المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني والأربعون (سنة 591- 600) ]

- ‌[الطبقة الستّون]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌[استيلاء مؤيّد الدين على همذان]

- ‌[عناية الناصر بالحمام]

- ‌[انتهاب الريّ]

- ‌[دخول خوارزم شاه هَمَذَان]

- ‌[تأمير كوكج على البهلوانية]

- ‌[خروج العزيز لأخْذ دمشق]

- ‌[تجديد الهدنة]

- ‌[سوء تدبير الوزير ضياء الدين]

- ‌[إقبال الأفضل على الزهد]

- ‌[قدوم ابن شملة بغداد]

- ‌[وقعة الزّلّاقة بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌[نيابة ابن البخاري بالوزارة]

- ‌[ولاية طاشتكين خوزستان]

- ‌[دخول العزيز وعمّه دمشق]

- ‌[هبوب ريح سوداء]

- ‌[طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد]

- ‌[حصار طليطلة]

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌[إكرام أبي الهيجاء السمين ببغداد]

- ‌[اعتقال أبي الهيجاء]

- ‌[سلطنة العزيز بمصر والشام]

- ‌[قطع بركة المسافة من واسط إلى بغداد]

- ‌[وفاة أبي الهيجاء]

- ‌[توجّه الرسول إلى غزنة]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[مقتل ملك اليمن]

- ‌[فتح يافا]

- ‌[كتاب الفاضل يصف البرق والريح]

- ‌[أخْذُ الفرنج بيروت]

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌[نزول الفرنج على تِبْنين]

- ‌[الحجّ من الشام]

- ‌[مُلْك خوارزم شاه بخارى]

- ‌[موت أمير القدس]

- ‌[ملك أرسلان شاه الموصل]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌[عصيان نائب الريّ]

- ‌[لبْس خوارزم شاه خلعة الخليفة]

- ‌[مقتل الوزير نظام الملك]

- ‌[مقتل رئيس الشافعية]

- ‌[عمارة سور ثان ببغداد]

- ‌[سلطنة محمد بن يعقوب المغرب والأندلس]

- ‌[الإفراج عن سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتنة الفخر الرازيّ بخراسان]

- ‌[الفتنة بدمشق]

- ‌[موت الملك الْعَزِيز]

- ‌[النزاع بين الأمراء الأيوبيّين]

- ‌[ظهور الدّعيّ بدمشق]

- ‌[قيام العامَّة على الرافضة بدمشق]

- ‌[ولاية ابن الشهرزوريّ القضاء]

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌[وفاة السلطان خوارزم شاه]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[إكرام ابن أخي خوارزم شاه]

- ‌[رفع الحصار عن دمشق]

- ‌[الحرب بين الأفضل والعادل]

- ‌[ملك العادل الديار المصرية]

- ‌[وصول رسول الملثّمين إِلَى بغداد]

- ‌[الحجّ العراقي]

- ‌[حضور الملك الكامل إِلَى مصر]

- ‌[سلطنة الكامل على مصر]

- ‌[نقص النيل واشتداد البلاء بمصر]

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌[أخبار الغلاء الفاحش فِي مصر وأكل الناس بعضهم بعضا]

- ‌خَبَرُ الزَّلْزَلَة

- ‌[منازلة الأفضل والظاهر دمشق]

- ‌[الاستيلاء على مرو]

- ‌[انتهاب نيسابور]

- ‌[أسر عليّ شاه]

- ‌[فتوحات الغورية فِي بلاد الهند]

- ‌[خبر الزلزلة بالبلاد الشامية]

- ‌[تغلّب ابن سيف الْإِسْلَام على اليمن]

- ‌[عودة القاضي مجد الدين من الرسلية]

- ‌[خروج طاشتكين لمحاربة ابن سيف الْإِسْلَام]

- ‌[الخلعة لطُغرل المستنجدي]

- ‌[الغلاء ببلاد الشّراة]

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌[تقليد قضاء القضاة ببغداد]

- ‌[طلب ابن قَتَادَة إمارة مكة]

- ‌[أخْذُ برغش للقَفَل وقتله]

- ‌[إقامة الحجّ]

- ‌[الترسّل إِلَى صاحب غزْنة]

- ‌[تناقص الغلاء وزيادة النيل]

- ‌[لقاء العادل بالأفضل]

- ‌[مصالحة الظاهرة للعادل]

- ‌[الزلزلة فِي الشام وقبرس]

- ‌[بناء الجامع المظفّري]

- ‌[تملُّك الناصر باليمن]

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌[تموّج النجوم وتطايرها]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌[رواية ابن الجوزي عن النجوم]

- ‌[عمارة أسوار قلعة دمشق]

- ‌[موت غياث الدين الغوري]

- ‌[إلزام المنصور علي بالإقامة فِي الرها]

- ‌[إرسال الخليفة الخِلَع للملك العادل]

- ‌[تملُّك الأشرف حرّان والرُها]

- ‌[محاربة صاحب سيس لصاحب أنطاكية]

- ‌[قدوم الفرنج إِلَى عكا]

- ‌[انتصار صاحب حماه على الفِرنج]

- ‌سنة ستمائة

- ‌[كسرة صاحب الموصل]

- ‌[زواج الأشرف]

- ‌[احتراق خزانة السلاح بدمشق]

- ‌[أَخَذَ العملة من مخزن الأيتام]

- ‌[انتهاب أسطول الفرنج فُوَّه بمصر]

- ‌[محاصرة صاحب سيس لأنطاكية]

- ‌[تجمّع الفرنج بعكا بقصد القدس]

- ‌[أَخَذَ الفرنج القسطنطينية من الروم]

- ‌[استعادة الروم قسطنطينية]

- ‌[الظفر برءوس الباطنية بواسط]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌فائدة

- ‌محنة ابن رُشْد

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ومن المتوفين تقريبا وتخمينا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الميم

-‌

‌ حرف الكاف

-

89-

كرَم بْن حَيْدر [1] .

الرَّبعيّ الحرْبيّ.

سمع مِن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم القصْريّ.

روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل.

-‌

‌ حرف اللام

-

90-

ليث بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] .

أبو البركات الحربيّ، البيّع، المعروف بابن الدُخْنِيّ [3] .

سمع من: أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.

وعنه: يوسف بْن خليل.

تُوُفّي سابع عشر صفر.

-‌

‌ حرف الميم

-

91-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن هُذيل.

أبو عَبْد اللَّه العَبْدري، الأندلسيّ.

حجَّ، وسمع من: عليّ بْن حُمَيْد بْن عمّار بمكَّة، ومن: السِّلَفي، وغيره بالثّغر.

تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة أو فِي الّتي بعدها.

92-

محمد بن أحمد بن محمد [4] .

[1] انظر عن (كرم بن حيدر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 240 رقم 308.

[2]

انظر عن (ليث بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 244 رقم 314.

[3]

قيّدها المنذري بالحروف: بضم الدال المهملة وسكون الخاء المعجمة وبعدها نون. قال:

وظنّي أنها نسبة إلى الدّخن: الحبّة المعروفة.

[4]

انظر عن (محمد بن أحمد المؤذّن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 271 رقم 368، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.

ص: 102

أبو بَكْر الأصبهانيّ، المهّاد، المؤذَن الْمُقْرِئ.

سمع: محمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد الثّقفيّ.

روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.

93-

مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن مُحَمَّد [1] .

أبو عَبْد اللَّه الْجَلَاليّ، الْبَغْدَادِيّ.

سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا بَكْر الزّرقيّ.

وذكر أنّه سمع «المقامات» من المصنِّف.

وكان جليلا نبيلا.

رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ.

وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة. ومات فِي رجب قال ذلك ابن النّجّار.

وأمّا ابن الدُّبيثي فقال: مات فِي رمضان. وقال: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال لي: فِي نصف رجب سنة اثنتين وتسعين.

عاش مائة سنة وشهرين، وهو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الآتي ذِكره.

94-

مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن أَبِي الفوارس هبة اللَّه ابن الْمُقْرِئ الكبير أَبِي طاهر بْن سِوار [2] .

الْبَغْدَادِيّ أبو بَكْر، الوكيل بباب القضاة.

كان بارِعًا فِي فنّه وَفِي السِّجِلّات كأبيه وجدّه.

سمع من: صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن المَحْلبان، وأبي عليّ أَحْمَد بْن محمد الرّحبيّ، وابن البطّيّ.

[1] انظر ترجمته الآتية أيضا برقم (95) .

[2]

انظر عن (محمد بن الحسن بن أبي الفوارس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 261 رقم 348، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 32، والمشتبه 1/ 376، وميزان الاعتدال 3/ 521 رقم 7411، والمغني في الضعفاء 2/ 570 رقم 5426، وتوضيح المشتبه 5/ 205، ولسان الميزان 5/ 135 رقم 448.

ص: 103

وحدَّث.

وتُوُفّي فِي رابع شعبان.

كذَّبه ابن نُقْطة، ووهّاه ابن الحُصْريّ [1] .

95-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه [2] .

المعمّر أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ، المعروف بالْجَلَاليّ، منسوب إِلَى خدمة الوزير جلال الدّين الْحَسَن بْن صَدَقة.

شيخ معمَّر، كان أحد من جاوز المائة. وُلِد فِي نصف رجب أو فِي شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.

وسمع من: عليّ بْن الْمُبَارَك بْن الفَاعُوس، وابن الحصين، ومحمد بن الحسين المزرفيّ.

وحدَّث. ولو سمع فِي صِغَرِه لسمع جماعة من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، بل السّماع قِسْمِيَّة.

روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [3] ، وأبو الحَجّاج الأدميّ، وجماعة.

وتُوُفّي فِي رابع رمضان، وله مائة سنة وشهر [4] .

[1] وقال المنذري: وكان حاذقا بصناعة الوكالة وإثبات المساطير والسجلّات، وكيلا بباب الحكم العزيز، هو، وأبوه، وجدّه.

وأبوه: أبو طاهر سمع من أبي القاسم بن الحصين، وحدّث.

وجدّه: أبو الفوارس سمع من أبيه ومن غير واحد. وحدّث.

وجدّ أبيه أبو طاهر من العلماء بالقراءات، وكتابه «المستنير» في القراءات كتاب مشهور، وله غير ذلك، وأخذ عنه غير واحد من الفضلاء.

[2]

انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 264 رقم 355، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي 2/ 20 رقم 224، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59، والوافي بالوفيات 2/ 260 رقم 677 وفيه:«الجلالي البغدادي محمد بن أبي بكر بن محمد» ، والمشتبه 1/ 196، وأهل المائة فصاعدا (مجلّة المورد- ج 2 ع 2/ 135 سنة 1973) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.

وقد مرّ ذكره برقم (93) باسم: «محمد بن أبي بكر بن محمد» .

[3]

وهو قال: شيخ مسنّ ذكر أنه سمع الحديث وقد قارب الأربعين. (ذيل تاريخ مدينة السلام) .

[4]

وقال ابن الدبيثي: توفي في أوائل شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فيكون له

ص: 104

وكان يمكن أن تكون له إجازة من أَبِي عَبْد اللَّه بْن طَلْحَةَ النِّعاليّ، وغيره.

96-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللّطيف بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّطيف بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن الْحَسَن [1] .

الرِّئيس الكبير صَدْر الدّين أبو بَكْر الأزْديّ، الخُجَنْديّ [2] الأصْلَ، الإصْبَهَانيّ، الفقيه الشّافعيّ.

كان قد سمع الحديث وتفقَّه. وكان رئيسا مقدَّمًا بأصبهان هُوَ وآباؤه.

وهو وآباؤه الثّلاثة يُلَقَّبون صَدْر الدّين.

وخُجَنْد مدينة على طرف سَيْحُون.

قَتَلَه فَلَكُ الدّين سُنْقر الطّويل متولّي أصبهان فِي هَذَا العام.

وكان يدخل ويخرج فِي أمر الدّولة فَخُتِمَ له بخير [3] .

[ () ] مائة وشهران. (ذيل تاريخ مدينة السلام) .

[1]

انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في: رحلة ابن جبير 177- 179 و 196، والكامل في التاريخ 12/ 52 وفيه اسمه:«محمود» ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 89، 90 رقم 300، وآثار البلاد في أخبار العباد 298، وذيل الروضتين 10، والمختصر في أخبار البشر 3/ 96، ومعجم الأدباء 7/ 81، وإنسان العيون، ورقة 65، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 252، 253 رقم 334، والبداية والنهاية 13/ 12 وفيه «محمود» ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 80 (6/ 134) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 491، 492. والوافي بالوفيات 3/ 284 رقم 1330، وعقد الحمان 17/ ورقة 204- 208 وفيه «محمود» ، والعسجد المسبوك 2/ 237، وشذرات الذهب 4/ 163.

[2]

الخجنديّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون وآخرها دال مهملة نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون ويقال لها خجندة أيضا بزيادة تاء التأنيث.

[3]

وقال ابن الدبيثي: قدم أبو بكر هذا مع أبيه بغداد وهو صبيّ دون البلوغ لما حجّ في سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وخرج معه إلى مكة، وعاد إلى أصبهان بعد وفاة أبيه، وأنه توفي في توجّهه إليها وصار رئيس الشافعية بها على عادة سلفه.

ثم قدم بغداد بعد ذلك في سنة ثمان وثمانين وصادف من الديوان العزيز- مجّده الله- قبولا، ونائب الوزارة يومئذ مؤيّد الدين أبو الفضل محمد بن علي ابن القصّاب، وأكرم وأجري له الجرايات الوافرة وأنعم في حقه ما لم ينعم في حقّ أحد من أمثاله. وفوّض إليه

ص: 105

_________

[ () ] النظر في المدرسة النظامية ووقفها. ولم يزل مغمورا بسوابغ الأنعام، مكرما غاية الإكرام إلى أن خرج الوزير مؤيّد الدين المذكور متوجّها إلى خوزستان في شوال سنة تسعين وخمسمائة، فخرج معه فلما فتح الوزير أصبهان وخرج من كان بها من المخالفين جعل بها من أمراء الخدمة الناصرية- خلّد الله ملكها- الأمير سنقر الطويل وأذن لابن الخجنديّ المذكور بالمقام بها أيضا فكان على ذلك إلى أن بدا منه ما وحش بينه وبين الأمير سنقر، وأدّت الحال إلى أن قتل ابن الخجنديّ في خفية لم يتحقّق من قتله، وذلك في جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فوصل نعيه إلى بغداد ونوّابه بها بالمدرسة النظامية وقوم من أصحابه فتفرقوا.

وكان بالأمور الدنياوية أشغل منه بالعلم وسمع شيئا من الحديث، ولكن لم يبلغ سنّ الرواية.

وقد كتب ابن جبير وصفا رائعا لمجلس وعظ صدر الدين الخجنديّ، فقال: «وقد وقع الإيذان بوصول صدر الدين رئيس الشافعية الأصبهاني الّذي ورث النباهة والوجاهة في العلم كابرا عن كابر لعقد مجلس وعظ تلك الليلة، وكانت ليلة الجمعة السابع من المحرّم، فتأخر وصوله إلى هدء من الليل، والحرم قد غصّ بالمنتظرين، والخاتون جالسة موضعها، وكان سبب تأخره تأخر أمير الحاج لأنه كان على عدة من وصوله، إلى أن وصل ووصل الأمير، وقد أعدّ لرئيس العلماء المذكور، وهو يعرف بهذا الاسم، توارثه عن أب فأب، كرسي بإزاء الروضة المقدّسة، فصعد، وحضر قراؤه أمامه، فابتدروا القراءة بنغمات عجيبة وتلاحين مطربة مشجية، وهو يلحظ الروضة المقدّسة فيعلن بالبكاء، ثم أخذ في خطبة من إنشائه سحرية البيان، ثم سلك في أساليب من الوعظ باللسانين، وأنشد أبياتا بديعة من قوله، منها هذا البيت. وكان يردّده في كل فصل من ذكره، صلى الله عليه وسلم، ويشير إلى الروضة:

هاتيك روضته تفوح نسيما

صلّوا عليه وسلّموا تسليما

واعتذر من التقصير لهول ذلك المقام، وقال: عجبا للألكن الأعجم كيف ينطق عند أفصح العرب، وتمادى في وعظه إلى أن أطار النفوس خشية ورقّة، وتهافتت عليه الأعاجم معلنين التوبة، وقد طاشت ألبابهم، وذهلت عقولهم، فيلقون نواصيهم بين يديه، فيستدعي جلمين ويجزّها ناصية ناصية، ويكسو عمامته المجزوز الناصية، فيوضع عليه للحين عمامة أخرى من أحد قرّائه أو جلسائه ممن قد عرف منزعه الكريم في ذلك، فبادر بعمامته لاستجلاب الغرض النفيس لمكارمه الشهيرة عندهم، فلا زال يخلع واحدة بعد أخرى، إلى أن خلع منها عدّة وجزّ نواصي كثيرة، ثم ختم مجلسه بأن قال: معشر الحاضرين، قد تكلّمت لكم ليلة بحرم الله عز وجل، وهذه الليلة بحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا بدّ للواعظ من كدية، وأنا أسألكم حاجة إن ضمنتموها لي أرقت لكم ماء وجهي في ذكرها. فأعلن الناس كلّهم بالإسعاف. وشهيقهم قد علا، فقال: حاجتي أن تكشفوا رءوسكم، وتبسطوا

ص: 106

97-

مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر عَبْد الوارِث بْن القاضي هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسَيْن [1] .

الرَّئيس أبو الفخر الأنصاريّ، الأَوْسيّ، المصريّ، الشّافعيّ، المعروف بابن الأزرق.

وُلِد فِي حدود سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة. وكان جدّه أبو الفضائل هبة اللَّه قاضي قُضاة الدّيار المصريَّة.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.

98-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن فارس بْن عليّ [2] .

[ () ] أيديكم، ضارعين لهذا النبي الكريم في أن يرضى عني، ويسترضي الله عز وجل لي، ثم أخذ في تعداد ذنوبه والاعتراف بها. فأطار الناس عمائمهم، وبسطوا أيديهم للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، داعين له، باكين متضرّعين، فما رأيت ليلة أكثر دموعا، ولا أعظم خشوعا، من تلك الليلة. ثم انفضّ المجلس وانفضّ الأمير، وانفضّت الخاتون من موضعها.

وأمر هذا الرجل صدر الدين عجيب في قعوده، وأبّهته، وملوكيّته، وفخامة آلته، وبهاء حالته، وظاهر مكنته، ووفور عدّته، وكثرة عبيده، وخدمته، واحتفال حاشيته وغاشيته، فهو من ذلك على حال يقصر عنها الملوك. وله مضرب كالتاج العظيم في الهواء، مفتّح على أبواب على هيئة غريبة الوضع، بديعة الصنعة والشكل، تطلّ على المحلّة من بعد، فتبصره ساميا في الهواء. وشأن هذا الرجل العظيم لا يستدعيه الوصف، شاهدنا مجلسه فرأينا رجلا يذوب طلاقة وبشرا، ويخفّ للزائر كرامة وبرّا، على عظيم حرمته وفخامة بنيته، وهو أعطى البسطتين علما وجسما، استجزناه فأجازنا نثرا ونظما، وهو أعظم من شاهدناه بهذه الجهات» . (رحلة ابن جبير 177- 179) .

[1]

انظر عن (محمد بن عبد الوارث) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 252 رقم 322، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب، والمقفى الكبير 6/ 155 رقم 2618.

[2]

انظر عن (محمد بن علي بن فارس) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 135- 137 رقم 368 والمشترك وضعا 91، ومعجم البلدان 5/ 397، والكامل في التاريخ 12/ 124، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 451، 452، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 259 رقم 344، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي 1870) ورقة 86، 87، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة (مخطوط) ورقة 55، وذيل الروضتين 9، 10، والمختصر المحتاج إليه 1/ 95، 96، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 307، والعبر 4/ 279، 280، ومرآة الجنان 3/ 474، والبداية والنهاية 13/ 13، والوافي بالوفيات 4/ 165- 168 رقم 1704، والعسجد المسبوك 2/ 238، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات

ص: 107

أبو الغنائم بْن المعلّم الواسطيّ، الهُرْثيّ، الشّاعر المشهور. والهُرْث:

من قرى واسط.

وُلِد سنة إحدى وخمسمائة. وانتهت إليه رئاسة الشِّعْر فِي زمانه.

وطال عُمره حتّى صار شيخ الشّعراء فِي وقته وسار شِعْره، واشتهر ذِكْره.

وقد أكثر القولَ فِي المديح والغَزَل.

قال ابن الدُّبيثيّ: سمعت عليه أكثر شِعره بواسط، وبالهُرْث، فأنشدنا لنفسه:

يا مُبيحَ القَتْلِ فِي دِين الهَوَى

أنتَ مِن قَتْلي فِي أوسَع حِلِّ

اغْضُضِ الطَّرْفَ فنيران [1] الهَوَى

لَمْ تدعْ لي كَبِدًا تُرْمى بِنَبْلِ

هَبْكَ أغليتَ وصالي ضِنَّةً

منكَ بالحُسْنِ فلِمْ أرْخَصْتَ قَتْلي؟ [2]

فلِحُبيّ فيكَ أَحْببتُ الضَّنَا

لست بالطّالب برئي يا [3] معلّى [4]

وله:

يا نازلين الحمى رفقا بقلب فتى

إن صاح بالبين داع فهو [5] مضمره

مقسما حذر الواشي يغيب به

عنه وأمر [6] الهوى العذريّ يحضره

[ () ] الذهب 4/ 310، وديوان الإسلام 4/ 288 رقم 2055، وتكملة تاريخ الأدب العربيّ 1/ 442، وكشف الظنون 768، 769، وهدية العارفين 2/ 104، والأعلام 6/ 179، ومعجم المؤلفين 11/ 33، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 453 وقد ذكره المؤلّف- رحمه الله في: سير أعلام النبلاء 21/ 272 ولم يترجم له.

[1]

في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «فيدان» .

[2]

في ذيل تاريخ مدينة السلام بعد هذا بيت:

وفؤادي أتبعت مني فلتة

وهو بعضي لم تصرّفت بكلّي

[3]

في ذيل تاريخ مدينة السلام: «من» .

[4]

وقال ياقوت: وهو القائل يذكر الهرث:

يا خليليّ القوافي اطّرحت

فابكيا الفضل بدمع مستهلّ

وارثيا لي من زمان خائن

ومحلّ مثل حالي مضمحلّ

قد منعت الهرث دارا في الأذى

بالفيافي غير دار الهون رحلي

إنّ بذل الشعر بإقالته

عندكم سهل وعندي غير سهل

[5]

في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «باح» ، وكذلك في ذيل الروضتين 9.

[6]

في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «وأمن» .

ص: 108

كم تستريحون عن صُبحي وأُتْعِبه

وكم تَنَامُون عن ليلي وأُسهِرُه

لا تحسبوا البُعْد [1] عن عَهْدٍ يغيّرني

غيري ملازمةُ البلوى تغيّرُه

فَمَا ذكرتكمُ إلّا وهِمْتُ جوى

وآفة المُبتلى فيكم تَذَكُّرُه

وتستلذّ الصّبا نفسي وقد علمت

أن لا تمرّ بصافٍ لا تكدّرُه

سلا بوجديَ عن قَيْس مُلوَّحُه

وعن جميلٍ بما ألقاه مَعْمَرُه

يزداد فِي مسمعي تكرارُ ذِكركُم

طيبا ويحسُنُ فِي عيني مكرَّرُه [2]

وله ممّا سمعه منه أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ:

تنبّهي يا عَذَبَاتِ الرَّنْد

كم ذا الكَرَى هَبَّ نسيمُ نجد

مرّ على الرّوض وجاء سحرا

يسحب بردي أرَج وورْدِ [3]

حتّى إذا عانقتُ منه نفحة

عادَ سَمُومًا والغَرَامُ يُعدي

أُعَلِّلُ القلبَ ببانِ رامةٍ

وما ينوبُ غُصُنٌ عن قدِّ

وأَقتصي النَّوحَ حماماتِ اللِّوَى

هيهاتَ ما عند اللِّوى ما عندي

ما ضرَّ مَن لم يسمحوا بزَوْرةٍ

لو سمحوا عن طَيْفهم بوعْدِ

وله:

أأحبابنا [4] إنّ الدّموع الّتي جَرَت

رخاصا على أيدي النَّوى لغَوَالي

أقيموا على الوادي ولو عُمْرَ سَاعةٍ

كلَوْثِ إزَارٍ أو كَحَلِّ عقالِ

فكم تمّ لي من وقفةٍ لو شَرَيتُها

بروحي لم أُغْبَن فكيف بمالي؟ [5]

وله:

هُوَ الحِمَى ومغانيه مغانيه

فاحبس وعانِ بليلى ما تعانيهِ

لا تسأل الركْبَ والحادي فَمَا سَأَلَ

العشاق قبلك عن ركب وحاديه

[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «الصدّ» ، وكذلك في ذيل الروضتين 9.

[2]

ورد هذا البيت بمفرده في: الوافي بالوفيات 4/ 166، وفي ذيل الروضتين 9 أربعة أبيات.

[3]

وفي هامش الأصل: «وبرد» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 167:«يسحب ثوبي أرج وبرد» .

[4]

في الوافي بالوفيات 4/ 166: «أجيراننا» ، وكذا في: مرآة الزمان 8 ق 2/ 451.

[5]

قارن بمرآة الزمان، ففيه أبيات أخرى تكمّلها.

ص: 109

ما فِي الصَّحاب أخو وَجْدٍ أُطارحُهُ

حديثَ نجدٍ ولا صَبٍّ أُجاريه

إليك عن كلّ قلب فِي أماكنهِ

ساهٍ وعن كلّ دمعٍ فِي مآقيه

ما واحدُ القلب فِي المعنى كفاقده

وجامد الدّمع فِي البَلْوى كجارية

يا منزلا بدواعي البَيْن مُنْتَهبٌ

وما البليَّة إلّا من دواعيه

وقفت أشكو اشتياقي والسّحاب به

فانْهلّ دمعي وما انهلَّت عزاليه

ومالكٍ غير قتلي ليس يُقْنِعُهُ

وفاتكٍ غيرَ ذُليّ ليس يُرضيهِ

لم أدْر حين بدا والكأسُ فِي يده

من كأسِه الخمرُ، أَمْ عينيه، أمْ فيهِ

حَكَت جواهرُه أيّامه فَصَفَتْ

واستَهْدتِ الشَّمسُ معنى من معانيهِ

تُوُفّي رحمه الله فِي رابع رجب بقَرْيتِه، وقد أنشد أبو الفَرَج بن الجوزيّ من شعره على المنبر [1] .

[1] وقال ابن الدبيثي: شيخ متقدّم بناحيته، فيه فضل وتميّز، وهو أحد من سار شعره، وانتشر ذكره، ونبه بالشعر قدره، وحسن به حاله وأمره، وطال في نظم القريض عمره، وساعده على قوله زمانه ودهره. أكثر القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد. وكان سهل الألفاظ، صحيح المعاني، يغلب على عشره وصف الحب والشوق وذكر الصبابة والغرام، فعلق بالقلوب ولطف مكانه عند أكثر الناس، ومالوا إليه وتحفّظوه وتداولوه بينهم، واستشهد به الوعّاظ واستحلاه السامعون حتى بلغني أنه حكى، أعني أبا الغنائم ابن المعلّم، ولم أسمعها منه. قال: اجتزت يوما ببغداد على بدر المحروس، والناس مزدحمون هناك غاية الزحام، فسألت عما ازدحموا عليه؟ فقيل لي: هذا الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي الواعظ جالس هاهنا. ولم أكن علمت بجلوسه، فتقدّمت وزاحمت حتى شاهدته، وسمعت كلامه وهو يعظ ويذكّر حتى قال مستشهدا على بعض إشاراته، ولقد أحسن ابن المعلّم حين يقول:

يزداد في مسمعي تكرار ذكركم

طيبا ويحسن في عيني مكرّره

فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بهذا البيت وهو لي وما يعلم أني حاضر ولا أحد من الحاضرين فانكفيت.

ولقد سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف الأرّجاني ببغداد يقول: قال لي إنسان بسمرقند وقد جرى ذكر أهل العراق ولطافة طباعهم ورقّة ألفاظهم: كفى أهل العراق أن منهم من يقول:

تنبّهي يا عذبات الرند

كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد؟

وكرّر البيت تعجّبا منه من لطافته وعذوبة لفظه وهو لابن المعلّم مبدأ قصيدة مدح بها إنسانا يعرف بهندي بنى القصيدة على هذه القافية لأجل اسمه.

ص: 110

99-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن الْمُبَارَك [1] .

الوزير مؤيَّد الدّين أبو الفضل بْن القصّاب الْبَغْدَادِيّ.

كان ذا رأي وشهامة وحزْم وغَوْرٍ بعيد، وهمّته علِيَّةَ، ونفْسه أَبِيّه.

وكان أديبا بارِعًا بليغا، شاعرا.

وُلّي كتابة ديوان الإنشاء مدّة، ثمّ ناب في وزارة الخلافة في سنة تسعين وخمسمائة، وسار بعسكر الخليفة ففتح البلاد هَمَذَان، وأصبهان، وحاصر الرّيّ، وبيَّن، وصارت له هيبة فِي النّفوس، فلمّا عاد وُلّي الوزارة.

ثُمَّ إنّه خرج بالجيوش إِلَى هَمَذَان فتُوُفّي بظاهرها فِي رابع شعبان، وقد نيّف على السّبعين.

وقد قرأ العربيَّة على أبي السعادات هبة الله بن الشجري، وتنقّل فِي الخدم. وأقام بأصبهان مدَّة. ثُمَّ قدِم من أصبهان فرتِّب فِي ديوان الإنشاء.

ولم يزل فِي عُلُوٍّ حَتّى ناب فِي الوزارة.

وأنشدوه قول المتنبّي:

قاضٍ إذا اشتبه [2] الأمران عنَّ له

رأيٌ يفصّل [3] بين الماء واللّبن

[1] انظر عن (محمد بن علي القصّاب) في: الكامل في التاريخ 12/ 124، الفخري في الآداب السلطانية 324، وفيه: أبو المظفّر محمد بن أحمد بن القصّاب، والوافي بالوفيات 4/ 168، 169 رقم 1705، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 450، 451، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 349، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي) ورقة 87، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 450، 451، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 250، والمختصر في أخبار البشر 3/ 91، وتاريخ ابن الوردي 2/ 110، وإنسان العيون، ورقة 251، وذيل الروضتين 9، والمختصر المحتاج إليه 1/ 96، وسير أعلام النبلاء 21/ 323، 324 رقم 169، والإشارة إلى وفيات الأعيان 307، 308، والوافي بالوفيات 4/ 168، والبداية والنهاية 13/ 12، ومآثر الإنافة 2/ 58، 59، والعسجد المسبوك 2/ 239، وعقد الجمان 17/ ورقة 209، والنجوم الزاهرة 6/ 136، وشذرات الذهب 4/ 311.

[2]

في ديوان المتنبي: «التبس» .

[3]

في ديوان المتنبي: «يخلّص» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 169 «يفرّق» .

ص: 111

فقال: أَنَا أفصل بين الماء واللّبن بأنْ أغمس البُردى فِيهِ ثُمَّ أعصره، فلا يُشرب إلّا الماء، ويخلص اللّبن.

وكان والد الوزير قصَّابًا أعجميّا بسوق الثّلاثاء ببغداد.

تُوُفّي الوزير بظاهر هَمَذَان، فأُخفي موته ودُفن، وأركِب فِي مِحَفّته قيصر العونيّ الأمير، وكان يشبهه، ثُمَّ طِيف به فِي الجيش تسكينا. ثُمَّ ظهر الأمر، ونبشه خُوارزْم شاه تكش، وحزَّ رأسه، ثُمَّ طاف به فِي بلاد خُراسان [1] .

قال ابن النّجّار: لو مُدَّ له فِي العُمر لكان لعلّه يملكُ خُراسان. وكان فِيه من الدّهاء وحسن التّدبير والحِيَل ما يعجز عَنْهُ الوصْف، مع الفضل والأدب والبلاغة.

وهو القائل يرثي ولده:

وَإِذَا ذكرتُك وَالَّذِي فعل البِلَى

بجمال وجهك جاء ما لا يُدْفَعُ

عاش مؤيّد الدّين بضْعًا وسبعين سنة [2] .

100-

مُحَمَّد بْن مالك بْن يوسف بْن مالك [3] .

أبو بَكْر الفِهْريّ، الشَّرِيشيّ.

سمع من شُرَيْح بْن مُحَمَّد «صحيح الْبُخَارِيّ» ، ومن أَبِي القاسم بْن جَهْور «مقامات الحريريّ» ، ومن: أبي بكر بن العربيّ. وجماعة.

[1] ذيل الروضتين 9، وفيه إنه لما خرج عن بغداد كتب إلى ابنه أحمد وهي له:

يا خازن النار خذ إليك أبا

السائب حلف الفضول والحمق

ولا تكله إلى زبانية

يأخذهم بالخداع والملق

قلت تدري أي ابن زانية

عندك ملقى في القدّ والحلق

[2]

وقال ابن طباطبا: هو أعجميّ الأصل، كان أبوه يبيع اللحم على رأس درب البصريين ببغداد، ونشأ هو مشتغلا بالعلوم والآداب، وبرع في علوم المتصرّفين كالحساب ومعرفة الكروث والمساحات والمقاسمات، ثم تبصّر بأسباب الوزارة. وكانت نفسه قويّة، وهمّته عالية. قاد العساكر، وفتح الفتوح، وجمع بين رياستي السيف والقلم. ومضى إلى بلاد خوزستان وفتحها وقرّر أمورها وقواعدها، ثم مضى إلى بلاد العجم وصحبته العساكر، فملك أكثرها، ثم أدركه أجله فمات هناك. (الفخري 324) .

[3]

انظر عن (محمد بن مالك) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

ص: 112

قال الأَبّار: وكان حافظا لمذهب مالك، بصيرا بالشُّروط. ثنا عَنْهُ بسّام ان أَحْمَد، وأبو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه.

وقد وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

وتُوُفّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وتسعين.

101-

مُحَمَّد بْن معالي بْن مُحَمَّد [1] .

أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ابن شِدْقَيْنيّ [2] .

سمع: عليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَريّ، وأحمد بْن كادش، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن الطبَر، وجماعة.

وكان عارفا بتعبير الرؤيا.

روى عَنْهُ: ابن خليل والدُّبيثيّ، وقال: كان فِي تسميعاته فِي شيء اسمه مُحَمَّد، وَفِي شيء أبو مُحَمَّد. وقد سمّاه أبو المحاسن القُرَشيّ فِي معجمه أبو الفضل.

تُوُفّي فِي سلْخ ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة.

102-

مُحَمَّد بْن يحيى بْن عليّ بْن الْحَسَن [3] .

أبو الْحَسَن بْن أَبِي البقاء الهَمَذَانيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، المؤدّب.

ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

وسمع من: زاهر الشَّحّاميّ، وثابت بْن مَنْصُور الكيليّ [4] ، وغيرهما.

[1] انظر عن (محمد بن معالي) في: الوافي بالوفيات 5/ 41 رقم 2020، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 248، 249 رقم 325، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 143، والمختصر المحتاج إليه 1/ 141، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.

[2]

شدقيني: بكسر الشين المعجمة والدال ساكنة مهملة، وفتح القاف، وسكون الياء المثنّاة من تحتها، ونون.

[3]

انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 273 رقم 372، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، والمختصر المحتاج إليه 1/ 161.

[4]

الكيلي: بكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام، نسبة إلى كيل: قرية على شاطئ دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق واسط.

ص: 113

وكِيل قرية على دُجَيل مسيرة يوم من بغداد من جهة واسط، ويقال فيها جِيل، كما قيل جيلان وكيلان.

تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.

وكان شيخا صالحا، أديبا، فاضلا. سمع منه القدماء.

قال ابن النّجّار: لم أر للمتأخّرين عليه سماعا فلعلّهم لم يعرفوه، وقد رَأَيْته. وقال لي ولده إِسْمَاعِيل إنّه تُوُفّي فِي سادس المحرَّم سنة اثنتين.

103-

مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي نصْر [1] .

فخر الدّين أبو عَبْد اللَّه النَّوْقَانيّ [2] ، الفقيه الشّافعيّ، الأُصُوليّ.

تفقّه بخُراسان على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى صاحب الغزاليّ، وبرع فِي المذهب، ودرّس، وناظَر، وقدِم بغداد، وتردّدت إليه الطّلبة، وتخرَّج به جماعة.

وكان عنده طلب لمدرسة النّظاميّة، فأنشأت والدة النّاصر لدين اللَّه مدرسة وجعلته مدرّسها، وخلعوا عليه، وحضر عنده الأعيان، فألقى أربعة دروس، وأعاد له الدَّرسَ ولدُه.

وحجّ وعاد فتُوُفّي بالكوفة فِي ثالث صَفَر.

وكان شيخا مَهِيبًا، له يدٌ طُولَى فِي التّفسير، والفِقه، والْجَدَل، المنطق، مع ما هُوَ عليه من العبادة والصّلاح.

[1] انظر عن (محمد بن أبي علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 124 وفيه «محمود» ، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 240، 241 رقم 309، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، وذيل الروضتين 10، وتكملة إكمال الإكمال 351، 352، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2389، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، وسير أعلام النبلاء 21/ 248، 249 رقم 129، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 29، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 499، 500، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 150 أ، والبداية والنهاية 13/ 13، وتوضيح المشتبه 1/ 461، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 164، وطبقات المفسّرين للسيوطي 39، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 282 رقم 548.

[2]

تصحّفت في طبعة صادر للكامل في التاريخ 12/ 124 إلى: «القوفاني» ، ووردت صحيحة في الحاشية. والنّوقاني: بنونين، الأولى مفتوحة.

ص: 114

104-

المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم [1] .

أبو الفتح الواسطيّ، البَرْجُونيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن باسويه.

ولد سنة عشرين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن أَحْمَد المَزْرفيّ، وأبي الفتح الْمُبَارَك بْن أَحْمَد الحدّاد، وأبي يَعْلَى مُحَمَّد بْن تُركان.

وقدِم بغداد فقرأ القراءات على أَبِي الفتح عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد بْن الصّابونيّ.

وسمع من: أحمد بن المقرب.

وحدّث ببلده وأقرأ. وهو والد تقيّ الدّين عليّ نزيل دمشق.

تُوُفيّ فِي شعبان.

105-

الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن بكْري [2] .

أبو المعالي الحريميّ.

روى عن: أَبِي غالب بْن البنّاء، وأبي مَنْصُور القزّاز، وأحمد بْن عليّ بْن الأشقر.

وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.

106-

محمود بْن القاسم [3] .

الحريميّ، الوزّان. عُرِف باسم باذِنْجانَة.

سمع: أَبَا البدر الكَرْخيّ.

وحدَّث.

تُوُفّي فِي المحرَّم أو صفر.

روى عنه: ابن الدّبيثيّ.

[1] انظر عن (المبارك بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 350.

[2]

انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 251 رقم 329.

[3]

انظر عن (محمود بن القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 240 رقم 307.

ص: 115

107-

محمود بْن الْمُبَارَك بْن أَبِي القاسم عليّ بْن الْمُبَارَك [1] .

الْإِمَام أبو القاسم الواسطيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، الفقيه، المنعوت بالمُجِير.

تفقَّه بالنّظاميَّة على أَبِي مَنْصُور الرّزّاز، وأبي نصر الْمُبَارَك بْن زوما.

وقرأ علم الكلام على أَبِي الفتوح محمد بن الفضل الأسفرائينيّ، وعلى أَبِي جَعْفَر عَبْد السّيّد بْن عليّ بْن الزَّيْتُونيّ، وتقدَّم على أقرانه. وكان المُشار إليه فِي وقته.

تخرَّج به خلْق. وكان من أذكياء العالم.

وُلِد سنة سبْع عشرة وخمسمائة.

وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة.

وحدَّث ببغداد، وواسط، وأعاد فِي شبيبته للإمام أَبِي النّجيب السُّهْرُوَرديّ بمدرسته. وسار إِلَى دمشق، ودرّس بها وناظر، واستدلّ، وتخرَّج به جماعة.

ثمّ رجع ودرّس بشِيراز، وبعسكر مُكْرَم، وواسط. ووُلّي تدريس النّظاميَّة ببغداد، وخُلِع عليه خِلعة سوداء، وطَرْحة، وحضر درسَه العلماءُ وأرباب الدّولة كلَهم، وكان يوما مشهودا.

ونُفِّذ رسولا إِلَى همذان، فأدركه أجله بها.

[1] انظر عن (محمود بن المبارك) في: الكامل في التاريخ 12/ 124، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 267 رقم 363، وذيل الروضتين 10، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 643، والمختصر المحتاج إليه 3/ 184 رقم 1179، والعبر 4/ 280، وسير أعلام النبلاء 21/ 255، 256، رقم 132، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 304 (7/ 287، 288، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 271، وطبقات الشافعية لابن كثير ورقة 151 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 15، ومرآة الجنان 3/ 473، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 75، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 779 وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 381، 382 رقم 349، والعسجد المسبوك 239، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 311.

ص: 116

قال أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [1] : برع فِي الفقه حتّى صار أوحد زمانه، وتفرَّد بمعرفة الأصول والكلام. قرأت عليه بواسط عِلْم الأصول، وما رَأَيْت أجمع لفنون العِلم منه، مع حسن العبادة.

قال: وخرج رسولا إِلَى خُوارزْم شاه إِلَى أصبهان، فمات فِي طريقه بهَمَذان فِي ذي القعدة.

وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: وكان بالنّظاميَّة المُجِير الْبَغْدَادِيّ، وكان ضئيلا، طوالا، ذكيّا، دقيق الفهم، غوّاصا على المعاني، غير منفعلٍ عند المناظرة يُعِدّ لها كلّ سلاح، ويستعمله أفضل استعمال. وكان يشتغل فِي الخفْية بالهندسة، والمنطق، وفنون الحكمة، على أَبِي البركات اليهوديّ كان، ثمّ أسلم فِي آخر عمره وعمي، وكان يُملي عليه وعلى جماعة، منهم ابن الدّهّان المنجّم، ومنهم والدي، ومنهم المهذَّب بْن النّقّاش كتاب «المعتبر» له. هذا حكاية ابن الدهّان لي بدمشق.

وكان شيخا فاضلا، بنى له نور الدّين المارِسْتان بدمشق، ونشر بها عِلْم الطّبّ.

وكان بين المُجِير وبين ابن فضلان مناظرة كمحاربة، وكان المُجير يقطعه كثيرا.

ثمّ إنّ ابن فضلان شنَّع عليه بالفلسفة، فخرج إِلَى دمشق، واتّصل بامرأةٍ من بنات الملوك، وبُنيت له مدرسة جاروخ، واستخلص من المرأة جوهرا كثيرا، فكثُر التّعصُّب عليه، فتوجَّه إِلَى شيراز، وبنى له مِلكها شرفُ الدّين مدرسة، فلمّا جاءت دولة ابن القصّاب أحضره إِلَى بغداد، وولّاه تدريس النّظاميَّة، ويوم ألقى الدّرس كان يوما مشهودا، فدرَّس بها أسبوعا. وسُيِّرَ فِي الرسالة فلم يرجع.

وحضر مرة بدمشق مجلس المناظرة بحضرة القاضي كمال الدّين

[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 184.

ص: 117