الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحدَّث عن: عَبْد الغنيّ بْن أَبِي الطّيّب بشيء يسير.
525-
عِيسَى بْن حمّاد بْن عَبْد الرَّحمن بْن عَمْرو [1] .
أبو مُوسَى القَيْسيّ، الصَّقَلّيّ الأصل، الدّمشقيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وقدِم الشّام وله ثلاثون سنة.
حدَّث عن: أَبِي العشائر مُحَمَّد بْن خليل بْن فارس القَيْسيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وحدَّث عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل بدمشق عن بضْعٍ وثمانين سنة.
-
حرف الغين
-
526-
غياث الدّين [2] .
السّلطان أبو الفتح مُحَمَّد بْن سالم بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الغُوريّ صاحب غَزْنَة. أخو السّلطان شهاب الدّين.
أنبأني ابن البُزُوريّ [3] أنّه كان ملكا عادلا، وللمال باذلا، مُحسن إِلَى رعيّته، رءوفٌ بهم في حُكمه وسياسته. كَانَتْ نور الأيّام به بواسم، وكلّها بوجوده أعياد ومواسم. قرّب العلماء، وأحبّ الفُضلاء، وبنى المساجد والرّبط
[1] انظر عن (عيسى بن حمّاد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 447 رقم 711.
[2]
انظر عن (غياث الدين) في: الكامل في التاريخ 12/ 180- 182، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 471 رقم 759، والجامع المختصر 9/ 105، 106، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 1209، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 430، والمختصر في أخبار البشر 3/ 104، ودول الإسلام 2/ 80، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 320- 322 رقم 167، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، 313، والعبر 4/ 308، والمختار من تاريخ الجزري 62- 64 و 75، 76 و 81- 88، ومرآة الجنان 3/ 496، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، والبداية والنهاية 13/ 34، والعسجد المسبوك 2/ 275- 277، ومآثر الإنافة 2/ 49، 55، 71، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342، وتاريخ الإسلام في الهند لعبد المنعم النمر ص 102.
[3]
في الأصل: «البزري» .
والمدارس، وجدّد من مواطن العبادات ما كان دارسا [1] ، وأدَرَّ الصَّدَقَات، وبنى فِي الطُّرُق الخانات. وكان بالجود والسّخاء موصوفا.
قلت: امتدّت أيّامه، وأَسَنّ ومرض بالنِّقْرِس مدَّةً.
ذكر العدل شمس الدّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [2] أنّه تُوُفّي فِي السابع والعشرين من جُمادى الأولى، ودُفن بتُربةٍ له إِلَى جانب جامع هَرَاة.
قال ابن الأثير [3] : وكان عادلا سخيّا، قرّب العلماء وبنى المدارس والمساجد وكان مظفَّرًا فِي حروبه لم ينكسر له عسكر. وكان ذا دهاءٍ ومكْرٍ وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرّض لمال أحد. وكان من مات بلا وارث تصدّق بما خلّفه [4] . وكان فِيهِ فضل وأدب. وقد نسخ عدّة مصاحف، لم يبدُ منه تعصُّبٌ لمذهب، وكان يقول: التّعصُّب قبيح.
وأمّا أخوه شهاب الدّين فإنّه قُتِلَ غِيلة. ثُمَّ إنّ خُوارزْم شاه مُحَمَّد بْن تكش قصد غَزْنَة فِي سنة خمسٍ وستّمائة، وظفر بالملك غياث الدّين محمود ولد غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام وقتله بعد أنْ آمنه [5] ، وترك بغَزْنَة جلال الدّين بْن خُوارزم شاه.
ولمّا تُوُفّي غياث الدّين مُحَمَّد كان الأمير تاج الدّين ألدُز أحد موالي الملوك الغوريَّة قد استولى على باميان وبلْخ، فسار إِلَى غياث الدّين ابن غياث الدّين ليكون فِي نصره، فحضر بغَزْنَة وأحضر العلماء وفيهم رسول الخليفة مجد الدّين يحيى بْن الرَّبِيع مدرّس النّظاميَّة، وكان قد نُفّذ رسولا إِلَى شهاب الدّين الغُوريّ، فَقُتِلَ شهاب الدّين وابن الربيع بغزنة، فالتمس تاج الدّين ألدز
[1] في الأصل: «دارس» .
[2]
المختار من تاريخ ابن الجزري 81.
[3]
في الكامل في التاريخ 12/ 182.
[4]
وقال القزويني في (آثار البلاد 430) : «وكان من عادته إذا مات غريب في بلده لا يتعرّض لتركته حتى يأتي وارثه ويأخذها» .
[5]
الجامع المختصر 9/ 170، العسجد المسبوك 2/ 298.
أنْ ينتقل إِلَى دار المملكة، وأن يخاطَبَ بالمُلْك، فركب هُوَ والأمراء فِي خدمة غياث الدّين محمود، وعليه ثياب الحُزْن على شهاب الدّين، فتغيّرت نيَّة جماعة الدّولة لأنّهم كانوا يطيعونه، أعني ألْدُز، بناء على أنّه يحصّل الملك لغياث الدّين، فَلَمَّا رَأَى انحرافهم فرّق فيهم الأموال ورضوا، وأذِن لجماعةٍ من الأمراء وأولاد الملوك أن يكونوا فِي خدمة غياث الدّين، فلمّا استقرّوا عنده بعث إليه خِلعة، وطلب منه ألدُز أن يُسَلْطِنه وأن يعتقه من الرِّقِّ، لأنّه كان لعمّه الشّهيد شهاب الدّين، وأنْ يزوّج ولده بابنة ألدُز. فلم يُجِبْه غياث الدّين محمود.
واتّفق أنّ جماعة من الغُوريَّة أغاروا على أعمال كرْمان، وهي إقطاع قديم لألدُز، فجهَّز ألدُز صهره وراءهم فظفر بهم وقتلهم. ثُمَّ إنّ ألدُز فرّق الأموال، وأجرى رسوم مولاه شهاب الدّين، واستقام أمره [1] .
وجرت لهم أمورٌ طويلة حكاها شمس الدّين بْن الْجَزَريّ فِي أوائل «تاريخه» [2] وأنّ ألدُز مَلَكَ مدينة لُهاور وعدَّة مدائن، وأنّه التقى هُوَ وشمس الدّين الدزمش [3] مملوك قُطْب الدّين أَيْبَك فتى شهاب الدّين الغُوريّ فأُسِر تاج الدّين ألدُز فِي المصافّ فَقُتِلَ. وكان محمود السّيرة في رعيّته [4] .
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 82، 83.
[2]
المختار من تاريخ ابن الجزري 88.
[3]
في (المختار) : «التزمش» .
[4]
وقال القزويني: كان ملكا عاملا عادلا، مظفّرا في جميع وقائعه، وحروبه كانت مع كفّار خطّاء. وكان كثير الصدقات، جوادا، شافعيّ المذهب، وقد بنى مدارس ورباطات، وكتب بخطّه المصاحف وقفها عليها
…
وكان أول أمره كرّاميّ المذهب وفي خدمته أمير عالم عاقل ظريف شاعر، يقال له مبارك شاه الملقّب بعزّ الدين، علم أن هذا الملك الجليل القدر على اعتقاد باطل، وكان يأخذه الغبن لأنه كان محسنا في حقّه، وكان في ذلك الزمان رجل عالم فاضل ورع يقال له محمد بن محمود المروروذي، الملقّب بوحيد الدين، عرّفه إلى الملك وبالغ في حسن أوصافه حتى صار الملك معتقدا فيه، ثم إن الرجل العالم صرفه عن ذلك الاعتقاد الباطل وصار شافعيّ المذهب. (آثار البلاد 430) .