الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام لا يحترم الملكية المعتدية المتعسفة، ويوجب الإسلام الحجر على ملكية السفيه والمجنون لأنهما لا يحسنان التصرف ويخشى أن يبددا ثروتهما الأمر الذي يضر بالورثة كما يضر بالصالح العام. وقد أقر الإسلام حق الشفعة والذي يجيز للجار إذا باع جار ملكه لغيره ورأى أن هذا البيع يضر به فله أن يطالب بحق الشفعة وله حق التقدم على الغريب في الصفقة. وهذا يعني أن الملكية الخاصة في الإسلام ليست مطلقة لكنها مضبوطة بأمرين هما:
أ- عدم الإضرار بالغير.
ب- تحقيق الصالح العام.
أساليب اكتساب الملكية
مدخل
…
أساليب اكتساب الملكية:
هناك مجموعة من الأساليب تتحق من خلالها الملكية أهمها*:
1-
الكسب بالانتظار.
2-
العمل.
3-
المخاطرة بالكسب أو الخسارة.
4-
الزراعة وإحياء الأرض الموات.
5-
العقود الناقلة للملكية بأنواعها المختلفة من بيع وهبة
…
إلخ.
6-
الخلافة بميراث أو وصية.
*اعتمدنا في هذه الفقرة على الدراسة القيمة للشيخ محمد أبو زهرة بعنوان محاضرات في المجتمع -معهد الدراسات الإسلامية- بدون تاريخ ص42-65، ودراسة أحمد محمد العسال، فتحي أحمد عبد الكريم: النظام الاقتصادي في الإسلام -مبادئه وأهدافه- مكتبة وهبة 197.
أولا:
الكسب بالانتظار:
ويقر الإسلام هذه الأساليب جميعها عدا الأسلوب الأخير، وهو الكسب
بالانتظار، ويتمثل في أن يدفع المال إلى الغير لأجل معلوم أو غير معلوم، في نظير أن تؤدي في نظير الأجل أموال الربا. ومنع الإسلام هذا الطريق لأنه لا مخاطرة فيه إذ إنه كسب لا خسارة فيه، فهو ربح مستمر من غير أي تعرض للخسارة، ولأنه يؤدي إلى أن توجد طائفة من الناس لا تسهم في أي عمل إنتاجي وتكون في حالة بطالة إلا ما تقضيه متابعة الدائنين والسير وراءهم وعمل الحساب للأرباح بسيطها ومركبها، ولأن ذلك كسب من غير القيام بأي عمل، لأنه كسب غير طبيعي -كما قال أرسطو فإن النقد لا يلد النقد. يضاف إلى ما سبق أن الربا يتعارض مع مبدأ التكافل الاجتماعي إذ إن التكافل يقتضي التعاون، الذي من صوره التعاون بين صاحب رأس المال والعمل بحيث يكون المكسب والخسارة مشتركة، أي يتحمل طرفي- رأس المال والعمل- المخاطرة معا، وليس ضمان الربح من جانب صاحب رأس المال فقط فهذا هو الربا المحرم. وقد يذهب البعض إلى أن يؤجر أرضه فإنه يحصل على المال من خلال الانتظار دون مخاطرة، فلماذا أباح الإسلام الإجازة وهي ليست إلا كسبا عن طريق الانتظار تماما مثل الربا؟
والواقع أن الإجازة هي دفع عين مغلة مملوكة، ولواضع اليد عليها اختصاص يبيح استغلالها بكل الطرق، والفرق بين المنقود والأرض، أن الأرض مصدر مغل، فغلتها من عمل العامل فيها لا من ذاتها بخلاف الأرض، فليست حصة صاحب الأرض بالإيجار إلا جزءا مما تنتجه الأرض. فإذا كان لها شبه بالكسب بطريق الانتظار فشبهها بالكسب عن طريق الزرع أقوى.
وهناك من الفقهاء من منعوا إجارة الأراضي الزراعية ولم يبيجوا إلا المزارعة لأن المزارعة مشاركة، فهي إنتاج زرع ومخاطرة بالكسب والخسارة، ولأنه ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال:"إذا كان لك أرض فازرعها أو ادفعها إلى أخيك يزرعها" ولم يرد نص بإجارتها. غير أن جمهور