الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهداف الشريعة الإسلامية
مدخل
…
أهداف الشريعة الإسلامية:
ويستهدف التشريع الإسلامي تحقيق مجموعة من الأهداف التي تحقق مجتمعًا فاضلًا، غير مغرقة في المثالية -غير قابلة للتحقيق كما حدث في النظريات الوضعية الزائفة- ولكنها تجمع بين السمو الروحي والإشباع الإنساني في غير تطرف. ونوجز فيما يلي أهم أهداف الشريعة الإسلامية:
أولًا:
تهذيب الإنسان بالعبادات
،
لفضلها في شفاء النفوس والتخلص من وسوسة الشيطان. يقول تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} .
وقد جعل سبحانه بقية العبادات من صوم وزكاة وحج تطهيرًا للنفس والمال وتقربًا إلى الله لنيل رضائه سبحانه.
ثانيًا:
إقامة العدل في الجماعة الإسلامية
،
ينشد الإسلام تحقيق المجتمع الصالح الذي تسوده علاقات التعاون والتكافل والحب، وهذا لن يتحقق إلا إذا شعر الجميع بالعدل، واختفى من بينهم الشعور بالظلم أو الاستغلال. يقول تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90] . ويقول تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين} [الحجرات: 9] . ويقول تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8] . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" رواه مسلم.
المصلحة
مدخل
…
ثالثًا: المصلحة،
جميع أحكام الشريعة الإسلامية تستهدف تحقيق
المصلحة -سواء علم الناس أو لم يعلموا- ويحدد الفقهاء هذه المصالح وأطلقوا عليها مقاصد التشريع الإسلامي، ومنها:
أ-حفظ الدين.
ب-حفظ العقل.
ج-حفظ العرض.
د-حفظ النفس.
هـ-حفظ المال.
وأية نظرة عاقلة لن تجد مجتمعًا صالحًا بدون هذه الأهداف أو الغايات السامية، التي تكفل تحقيق مجتمع متكامل متماسك متعاون يقوم على الحب بأسمى معانيه. وحفظ الدين، يعني ضرورة التمسك بالشريعة الإسلامية، وإقامة الحد على الكافرين، وعلى كل من أنكر فرضًا من الفرائض أو أحل حرامًا. ويكون حفظ النفس باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وإقامة الحد وردع كل معتد من أجل تكريم النفس وحمايتها من كل ضرر. ويكون حفظ العقل بتحريم المسكرات والخمور وكل ما يفقد العقل ويؤدي إلى التهلكة. ويكون حفظ العرض بتنظيم العلاقة بين الرجال والنساء على أساس مبادئ الشريعة الإسلامية، فقد أحل الله الزواج، وبين ذلك عليه السلام بقوله: إنه يقوم وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء، وإنه من رغب عن سنته فلا ينتسب إليه عليه السلام أو إلى الأمة المسلمة، وأباح الشرع للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع بشرط تحقيق العدل والقدرة على الإنفاق، وحرم الله الزنا، ويعد الزنا من الكبائر لأنه يخرب البيوت ويقطع العلاقات ويفكك الأسر، ويؤدي إلى ظهور الحقد والكراهية والغيرة والحسد وكافة الموبقات. ولهذا شدد الشرع حد الزنا. أما حفظ المال فيكون بحماية كل ما يجمعه الإنسان من مال حلال، وذلك بإقامة الحد على السارق المغتصب الذي يقطع الطريق على المارة ويعتدي على أموالهم قهرًا. فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا.