الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والانتفاع بها في الحياة الدنيا، هذا إلى جانب السمر الطيب والترفيه المقبول والتزاور وممارسة أنواع الرياضة الهادفة -كالسباحة والرماية وركوب الخيل
…
إلخ. وإذا كان الإسلام قد ألغى عادات الجاهلية وأعيادها ومواسمها وأساليب حياتها، فلم يترك ذلك فراغًا يتحير المسلمون في ملئه، أو يملئونه فيما لا يفيد، بل جعل لهم في الحال أعيادًا مقابلة ومواسم ومهام تملأ فراغهم، مثل العيدين الأكبر والأصغر والتجمع لتلاوة القرآن الكريم ودراسته والاستماع إلى توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام.
ويجب على المربين أن يوظفوا وقت الفراغ لدى النشء فيما يفيدهم جسميًّا وعقليًّا ونفسيًّا ويسهم في تنميتهم بشكل شامل ومتكامل، وفيما يعود بالنفع على المجتمع معًا.
التربية الإسلامية وقضية الصحة النفسية
مدخل
…
التربية وقضية الصحة النفسية:
هناك صلة وثيقة بين بناء الشخصية الفردية وبين الصحة النفسية، ويعد تكامل الشخصية -بالمفهوم الإسلامي الذي يقوم على غرس الدوافع الإيمانية المكتسبة التي تستند إلى أساس فطري وهو الفطرة السليمة- شرطًا ضروريًّا للصحة النفسية والتوافق الاجتماعي السوي. ومن أهم العوامل التي تخل هذا التكامل غياب العقيدة السليمة التي تفسر للإنسان وجوده وحياته والكون والمصير إلى جانب الصراعات النفسية العنيفة والموصولة -ساء الشعورية أو اللاشعورية- وترتبط الصحة النفسية أشد الارتباط بنوعية التربية وأساليبها ومضامينها، يضاف إلى هذا أن من أهم سمات الشخصية المفككة غير المتكاملة -غياب الإيمان والدوافع الإيمانية، وكثرة الصراعات الداخلية والخارجية- الشعورية واللاشعورية -والعجز عن التوافق السوي مع المجتمع والآخرين والعجز عن العمل والإنجاز والعجز عن العطاء.
وإذا استطاع الفرد أن يعيش في زحمة هذه الحياة عيشة راضية مرضية في حدود عقيدته وقيمه وقدراته واستعداداته قيل، إنه حسن التوافق، أما إن
عجز عن ذلك بالرغم مما يبذله من جهود قيل: إنه سيئ التوافق maladjusted. ويعرف سوء التوافق بأنه حالة دائمة أو مؤقتة تبدو في عجز الفرد وإخفاقه في حل مشكلاته اليومية خاصة الاجتماعية بشكل لا يحقق معه ما ينتظره غيره منه أو ما يتنظره هو من نفسه، وهناك مجموعة من الميادين التي تتصل بالتوافق وعدم التوافق، فهناك التوافق أو سوء التوافق المهني، والتوافق الأسري، والتوافق الديني، والتوافق الاقتصادي، والتوافق التعليمي.. غير أن هذه الجوانب المختلفة تتصل بمظهر التوافق العام الذي يتعلق بمدى تمسك الفرد بالعقيدة والقيم وقدرته على التعامل السوي مع الآخرين، وإقامة صلات راضية مرضية معهم، وقدرته على العمل، وأن يكون إنسانًا منجزًا.
ولسوء التوافق العام مظاهر شتى ودرجات تختلف شدة وعنفًا وإزمانًا واستعصاءًا على العلاج، فقد يبدو في صورة انحراف خفيف أو سلوك مغرب لا يكاد يوصف بالشذوذ، أو في صورة مشكلة سلوكية مما يَعْرَض لكثير من الأطفال كقضم الأظافر أو التبول القسري أو التمرد أو العناد، أو السرقة والكذب، كما يبدو في صورة تمرد شديد لدى المراهق أو ميله الشديد للانطواء، وقد يبدو في صورة أشد عنفًا كالأمراض النفسية neuroses والأمراض النفسية المهنية والأمراض النفسية الجسمية psycho- somatic والانحرافات الجنسية sex deviance والإجرام criminality. وأخطر ضروب سوء التوافق هو الأمراض العقلية psychoses التي تسمى في اللغة الدارجة بالجنون، تلك الأمراض التي تجعل الفرد غريبًا عن نفسه وعن الناس، خطرًا على نفسه وعلى الناس، مما يقعده عن العمل ويتطلب من المجتمع عزله والإشراف عليه وعلاجه.
ولسوء التوافق العام عدة أسباب بيولوجية أو نفسية اجتماعية psycho- social فمن الأسباب البيولوجية تلف الجهاز العصبي المركزي central nervous system، أو الجهاز الغدي glandular system، أو