المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني والأربعون (سنة 591- 600) ]

- ‌[الطبقة الستّون]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌[استيلاء مؤيّد الدين على همذان]

- ‌[عناية الناصر بالحمام]

- ‌[انتهاب الريّ]

- ‌[دخول خوارزم شاه هَمَذَان]

- ‌[تأمير كوكج على البهلوانية]

- ‌[خروج العزيز لأخْذ دمشق]

- ‌[تجديد الهدنة]

- ‌[سوء تدبير الوزير ضياء الدين]

- ‌[إقبال الأفضل على الزهد]

- ‌[قدوم ابن شملة بغداد]

- ‌[وقعة الزّلّاقة بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌[نيابة ابن البخاري بالوزارة]

- ‌[ولاية طاشتكين خوزستان]

- ‌[دخول العزيز وعمّه دمشق]

- ‌[هبوب ريح سوداء]

- ‌[طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد]

- ‌[حصار طليطلة]

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌[إكرام أبي الهيجاء السمين ببغداد]

- ‌[اعتقال أبي الهيجاء]

- ‌[سلطنة العزيز بمصر والشام]

- ‌[قطع بركة المسافة من واسط إلى بغداد]

- ‌[وفاة أبي الهيجاء]

- ‌[توجّه الرسول إلى غزنة]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[مقتل ملك اليمن]

- ‌[فتح يافا]

- ‌[كتاب الفاضل يصف البرق والريح]

- ‌[أخْذُ الفرنج بيروت]

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌[نزول الفرنج على تِبْنين]

- ‌[الحجّ من الشام]

- ‌[مُلْك خوارزم شاه بخارى]

- ‌[موت أمير القدس]

- ‌[ملك أرسلان شاه الموصل]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌[عصيان نائب الريّ]

- ‌[لبْس خوارزم شاه خلعة الخليفة]

- ‌[مقتل الوزير نظام الملك]

- ‌[مقتل رئيس الشافعية]

- ‌[عمارة سور ثان ببغداد]

- ‌[سلطنة محمد بن يعقوب المغرب والأندلس]

- ‌[الإفراج عن سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتنة الفخر الرازيّ بخراسان]

- ‌[الفتنة بدمشق]

- ‌[موت الملك الْعَزِيز]

- ‌[النزاع بين الأمراء الأيوبيّين]

- ‌[ظهور الدّعيّ بدمشق]

- ‌[قيام العامَّة على الرافضة بدمشق]

- ‌[ولاية ابن الشهرزوريّ القضاء]

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌[وفاة السلطان خوارزم شاه]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[إكرام ابن أخي خوارزم شاه]

- ‌[رفع الحصار عن دمشق]

- ‌[الحرب بين الأفضل والعادل]

- ‌[ملك العادل الديار المصرية]

- ‌[وصول رسول الملثّمين إِلَى بغداد]

- ‌[الحجّ العراقي]

- ‌[حضور الملك الكامل إِلَى مصر]

- ‌[سلطنة الكامل على مصر]

- ‌[نقص النيل واشتداد البلاء بمصر]

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌[أخبار الغلاء الفاحش فِي مصر وأكل الناس بعضهم بعضا]

- ‌خَبَرُ الزَّلْزَلَة

- ‌[منازلة الأفضل والظاهر دمشق]

- ‌[الاستيلاء على مرو]

- ‌[انتهاب نيسابور]

- ‌[أسر عليّ شاه]

- ‌[فتوحات الغورية فِي بلاد الهند]

- ‌[خبر الزلزلة بالبلاد الشامية]

- ‌[تغلّب ابن سيف الْإِسْلَام على اليمن]

- ‌[عودة القاضي مجد الدين من الرسلية]

- ‌[خروج طاشتكين لمحاربة ابن سيف الْإِسْلَام]

- ‌[الخلعة لطُغرل المستنجدي]

- ‌[الغلاء ببلاد الشّراة]

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌[تقليد قضاء القضاة ببغداد]

- ‌[طلب ابن قَتَادَة إمارة مكة]

- ‌[أخْذُ برغش للقَفَل وقتله]

- ‌[إقامة الحجّ]

- ‌[الترسّل إِلَى صاحب غزْنة]

- ‌[تناقص الغلاء وزيادة النيل]

- ‌[لقاء العادل بالأفضل]

- ‌[مصالحة الظاهرة للعادل]

- ‌[الزلزلة فِي الشام وقبرس]

- ‌[بناء الجامع المظفّري]

- ‌[تملُّك الناصر باليمن]

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌[تموّج النجوم وتطايرها]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌[رواية ابن الجوزي عن النجوم]

- ‌[عمارة أسوار قلعة دمشق]

- ‌[موت غياث الدين الغوري]

- ‌[إلزام المنصور علي بالإقامة فِي الرها]

- ‌[إرسال الخليفة الخِلَع للملك العادل]

- ‌[تملُّك الأشرف حرّان والرُها]

- ‌[محاربة صاحب سيس لصاحب أنطاكية]

- ‌[قدوم الفرنج إِلَى عكا]

- ‌[انتصار صاحب حماه على الفِرنج]

- ‌سنة ستمائة

- ‌[كسرة صاحب الموصل]

- ‌[زواج الأشرف]

- ‌[احتراق خزانة السلاح بدمشق]

- ‌[أَخَذَ العملة من مخزن الأيتام]

- ‌[انتهاب أسطول الفرنج فُوَّه بمصر]

- ‌[محاصرة صاحب سيس لأنطاكية]

- ‌[تجمّع الفرنج بعكا بقصد القدس]

- ‌[أَخَذَ الفرنج القسطنطينية من الروم]

- ‌[استعادة الروم قسطنطينية]

- ‌[الظفر برءوس الباطنية بواسط]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌فائدة

- ‌محنة ابن رُشْد

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ومن المتوفين تقريبا وتخمينا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الميم

الصَّدَقات، له آثار جميلة بالموصل، فمنها الجامع، وإلى جانبه مدرسة، ورباط، ومارستان، وبنى عدَّة خانات فِي الطُّرُق وقناطر.

وكان كثير الصّيام، يصوم فِي السّنّة مقدار سبعة أشهر. وعنده معرفة تامَّة بمذهب الشّافعيّ. كذا قال.

وأما ابن الأثير فقال [1] : كان عاقلا، خيِّرًا، فاضلا، يعرف الفقه على مذهب أَبِي حنيفة، ويكثر الصَّوْم، وله أَوْراد، وكان كثير المحفوظ من التّواريخ، والشِّعْر، وغرائب الأخبار.

تُوُفّي رحمه الله فِي ربيع الأول.

-‌

‌ حرف الميم

-

258-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن أحمد بن رشد [2] .

أبو الْوَلِيد القُرْطبيّ، حفيد العلّامة ابن رُشْد، الفقيه.

وُلِد سنة عشرين، قبل وفاة جدّه أبي الوليد بشهر واحد.

[1] في الكامل 12/ 153.

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: بغية الملتمس للضبّي 44، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 75، والتكملة لابن الأبّار 1/ 269، والمعجب للمراكشي 242 و 305 وفيه وفاته في آخر سنة 594 هـ.، والمغرب في حلى المغرب 1/ 104، وقضاة الأندلس 111، والعبر 4/ 287، وسير أعلام النبلاء 21/ 307- 310 رقم 164، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والديباج المذهب 284، والوافي بالوفيات 1/ 114، 115 رقم 450، والعسجد المسبوك 2/ 253، 254، والوفيات لابن قنفذ 298، 299 رقم 595، ومرآة الجنان 3/ 479، والنجوم الزاهرة 9/ 154، وتاريخ الخلفاء 457، وكشف الظنون 63، 512، 1261، وشذرات الذهب 4/ 320، وديوان الإسلام 2/ 356، 357 رقم 1024، وإيضاح المكنون 2/ 92، وهدية العارفين 2/ 104، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 461، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 166- 175، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 113، والأعلام 6/ 212، ومعجم المؤلفين 8/ 313.

وهناك الكثير من المؤلّفات الحديثة التي تناولت سيرته وعلومه وأثره في الفلسفة وغيرها، لا يمكن حصرها.

ص: 196

وعَرَضَ «الموطّأ» على والده أَبِي القاسم.

وأخذ عن: أَبِي مروان بْن مَسَرَّة، وأبي القاسم بْن بَشْكُوال، وجماعة.

وأخذ عِلم الطِّبّ عن: أَبِي مروان بْن حَزْبول [1] .

ودرس الفِقه حتّى بَرَع فِيهِ، وأقبل على عِلم الكلام، والفلسفة، وعلوم الأوائل، حتّى صار يُضْرَبُ به المَثَل فيها. فَمَنْ تصانيفه على ما ذكره ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [2] : كتاب «التّحصيل» جمع فِيهِ اختلافات العلماء، كتاب «المقدّمات فِي الفقه» ، كتاب «نهاية المجتهد» ، كتاب «الكُليّات» طبّ، كتاب «شرح أُرجوزة ابن سينا فِي الطّبّ» ، كتاب «الحيوان» ، كتاب «جوامع كُتب أرسطاطاليس فِي الطّبيعيّات والإلهيّات» ، كتاب فِي المنطق، كتاب تلخيص الإلهيّات لنيقولاوس، كتاب «تلخيص ما بعد الطّبيعة» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب السّماء والعالم» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب النّفس» لأرسطوطاليس، «تلخيص كتاب الأسطقسات» لجالينوس، ولَخَّصَ له أيضا كتاب «المزاج» ، وكتاب «القوى» ، وكتاب «العلل» ، وكتاب «التّعرّف» ، وكتاب «الحمّيات» ، وكتاب «حيلة البرء» ، ولخّص كتاب «السّماع الطّبيعيّ» لأرسطوطاليس، وله كتاب «تهافت التّهافت» يردّ فِيهِ على الغزاليّ، وكتاب «منهاج الأدِلَّة فِي الأصول» ، كتاب «فصل المقال فيما بين الحكمة والشّريعة من الاتّصال» ، كتاب «شرح كتاب القياس» لأرسطو، «مقالة فِي العقل» ، «مقالة فِي القياس» ، كتاب «الفحص عن أمر العقل» ، كتاب «الفحص عن مسائل وقعت فِي الإلهيّات من الشفاء» لابن سينا، «مسألة فِي الزّمان» ، «مقالة فِي أنّ ما يعتقده المشّاءون وما يعتقده المتكلِّمون من أَهْل ملَّتنا فِي كيفيَّة وجود العالم متقارب فِي المعنى» ، مقالة فِي نظر أَبِي نصر الفارابيّ فِي المنطق ونظر أرسطوطاليس، مقالة فِي اتّصال العقل المُفارق للإنسان، مقالة فِي ذلك أيضا، مباحثات بين المؤلّف وبين أَبِي بَكْر بْن الطُّفَيل فِي رسمه للدّواء، مقالة فِي وجود المادّة

[1] في تكملة الصلة لابن الأبّار «جربول» . والمثبت عن الأصل وسير أعلام النبلاء 23/ 308.

[2]

في عيون الأنباء 2/ 75.

ص: 197

الأولى، مقالة فِي الردّ على ابن سينا فِي تقسيمه الموجودات إِلَى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته، مقالة فِي المزاج، مقالة فِي نوائب الحُمّى، مسائل فِي الحكمة، مقالة فِي حركة الفَلَك، كتاب ما خالفَ فِيهِ أبو نصر لأرسطو فِي كتاب البُرْهَان، مقالة فِي التِّرياق، تلخيص كتاب الأخلاق لأرسطو، وتلخيص كتاب البرهان له.

قلت: ذكر شيخ الشّيوخ تاج الدّين: لمّا دخلتُ إِلَى البلاد سألتُ عَنْهُ، فَقِيل إنّه مهجورٌ فِي دارِهِ من جهة الخليفة يعقوب، ولا يدخل أحدٌ عليه، ولا يخرج هُوَ إِلَى أحد. فَقِيل: لِمَ؟ قَالُوا: رُفعت عَنْهُ أقوالٌ رديَّة، ونُسِب إليه كثرة الاشتغال بالعلوم المهجورة من علوم الأوائل.

ومات وهو محبوس بداره بمرّاكُش فِي أواخر سنة أربعٍ وتسعين.

وذكره الأَبّار [1] فقال: لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا.

قال: وكان متواضعا، منخفض الجناح، عُني بالعِلم حتّى حُكيّ عَنْهُ أنّه لم يَدَع النّظر والقراءة مُذْ عقل إلّا ليلةَ وفاةِ أَبِيهِ وليلة عُرْسِه. وأنّه سوَّد فيما صنَّف وقيّد واختصر نحوا من عشرة آلاف ورقة، ومال إِلَى علوم الأوائل، فكانت له فيها الإمامة دون أَهْل عصِره. وكان يُفْزعُ إِلَى فتْياه فِي الطّبّ كما يُفْزَع إِلَى فتياه فِي الفِقه، مع الحظّ الوافر من العربيَّة.

قيل: وكان يحفظ «ديوان» حبيب، والمتنبّي. وله من المصنَّفات: كتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» فِي الفقه علَّل فيها ووجَّه، ولا نعلم فِي فنّه أنفع منه، ولا أحسن مساقا. وله كتاب «الكليَّات» فِي الطّبّ، و «مختصر المستصفى» فِي الأصول، وكتاب فِي العربيَّة، وغير ذلك.

وقد وُلّي قضاء قُرْطُبة بعد أَبِي مُحَمَّد بْن مغيث فَحُمِدت سيرته وعظُم قدره.

سمع منه: أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وسهل بْن مالك، وجماعة.

وامتُحِن بآخرة، فاعتقله السّلطان يعقوب وأهانه، ثمّ أعاده إلى الكرامة

[1] في تكملة الصلة 2/ 553.

ص: 198

فيما قيل، واستدعاه إِلَى مرّاكُش وبها تُوُفّي فِي صَفَر، وقيل فِي ربيع الأوّل.

وقد مات السّلطان بعده بِشَهْر.

وقال ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [1] : هُوَ أوحدٌ فِي علم الفقه والخلاف. تفقَّه على الحافظ أَبِي مُحَمَّد بْن رزق. وبرع في الطّب. وألّف كتاب «الكلّيّات» أجاد فِيهِ. وكان بينه وبين أَبِي مروان بْن زُهْر مودَّة.

حدَّثني أبو مروان الباجيّ قال: كان أبو الْوَلِيد بْن رُشْد ذكيا، رثّ البزَّة، قويّ النَّفس، اشتغل بالطّبّ على أَبِي جَعْفَر بْن هارون، لازمه مدَّة.

ولمّا كان المنظور بقُرطُبة وقت غزْو الفُنْش استدعى أَبَا الْوَلِيد واحترمه وقرَّبه حَتَّى تَعَدَّى به المجلس الّذي كان يجلس فِيهِ الشَّيْخ عَبْد الواحد بْن أَبِي حَفْص الهنتانيّ، ثُمَّ بعد ذلك نَقَمَ عليه لأجل الحكمة، يعني الفلسفة.

259-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطّاب [2] .

الأندلسيّ.

تُوُفّي بطريق مكَّة. وقد رحل، وسمع ببغداد على: ذاكر بْن كامل، وابن بوش، وطبقتهما.

ودخل أصبهان. وقرأ القرآن بواسط على ابن الباقِلّانيّ.

مات فِي ذي الحجة.

260-

مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [3] .

أبو جعفر الطّرسوسيّ، ثمّ الأصبهانيّ، الحنبليّ.

[1] في عيون الأنباء 2/ 75.

[2]

انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343 رقم 512، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 22.

[3]

انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 327، 328 رقم 484، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 245، 246 رقم 126، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1932، والعبر 4/ 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والنجوم الزاهرة 6/ 154، وشذرات الذهب 6/ 320.

ص: 199

من كبار شيوخ عصره فِي مصره.

وُلِد سنة اثنتين وخمسمائة فِي حادي عشر صَفَر.

وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، والحافظ مُحَمَّد بْن طاهر، والحافظ يحيى بْن مَنْدَهْ، والحافظ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وأبي نهشل عَبْد الصَّمَد العنبْريّ.

حَدَّث عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، ويوسف بْن خليل، وجماعة كبيرة.

وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وغيره من المتأخّرين.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أبو زرعة الدّمشقيّ، ثنا يحيى بن صالح، ثنا معاوية بن سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنُودِيَ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً. أَخْرَجَهُ (خ)[1] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ.

تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من جُمادى الآخرة.

وهو آخر من حدَّث عن ابن طاهر بالسَّماع.

261-

مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز [2] .

قاضي القُضَاة أبو الْحَسَن [3] الهاشميّ، العبّاسيّ، المكّيّ، ثمّ البغداديّ.

[1] ج 2/ 442 في الكسوف، باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف.

[2]

انظر عن (محمد بن جعفر) في: ذيل الروضتين 15، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 327 رقم 483، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 28، والجامع المختصر 9/ 9- 11، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 251، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 213، والمختصر المحتاج إليه 1/ 30، 31، والبداية والنهاية 13/ 21، والعقد المذهب، ورقة 163، والعقد الثمين 1/ ورقة 114، 115، وعقد الجمان 17/ ورقة 224- 229.

[3]

في ذيل الروضتين: أبو الحسين.

ص: 200

ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

وتفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن الخلّ الشّافعيّ.

وسمع من: جدّه، وأبي الوقت.

وأجاز له: أبو القاسم بن الحُصَيْن، وأبو العزّ بْن كادش، وهبة اللَّه الشُّرُوطيّ، وجماعة.

ووُلّي القضاء والخطابة بمكَّة، ثُمَّ وُلّي قضاء القُضاة ببغداد بعد عَزْل أَبِي طَالِب عليّ بْن عليّ بْن الْبُخَارِيّ فِي سنة أربع وثمانين. ثُمَّ صُرِف فِي سنة ثمانٍ وثمانين بسبب كتاب امرأةٍ زوَّره وارتشى على إثباته خمسين دينارا وثيابا من الْحَسَن الإسْتِراباذيّ، فقال: ثبت عندي بشهادة فلانٍ وفلان. فأنكرا فَعَزَله أستاذ الدّار، ورسَّم عليه أيّاما، ثُمَّ لزِم بيته حتّى مات.

وقد سمع منه ابنه الحافظ جَعْفَر.

وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.

ذكر ترجمته الدُّبيثيّ.

وحدَّث عَنْهُ: ابن خليل، واليَلْدانيّ.

262-

مُحَمَّد بْن ذاكر بْن كامل [1] .

أبو عَبْد اللَّه الخفّاف.

سمع من: ابن البطّيّ، ويحيى بْن ثابت.

وكان شابّا صالحا. ما أحسبه حدَّث [2] .

263-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي درَقة.

أبو عَبْد اللَّه القحطانيّ القُرْطبيّ، الفقيه، قاضي تونس.

روى بها «الموطّأ» عن: أبي عبد الله بن الزّمّامة.

[1] انظر عن (محمد بن ذاكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343 رقم 513، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 42، والوافي بالوفيات 3/ 66 رقم 961.

[2]

قال ابن النجار: أبو عبد الله ابن شيخنا أبي القاسم جارنا بالظفرية، كان شابا صالحا، ورعا تقيّا ديّنا، حسن الطريقة، تفقّه بالمدرسة النظامية، وقرأ القرآن بالروايات، واشتغل بشيء من الأدب، وسمع الحديث من والده وغيره، ومات قبل أوان الرواية.

ص: 201

أَخَذَ عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أصبغ، وغيره.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة.

264-

مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن غَنيِمة بْن يحيى بْن بركة [1] .

أبو مَنْصُور الحربيّ الخيّاط، المعروف بابن حَوَاوا.

سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.

روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي رحمه الله فِي نصف ربيع الأول [2] .

265-

مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن زُهر بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهْر [3] .

أبو بَكْر الإياديّ، الإشبيليّ.

أَخَذَ عن جدّه أَبِي العلاء علم الطّبّ، وأخذ عن أَبِيهِ.

وانفرد بالإمامة فِي الطّبّ فِي زمانه مع الحظّ الوافر من اللُّغة، والآداب، والشِّعر.

فَمَنْ شِعره، قال الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة: أنشدني محيي الدّين مُحَمَّد بْن العربيّ الحاتميّ: قال الحفيد أبو بَكْر بْن زُهْر لنفسه يتشوَّق إِلَى ولده:

ولي واحدٌ مثل فرخ القطا

صغيرٌ تخلّف قلبي لدَيْه

نأتْ عَنْهُ داري فيا وحشتي

لذاك الشّخيص [4] وذاك الوجيه

[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 21 رقم 225، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323 رقم 472.

[2]

وقد نيّف على الثمانين.

[3]

انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: معجم الأدباء 18/ 216- 225، وعيون الأنباء 2/ 66، والوافي بالوفيات 4/ 39- 43 رقم 1497، ونفح الطيب 1/ 625، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 642، والمطرب لابن دحية 207، والمعجب للمراكشي 145، وتكملة الصلة 2/ 255، ووفيات الأعيان 4/ 434- 437، والعبر 4/ 288، وسير أعلام النبلاء 21/ 325- 327 رقم 171، والمختار من تاريخ ابن الجزري 71، 72، وإنسان العيون، ورقة 81، والمختصر في أخبار البشر 3/ 127، وتاريخ ابن الوردي 2/ وشذرات الذهب 4/ 320، والكنى والألقاب للقمي 1/ 293، 294.

[4]

في الوافي 4/ 40: «فيا وحشتا لذاك القديد» .

ص: 202

تشوّقني وتشوّقُته

فيبكي عليَّ وأبكي عليه

وقد تعب الشّوق ما بيننا

فمنه إليّ ومني إليه

قال الموفّق: وأنشدني القاضي أبو مروان الباجيّ: أنشدنا أبو عِمْرَانَ بْن أَبِي عِمْرَانَ الزّاهد المرتليّ قال: أنشدنا أبو بَكْر بْن زُهْر الحفيد لنفسه:

إنّي نظرتُ إِلَى المرآة إذ جُلِيَت

فأنكَرَت مُقْلَتَايَ كلّما رأتَا

رأيتُ فيها شيخا لست أعرفه

وكنت أعرف فيها قبل ذاك فَتَى [1]

فقلت أني الّذي مَثْوَاهُ كان هنا

مَتَى ترحّل عن هَذَا المكان مَتَى؟

فاستعجلتني وقالت لي وما نطقت

قد راح ذاك وهذا بعد ذاك أتى [2]

هَوِّنْ عليك وهذا لا بقاء له

أما ترى العشب يفنى بعد ما نبتَا

كان الغَوَاني يُقلنَ: يا أُخيّ، فقد

صار الغَوَاني يَقُلْنَ اليوم: يا أبَتَا

وللحفيد:

للَّه ما صنعَ [3] الغرام بقلبِهِ

أوْدَى به لمّا ألمّ بلُبّهِ

لبّاه لمّا أن دعاه، وهكذا

من يدعه داعي الغرام يلبّه

يأبى الّذي لا يستطيع لعجبه

ردّ السّلام وإنْ سلكت [4] فَعُجْ بِهِ

ظَبْيٌ من الأتراك ما تركَتْ ظبي [5]

ألحاظُه من سلْوَةٍ لمحبِّهِ

إنْ كنتَ تُنكرُ ما جنى بِلِحَاظِهِ

فِي سَلْبه يومَ الغوير فسَلْ بِهِ

أو شئت أن تلْقى غزالا أغْيدًا

فِي سِرْبِهِ أُسْدُ العرينِ فَسِرْ بِهِ

يا ما أُمَيْلَحَهُ وأعذبَ رِيقَهُ

وأَعَزّهُ وأذَلَّني فِي حُبِّهِ

بل ما أُليْطِفَ وردة فِي خدِّهِ

وأرقَّها وأشدَّ قسوةِ قلبه

وله موشّحات كثيرة مشهورة، فمنها هذه:

[1] في الأصل: «فتا» .

[2]

في الأصل: «أتا» .

[3]

في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ما فعل» .

[4]

في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «شككت» .

[5]

في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ضنّى» .

ص: 203

أيُّها السَّاقي إليكَ المشتكى [1]

قد دعوناكَ وإنْ لم تسمع

ونديم همت فِي غُرّتِه

وشرِبتُ الرَّاحَ من راحتِه

كلّما استيقظت من سَكْرته

جَذَبَ الزِّقَّ إليه واتَّكا

وسَقَاني أربعا فِي أربعِ

غُصْنُ بانٍ مالَ من حيث اسْتَوَى

باتَ مَن يَهْواهُ من فَرْط الجوى

خَفِقَ الأحشاءِ مَرْهون القُوى

كلما فكَّر فِي البينِ بَكَا

ما لَهُ يبكي بما لم يقع

ليس لي صَبْرٌ ولا لي جَلَدُ

يا لقَوْمي عذلوا واجتهدوا

أنكروا وشَكْواي ممّا أجِدُ

مثلُ حالي حقّه أن يُشتكا

كمد البأس وذلّ الطّمع

ما لِعَيْنِي غَشِيَتْ بالنَّظر

أنكرتْ بعدك ضوء القمر

وإذا ما شِئتَ فاسْمَع خبري

شَقِيَتْ عَيْنَاي من طولِ البكا

وبَكَى بَعْضي على بَعْضي مَعِي

وإليه انتهت الرئاسة بإشبيليّة، وكان لا يعدله أحدٌ فِي الحَظْوة عند السّلاطين. وكان سَمْحًا، جوادا، نفّاعا بماله وجاهه، ممدَّحًا. ولا أعرف له رواية. قاله الأَبّار.

وقد أَخَذَ عَنْهُ الأستاذ أبو عليّ الشّلُوبين، وأبو الخطّاب بْن دِحْية.

قال الأَبّار [2] : وكان أَبو بَكْر بْن الجدّ يزكّيه.

ويُحكى عَنْهُ أنّه يحفظ «صحيح البخاريّ» مَتْنًا وإسنادا.

تُوُفّي بمّراكُش فِي ذي الحجَّة، وقد قارب التّسعين، فإنّه وُلِد سنة سبْعٍ وخمسمائة.

[1] في الأصل: «المشتكا» .

[2]

في تكملة الصلة 2/ 255.

ص: 204

وقال غَيْره: كان ديّنا، عدّلا، مُحِبًّا للخير، مَهِيبًا جَرِيء الكلام، قويُّ النَّفس، مليح الشّكْل- يجرُّ قوسا يكون سبْعًا وثلاثين رطلا باليد.

وقال ابن دِحْيَة [1] : كان من اللّغة بمكانٍ مكين، وموردِ فِي الطّبّ عذْبٍ مَعِين. كان يحفظ شِعْر ذي الرّمَة، وهو ثلث اللّغة، مع الإشراف على جميع أقوال أَهْل الطّبّ، مع سُمُوّ النَّسَب وكثرة المال والنّشبْ. صحِبْتُه زمانا طويلا، واستفدت منه أدبا جليلا.

وقال لي: ولدت سنة سبع وخمسمائة.

وله أشعار حلوة. ورحل أبو جدّه إِلَى المشرق، وولي رئاسة الطّبّ ببغداد، ثُمَّ بمصر، ثُمَّ بالقيروان، ثُمَّ استوطن دانية بالأندلس، وطار ذِكره.

قلتُ: وقد مرّ والده فِي سنة سبْعٍ وخمسين، وجدّه فِي سنة خمسٍ وعشرين وخمسمائة.

وكان أبو بَكْر يُقال له: الحفيد. وكان وزيرا محتشِمًا، كثير الحُرْمَة، من سَرَوات أَهْل الأندلس. وقد رأَسَ فِي فَنَّيِ الطّبّ والأدب وبلغ فيهما الغاية [2] .

266-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب [3] .

أبو بَكْر المِزّيّ [4] ، الدَّمشقيّ، المعروف بالدُّوَانِيقيّ.

روى عن: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ.

روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والقوصي، والتّاج القُرْطُبيّ، وأخوه إسماعيل.

[1] في المطرب 203.

[2]

وقد قيل في ابن زهر:

قل للوبا أنت وابن زهر

قد جزتما الحدّ في النكاية

ترفّقا بالورى قليلا

في واحد منكما كفاية

(المختصر في أخبار البشر 3/ 97، المختار من تاريخ ابن الجزري 72، وتاريخ ابن الوردي 2/ 115) .

[3]

انظر عن (محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329 رقم 488، وتكملة إكمال الإكمال 333، 334.

[4]

هكذا في الأصل بالزاي. وقيّدها ابن الصابوني: «المرّي» بضم الميم وكسر الراء المشدّدة.

ص: 205

وتُوُفّي فِي شَعْبان.

267-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [1] .

أبو المظفَّر الخاتونيّ، الأصبهانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الكاتب.

أحد الشّعراء.

سمع جزءا من مُحَمَّد بن عليّ السّمنانيّ، بسماعه من أَبِي الغنائم ابن المأمون.

رَواه عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ، وغيره.

وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة عن نيِّفٍ وعشرين سنة [2] .

268-

الْمُبَارَك بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن الصّواف [3] .

أبو نَصْر بْن النَّشف الواسطيّ، البزّاز، الْمُقْرِئ.

قرأ القراءات على: أَبِي الفتح الْمُبَارَك بْن أَحْمَد الحدّاد، وغيره.

وسمع: أَبَا عبد الله محمد بن علي الجلابي، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الآمِديّ.

وسمع ببغداد من: ابن ناصر.

وحدَّث.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي القعدة وله أربعٌ وسبعون سنة.

[1] انظر عن (محمد بن محمد الخاتوني) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 338 رقم 508، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125، والوافي بالوفيات 1/ 419، 150 رقم 63.

[2]

قال ابن النجار: من ساكني دار الخلافة. كان كاتبا فاضلا أديبا حسن الأخلاق. خدم عدّة من الأمراء ثم نظر في أعمال قوسان وبعدها في دجيل ثم انعزل ولزم بيته، وأورد له من أبيات:

لقد هاج لي أبين حزنا طويلا

وحمّلني البين عبئا ثقيلا

وأذكرني البرق سفح الغدير

وتلك القفار وتلك الهجولا

ومثّل لي وقفات الحجيج

وجوب الفلا عنقا أو ذميلا

فأذريت دمعي لعلّ الدموع

تبلّ غليلا وتروي عليلا

فما بلغت بعض ما نلته

وما هو أمرا أراه منيلا

لأنّي أروم شفاء الجوى

وقد أوحش البين تلك السبيلا

[3]

انظر عن (المبارك بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337 رقم 506، والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1123.

ص: 206

269-

الْمُبَارَك بْن عليّ بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن بذال [1] .

أبو بَكْر المعروف بابن النّفيس الْبَغْدَادِيّ.

وُلِد سنة سبْع عشرة.

وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور الشَّيْبَانيّ القزّاز.

قال الدّبيثيّ [2] : سمع منه بعض أصحابنا، وأجاز لي.

270-

مَسْعُود بْن أَبِي مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] .

الأصبهانيّ أبو الْحَسَن، الخيّاط المعروف بالجمّال.

ولد سنة ستّ وخمسمائة، وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، ومحمود بْن إسماعيل الصيرفي، وأبي نهشل عبد الصمد العنبري، والهَيْثم بْن مُحَمَّد المعدانيّ. وحضَر أَبَا القاسم غانما البُرْجيّ، وحمزة بْن العبّاس العَلَويّ.

وأجاز له عَبْد الغفّار الشِّيرُوِييّ.

وكان من بقايا أصحاب الحدّاد.

روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ، ومحمد بْن عُمَر العثمانيّ.

وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وجماعة.

تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من شوّال.

271-

مُسْلِم بن عليّ بن محمد [4] .

[1] انظر عن (المبارك بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 335، 336 رقم 502، وإكمال الإكمال لابن نقطة (مادّة: بذال) ورقة 31، والمختصر المحتاج إليه 3/ 173 رقم 1142.

[2]

في المختصر المحتاج إليه.

[3]

انظر عن (مسعود بن أبي منصور) في: التقييد لابن نقطة 446 رقم 598، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 333 رقم 496، والعبر 4/ 288، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 268 رقم 141، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1933، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309 وفيه:«مسعود بن أبي مسعود» ، وذيل التقييد 2/ 278 رقم 1621، والنجوم الزاهرة 6/ 154، وشذرات الذهب 4/ 321.

[4]

انظر عن (مسلم بن علي) في: إكمال الإكمال، لابن نقطة (السيحي) ، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 319 رقم 465، والمشتبه 1/ 350، وسير أعلام النبلاء 21/ 302، 303 رقم 159.

ص: 207

أبو مَنْصُور بْن السّيْحيّ [1] ، العدل المَوْصِليّ.

حدَّث عن: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خميس، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.

روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُحَمَّد اليَلْدانيّ.

تُوُفّي فِي منتصف المحرَّم.

272-

مَنْصُور بْن أَبِي الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن المظفَّر [2] .

أبو الفضل المخزوميّ، الطّبريّ، الصُّوفيّ، الواعظ.

وُلِد بآمُل طَبَرِسْتان، ونشأ بمَرْو، وتفقّه على الْإِمَام أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ.

وبنَيْسابور على مُحَمَّد [3] بْن يحيى.

وكان مليح الكلام فِي المُنَاظرة، ثُمَّ اشتغل بالوعظ والتّصوُّف.

وسمع من: زاهر بْن طاهر، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواريّ، وعليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ. وحدَّث ببغداد والشّام.

أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الحازميّ، وإلياس بْن جامع، وابن خليل، وأخوه إِبْرَاهِيم، والضّياء المقدسيّ، والتّاج بْن أَبِي جَعْفَر، والشّهاب القُوصيّ، وطائفة سواهم.

[1] في الأصل: «السحي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. قال المنذري: السّيحي: بكسر السين والحاء المهملتين بينهما ياء آخر الحروف.

[2]

انظر عن (منصور بن أبي الحسن) في: التقييد 453، 454 رقم 606، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160 رقم 477، وتاريخ إربل 1/ 191 رقم 94، وتكملة إكمال الإكمال 134، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 353، والتدوين في أخبار قزوين 4/ 116، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والعبر 4/ 288، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1934، والمختصر المحتاج إليه 3/ 191، 192 رقم 1205، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1 ص 36، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 313، ولسان الميزان 6/ 92، والنجوم الزاهرة 6/ 54، وشذرات الذهب 4/ 321.

[3]

في الأصل: «وبنيسابور علي بن محمد» وهو وهم.

ص: 208

وروى عنه الأمير يعقوب بْن مُحَمَّد الهَذبانيّ «مُسْنَد» أَبِي يعلى الموصليّ، سمعه منه بالموصل، ولقّبه القُوصيّ بشِهاب الدّين.

ونقلتُ من خطّه قال: حدَّث بدمشق سنة اثنتين وتسعين «بصحيح مُسْلِم» ، وسمعته منه، عن الفُرَاويّ.

وتوقَّف فِي أمره الحافظ بهاء الدّين القاسم بْن عساكر، وامتنع جماعةٌ لامتناعه.

ومولده بطَبَرِسْتان سنة خمس عشرة وخمسمائة.

وقال ابن النّجّار: حدّث ببغداد، ثُمَّ سكن الموصل يحدَّث ويدرّس. ثُمَّ انتقل إِلَى دمشق، فذكر لي رفيقنا عَبْد الْعَزِيز الشَّيبانيّ أنّه سمع منه، وادّعى أنّه سمع «صحيح مُسْلِم» من الفُرَاويّ. وكان معه خطٌّ مُزَوَّر على خطّ الفُرَاويّ.

وقال ابن نُقْطة [1] : حدَّثني عليّ بْن القاسم بْن عساكر قال: لمّا قُرئَ على الطَّبريّ أوّل مجلس من «صحيح مُسْلِم» بحُكم الثّبْت حضر شيخ الشّيوخ ابن حَمُّوَيْه، وحضر أَبِي وأنا معه، فجاء ابن خليل الأَدَميّ وقال لأبي: هَذَا الثَّبَت ليس بصحيح، وأراه إيّاه. فامتنع أَبِي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشّيوخ أبو الْحَسَن بْن حَمُّوَيْه والصّوفيّة، وقرءوا عليه الكتاب [2] .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ بِالطَّابَرَانِ، أَنَا أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ: ثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: كُنَّا بِالْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: إِنْ قَدِمْنَا بِأَهَلِينَا شُقَّ عَلَيْنَا، وَإِنْ خَلَّفْنَاهُمْ أَصَابَتْهُمْ ضَيْعَةٌ. فَبَعَثُونِي، وَكُنْتُ أَصْغَرُهُمْ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ لَهُ قَوْلَهُمْ، فَأَمَرَنَا بِلَيْلَةِ ثلاث وعشرين [3] .

[1] في التقييد 454.

[2]

المختصر المحتاج إليه 3/ 192.

[3]

الحديث بطوله رواه أبو داود في الصلاة، والنسائي في الاعتكاف. انظر: تحفة الأشراف 4/ 273 رقم 5143.

ص: 209