الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [النساء: 34] . وكما يطلب من الرجل عدم الإفراط في المداعبة وتقريب زوجته منه بشكل مسرف، فإنه يطالب كذلك بعدم الإسراف في التزمُّت والقسوة فخير الأمور الوسط.
د- الغيرة: ويجب أن يكون الزوج غيوراً على زوجته فلا يمكنها من مقارفة ما يمس شرفها أو عرضها أو كرامتها أو يغض من مروءته أو مروءتها أو منزلته الاجتماعية على أية صورة من الصور.
وإذا كان على الرجل أن يوجه زوجته للخير ويمنعها من عمل الشر أو ما ينهى عنه الإسلام، فإنه مطالب أن يفعل الخير وينتهي عن فعل المنكرات. وقال عليه السلام:"إن الله يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله". قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فقال عليه الصلاة والسلام: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير منى، ومن أجل غيرة الله، حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين"، ويوجهنا الإسلام الحنيف إلى عدم المغالاة في الغيرة في غير ريبة، وعدم إساءة الظن أو التعنت مما يفسد الحياة الزوجية دون داع.
ثانيًا:
حقوق الزوج على زوجته:
أ- الطاعة في غير معصية: والمقصود هنا الزوج طالما لم يأمر بمعصية الله، وعليها أن تجتهد في إرضائه وسروره {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} [النساء: 34] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". رواه الترمذي وقال: حديث حسن
صحيح9. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
ب- لا تدخل أحدًا بيته إلا بإذنه: عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه" متفق عليه10.
ج- المحافظة على مال زوجها: على الزوجة الحفاظ على مال زوجها بحيث لا ترهقه بما لا يستطيع مما يضطره للاستدانة، كذلك يجب ألا تتصرف في ماله إلا بإذنه، قال عليه الصلاة والسلام:"لا يجوز لامرأة عطية إلا أن يأذن زوجها" وقال عليه السلام: "لا يحل لها أن تطعم من بيته إلا بإذنه إلا الرطب من الطعام الذي يخاف فساده فإن أطعمت عن رضاه كان لها مثل أجره، وإن أطعمت بغير إذنه كان له الأجر وعليها الوزر"11.
د- عدم الخروج من منزل زوجها إلا لضرورة وبإذنه: من حق الرجل على زوجته أن تلزم بيتها -لعملها المنزلي- إدارة المنزل وتربية الأطفال وتهيئة جو الراحة لزوجها وأبنائها -وهذا العمل المنزلي لا يقل أهمية عن عمل الرجل في الخارج. كذلك عليها ألا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، وحينئذ تخرج محتشمة غير متبرجة- قال عليه السلام:"أيَّما امرأة خرجتْ من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها" ويجب على المرأة أن تعنى بصلاح شأنها وتدبير بيتها وطاعة ربها، قانعة من زوجها بما رزقه الله وتقدم حقه على حقها، وحق سائر أقاربها حتى يرضى عنها فيرضى عنها الله تعالى. وعلى المرأة العناية بحسن تنشئة أبنائها وغرس العقيدة الإسلامية السليمة في نفوسهم.