الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند العذول اعتراضات ولائمة
…
وعند قلبي جواباتٌ وأعذارُ
-
حرف الميم
-
323-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن رفاعة [1] .
المفتي كمال الدّين القُرَشيّ، الْمَصْرِيّ، قاضي قوص.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ شِعرًا، وورَّخ وفاته فِي هَذِهِ السّنة.
324-
مُحَمَّد بْن الشّريف أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن الحسين [2] .
الشّريف أبو الحياة نظام الدّين البلخيّ، الواعظ، المعروف بابن الظّريف.
وُلِد ببلْخ فِي سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي شجاع عُمَر البِسْطاميّ، وأبي سعد بْن السَّمْعانيّ.
وسمع بالثَّغر من السِّلَفيّ، وبدمشق، وجالَ فِي الآفاق.
روى عَنْهُ: أبو الحسن بن المفضّل.
ووعظ كثيرا، وصنّف في الوعظ.
وكان طيّب الصّوت، مطربا، فصيحا، شيعيّا.
تُوُفّي فِي تاسع عشر صفر.
وقد ذكره ابن النّجّار: فطوَّل ترجمته، وقال: سمع بدمشق من:
حَمْزَة بْن كردوس، وبمصر من: ابن رفاعة، وابن الحطيَّة.
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الوافي بالوفيات 2/ 27 رقم 276، والمقفى الكبير 5/ 73، 74 رقم 1610، وبغية الوعاة 1/ 6.
[2]
انظر عن (محمد بن الشريف أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 346، رقم 518، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 21، 22 رقم 226، ومرآة الزمان ج 8/ ق 2/ 474، 475، والمختصر المحتاج إليه 1/ 60، وذيل الروضتين 18، والجامع المختصر 9/ 25، وسير أعلام النبلاء 21/ 335، 336 دون ترجمة، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 16، 17 رقم 12، والوافي بالوفيات 3/ 343، وعقد الجمان 17/ ورقة 245، 246.
وأقام عند السِّلَفيّ زمانا، وأملى أمالي.
روى عَنْهُ شيخه السِّلَفيّ، وكان يعظّمه ويُبجّله ويعجب بكلامه.
ثمّ قدِم بغدادَ فسكنها [1] .
وكان يعِظ بالنّظاميّة. وحضرتُ مجلسه مِرارًا. وكان مليح الوجه متبرّكا، واسع الجبهة، منوّرا، بهيّا، ظريف الشَّكل، عالما أديبا، له لسان مليح فِي الوعظ، حَسَن الإيراد، حُلْو الاستشهاد، رشيق المعاني، وله قبولٌ تامّ، وسوقٌ نافعة، ثمّ فَتَرَتْ ولزِم داره. وكان يُرْمَى بأشياء مِنها الخمر، وشراء الجواري المغنّيات وسماع الملاهي المحرَّمة، وأُخرج مِن بغداد مِرارًا لذلك.
وكان يُظهِر الرَّفضْ.
وأنشدني أَحْمَد بْن عُمَر المؤدّب أنّ الواعظ البلخيّ أنشد لنفسه دو بيت:
دَعْ عنْك حديث من يميتك غدا
…
واقطع زمن الحياة عيشا رغدا
لا تَرْجُ هوى ولا تعجل كَمَدا
…
يوما تُمضِيه لا تراهُ أبدا [2]
وسمعت أَخي عليّ بْن محمود يقول: كان البلْخيّ الواعظ كثيرا ما يرمُز فِي أثناء مجالسه سبّ الصّحابة. سمعته يقول: بكت فاطمة عليها السلام، فقال لها عليٌّ: كم يبكين عليَّ؟ أأخذتُ منك فدك؟ أأغضبتك؟ أفعَلت، أفعلت؟
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 16.
[2]
وأنشد يوما في النظامية:
سقاهم الليل كاسات السري فغدوا
…
منه سكارى كأنّ الليل خمار
وصيّر الشوق أطواقا عمائمهم
…
لا يعقلون أقام الحيّ أم ساروا
ونسمة الفجر إذا مرّت بهم سحرا
…
تمايلوا وبدا للسكّر آثار
فلم يبق في المجلس إلّا من قام وصاح وتواجد. وأنشد أيضا:
مددت يدي في الحب نحو سائلا
…
وقلت لجفني أذر دمعك سائلا
تفقهت في علم الصبا والهوى
…
فمن شاء فليأن على المسائلا
(ذيل الروضتين 18) .
فضجّت الرّافضة وصفّقوا بأيديهم وقالوا: أحسنت أحسنت [1] .
325-
مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن طاهر بْن سَعِيد بْن القدوة أَبِي سَعِيد فضل اللَّه ابن أَبِي الخير [2] .
أبو البركات المِيهَنيّ الصُّوفيّ.
تُوُفّي ببغداد فِي ذي الحجَّة. وكان رجلا صالحا.
سمع من: أَبِيهِ، وشُهْدَة، والمبارك بْن عليّ بْن خُضَيْر.
وكان شيخ رباط البِسْطاميّ.
عاش أربعا وخمسين سنة. وكان سَمْحًا جوادا، ذا فُتُوَّة، كان يؤثر بمداسه ويمشي حافيا. لَقَبُه: رُكْن الدّين.
326-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أَبُو القاسم الهَمَذَانيّ، الأندلسيّ، من أَهْل مدينة وادي آش، ويُعرف بابن البراق.
سمع من: أَبِي العبّاس الجزُوليّ، وأبي بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد، وأبي الْحَسَن ابن النّعمة.
وأجاز له أبو بكر بْن العَرَبيّ، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وأبو الْحَسَن بن مغيث، وآخرون.
[1] وقال ابن الدبيثي: سافر الكثير وجال في الآفاق ما بين خراسان والعراق والشام وديار مصر والإسكندرية، وسمع في تطوافه، وتكلّم في الوعظ.
وقدم بغداد غير مرة واستوطنها في آخر عمره إلى أن توفي بها. وحدّث باليسير، وكان حسن الكلام مليح العبارة، لطيف الإشارة، له صنعة جيّدة في الكلام على الناس. حضرت مجلسه كثيرا وسمعت منه أحاديث كان يوردها من حفظه في مجلس وعظه. ولم أعلّق عنه شيئا. وقد أجاز لنا. (ذيل تاريخ مدينة السلام 22) .
[2]
انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 85 رقم 295، وذيل الروضتين لأبي شامة 19، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 37، 38، ومرآة الزمان 8 ق 2/ 475، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 366، 367 رقم 556، وعقد الجمان 17/ ورقة 246.
[3]
انظر عن (محمد بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
وذكره الأبّار فقال: كان محدّثا ضابطا، أديبا، ماهرا، شاعرا مُجِيدًا، متفنّنا، وشِعره مدوَّن.
حدَّث عنه: أبو العبّاس البناتيّ، وأبو الكَرَم جوديّ.
وعاش سبْعًا وستّين سنة.
327-
مُحَمَّد بْن عُمَر [1] .
أبو عَبْد اللَّه المالِقيّ الكاتب، نزيل فاس.
قال الأبّار: كان حافظا للُّغات، والآداب، والتّواريخ، بصيرا بالحديث.
وكان يكتب للأمراء.
328-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر محمد بن بنان [2] .
القاضي الأثير ذو الرّئاستين، ابن القاضي الأجلّ ذي الرّئاستين أبي الفضل ابن القاضي ذي الرّئاستين، الأنباريّ، المصريّ، أبو الفضل الكاتب.
وُلِد بالقاهرة سنة سبع وخمسمائة، وسمع من: أَبِي صادق مرشد المَدِينيّ، وأبي البَرَكَات مُحَمَّد بْن حَمْزَة العِرْقيّ [3] ، ووالده أَبِي الفضل، والقاضي أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن هبة الله بن الحَسَن بن عرس.
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2]
انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ الدبيثي 15/ 69، وإنباه الرواة 3/ 209، والتاريخ الباهر 85، 89، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 110، ووفيات الأعيان 3/ 259 رقم 417، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 350، 351 رقم 525، والمختصر المحتاج إليه 1/ 122، والعبر 4/ 294، وسير أعلام النبلاء 21/ 220- 222، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 230، وتاج التراجم 58، والجواهر المضية 2/ 167، والوافي بالوفيات 1/ 281، 282 رقم 184، وفوات الوفيات 3/ 259، وذيل التقييد 1/ 220 رقم 424، والعسجد المسبوك 2/ 257، 258، والفلاكة والمفلوكين 89، 90، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 191، 7192 وتوضيح المشتبه 1/ 600، والسلوك ج 1 ق 1/ 154، والمقفى الكبير 7/ 154- 157 رقم 3258، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 4/ 327، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253، وتاج العروس 9/ 145، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- القسم الثاني- ج 4/ 178- 180 رقم 1190.
[3]
العرقي: بكسر العين المهملة. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن بالقرب من طرابلس الشام.
وقرأ القرآن على: أَبِي العبّاس بْن الحطيَّة.
وكان رئيسا، عالِمًا، نبيلا. ذكره الدُّبيثيّ فقال [1] : قدم بغداد رسولا من سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين أمير اليمن، ونزل بباب الأَزَج. وحدَّث ب «السّيرة» لابن هشام، عن والده، وحدَّث ب «صحاح» الجوهريّ.
وسمعهما منه جماعة كثيرة، وكنت أَنَا مسافرا، وذلك فِي سنة اثنتين وثمانين.
روى «الصّحاح» عن أَبِي البَرَكات العِرْقيّ [2] . وكتب النّاس عَنْهُ من شِعرْه.
وقال المنذريّ [3] : سمع منه جماعة من شيوخنا ورُفقائنا، فلم يتَّفق لي السّماع منه.
وقد كتب الكثير بخطّه. وخطُّه فِي غاية الجودة.
وتولّى ديوان النَّظَر فِي الدّولة المصريَّة، وتقلّب فِي الخِدَم فِي الأيّام الصّلاحيَّة بِتَنَيس، والإسكندريَّة.
قلت: وكان أَبُوهُ يروي «السّيرة» عن الحبّال.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو الْحُسَيْن العطّار، والسّيّد أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحُسَيْنيّ الحلبيّ.
تُوُفّي فِي ثالث ربيع الآخر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رقيقا، طُوالًا، أسمر، عنده أدب وترسُّل، وخطٌّ حَسَن، وشِعرٌ لا بأس به. وكان صاحب ديوان مصر فِي زمن المصريّين، والفاضل ممّن يَغْشَى بابه ويمتدحه، ويفتخر بالوصول إليه. فلمّا جاءت الدّولة الصّلاحيَّة قال القاضي الفاضل: هَذَا رَجُل كبير القدْر يصلُح أن يُجرى عليه ما يكفيه ويجلس فِي بيته. ففُعل ذلك.
[1] في المختصر المحتاج إليه 1/ 122، وتاريخه 15/ 869
[2]
تصحّف في المقفى الكبير 7/ 155 إلى «الغرق» .
[3]
في التكملة 1/ 350.
ثمّ إنّه توجّه إِلَى اليمن، ووَزَر لسيف الإسلام، وأرسله إِلَى الدّيوان الْعَزِيز، فعظُم ببغداد وبُجِّل.
ولمّا صِرْتُ إِلَى مصر وجدتُ ابن بُنان فِي ضَنْكٍ من العَيْش، وعليه دَيْن ثقيل، وأدّى أمره إِلَى أنْ حَبَسه الحاكم بالجامع الأزهر. وكان يتنقّص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى، والفاضل يُقصّر فِي حقّه، فيقصّر النّاسُ مراعاة للفاضل.
وكان بعض مَن له عليه دَيْن أعجميّا جاهلا، فصعِد إليه إِلَى سطح الجامع، وسفّه عليه، وقبض على لحيته، وضرَبه، ففرّ وألقى بنفسه من سطح الجامع فتهشَّم، فحُمِل إِلَى داره، وبقي أياما ومات. فسيَّر القاضي الفاضل بجهازه خمسة عشر دينارا مع ولده [1] . ثُمَّ إنّ القاضي مات فجأة بعد ثلاثة أيّام رحمه الله.
[1] قال المقريزي: ولم يصلّ عليه ولا شيّع جنازته، فأنكر ذلك عليه، واتفق أن الفاضل مات بعده فجأة بعد ثلاثة أيام، وكان لهذا أعجب من حال جرير والفرزدق، فإنه كان بينهما ستة أشهر، وكان بين هذين الرجلين ثلاثة أيام، فليعتبر العقلاء بذلك.
وكان الأثير فاضلا جليلا عالما أديبا بليغا. له شعر مليح وترسّل فائق، وتقدّم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكّن التمكّن الكثير.
وصنّف كتاب تفسير القرآن الكريم، وكتاب «المنظوم والمنثور» .
قال فيه العماد الكاتب: له شعر كالسحر، ونثر كنظم الدرّ.
ومن شعره يصف مغارة في جبل:
وشاهقة خاضت حشا الجو مرتقى
…
تشير إلى زهر الكواكب من عل
محاسنها شتّى ولكن أخصّها
…
وأثرها ذكرى حبيب ومنزل
جداول تجري باللجين، فتارة
…
تسيح وأحداث تريني موئلي
وقال الأسعد شرف الدين أبو المكارم بن المهذّب بن زكريا بن أبي المليح المماتي، في الأثير ابن بنان:
الشيخ ذو بلاغة
…
معدودة من حكمه
كأنّما خاطره
…
على لسان قلمه
قد قدّ من فصاحة
…
فطبعه ملء فمه
وقال أيضا:
أطال الله عزّك يا أثير
…
وطوّل في حياة أبي عليّ
وها أنا قد خدمتك في دعائي
…
فتمّم بالصلاة على النبيّ
329-
مُحَمَّد بْن المحسّن بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن الوكيل بأبواب القُضاة.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيره.
توفي في ذي الحجة.
330-
محمد بن محمود بْن مُحَمَّد [2] .
الشّهاب الطُّوسيّ أبو الفتح، الفقيه الشّافعيّ، نزيل مصر.
إمامٌ، مُفْتٍ، علّامة مشهور. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدَّث عن: أَبِي الوقت، وغيره.
ووعظ ببغداد، وصاهر قاضي القضاة أَبَا البركات بْن الثّقفيّ، وقدم مصر
[ () ] وفي هذين البيتين دفين، وهو قوله:
أطال الله عزّك إشارة إلى عزّ الناسخ، وكان يتّهم به. وقوله: في حياة أبي علي، فهو القاضي الفاضل، وكان يؤمّله. (المقفّى الكبير) .
[1]
انظر عن (محمد بن المحسّن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371، 372 رقم 561، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 144، 145.
[2]
انظر عن (محمد بن محمود) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 475، 476، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 364، 365 رقم 551، والروضتين 2/ 240، وذيله 18، 19، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 15، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 267 رقم 73، ووفيات الأعيان 4/ 224 في ترجمة «محمد بن يحيى بن أبي منصور النيسابورىّ» والعبر 4/ 294، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وسير أعلام النبلاء 21/ 387- 389 رقم 195، والمختصر المحتاج إليه 1/ 208، 209، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 175، 176، والوافي بالوفيات 5/ 9 رقم 1962، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 185 (6/ 396- 400) وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 150 ب، 151 أ، والبداية والنهاية 13/ 24، ومرآة الجنان 3/ 487، والعقد المذهب، ورقة 73، وذيل التقييد 2/ 397، 398 رقم 1893، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 376، 377 رقم 345، والعسجد المسبوك 2/ 258، وعقد الجمان 17/ ورقة 245، والاكتفاء لابن نباتة، ورقة 100، والألقاب للسخاوي، ورقة 87، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 59، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وحسن المحاضرة 1/ 189، وتاريخ الخلفاء 457، والمقفى الكبير 7/ 141، 142 رقم 3236، وديوان الإسلام 3/ 239 رقم 1375، وشذرات الذهب 4/ 327، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253.
فسكنها، قدمها من مكَّة سنة تسعٍ وسبعين. ونزل بخانقاه سَعِيد السُّعَداء، وتردّد إليه بها الفقهاء.
ثمّ ولي التّدريس بمدرسة منازل العِزّ، وانتفع به جماعة كبيرة.
وكان جامعا للفنون، معظّما للعِلم وأهله. غير محتفل بأبناء الدّنيا.
وعظ بجامع مصر مدَّةً.
روى عَنْهُ: بهاء الدّين بْن الْجُمَّيْزيّ، وشهاب الدّين القُوصيّ وكنّاه أَبَا الفتح.
وذكر أنّه تفقّه بنَيْسابور على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى.
وقال أبو شامة [1] ، وذكر الطُّوسيّ، فقال: قيل إنّه لمّا قدِم بغداد كان يركب بالسَّنْجَق والسّيوف المُسَلَّلة والغاشية والطَّوق فِي عُنق البغْلة، فَمُنِع من ذلك. فسافر إِلَى مصر ووعظ، وأظهر مذهب الأشعريّ، وثارت عليه الحنابلة. وكان يجري بينه وبين زين الدّين بْن نجيَّة العجائب من السِّباب ونحوه.
قال: وبلغني أنّه سُئِل أيّما أفضل: دمُ الْحُسَيْن، أمْ دمُ الحلّاج؟
فاستعظم ذلك، فَقِيل له: فَدَمُ الحلّاج كتب على الأرض: اللَّه اللَّه، ولا كذلك دمُ الْحُسَيْن. فقال: المتَّهم يحتاج إِلَى تزكية. وهذا فِي غاية الحُسْن، لكنْ لم يصحّ عن دم الحلّاج.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رجلا طُوالًا، مَهِيبًا، مِقْدامًا، سادّ الجواب فِي المحافل. دخل مصر، وأقبل عليه تقيّ الدّين، وعمل له مدرسة بمنازل العِزّ، وبثَّ العِلم بمصر. وكان يُلقي الدّرس من الكتاب. وكان يرتاعه كلّ أحد، وهو يرتاع من الخبوشانيّ ويتضاءل له. وكان يحمق بظرافةٍ، ويتيه على الملوك بلباقة، ويخاطب الفُقهاء بصرامة. وعَرَض له جُدَريّ بعد الثّمانين عمَّ جَسَدَه، وكحل عينيه، وانْحَطّ عَنْهُ فِي السّابع.
[1] في ذيل الروضتين 18.
وجاء يوم العيد والسّلطان بالمَيدان، فجاء الطُّوسيّ وبين يديه مِنادٍ ينادي: هَذَا ملك العلماء. والغاشية على الأصابع. وكان أَهْل مصر إذا رأوها قرءوا: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ 88: 1 [1] ، فتفرّق له الْجَمْع، وتفرَّق الأمراء غيظا منه.
وجرى له مع الملك العادل وابن شُكْر قضايا عجيبة، لمّا تعرّضوا لوقوف المدارس، فمنع عن نفسه وعن النّاس، وثبت.
وقال ابن النّجّار: مات بمصر فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحمله أولاد السّلطان على رِقابهم [2] .
331-
مُحَمَّد بْن مَكَارم بْن أَبِي يَعْلَى [3] .
أبو بَكْر الحريميّ.
سمع من: مُحَمَّد بْن الأشقر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ، وسعيد بْن البنّاء.
ويقال له الحِيريّ نسبة إِلَى الحِيرة الّتي بقرب عَانَة لا إِلَى حيرة نَيْسابور.
سمع منه جماعة.
وتوفّي في صفر.
وأجاز لابن أبي الخير.
[1] أول سورة الغاشية.
[2]
وقال ابن الصلاح: «شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، تفقّه على جماعة من أصحاب الغزالي، منهم الإمام أبو سعد محمد بن يحيى النيسابورىّ، وقدم أبو الفتح مصر فنشر العلم بها، وتفقه عليه جماعة كثيرة، ووعظ، وذكّر، وانتفع الناس به، وكان معظّما عند الخاصة والعامّة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعيّ
…
وكان إماما في فنون، وجرت له حكاية عجيبة في بيعة الخليفة الناصر» . (طبقات الفقهاء الشافعية) .
[3]
انظر عن (محمد بن مكارم) في: المشترك وضعا لياقوت 150، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 347 رقم 520، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 149، والمختصر المحتاج إليه 1/ 146.
332-
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أَبِي الكرم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَخْلَد [1] .
أَبُو المفضّل الأزَديّ، الواسطيّ العدْل، المعروف جدُّه بابن الْجَلَخْت.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جدّه.
وحدَّث ببغداد.
قاله ابن الدّبيثيّ: سمعت منه، ونِعْم الشّيخ كان.
توفّي في ذي القعدة.
333-
المبارك بن المبارك بن أحمد بن زُريق [2] .
أبو جعفر بن الحدّاد، الواسطيّ، المقرئ.
ولد سنة تسع وخمسمائة. وقرأ القراءات على والده الْإِمَام أبي الفتح.
وسمع من: أبي عليّ الفارقيّ، وعليّ بن عليّ بن شيران، وأبي الكرم نصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله الجلّابيّ، وأبي الحسن بن عبد السّلام.
والمبارك بن نغوبا، وغيرهم بواسط.
ثمّ قدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخيّاط.
وسمع منه، ومن: أبي القاسم بن السّمرقنديّ.
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 366 رقم 554، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 157، والمختصر المحتاج إليه 1/ 156، 157.
[2]
انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 360، 361 رقم 544، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 33، 34، والعبر 4/ 295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 177، 178 رقم 1156، ومعرفة القراء الكبار 2/ 567، 568 رقم 523، وسير أعلام النبلاء 21/ 327، 328 رقم 172، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 819، وغاية النهاية 2/ 41، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وشذرات الذهب 4/ 328.
حدّث بالإجازة عن: الحافظ خميس الحَوْزيّ، وأبي طَالِب بْن يوسف، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن السّمرقنديّ، ورزين العبدريّ، وجماعة.
وأقرأ النّاس، وأمّ زمانا.
ترجمه الدُّبيثيّ، وقال: كان صدوقا. قرأت عليه القراءات، فقدِم بغدادَ سنة ثمانٍ وثمانين وحدَّث بها.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، ويوسف بْن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر رمضان.
قرأ عليه بالروايات مُحَمَّد بْن عُمَر الدّاعي، وكان مقرئ واسط فِي زمانه.
334-
الْمُبَارَك بْن أبي القاسم بن أبي منصور بن السدنك [1] .
أبو مَنْصُور البغداديّ.
روى عَنْ: قاضي المَرِسْتان.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
335-
محمود بْن الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو الثّناء بْن الدِّارِيج الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: القاضي أَبِي بَكْر، والحسين بْن علي سِبْط الخيّاط.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
336-
مَسْعُود بْن عليّ [3] .
[1] انظر عن (المبارك بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 364 رقم 549.
[2]
انظر عن (محمود بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 346، 347 رقم 519، والمختصر المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1180.
[3]
انظر عن (مسعود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 375 رقم 568، والكامل في التاريخ 12/ 158، والمختار من تاريخ ابن الجزري 73، 74، والبداية والنهاية 13/ 23، والعسجد المسبوك 2/ 254، 255، ومآثر الإنافة 2/ 2 3، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 309، وعقد الجمان 17/ ورقة 252، 253، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 82.