الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحصلت له منزلة عظيمة إِلَى الغاية عند النّاصر لدينِ اللَّه. ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له فِي التّوجّه إِلَى بلده، وخاف العواقب، وسار إِلَى حماه، فوُلّي قضاءها، وعِيبَ عليه هَذِهِ الهمَّة النّاقصة.
وكان سمْحًا، جوادا، له شِعرٌ جيّد، فمنه:
فارقْتكُمُ ووصلتُ مصرَ فلم يقم
…
أُنسُ اللّقاء بوحشة التّوديعِ
وسُرِرتُ عند قدومها لولا الّذي
…
لكُمْ من الأشواق بين ضُلُوعي
وله:
فِي كلّ يوم تُرى للبَيْن آثارُ
…
وما له فِي التآم الشّملِ إيثار
يسطُو علينا بتفريق فوا عجبا
…
هَلْ كان للبَيْن فيما بيننا ثارُ
يَهزّني أبدا من بعد بعدهم
…
إلى لقائهم وجدٌ وتذْكارُ
ما ضرّهم فِي الهَوَى لو واصلوا دَنِفًا
…
وما عليهم من الأوزارِ لوْ زاروا
يا نازلين حِمى قلبي وإنْ بعُدُوا
…
ومنصفين وإنْ صدّوا وإنْ جاروا
نما فِي فؤادي سواكم فاعطفُوا وصِلُوا
…
وما لكم فِيهِ إلّا حبّكم جارُ
وقد سمع من أَبِي طاهر السِّلَفيّ وحدَّث عَنْهُ. وبحماه تُوُفّي فِي رجب، وله خمسٌ وستّون سنة، فِي نصف الشّهر.
-
حرف الميم
-
529-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [1] .
الأديب مؤيد الدّين التَّكْريتيّ، أبو البركات، الشّاعر [2] .
[1] انظر عن (محمد بن أحمد التكريتي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 454 رقم 723، ووفيات الأعيان 1/ 562 في ترجمة «ابن الدهان» ، وذيل الروضتين 36، والوافي بالوفيات 2/ 115، 116 رقم 451، والمقفى الكبير 5/ 262، 263 رقم 1824.
[2]
أصله من تكريت، وولد ببغداد في سنة أربعين وخمسمائة، وسافر إلى الشام وديار مصر في طلب التجارة، وحجّ إلى مكة في عدّة نوب وجاور بها. وله ديوان شعر كثير المعاني إلّا أن الغالب عليه الهجاء.
قال الدُّبيثيّ: أنشدوني له:
ومَن [1] مبلغٌ عنّي الوجيه رسالة
…
وإن كان لا تُجْدي إليه الرسائلُ
تمذْهَبت [2] للنُّعمان بعد ابن حنبل
…
وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترتَ رأي الشّافِعيّ تديُّنًا
…
ولكنّما تهوى الّذي هو حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائرٌ
…
إِلَى مالكٍ فافْطن لِما أنت [3] قائلُ [4]
530-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ، الهاشميّ، الزّاهد، الأندلسيّ، نزيل بيت المقدس.
كان إماما كبيرا، عارفا، قانتا، مُخْبِتًا، من أَهْل الجزيرة الخضراء.
ذكره ابن خَلِّكان [6] فقال: له كرامات ظاهرة، ورأيتُ أَهْل مصر يحكون عَنْهُ أشياء خارقة.
قال: ولقيت جماعة مِمَّنْ صَحْبَه وكلٌّ منهم قد نَمى عليه من بركته.
وكان من الطّراز الأوّل.
[1] في ذيل الروضتين: «ألا» .
[2]
في الذيل: «تمذهب» .
[3]
في الذيل: «أنا» .
[4]
ومن شعره:
ما ذلّتي في حبّكم وخضوعي
…
عار، ولا شغفي لكم ببديع
دين الهوى ذلّ وجسم ناحل
…
وسهاد أجفان وفيض دموع
كم قد لحاني في هواكم لائم
…
فثنيت عطفي منه غير سميع
ما يحدث التقبيح عندي سلوة
…
لكم ولو جئتم بكلّ فظيع
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
…
جاءت محاسنه بألف شنيع
[5]
انظر عن (محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 468 رقم 752، ووفيات الأعيان 4/ 305 رقم 632، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والعبر 4/ 309، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء 21/ 400 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 78، والمقفى الكبير 5/ 119- 135 رقم 1674، ونفح الطيب 2/ 54، والأنس الجليل للعليمي 2/ 488، والكواكب الدرية للمناوي 2/ 98، وشذرات الذهب 4/ 342، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 159، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 1/ 114.
[6]
في وفيات الأعيان 4/ 305.
صحب بالمغرب أعلام الزّهد، وسافر من مصر لزيارة بيت المقدس فأقام به إِلَى أن تُوُفّي.
وقال المنذريّ [1] : فِي سادس ذي الحجَّة، تُوُفّي الشّيخ الْإِمَام قدوة العارفين أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الهاشميّ، الزّاهد ببيت المقدس، وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة.
صحِب بالمغرب جماعة من أعلام الزُّهّاد، وقدِم مصر، ونفع اللَّه به جماعة كثيرة ممّن صحِبه، أو شاهده، أو أحبّه، وقبره ظاهر يُقصد للزّيارة والتّبرُّك به.
سمعتُ قطعة من منثور فوائده من الصّحابة [2] .
531-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن وليد بْن أَبِي جمرة [3] .
مَوْلَى بني أُميَّة الْإِمَام أبو بَكْر بْن أَبِي جمرة المُرْسيّ.
سمع الكثير من والده وعرض عليه «المدوَّنة» ، ومن: أَبِي بَكْر بْن أسود، وناوله تفسيره.
ومن: أَبِي محمد بن أبي جعفر.
وأجاز له أبو الْوَلِيد بْن رُشْد الفقيه، وأبو بحر بْن العاص الأَسَديْ، وأبو الْحَسَن شُرَيْح، وجماعة كثيرة.
ذكره أبو عَبْد اللَّه فقال: عُني بالرأي وحفظه، وولي خطّة الشُّورى وهو ابن نيِّفٍ وعشرين سنة، وقُدِّم للفُتْيا مع شيوخه فِي سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة.
[1] في التكملة 1/ 468.
[2]
طوّل المقريزي في ترجمته، وذكر عدّة صفحات من أقواله، وتناول مناقب شيوخه في الطريقة، ودخوله فيها.
[3]
انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الملك) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 561- 566، وسير أعلام النبلاء 21/ 398، 399 رقم 202، والعبر 4/ 309، وشذرات الذهب 4/ 342.
قلت: أفتى ستّين سنة.
قال: وتقلَّد قضاء مرسيّة، وشاطبة، وغير ذلك دفعات، وكان بصيرا بمذهب مالك، عاكفا على تدريسه، فصيحا، حَسَن البيان، عدْلًا فِي أحكامه، جزْلًا فِي رأيه، عريقا فِي النّباهة والوجاهة.
وله كتاب «نتائج الأفكار ومناهج النّظّار فِي معاني الآثار» ألّفه بعد الثّمانين وخمسمائة عند ما أوقع السّلطان بأهل الرأي، وأمر بإحراق «المدوَّنة» وغيرها من كتب الرأي. وله كتاب «إقليد التّقليد المؤدّي إِلَى النّظر السّديد» .
قرأ عليه أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه «الموطّأ» ، عن أَبِيهِ سماعا، عن جدّه قراءة، وعن أَبِي الْوَلِيد ابن الباجيّ إجازة.
وتكلَّم فِيهِ بعض النّاس بكلامٍ لا يقدح فِيهِ.
وقد روى عَنْهُ أبو عُمَر بْن عات، وأبو عليّ بْن زلّال، وجماعة كثيرة.
وكتب إليَّ وإلى أَبِي بالإجازة مرَّتين إحداهما فِي سنة سبعٍ وتسعين، وأنا ابن عامين وشهور. وهو أعلى [1] شيوخي إسنادا.
وتُوُفّي بمُرْسِيَّة مصروفا عن القضاة فِي آخر المحرَّم سنة تسع.
ووُلِد فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
قال: وهو آخر مَن روى عن أَبِي بحر، وغيره.
قلت: قال ابن فَرْتُون: قال أبو الرَّبِيع بْن سالم فِي «الأربعين» له: أبو بَكْر ظهر منه فِي باب الرّواية اضطّرابٌ طرّق الفتنة إليه، وأطلق الألسِنة عليه، والله أعلم بما لديه.
ولأبيه إجازة من أَبِي عَمْرو الدّانيّ، وهو فَلَه إجازة من أَبِيهِ.
وسمع من أَبِيهِ «التّيسير» ، سمعه منه ابن جوبر السّبتيّ.
[1] في الأصل: «أعلا» .
532-
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي الفتح طاهر بْن مكّيّ [1] .
أبو بَكْر النَّهْروانيّ، الأَزَجيّ، الحذّاء، النّعّال.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه السّلّال، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وابن ناصر، وجماعة.
روى عَنْهُ: النّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي صفر.
533-
مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مروان بْن مرزوق بْن أَبِي الأَحْوَص [2] .
أبو عَبْد اللَّه الزَّنَاتيّ، البَلَنْسِيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن نِسَعْ.
أَخَذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل، ولزِمه مدَّةً، وسمع منه.
ومن: ابن النّعمة، وابن سعادة.
قال الأَبّار [3] : كان مقرئا خيِّرًا، زاهدا. سمع من طارق بْن يعيش «السّيرة» لابن إِسْحَاق، وكثيرا ما كان يُسمع منه لعُلُوّه، وكذلك كتاب «الإستشفاء» حتّى كاد يحفظهما.
حدَّثني بِذَلِك أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر، وسمع منه: هُوَ، وأبو الْحَسَن بْن خيرة، وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأَبُو بَكْر بْن مُحْرِز، وأبو مُحَمَّد بْن مطروح، وجماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسمائة، وتُوُفّي فِي ثاني عشر شعبان وله تسعون سنة، وكانت جنازته مشهودة.
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 445 رقم 706، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر المحتاج إليه 1/ 40.
[2]
انظر عن (محمد بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 566، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 192، 193، ومعرفة القراء الكبار 2/ 581 رقم 540، وغاية النهاية 2/ 138.
[3]
في تكملة الصلة 2/ 566.
534-
مُحَمَّد بن عَبْد الكريم [1] .
أبو عبد الله الفندلاويّ، الفاسيّ، المعروف بابن الكتّانيّ.
كان رأسا في علم الأصول والكلام. تخرَّج به طائفة. وله أُرْجوزة فِي أصول الفقه.
روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد الفاسيّ، وأبو الْحَسَن الشّاري.
ورّخه الأَبّار.
535-
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [2] .
مؤيَّد الدّين أبو الفضل الحارثيّ، الدَّمشقيّ، المهندس.
كان ذكيّا أستاذا فِي تجارة الدّقّ. ثُمَّ برع فِي عِلم إقليدس: وكان يعمل أيضا فِي نقش الرُّخام وضرب الخَيْط. ثُمَّ ترك الصَّنْعة وأقبل على الاشتغال، وبرع فِي الطّبّ والرياضيّ.
وهو الّذي صنع السّاعات على باب الجامع.
وقد سمع من السَّلَفيّ بالإسكندريّة، وصار طبيبا بالمارستان.
وصنَّف كتبا مليحة منها «اختصار الأغاني» وهي بخطّه فِي مشهد عُرْوة.
وكتاب «الحروب والسّياسة» وكتاب «الأدوية المفردة» ، ومقالة في رؤية الهلال [3] .
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الكريم المهندس) في: عيون الأنباء 2/ 190، والوافي بالوفيات 3/ 280، 281 رقم 1322، وكشف الظنون 51، وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 84، ومعجم المؤلفين 10/ 188، 189.
[3]
ألّفها للقاضي محيي الدين ابن الزكيّ ويقول فيها يمدحه:
خصصت بالأب لما أن رأيتهم
…
دعوا بنعتك أشخاصا من البشر
ضدّ النعوت تراهم إن بلوتهم
…
وقد يسمّى بصيرا غير ذي بصر
والنعت ما لم تك الأفعال تعضده
…
اسم على صوت خطّت من الصور
وما الحقيق به لفظ يطابقه المعنى
…
كنحل القضاة الصيد من مضر
فالدين والملك والإسلام قاطبة
…
برأيه في أمان من يد الغير
536-
مُحَمَّد بْن عُثْمَان [1] .
أبو عَبْد اللَّه العُكْبَرِيّ، الظَّفَريّ، الواعظ.
سمع من: شُهْدة، وعبد الحقّ، والطّبقة.
وجمع لنفسه مُعْجمًا [2] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
537-
مُحَمَّد بْن غَنيمَة بْن عليّ [3] .
أبو عَبْد اللَّه الحريميّ، القزّاز، المعروف بابن القاق. وهو فَلَقَبُه:
عُصْفور.
شيخ معمَّر قارب المائة. وسمع في شبيبته من أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي رابع شعبان.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار، ووصفه بالصَّلاح.
538-
مُحَمَّد بْن محمود [4] .
العلّامة وحيد الدّين المرورّوذيّ، الشّافعيّ، المدرّس.
[ () ]
كم سنّ سنّة خير في ولايته
…
وقام للَّه فيها غير معتذر
[1]
انظر عن (محمد بن عثمان) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 105، 106 رقم 319، والمختصر المحتاج إليه 1/ 86، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 456 رقم 727، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 435، 436، وشذرات الذهب 4/ 343.
[2]
وقال ابن الدبيثي: ما أظنّه روى شيئا، وإن كان فيسيرا.
[3]
انظر عن (محمد بن غنيمة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 363 رقم 402، والمختصر المحتاج إليه 1/ 106، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 3139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 462 رقم 740.
[4]
انظر عن (محمد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 184، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 461 رقم 738، والعقد المذهب، ورقة 73، والعسجد المسبوك 2/ 278.
كان من كبار الشّافعيَّة، وهو الّذي رغّب السّلطان غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام الغُوريّ، حَتَّى انتقل من مذهب أَبِي حنيفة إِلَى مذهب الشافعيّ.
تُوُفّي فِي رجب.
539-
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مكّيّ [1] .
العلّامة تاج الدّين أبو عَبْد اللَّه الحَمَويّ، ثُمَّ المصريّ. الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أَبَا طاهر السِّلَفيّ، وعبد اللَّه بْن برّيّ.
واعتنى بالمذهب، وَمَهَر فِيهِ. وحصّل كتبا كثيرة. ووُلّي خطابة جامع القاهرة، والتّدريس بالنّاصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر.
تُوُفّي فِي سادس عشر جُمادى الآخرة. ووُلِد بحماه فِي سنة ستّ وأربعين [2] .
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458 رقم 731، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 23 رقم 715، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 105، 106، وطبقات الشافعية لابن كثير 168 ب، والمقفى الكبير 7/ 393، 394 رقم 3466.
[2]
وقال المقريزي: وكان فقيها فرضيا نحويا متكلّما أشعريا، إليه مرجع أهل مصر في الفتوى. وله شعر كثير، منه أرجوزة سمّاها «حدائق الفصول وجواهر الأصول» نظمها للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. وله أرجوزة في الفرائض سمّاها «روضة الرياض ونزهة الفرّاض» نظمها للقاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي. وكان كثيرا الاشتغال بالعلم دائم التحصيل له.
ونقل المقريزي عن المنذري- وهو غير مذكور في التكملة- قال: - أي المنذري-:
دخلت عليه يوما وهو في سرب تحت الأرض لأجل شدّة الحرّ، وهو يشتغل، فقلت له:
في هذا المكان؟ وعلى هذه الحال؟
فقال: إذا لم أشتغل بالعلم ماذا أصنع؟
قال: ووجدت في تركته محابر تسع واحدة منها تسعة أرطال. وأخرى أحد عشر رطلا.
والأخرى ثمانية. ووجد في تركته أيضا خمسون ديوانا خطبا. وسمعت أن له ديوانا. وكان حسن الخط، جيّد الانتقاد. رأيت كتاب «البيان» للعمراني بخطّه في مواضع كثيرة ينبّه عليها، تدل على وفور علمه وكثرة اطّلاعه.
قال: وكان يأخذ الكتاب بالثمن اليسير ولا يزال يخدمه حتى يصير من الأمّهات.
ومن نظمه:
اثنان من بعدها تسعة
…
وسبعة من قبلها أربع
540-
مُحَمَّد بْن يوسف بْن عليّ [1] .
أبو الفضل شِهاب الدّين الغَزْنَويّ، الفقيه الحنفيّ، الْمُقْرِئ، نزيل القاهرة.
ولد سنة اثنتين [2] وعشرين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وجماعة.
وقرأ القراءات على أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخياط.
وحدَّث ببغداد وحلب والقاهرة، وأقرأ النّاس.
قرأ عليه أبو الْحَسَن السَّخَاويّ، وأبو عَمرو بْن الحاجب، وغيرهما.
وحدَّث عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء المقدسيّ، والكمال عليّ بْن شجاع الضّرير، والرّشيد العطّار، والمعين أَحْمَد بْن زين الدِّين الدَّمشقيّ، وآخرون.
وبالإجازة أَحْمَد بْن سلامة.
[ () ]
وخمسة ثمّ ثلاث
…
ومن بعد ثلاث ستّة تتبع
ثم ثمان قبلها واحد
…
فرتّب الأعداد إذ تجمع
(المقفى الكبير) .
[1]
انظر عن (محمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 173، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 448 رقم 713، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1811، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والعبر 4/ 309، 310، ومعرفة القراء الكبار 2/ 579 رقم 537، والمختصر المحتاج إليه 1/ 159، والمشتبه 1/ 363، والجواهر المضيّة 3/ 410 رقم 1588، وغاية النهاية 2/ 286 رقم 3556، والمقفى الكبير 7/ 502، 503 رقم 3598، والنجوم الزاهرة 6/ 7184 وحسن المحاضرة 1/ 464، 498، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 293، والطبقات السنيّة للنعيمي (مخطوط) 3/ ورقة 748، 749، وشذرات الذهب 4/ 343، والفوائد البهية 204 وذكره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 21/ 393 ولم يترجم له.
[2]
في الأصل: «لرر» ، وهي اختصار للاثنين.
تُوُفّي بالقاهرة فِي نصف ربيع الأوّل.
ودرّس المذهب بالمسجد المعروف به بالقاهرة مذهب أَبِي حنيفة.
541-
الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هِبةِ اللَّه [1] .
أَبُو طاهر بْن المعطوش الحريميّ، العطّار، أخو أَبِي القاسم الْمُبَارَك الّذي تقدَّمت وفاته من سنين.
ولد في رجب سنة سبع وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهديّ، وأبي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وهو آخر أصحابهما، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأَحْمَد بْن ملوك، ومحمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وغيرهم.
قال الدُّبيثيّ [2] : وكان يَقِظًا فَطنًا، صحيح السّماع.
قلت: سمع سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وحدَّث عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وأبو مُوسَى بْن الحافظ، واليَلْدانيّ، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن النّجّار، وطائفة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وقد سمع «المسند» كله من ابن الحُصَيْن، وحدَّث به.
قال ابن نُقْطَة [3] : كان سماعه صحيحا.
قال: وتُوُفّي في عاشر جمادى الأولى.
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 586، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 455 رقم 726، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 342، والعبر 4/ 309، وسير أعلام النبلاء 21/ 400، 401 رقم 204، والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1158، والأعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1946 و 184 رقم 1964، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 343.
[2]
في ذيل تاريخ بغداد 15/ 342.
[3]
في التقييد 441.
542-
محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد [1] .
أبو الفضائل الأصبهانيّ، العَبْدَكويّ، القاضي الحنفيّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أَبِي القاسم التَّيْميّ، وزاهر الشّحّاميّ، وغيرهما.
وسمع حضورا من فاطمة الْجُوزْدانيَّة.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء بْن عَبْد الواحد، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي رجب.
543-
محمود بْن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن السَّكَن [2] .
الحاجب أبو المكارم بْن المعوّج.
روى عَنْ: ابن ناصر، وغيره.
روى عنه: ابن النّجّار، وأرّخه.
544-
مَسْعُود بْن شجاع بْن مُحَمَّد [3] .
الْإِمَام برهان الدّين أبو الموفّق القُرَشيّ الأمويّ، والدّمشقيّ، الحنفيّ.
مدرّس النّورية بدمشق، والخاتونيّة أيضا. إمامٌ خبير بالمذهب. درّس وأفتى وأشغل، وكان ذا أخلاق شريفة، وشمائل لطيفة.
وُلِد بدمشق، وارتحل إِلَى ما وراء النّهر، فتفقّه على شيوخ بخارى وسمع بها من الإمام ظهير الدّين الْحَسَن بْن عليّ المَرْغِينانيّ، وجماعة.
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 460 رقم 736، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة.
[2]
انظر عن (محمود بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449 رقم 715.
[3]
انظر عن (مسعود بن شجاع) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458، 459 رقم 732، وذيل الروضتين 34، والعبر 4/ 310، والعسجد المسبوك 2/ 281، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 76، وشذرات الذهب 4/ 343، وطبقات الشافعية للزيله لي، ورقة 34، والفوائد البهية 170.
ولي قضاء العسكر لنور الدّين، وحصل له جاه وافر ودنيا واسعة. وكان لا يُغسل له فرجيَّة، بل إذا اندعكت وهَبَها، ولبس أخرى جديدة.
وطال عُمره، فإنّه وُلِد فِي جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر جُمَادَى الآخرة أيضا.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي مُعْجَمه، وابن خليل.
ولابن أَبِي الخير منه إجازة.
545-
مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن غَيْث [1] .
أبو الفُتُوح الْبَغْدَادِيّ، الدّقّاق.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي السّعود أَحْمَد بن المُجْلي، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الزّاغُونيّ، وأبي غالب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيش، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب الحرّانيّ.
وأجاز للزّكيّ عَبْد العظيم وقال: تُوُفّي فِي ثالث جَمادى الأولى.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللقُطْب بْن عصرون، ولسعد الدّين بْن حَمُّوَيْه.
546-
المظفّر بْن أَبِي القاسم المسلّم بْن علي بْن قِيبا [2] .
أبو عبد الله الحريميّ.
سمع: ابن الطّلّاية، وأحمد بْن الأشقر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، والنّجيب عبد اللّطيف.
[1] انظر عن (مسعود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 424، 425 رقم 724، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 3/ 188 رقم 1192.
[2]
انظر عن (المظفر بن المسلّم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449 رقم 716، والمختصر المحتاج إليه 3/ 194 رقم 1212.