الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53 - سورة المنافقين
(1)
3757 -
قال الحميدي (2): حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ عبد اللهِ بن عبد الله بن أبي ابن سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة (3) أبدًا، حتى تقول: رسول الله الأعز وأنا الأذل (4). قال: وجاء إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (5) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقْتُلَ أَبِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَأَمَّلْتُ وَجْهَهُ قَطُّ هَيْبَةً لَهُ، وَلَئِنْ (6) شِئْتَ أن آتيك برأسه لآتينَّك (7) بِهِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ، أَنْ أَرَى قَاتِلَ أَبِي.
(1) هذا على الإضافة. ويجوز أن يقول: سورة المنافقون، على الحكاية.
(2)
المسند (2/ 520: 1240)، في أحاديث جابر بن عبد الله.
(3)
في (مح) و (عم): "الجنة"، والصحيح ما أثبت في (سد)، وهو في المسند.
(4)
هو الذي ذكره الله بقوله: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} .
(5)
في (عم) و (سد): "وجاء النبي صلى الله عليه وسلم".
(6)
في جميع النسخ: "ولأن"، والصحيح ما أثبت.
(7)
في (مح) و (عم): "لأتيتك"، بالتاء المثناة.
3757 -
درجته:
ضعيف لأنه مرسل، إذ أبو هارون لم يحضر القصة. وقد ذكره البوصيري في =
= الإِتحاف (2/ق 170 ب). وعزاه للحميدي، وسكت عليه.
تخريجه:
لم أجده من هذه الطريق إلَّا عند الحميدي. لكن لشطريه شواهد:
1 -
الشطر الأول وهو ما حصل لعبد الله رضي الله عنه ووقوفه في وجه أبيه.
(أ) عن جابر:
أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة المنافقون (5/ 90: 3370)،
في حديث مطول في ذكر قصة غزوة بني المصطلق. عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر. فذكره، وقال في آخره: وقال غير عمرو: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل. ورسوله صلى الله عليه وسلم العزيز، ففعل.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
فرجاله ثقات، لكن لم يبين أصحاب هذه الزيادة في قوله: وقال غير عمرو.
وكذا ذكر الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (4/ 542). انظر: هامش الكشاف، أن الثعلبي والزبيدي روياه كذلك.
وأصل الحديث من غير هذه الزيادة عند البخاري في صحيحه المناقب، باب ما ينهى من دعوى الجاهلية (2/ 508: 3518). وفي التفسير، باب سواء عليهم استغفرت لهم. . . (3/ 310: 4905)، وباب "ولله خزائن السموات والأرض"، (3/ 311: 4907).
ومسلم في صحيحه: البر، باب نصر الأخ ظالما أو مظلومًا (5/ 445: 63 - نووي). وفي صفات المنافقين (5/ 645: 1 - نووي).
وعند أحمد (3/ 292)، (4/ 269 - 272).
وغيرهم. بدون الزيادة السابقة.
(ب) عن أسامة بن زيد: =
= عزاه في المجمع (9/ 320)، إلى الطبراني في الكبير بنحوه. وقال: فيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف.
وروي عن عكرمة، وابن سيرين، وابن جريج مرسلًا عنهم كلهم.
ذكر ذلك السيوطي في الدر (6/ 225 - 226).
2 -
الشطر الثاني: وهو أن عبد الله استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل والده.
(أ) عن عبد الله نفسه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه فقال: لا تقتل أباك.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 23: 1967)، عن أبي مسعود عن محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بنحو.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 16 أ)، من طريق حماد بن سلمة.
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 321)، وعزاه للطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح إلَّا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي. اهـ. ولم أقف عليه عند الطبراني في المطبوع. وواضح أنه ضعيف بسبب الانقطاع بين عروة وعبد الله.
(ب) عن أبي هريرة:
أخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار (3/ 260: 2708)، مناقب عبد الله، عن محمد بن بشار وأبي موسى، عن عمرو بن خَلِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي، وهو في ظل أطم. فقال: غبر علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبد الله بن عبد الله، يا رسول الله، والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه. فقال: لا، ولكن بر أباك، وأحسن صحبته ..
قال البزّار: لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو إلَّا عمر بن خليفة. وهو ثقة. اهـ.
لكن محمد بن عروة بن علقمة قال عنه في التقريب (2/ 196: 583): صدوق له أوهام. =
= وعمرو بن خليفة وثقه البزّار كما تقدم، وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: اللسان (4/ 419).
فالحديث في درجة الحسن إن شاء الله، وإن ورد في قصة مختلفة.
لكنه يشهد لأثر الباب. قال الهيثمي في المجمع (9/ 321): رجاله ثقات. وهو تساهل.
وذكر مثل ذلك أيضًا ابن إسحاق: رواه عنه ابن هشام في سيرته (3/ 292)، عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله لما بلغه ما كان من أمر أبيه أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، وذكر القصة.
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 116)، وتاريخه (2/ 110)، وذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 325)، وفي البداية والنهاية (4/ 158).
لكنه مرسل إذ عاصم بن عمر بن قتادة لم يحضر الواقعة.
وهو مروي عند عبد، وابن المنذر، عن عكرمة. كما في الدر (6/ 225).
وعليه فهذا الأثر بشطريه يمكن ترقيه بمجموع طرقه إلى الحسن. إذ ضعفها كلها منجبر، وكلها في معنى واحد.