بنحوه. كما أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المغازي، باب ما ذكر في أهل نجران (14/ 550: 18863)، عن وكيع، عن الأعمش به بنحوه وفيه بعض الزيادات.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنَّة (2/ 559: 1307)، عن عثمان بن =

ص: 746

= أبي شيبة، عن شريك، أو رجل عن شريك، عن الأعمش به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (13/ 139)، من طريق الأعمش به بنحوه. وهو منقطع كما مر. وأخرجه في زيادات الفضائل (1/ 366: 537)، عن محمد بن سليمان، عن الربيع، عن أبي إسماعيل، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن رجل، عن علي فذكر نحوه.

والرجل مبهم لم يتميز.

فالأثر بمجموع الطريقين في مرتبة الحسن لغيره.

ص: 747

3886 -

وقال أبو يعلى (1): حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عن إسماعيل العجلي (2)، عن حمَّاد ابن أَبِي سُلَيْمَانَ (3)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عمَّار. أَتَانِي جبريل عليه الصلاة والسلام آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حدَّثتك بِفَضَائِلِ عُمَرَ رضي الله عنه مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، أَلْفَ سَنَةٍ إلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ. وإن عمر رضي الله عنه لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما.

(1) المسند: (2/ 259: 1600)، المقصد العلي (ق 120 ب).

(2)

في جميع النسخ: "البجلي"، بالباء، والصحيح:"العجلي"، بالعين.

(3)

في (سد): "سلمة".

ص: 748

3886 -

درجته:

موضوع لحال الوليد بن الفضل لأنه كذاب. وفيه إسماعيل ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 71)، فضائل عمر: رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وهو تساهل.

ص: 748

تخريجه:

الحديث في جزء الحسن بن عرفة (ص 60: 35).

وقد أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 79)، عن أبي يعلى به بنحوه.

وأخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 429: 678)، عن محمد، عن الحسن بن عرفة به بنحوه.

وابن بلبان المقدسي في المقاصد السنية (ص 394)، بسنده عن ابن عرفة، وقال: انفرد بإخراجه الحسن بن عرفة من رواية عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 748

= وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 194: 303)، باب فضل عمر.

من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه وقال: قال الأزدي: إسماعيل ضعيف، قال أبو حاتم: الوليد مجهول، وقال ابن حبّان: كان يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة. اهـ.

كما أورده في الموضوعات (1/ 321)، فضل عمر من طريقه أيضًا. ثم نقل قول أحمد: هذا حديث موضوع، ولا أعرف إسماعيل، وقول الأزدي: هو ضعيف. اهـ.

ونقل السيوطي كلامه في اللآلىء (1/ 303)، وذكر له طرقًا أخرى ستأتي.

وذكره صاحب تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وقال: فيه إسماعيل بن عبيد بن نافع البصري.

ثم ذكر له شاهدًا عن أبي، وسيأتي ذكره. وذكر طرقًا أخرى عن غير أبي ستأتي أيضًا.

وذكره الشوكاني في الفوائد (ص 361)، ونقل كلام ابن الجوزي. ثم قال: قال في اللآلىء إنه أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة. قلت: أخرجه أبو نعيم فكان ماذا؟؟ فليس بمثل هذا يتعقب قول من قال: إنه موضوع. اهـ.

ولم أجد هذا الكلام عند السيوطي في اللآلىء كما لم أجده عند أبي نعيم في معرفة الصحابة.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه. وذلك بعد أن ذكر أنه روي عن شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان بنحو ذلك، ثم قال: وهذا الحديث إنما يروى عن عمار بن ياسر، فذكره.

وقد أخرج الحديث أيضًا بن عدي في الكامل (7/ 79)، عن عبد الله بن محمد بن سلم عن الحسن بن إبراهيم البياضي، عن الوليد به بنحوه. =

ص: 749

= والطبراني في الكبير. كما ذكر ذلك السيوطي في الآلئ (1/ 303)، وفي الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 252: 3671)، عن أحمد بن القاسم، عن الوليد به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 30)، من طريق الوليد به بنحوه.

فمداره على الوليد وهو كذاب كما مر.

قال الذهبي في الميزان (1/ 238)، ترجمة إسماعيل: هو باطل. وكذا قال ابن حجر في اللسان (6/ 274)، في ترجمة الوليد.

وقد روي عن إسماعيل بن عبيد من وجه آخر. فقد رواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1/ 340 ح 118)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، عن أبي إسحاق إبراهيم بن أسباط، عن أبي إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمن الأعرج، عن إسماعيل بن عبيد العجلي، عن خلف بن خليفة، عن المغيرة بن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمار بنحوه.

وفيه إسماعيل بن عبيد العجالي ضعيف كما تقدم، والمغيرة مدلس من الثالثة يصرح بالسماع.

وقد روي الحديث أيضًا عن أبي، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد، وعائشة، وعثمان.

أما المروي عن أبي. فأخرجه تمام في فوائده، كما ذكر ذلك السيوطي في الآلئ (1/ 303)، عن إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، كلاهما عن زكريا بن يحيى، عن الفتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي، عن حسان بن غالب، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي مرفوعًا بنحوه.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 29)، من طريق تمام به بنحوه.

وأخرجه أيضًا في الموضع نفسه من طريق عبد الله بن أبي سفيان، عن فتح بن نصر به بنحوه. =

ص: 750

= كما أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق حسان كما في تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وقال: موضوع. اهـ. ونقل عنه هذا الحكم ابن حجر في اللسان (2/ 238). وذكر أنه حكم بوضعه. والآفة فيه من حسان بن غالب فإنه وضاع وخاصة عن مالك. انظر: اللسان (2/ 238)، وله طريق أخرى عن أبي: حيث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 321)، من طريق محمد بن رزق الله، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عامر الأسلمي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي بنحوه.

قال: وهذا غير صحيح. قال يحيى بن معين: عبد الله بن عامر ليس بشيء.

وقال ابن حبّان: كان يقلب الأسانيد والمتون. اهـ.

وذكر السيوطي هذا الكلام عنه في اللآلىء (1/ 303)، وقال: هو من رجال ابن ماجه. اهـ. أي: عبد الله بن عامر. وقال في تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وجاء من حديث أُبي بن كعب من طريقين، أخرج أحدهما ابن بطة، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي ليس بشيء. قال ابن حبّان: يقلب الأسانيد والمتون. اهـ. ونقل أن ابن حجر في اللسان قال: ليست الآفة منه، وفي السند ابن بطة والنقاش المفسر وفيهما مقال صعب. اهـ.

والنقاش هو محمد بن الحسن المفسر: ضعيف جدًا. ورماه بعضهم بالوضع.

انظر: اللسان (5/ 149)، وذكر الحافظ الذهبي في الميزان (4/ 35)، أنه وضع حديثًا في فضائل أهل البيت.

وعلى هذا يكون الحديث أيضًا موضوعًا عن أبي.

وأما المروي عن زيد فأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 29)، عن أبي الحسن علي بن المسلم وأبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله، كلاهما، عن أبي عبد الله بن أبي الحديد، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف، عن أبي العباس محمد بن يونس الكديمي، عن علي بن =

ص: 751

= علي الرفاعي، عن يحيى بن عبد الله، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن زيد بنحوه. قال: وفي حديث أبي الحسن: عن ابن قتيبة بدل علي بن علي. وهو الصواب. اهـ.

ومحمد بن يونس الكديمي: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 222: 850).

وعلي بن علي، وشيخه لم أستطع معرفهما.

وأما المروي عن أبي سعيد فأخرجه ابن عساكر أيضًا (13/ 29)، عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، عن أبي طالب العشاري، عن أبي الحسين بن سمعون، عن محمد بن يونس المقرئ، عن محمد بن هشام، عن داود بن سليمان، عن خازم بن جبلة، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد فذكره بنحوه.

وخازم قال الدوري: لا يكتب حديثه. انظر: (2/ 455).

وداود بن سليمان: ضعيف جدًا. قاله الأزدي. انظر: اللسان (2/ 513).

وأما المروي عن عائشة:

فأخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 135)، ترجمة برية بن محمد. عن الحسين بن محمد أخي الخلال، عن برية، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرت نحوه.

قال الخطيب: وفي كتابه -أي برية- بهذا الإِسناد عدة أحاديث منكرة المتون جدًا.

وذكره السيوطي في اللآلىء (1/ 304)، وقال: قال الخطيب: موضوع.

وقد أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 194: 302)، من طريق الخطيب به بنحوه. وقال: هذا حديث لا يصح. وكل رواته ثقات ما خلا بريه. قال الخطيب: له أحاديث باطلة موضوعة منكرة المتون جدًا. اهـ.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، من طريقه أيضًا بنحوه.

ص: 752

= وهو برية بن محمد: كذاب مدبّر. انظر: اللسان (2/ 15).

والمروي عن عثمان أخرجه ابن عساكر في تاريخه أيضًا (9/ 589)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسن الدارقطني، عن أبي عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي، عن أحمد بن داود بن يزيد بن ماهان، عن يحيى بن أحمد الكوفي، عن شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان فذكره بنحوه.

لكنه قال: وهذا الحديث إنما يروى عن عمار بن ياسر. اهـ. والخلاصة أن الحديث لا يثبت بوجه. وقد نقل ابن أبي حاتم في العلل (4/ 385)، عن أبيه أنه قال: هذا حديث باطل موضوع، اضرب عليه. اهـ.

ص: 753

3887 -

وقال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن أشعث، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ الْكَذِبَ فعمر رضي الله عنه.

ص: 754

3887 -

درجته:

ضعيف لأنه مرسل. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ).

ص: 754

تخريجه:

لم أجده.

ص: 754

3888 -

حدّثنا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "لَوْ مَاتَ جَمَلٌ فِي عَمَلِي ضَيَاعًا خَشِيتُ أن يسألني الله تبارك وتعالى عنه".

(1) هذا سند مسدّد.

ص: 755

3888 -

درجته:

ضعيف لأنه مرسل.

ص: 755

تخريجه:

أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 566)، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن جده، عن عمر بنحوه.

وعبد الرحمن بن زيد: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 480: 941).

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 305)، عن محمد بن عمر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن عمرو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عن أبيه، عن عمر باللفظ المتقدم بزيادة: ضياعًا على شط الفرات.

ومحمد بن عمر: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567)، لكن أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 277: 16333)، كتاب الزهد، عن وكيع، عن أسامة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عنه نحو هذا لكن قال فيه:"لو هلك حمل من ولد الضأن".

وأسامة بن زيد الليثي: صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 53: 358).

ورواية حميد عن عمر مرسلة. انظر: التقريب (1/ 203: 603).

وأخرج أبو نعيم في الحلية نحوه (1/ 53). عن محمد بن معمر، عن عبد الله بن الحسن الحراني، عن يحيى بن عبد الله البابلتي، عن الأوزاعي، عن داود بن علي، عن عمر: فذكره بلفظ: لو ماتت شاة. =

ص: 755

= وداود بن علي: مقبول (ت 133 هـ). انظر: التقريب (1/ 233: 29)، فروايته مرسلة.

والأثر بمجموع الطرق في درجة الحسن لغيره.

وقد روي ابن سعد في الطبقات (3/ 286) عن المعلي بن أسد، عن وهيب بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سالم بن عبد الله أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول: إني لخائف أن أسال عما بك.

لكنه مرسل أيضًا.

ص: 756

3889 -

قَالَ (1) إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وهو يشتكي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ، وَقَدْ عَتَا عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ فَكَيْفَ لَوْ مَلَكَنَا، كَانَ أَعْتَى وَأَعْتَى، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: أَبَالِلَّهِ تَعْرِفُونِي؟ قَالَ: أَقُولُ إِذَا لَقِيتُهُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ.

* رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(1) هذا الحديث زيادة من (ك).

ص: 757

38852 -

درجته:

هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، (سعد).

ص: 757

تخريجه:

أخرجه إسحاق في المسند (5/ 43 برقم 2146).

وأخرجه ابن جرير في التاريخ (3/ 433)، قال: حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن الزهري به.

وأخرجه قال حدّثنا ابن حميد، قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحصين بمثل ذلك.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 274)، عن سعيد بن عامر أخبرنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة، عن عائشة نحوه. (سعد).

ص: 757

3890 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى أَبُو همَّام، ثنا داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَعْلَمَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1) من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(1) في (عم) و (سد): "بعد موت رسول الله".

ص: 758

3895 -

درجته:

صحيح. وقد سكت عله البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 أ).

ص: 758

تخريجه:

لم أجده عن ابن المسيب عند غير إسحاق. لكن يشهد له الحديث المرفوع في الصحيح في رؤياه صلى الله عليه وسلم اللبن وتأويله له بالعلم. ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم أوتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم".

أخرجه البخاري في الصحيح: العلم، باب فضل العلم (1/ 46: 82)، وفي مناقب عمر (3/ 14: 3681)، وفي التعبير، باب اللبن (4/ 301: 7006)، باب إذا جرى اللبن في أطرافه (4/ 301: 7007) وباب إذا أعطى فضله غيره في النوم (4/ 306: 7007)، وباب القدح في النوم (4/ 307: 7032).

ومسلم في الصحيح: فضائل عمر (5/ 252: 16).

والترمذي في سننه: الرؤيا (3/ 367: 2386).

وفي المناقب (5/ 282: 3770).

وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (13/ 98)، من عدة طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أنه قال: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم.

وقوله: "إني لأحسب عمر حين مات قد ذهب بتسعة أعشار علم الناس".

وأخرج في (13/ 97)، بسنده إلى رجل من أهل المدينة أنه قال: دفعت إلى عمر بن الخطاب فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان، قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه.

ص: 758

3891 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبِي (1) عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا -يَعْنِي الإِمارة- كَفَافًا لا علي ولا لي، الحديث. وسيأتي إن شاء الله تعالى بطوله في كتاب الخلافة (2).

(1) زيادة من الحديث رقم (2050) ومن مسند الحميدي.

(2)

هكذا في جميع النسخ، وكتاب الخلافة سبق قبل هذا الكتاب بكثير، وهو في الأصل (73 أ)، لكني لم أجد الحديث فيه، وإنما وجدته في أواخر كتاب الجهاد، بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ القسمة. (72 ب) برقم (2050) بالإِسناد نفسه، لكن فيه: عن عاصم بن كليب، أخبرني أبي أنه سمع ابن عباس. وهو هكذا في مسند الحميدي (1/ 17: 30). وقد ذكر الحديث بطوله في ذلك الباب. ثم قال: سيأتي إن شاء الله تعالى في فضل عمر بن الخطاب، وفيه أشياء من هذا في المناقب. اهـ. وعليه فقد مضى الحديث بسنده ومتنه. لكني سأشير إلى درجته والكلام عليه باختصار.

ص: 759

3891 -

درجته:

صحيح.

ص: 759

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288)، عن سعيد بن منصور، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، به بنحوه مطولًا.

ورجاله ثقات.

وسيأتي في قصة مقتله رضي الله عنه أن هذه الجملة الواردة في الحديث هنا أصلها في الصحيح.

ص: 759

3892 -

وقال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حنين (1)، عن الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما قال: صعدت إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى منبر أبيك. قال رضي الله عنه: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ. قَالَ رضي الله عنه: ثم أخذني رضي الله عنه بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُ أُقلِّب حَصًى فِي يديَّ، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ (2). قَالَ: جَعَلْتَ تَغْشَانَا، جَعَلْتَ تَأْتِينَا (3). قَالَ: فأتيته يومًا، وهو خالٍ بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنهما فرجع، فلما رأيته رَجَعَ رَجَعْتُ. [فَلَقِيَنِي بَعْدُ فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ تأتينا؟ فقلت: قد جئت وكنت خاليًا بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ] (4). فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه (5) أَنْتَ أَحَقُّ بالإِذن مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، إنما أنت على رؤوسنا، ما نرى إلَّا اللَّهَ (6) عز وجل وَأَنْتُمْ، قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ رضي الله عنه على رأسه.

(1) في جميع النسخ: "حببب"، بالباء، والصحيح بنونين مصغرًا.

(2)

في (سد): "أحدا".

(3)

هكذا في جميع النسخ، ولعل الأولى:"لو جعلت تغشانا".

(4)

ما بين المعقوفتين في هامش (مح)، وعلَّم عليه علامة (صح).

(5)

من قوله: لم أرك -إلى هنا-: ليست في (سد).

(6)

في (مح): "ما نرى الله عز وجل وأنتم"، وفي (عم) و (سد):"ما نرى إلَّا الله"، وهو الظاهر.

ص: 760

3892 -

درجته:

صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 ب). =

ص: 760

= تخريجه:

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 799)، عن سليمان بن حرب به بنحوه.

وكذا العجلي في الثقات (ص 119)، ترجمة الحسين عنه به بنحوه.

كما أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 141)، من طريق حماد بن زيد به بنحوه. وفيه:"وإنما أثبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم".

ونقله الحافظ في الإِصابة (1/ 333)، وقال: صحيح.

كما أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 798)، عن الخزامي، عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب أن الحسين بن علي قام إلى عمر رضي الله عنه .. فذكره بنحوه دون ذكر كلام عمر في آخره.

وذكر الدارقطني في العلل (2/ 125: 156)، أن ابن عيينة رواه عن يحيى فلم يضبط إسناده وأرسله عن عمر. قال: والحديث لحماد بن زيد لأنه ضبط إسناده. اهـ. ولم أرَ رواية سفيان هذه.

ص: 761

3893 -

أخبرنا (1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صلَّى لَكَ سَجْدَةً.

* هَذَا إِسْنَادٌ صحيح.

(1) هذا سند إسحاق.

ص: 762

3893 -

درجته:

موقوف صحيح كما قال الحافظ. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 ب)، رواه إسحاق بإسناد صحيح. اهـ.

ص: 762

تخريجه:

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 903)، عن القعنبي، عن مالك به بنحوه.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 53)، ترجمة عمر: من طريق الليث، عن هشام، عن زيد بن أسلم به بنحوه.

وقد روي البخاري في صحيحه في قصة قتله رضي الله عنه، المناقب، مناقب عثمان رضي الله عنه (3/ 19: 3700)، روي قوله في هذه القصة: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإِسلام.

ص: 762

3894 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (1): حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ من مزينة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رأى على عمر رضي الله عنه ثوبًا غسيلًا، فقال صلى الله عليه وسلم: أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ قال رضي الله عنه: غسيل يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حُمَيْدًا، وتوفَّ شَهِيدًا. وَيُعْطِيكَ الله تعالى قرة عين في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

* هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ روي موصولًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. أخرجه أحمد وغيره دون آخره.

(1) مسنده (2/ 436).

ص: 763

3894 -

درجته:

ضعيف لأجل الإِبهام الوارد في سنده. فهو إما مرسل أو منقطع كما ذكر الحافظ.

ص: 763

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل ويؤمر به إذا لبس ثوبًا جديدًا (10/ 402: 9804). بالإِسناد نفسه والمتن.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 329)، عن عبد الله بن إدريس، به بنحوه.

والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 109)، ترجمة أبي الأشهب، عن أبي هاشم زياد بن أيوب، عن ابن إدريس به بنحوه.

وهو ضعيف كما تقدم.

وقد خالف إسماعيل بن أبي خالد عبد الله بن إدريس. فرواه عن أبي الأشهب بنحوه.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 329)، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، به فذكره. =

ص: 763

= وإسماعيل: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 553).

وابن إدريس، وأبو الأشهب ثقتان.

فالظاهر أنه مروي بالوجهين. لكنه ضعيف لأنه مرسل.

أما المروي عن ابن عمر فاختلف على عبد الرزاق في إسناده على وجهين:

فروي عنه، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر بنحو الرواية المتقدمة إلَّا قوله: ويعطيك الله

إلخ.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 223: 20382)، باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا.

وأحمد في المسند (2/ 89)، وفي الفضائل (1/ 255: 322)، عن عبد الرزاق به بنحوه.

والطبراني في الكبير (12/ 283: 13127)، وفي الدعاء، باب ما يقول من رأى على أخيه المسلم ثوبًا جديدًا. (2/ 980: 399)، وزاد: ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة. قال: وإياك يا رسول الله. وذلك عن إسحاق، عن عبد الرزاق به بنحوه.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 76)، باب بشارته صلى الله عليه وسلم لعمر بالشهادة والجنة: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (2/ 937)، مناقب عمر عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق به بنحوه وقال: سألت محمدًا عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني قدمت على عبد الرزاق حدّثنا بهذا الحديث عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق، عن سفيان أيضًا قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء. وأما حديث سفيان فالصحيح ما حدّثنا به أبو بعيم عن سفيان، عن ابن أبي خالد، عن أبي الأشهب، عن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبًا جديدًا، مرسل. =

ص: 764

= قال محمد: واسم أبي الأشهب زاذان. قال ابن إدريس: أنا ذهبت بابن أبي خالد إليه. اهـ.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 218: 5520) عن إسحاق الدبري به بنحوه.

كما أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب اللباس، باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبًا جديدًا (2/ 291: 3603)، عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق به بنحوه.

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 228: 1243): هذا إسناد صحيح.

ونقل عن حمزة بن محمد الكناني قوله: لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح. اهـ.

كما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 275: 311)، باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا عن نوح بن أبي حبيب. عن عبد الرزاق به بنحوه. وقال: وهذا حديث منكر. أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق. وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله واختلف عليه فيه، فروي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري مرسلًا. وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم. اهـ.

وقد ذكره صاحب تحفة الأشراف في (5/ 397)، وعزاه للنسائي ونقل قول حمزة بن محمد المتقدم.

كما نقل الحافظ في النكت كلام النسائي، وقال: هكذا وقع في رواية ابن الأحمر. اهـ.

وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 620: 352)، ونقل قول الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 137)، هذا حديث حسن غريب، ورجال الإِسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي فقال: هذا حديث منكر

إلخ قال: وجدت له شاهدًا مرسلًا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل فذكر المتن بنحو رواية أحمد. وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي، =

ص: 765

= وهو من رجال الصحيح، وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلًا: وأقل درجاته أن يوسف بالحسن. اهـ.

وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ والليلة (ص 85: 268)، باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا جديدًا، عن النسائي به بنحوه.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 255: 323)، عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق به بنحوه.

والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 175: 2504)، عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق به بنحوه وقال: لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلَّا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه. اهـ.

وابن حبّان في صحيحه (9/ 22: 6858)، ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشهادة، عن ابن قتيبة، عن ابن أبي السري، عن عبد الرزاق به بنحوه. ونقل عن عبد الرزاق أنه قال: وزاد فيه الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد: ويعطيك الله قرة العين في الدنيا والآخرة. اهـ.

ورجال عبد الرزاق كلهم ثقات.

والوجه الثاني: روي عنه، عن الثوري، عن عاصم بن عبد الله، عن سالم، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر .. فذكره بزيادة: زادك الله قرة عين في الدنيا والآخرة.

أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 981: 400)، عن علي بن سعيد الرازي، عن حفص بن عمر المهرقاني، وعن أحمد بن محمد الجمال الأصبهاني، عن أبي مسعود الرازي.

وعن أحمد بن زهير التستري، عن زهير بن محمد.

ثلاثتهم عن عبد الرزاق به بنحوه. ونقل الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 138)، أن الطبراني قال: وهم فيه عبد الرزاق وحدث به بعد أن عمي، والصحيح عن معمر، =

ص: 766

= عن الزهري، ولم يحدث به أنه عن عبد الرزاق هكذا إلَّا هؤلاء الثلاثة. اهـ.

قال محقق عمل اليوم والليلة للنسائي (ص 276): في هامش نتائج الأفكار: قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعًا، ولا ملجىء إلى توهيمه، لا سيما مع كون الراوي لذلك عنه ثلاثة، والله أعلم. اهـ.

وهذا هو الظاهر. فحفص: صدوق. انظر: التقريب (1/ 187: 453).

وأبو مسعود الرازي قال الحافظ: تكلم فيه بلا مستند. انظر: التقريب (1/ 23: 102).

وزهير بن محمد بن قصير: ثقة. انظر: التقريب (1/ 264: 79).

فالظاهر أنه مروي بالوجهين. لكن عاصم بن عبيد الله: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 384: 15).

وقد رواه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 256: 324)، عن نوح بن أبي حبيب، عن عبد الرزاق به بنحوه. لكن رواه عن سالم، وهو مرسل كما ترى.

ونوح: ثقة. انظر: التقريب (2/ 308 ق 162).

ولا مانع من روايته بالوجهين أيضًا.

وعلى هذا فالمروي عن ابن عمر في درجة الصحيح.

وأما المروي عن جابر فأخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 174: 2503)، عن عبّاد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جابر بنحوه. وقال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. اهـ.

وجابر الجعفي ضعيف. انظر: التقريب (1/ 123: 17).

قال الهيثمي في المجمع (9/ 76): رواه البزّار: وفيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف. اهـ.

ص: 767

3895 -

وقال ابن (1) أبي عمر: حدّثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاصِلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قال: بعث إليَّ عمر رضي الله عنه فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْبَابَ سَمِعْتُ نَحِيبَهُ (2). فَقُلْتُ: اعتري (3) أمير المؤمنين، فدخلت فأخذت بمنكبه، وَقُلْتُ: لَا بَأْسَ، لَا بَأْسَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بَلْ أشدُّ الْبَأْسِ (4). فَأَخَذَ بِيَدَيْ فَأَدْخَلَنِي الْبَابَ فَإِذَا حَقَائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَالَ: الْآنَ هَانَ آلُ الْخَطَّابِ عَلَى اللَّهِ تعالى. إن الله عز وجل لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ هَذَا إِلَى صاحبيَّ -يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ (5) رضي الله عنهما فسنَّا لِي فِيهِ (6) سنَّة أَقْتَدِيَ بِهَا، فَقُلْتُ: اجْلِسْ بِنَا نفكِّر، اجْلِسْ بِنَا نفكِّر. فَجَعَلْنَا لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن (7) أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَجَعَلْنَا لِلْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَلِسَائِرِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ.

(1) في (سد): "بن".

(2)

النحب، والنحيب: رفع الصوت بالبكاء. وفي المحكم: أشد البكاء، والنحيب أيضًا: البكاء بصوت طويل ومد. انظر: اللسان (1/ 749).

(3)

عراني الأمر، يعروني عروا، واعتراني: غشيني وأصابني. انظر: اللسان (15/ 44)، أي: ظن أنه أصيب بمكروه.

(4)

في (عم): "الناس"، بالفوقية.

(5)

في (سد): "أبي بكر"، وهو خطأ.

(6)

في (عم) و (سد): "فسنا فيه".

(7)

في جميع النسخ: "عنهم"، وهو خطأ ظاهر.

ص: 768

3895 -

درجته:

ضعيف من أجل أيوب بن واصل فهو ضعيف، والمبهم الوارد في السند. قال البوصيري: فيه راوٍ لم يسم. =

ص: 768

= تخريجه:

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 118)، من طريق البغوي، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن عمير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أمية، عن ابن عوف بنحوه. وعبد الله بن عبد الله صحابي. انظر: الإِصابة (2/ 336)، فهو المبهم الوارد في السند السابق.

وأما ضعف أيوب فقد تابعه معاذ بن معاذ. وهو: ثقة. انظر: التقريب (2/ 257: 1209).

وعليه فالأثر في درجة الصحيح بهذه المتابعة.

وله شاهد عن ابن عباس بنحوه.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 303)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، عن زهير بن حيان، عن ابن عباس فذكره بنحوه.

وفيه أن الذهب كان بين يديه وأنه أمر ابن عباس فقسمه.

وزهير بن حيان: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 587)، دون ذكر جرح أو تعديل. وذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 263).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/ 128)، من طريق ابن سعد به بنحوه.

كما أخرج ابن سعد نحوه في (3/ 288)، عن سعيد بن منصور، عن سفيان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس. وقد مر برقم (3891)، وأنه صحيح.

ص: 769

3896 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ (1) بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رضي الله عنه دخلت عليه حفصة رضي الله عنها، فَقَالَتْ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ. فَقَالَ عُمَرُ (2) لابن عمر رضي الله عنهما (3) أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ.

فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ رضي الله عنه فقال لها: إني أحرِّج (4) عليك لما (5) لي عليك (6) من الحق ألَاّ تندبيني بعد مجلسك هذا. وأما (7) عينيك فلم (8) أملكهما، إنه ليس من ميت يندب مما ليس فيه إلَّا الملائكة تلعنه.

(1) في (عم) و (سد): "بن حبيب".

(2)

"فقال عمر: رضي الله عنه لابن عمر أجلسني": هكذا في (عم) و (سد).

(3)

في (مح) و (عم): "عنهم".

(4)

التحريج: التضييق. والمراد أنت في ضيق من هذا الأمر. انظر: النهاية (1/ 361).

(5)

في (عم) و (سد): "بما"، بالباء.

(6)

في (عم): "عليكن".

(7)

في (عم) و (سد): "فأما".

(8)

في (عم) و (سد): "فلن"، بالنون.

ص: 770

3896 -

درجته:

صحيح. قال البوصيري: رواه ابن منيع، والحارث بلفظ واحد بإسناد صحيح.

ص: 770

تخريجه:

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 906).

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 361)، عن يزيد به بنحوه. وابن سعد عن عفان بن مسلم، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بنحوه مختصرًا. وابن شبة =

ص: 770

= في (3/ 912)، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به بنحوه.

وله شاهد مروي عن ابن عمر بنحوه. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 912)، عن سالم بن نوح، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عنه فذكره.

وأصله في الصحيح كما سيأتي في قصة مقتله.

ص: 771

3897 -

وقال مسدد: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ عمر رضي الله عنه مِنْ مِنًى، أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ (1)، ثُمَّ كوَّم كُومَةً من البطحاء، ثم ألقى نفسه (2) عليه. فَلَزِقَ بِثَوْبِهِ، وَاسْتَلْقَى، ومدَّ يَدَهُ (3) إِلَى السَّمَاءِ، فقال: اللهم ضعفت قوتي وكبرت سنين، وَانْتَشَرَتْ رعيَّتي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مضيِّع وَلَا مفرِّط. ثم قدم رضي الله عنه المدينة فخطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السُّنَنَ، وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ، وَتَرَكْتُكُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ -وصفَّق يَحْيَى بِيَدَيْهِ- إلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وشمالًا. وذكر (4) الْحَدِيثَ.

قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حتى قتل عمر (5) رضي الله عنه.

(1) الأبطح: كل مسيل فيه دقاق الحصى. وهو يضاف إلى مكة وإلى مني. لأن مسافته منهما واحدة، وربما كان إلى مني أقرب. وهو المحصب، وهو خيف بني كنانة. انظر: مراصد الاطلاع (1/ 17).

(2)

في (مح): "ثم ألقي عليه"، والصحيح ما أثبت كما في (عم) و (سد).

(3)

في (عم): "يديه".

(4)

في (سد): "فذكر"، بالفاء.

(5)

في (عم): "حتى قتل رضي الله عنه".

ص: 772

3897 -

درجته:

صحيح. وقد صححه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 48 أ).

ص: 772

تخريجه:

أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الحدود، باب ما جاء في الرجم (ص 592: 1501)، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به بنحوه كاملًا.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد (13/ 271: 16309)، عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى به مختصرًا. =

ص: 772

= وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 872)، وابن سعد في الطبقات (3/ 334)، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب بنحوه. كاملًا وتمامه: ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم. وأن يقول قائل: لا نحد حدين في كتاب الله فقد رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده، فوالله لولا أن يقول الناس: أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف، فقد قرأناها. "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى طعن.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 173)، ترجمة عمر. وأبو نعيم في الحلية (1/ 54)، كلاهما من طريق يزيد به بنحوه مختصرًا.

وابن عساكر في تاريخه (13/ 156)، من طريق يزيد بن هارون به بنحوه مختصرًا أيضًا.

كما أخرجه في الموضع نفسه من طريق البغوي، عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن يحيى، عن ابن المسيب بنحوه.

وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 107: 90)، عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن يحيى به بنحوه.

والحاكم في المستدرك، فضائل عمر (3/ 91)، من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد به بنحو. وسكت الحاكم والذهبي عليه.

كما أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 109: 95) من طريق ابن شهاب، عن رجل من المهاجرين وابن المسيب بنحوه.

وأخرجه ابن سعد في (3/ 335) من طريق عفان، عن عثمان بن أبي العاص، عن عمر بنحوه.

وفي (3/ 335)، أيضًا عن عمرو بن عاصم، عن أبي الأشهب، عن الحسن بنحوه.

كما أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 398: 608)، عن =

ص: 773

= إبراهيم بن محمد، عن أحمد بن يونس، عن محمد بن أبان، عن أبي عون محمد بن عبيد الله بنحوه، وفيه زيادة: فقام من مضجعه فلقيه رجل فقال له:

جزى الله خيرًا من أمير وباركت

يد الله في ذاك الإِهاب الممزق وذكر بعده ثلاثة أبيات. قال: ثم ولى عنه، فقال عمر: عليّ الرجل، فطلب فلم يوجد، فظن عمر أن الرجل من الجن نعى إليه نفسه، فما لبث بالمدينة إلَّا قليلًا حتى أصيب رضي الله عنه.

والخلاصة أن الأثر صحيح.

ص: 774

3898 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ شَهِدْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه غَدَاةَ طُعِنَ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي. وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إلَّا هيبته. كان رضي الله عنه يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ رَأَى إِنْسَانًا مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بالدُّرَّة، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ. فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر رضي الله عنه يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ المغيرة بن شعبة، فناجاه عمر رضي الله عنه غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ، ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ طَعَنَهُ. فرأيت عمر رضي الله عنه قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا. يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي. فَمَاجَ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةُ عَبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فصلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَاحْتُمِلَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أراد الله تعالى أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ (2). قَالَ عَبْدُ الله رضي الله عنه: أنا أكفيك أمحوها (3). فقال (4): لا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ رضي الله عنه بِيَدِهِ. وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ. ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: ادعوا لي عليًا وعثمان رضي الله عنهما، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن

(1) بغية الباحث (2/ 622).

(2)

في (عم): "أن يمضي فيها لأمضاه".

(3)

في (عم): "محوها".

(4)

في (عم) و (سد): "قال".

ص: 775

عوف، وسعدًا يرضى (5) الله عنهم قال: فدعوا، فلم يكلم رضي الله عنه أحدًا من القوم إلَّا عليًا وعثمان رضي الله عنهما. قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لعلَّهم أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وما أعطاك الله تعالى مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ ولَّوك هَذَا الْأَمْرَ فاتَّق الله فيه، ثم قال رضي الله عنه يَا عُثْمَانُ لعلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَنْ يَعْرِفُوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وَشَرَفَكَ. فَإِنْ ولَّوك هَذَا الْأَمْرَ فاتَّق اللَّهَ، وَلَا تحملنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ الناس. ثم قال رضي الله عنه: يَا صُهَيْبُ، صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ في بيت. فإذا أجمعوا (6) عَلَى رَجُلٍ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خرجوا قال رضي الله عنه: إِنْ ولَّوا (7) الْأَجْلَحَ (8) سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. فَقَالَ له عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فما يمنعك؟ قال رضي الله عنه؟ أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا.

* هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ، وقد توخَّيت ما زاد عليه.

(5) في (سد): "رضي".

(6)

في (عم) و (سد): "اجتمعوا".

(7)

في (مح): "ولو".

(8)

الأجلح: الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. انظر: النهاية (1/ 284)، والظاهر أنه يريد عليًا رضي الله عنه.

ص: 776

3898 -

درجته:

ضعيف بسبب عنعنة أبي إسحاق -وهو مدلس من الثالثة- واختلاطه.

ص: 776