المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني والأربعون (سنة 591- 600) ]

- ‌[الطبقة الستّون]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌[استيلاء مؤيّد الدين على همذان]

- ‌[عناية الناصر بالحمام]

- ‌[انتهاب الريّ]

- ‌[دخول خوارزم شاه هَمَذَان]

- ‌[تأمير كوكج على البهلوانية]

- ‌[خروج العزيز لأخْذ دمشق]

- ‌[تجديد الهدنة]

- ‌[سوء تدبير الوزير ضياء الدين]

- ‌[إقبال الأفضل على الزهد]

- ‌[قدوم ابن شملة بغداد]

- ‌[وقعة الزّلّاقة بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌[نيابة ابن البخاري بالوزارة]

- ‌[ولاية طاشتكين خوزستان]

- ‌[دخول العزيز وعمّه دمشق]

- ‌[هبوب ريح سوداء]

- ‌[طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد]

- ‌[حصار طليطلة]

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌[إكرام أبي الهيجاء السمين ببغداد]

- ‌[اعتقال أبي الهيجاء]

- ‌[سلطنة العزيز بمصر والشام]

- ‌[قطع بركة المسافة من واسط إلى بغداد]

- ‌[وفاة أبي الهيجاء]

- ‌[توجّه الرسول إلى غزنة]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[مقتل ملك اليمن]

- ‌[فتح يافا]

- ‌[كتاب الفاضل يصف البرق والريح]

- ‌[أخْذُ الفرنج بيروت]

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌[نزول الفرنج على تِبْنين]

- ‌[الحجّ من الشام]

- ‌[مُلْك خوارزم شاه بخارى]

- ‌[موت أمير القدس]

- ‌[ملك أرسلان شاه الموصل]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌[عصيان نائب الريّ]

- ‌[لبْس خوارزم شاه خلعة الخليفة]

- ‌[مقتل الوزير نظام الملك]

- ‌[مقتل رئيس الشافعية]

- ‌[عمارة سور ثان ببغداد]

- ‌[سلطنة محمد بن يعقوب المغرب والأندلس]

- ‌[الإفراج عن سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتنة الفخر الرازيّ بخراسان]

- ‌[الفتنة بدمشق]

- ‌[موت الملك الْعَزِيز]

- ‌[النزاع بين الأمراء الأيوبيّين]

- ‌[ظهور الدّعيّ بدمشق]

- ‌[قيام العامَّة على الرافضة بدمشق]

- ‌[ولاية ابن الشهرزوريّ القضاء]

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌[وفاة السلطان خوارزم شاه]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[إكرام ابن أخي خوارزم شاه]

- ‌[رفع الحصار عن دمشق]

- ‌[الحرب بين الأفضل والعادل]

- ‌[ملك العادل الديار المصرية]

- ‌[وصول رسول الملثّمين إِلَى بغداد]

- ‌[الحجّ العراقي]

- ‌[حضور الملك الكامل إِلَى مصر]

- ‌[سلطنة الكامل على مصر]

- ‌[نقص النيل واشتداد البلاء بمصر]

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌[أخبار الغلاء الفاحش فِي مصر وأكل الناس بعضهم بعضا]

- ‌خَبَرُ الزَّلْزَلَة

- ‌[منازلة الأفضل والظاهر دمشق]

- ‌[الاستيلاء على مرو]

- ‌[انتهاب نيسابور]

- ‌[أسر عليّ شاه]

- ‌[فتوحات الغورية فِي بلاد الهند]

- ‌[خبر الزلزلة بالبلاد الشامية]

- ‌[تغلّب ابن سيف الْإِسْلَام على اليمن]

- ‌[عودة القاضي مجد الدين من الرسلية]

- ‌[خروج طاشتكين لمحاربة ابن سيف الْإِسْلَام]

- ‌[الخلعة لطُغرل المستنجدي]

- ‌[الغلاء ببلاد الشّراة]

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌[تقليد قضاء القضاة ببغداد]

- ‌[طلب ابن قَتَادَة إمارة مكة]

- ‌[أخْذُ برغش للقَفَل وقتله]

- ‌[إقامة الحجّ]

- ‌[الترسّل إِلَى صاحب غزْنة]

- ‌[تناقص الغلاء وزيادة النيل]

- ‌[لقاء العادل بالأفضل]

- ‌[مصالحة الظاهرة للعادل]

- ‌[الزلزلة فِي الشام وقبرس]

- ‌[بناء الجامع المظفّري]

- ‌[تملُّك الناصر باليمن]

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌[تموّج النجوم وتطايرها]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌[رواية ابن الجوزي عن النجوم]

- ‌[عمارة أسوار قلعة دمشق]

- ‌[موت غياث الدين الغوري]

- ‌[إلزام المنصور علي بالإقامة فِي الرها]

- ‌[إرسال الخليفة الخِلَع للملك العادل]

- ‌[تملُّك الأشرف حرّان والرُها]

- ‌[محاربة صاحب سيس لصاحب أنطاكية]

- ‌[قدوم الفرنج إِلَى عكا]

- ‌[انتصار صاحب حماه على الفِرنج]

- ‌سنة ستمائة

- ‌[كسرة صاحب الموصل]

- ‌[زواج الأشرف]

- ‌[احتراق خزانة السلاح بدمشق]

- ‌[أَخَذَ العملة من مخزن الأيتام]

- ‌[انتهاب أسطول الفرنج فُوَّه بمصر]

- ‌[محاصرة صاحب سيس لأنطاكية]

- ‌[تجمّع الفرنج بعكا بقصد القدس]

- ‌[أَخَذَ الفرنج القسطنطينية من الروم]

- ‌[استعادة الروم قسطنطينية]

- ‌[الظفر برءوس الباطنية بواسط]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌فائدة

- ‌محنة ابن رُشْد

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ومن المتوفين تقريبا وتخمينا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف العين

ظهير الدّين أبو الفتح.

وُليّ نيابة الوزارة ببغداد.

وكان صدرا معظّما.

وأبوه الوزير جلال الدّين قد وَزَرَ للراشد باللَّه.

تُوُفّي الظّهير فِي حادي عشر رجب.

-‌

‌ حرف الظاء

-

364-

ظافر بْن الْحُسَيْن [1] .

أبو المنصور الأزْديّ، الإسكندرانيّ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه المالكيّ.

تفقَّه بالثَّغر عَلَى العلّامة أَبِي طَالِب صالح بْن إِسْمَاعِيل ابن بِنْت مُعَافى [2] .

وتولّى بمصر تدريس المدرسة المجاورة لجامع مصر العتيق مدَّةً طويلة.

وتخرَّج به جماعة من الشّافعية والمالكيَّة. وانتفع به خلْق كثير.

وكان يُشْغِل أكثر النّهار. وكان من كبار العلماء فِي عصره، رحمه الله.

تُوُفّي بمصر حادي عشر جُمادى الآخرة.

-‌

‌ حرف العين

-

365-

عَبْد اللَّه ابن الوزير الكبير أَبِي الفرج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفر ابْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عليّ ابن المسلمة [3] .

أبو الحسن.

[ () ] المسبوك للإربلي 283.

[1]

انظر عن (ظافر بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387، 388 رقم 595، والعبر 4/ 297، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، وحسن المحاضرة 1/ 214، وشذرات الذهب 4/ 229، ونيل الابتهاج للتنبكتي 130.

[2]

في الأصل: «معافا» .

[3]

انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 381، 382 رقم 583، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 104، 105، والجامع المختصر 9/ 56.

ص: 284

سمع من: يحيى بن ثابت البقّال.

وناب عن والده فِي الوزارة. ولم يخدم بعد أَبِيهِ فِي شيء. ولزِم طريقة التصوُّف.

ومات وله دون أربعين سنة أو أكثر.

366-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [1] .

الْإِمَام أبو مُحَمَّد التّادليّ الفاسيّ.

ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

وروى بالإجازة عَن: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص.

وسمع من: القاضي عِياض.

وكان فقيها أديبا، متفنِّنًا، شاعرا. بطلا شجاعا، من علماء فاس.

روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط الله، وأبو الربيع بن سالم، وعدّة.

وكاد أن ينفرد عن ابن عتّاب.

قال ابن فَرْتُون: اختلّ ذِهنه من الكِبَر.

367-

عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الْمُبَارَك بن هبة اللَّه [2] .

أبو مُحَمَّد ابن الطّويلة الدَّارَقَزّيّ.

سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا القاسم بْن الطّبر، وأبا المواهب بْن ملوك، والقاضي أَبَا بَكْر، وجماعة.

والطّويلة لَقَبٌ لجدّه هبة اللَّه بْن مُحَمَّد.

روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، واليّلْدانيّ، وابن عبد الدّائم، والنّجيب عبد اللّطيف، وغيرهم.

[1] سيعاد في وفيات سنة 599 هـ. برقم (509) .

[2]

انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 393 رقم 607، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 107، والعبر 4/ 297، والمختصر المحتاج إليه 2/ 167 رقم 805، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 229.

ص: 285

وآخر من رَوى عَنْهُ بالإجازة الفخر بْن البخاريّ.

تُوُفّي فِي تاسع رمضان. ويُعرف بابن الأخرس أيضا.

368-

عَبْد الجبّار بْن أَبِي الفضل بْن الفَرَج بْن حَمْزَة [1] .

الأَزَجيّ، الحُصْري، الْمُقْرِئ، الرجل الصّالح.

قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.

وسمع من: أَبِي الوقت، وابن ناصر، وأبي بَكْر الزّاغونيّ، وجماعة.

وأقرأ القرآن مدَّةً ببغداد، والموصل.

وتُوُفّي فِي سابع محرَّم شهيدا، سقط عليه جُرْفٌ بقرب تكريت وعجزوا عن كشْفه فكان قبره رحمه الله.

369-

عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن أسامة بن أَحْمَد [2] .

أبو عليّ الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَيْنيّ الزَّيْديّ، الشّريف النّقيب.

عاش خمسا وسبعين سنة.

وكان إماما فِي الأنساب [3] . واشتغل على ابن الخشّاب النَّحْويّ.

ووُلّي أَبُوهُ وجدُّه النّقابة.

370-

عَبْد الرَّحْمَن ابن قاضي القضاة عبد الواحد [4] بن أحمد.

الثقفي، الكوفيّ، القاضي أبو مُحَمَّد. قاضي نهر عِيسَى.

روى عن: أبي الوقت، وغيره.

[1] انظر عن (عبد الجبار بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 377 رقم 572، والوافي بالوفيات 18/ 39 رقم 37، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 151.

[2]

انظر عن (عبد الحميد بن عبد الله) في: الوافي بالوفيات 18/ 72، 73 رقم 74.

[3]

قال ياقوت: حدّث النقيب شرف الدين يحيى بن أبي زيد نقيب البصرة، أنه لم يكن تحت السماء أحد أعرف من ابن التقيّ بالأنساب، وكان يحدّث عن معرفته بالعجائب، وكان مع ذلك عارفا بالطب والنجوم وعلوم كثيرة من الفقه والشعر وغيره.

[4]

في الأصل: «عبد الرحمن ابن قاضي القضاة عبد الوهاب» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378، 379 رقم 575، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 120، والجامع المختصر 9/ 56، والطبقات السنية 2/ ورقة 433.

ص: 286

وتُوُفّي فِي المحرَّم.

371-

عَبْد الرَّحمن بْن علي [1] بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمّادَى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن النَّصر بْن القاسم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافة.

الحافظ العلّامة جمال الدّين أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ، القُرَشيّ، التُّيْمِيّ البكْريّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، الواعظ، صاحب التّصانيف المشهورة في أنواع

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: مشيخة النعّال 140- 142، ورحلة ابن جبير 196- 200، والكامل في التاريخ 12/ 171، والتقييد لابن نقطة 343، 344 رقم 422، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 481- 502، والروضتين 2/ 245، وذيل الروضتين 21- 25، والتاريخ المظفّري لابن أبي الدم (مخطوط) ورقة 329، ومشيخة قاضي القضاة ابن قدامة 1/ 91، 92، وآثار البلاء وأخبار العباد 316 و 320، والمختصر في أخبار البشر 3/ 101، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 394، 395 رقم 608، ووفيات الأعيان 3/ 140- 142 رقم 370، والدرّ المطلوب 150، 151، والجامع المختصر 9/ 67، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وسير أعلام النبلاء 21/ 365- 384 رقم 192، والعبر 4/ 297، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1941، والمختصر المحتاج إليه 3/ 205- 208، وتذكرة الحفاظ 4/ 1342، 1348، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 399- 433، والوافي بالوفيات 18/ 186- 194 رقم 235، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 210- 220، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 155، 156 رقم 110، والوفيات لابن قنفذ 301 رقم 599، وفيه وفياته سنة 599 هـ.، وتاريخ الخميس 2/ 410، ومرآة الجنان 3/ 489- 492، وغاية النهاية 1/ 375 رقم 1592، والعسجد المسبوك 268، وعقد الجمان 17/ ورقة 261- 260، والتاج المكلّل للقنوجي 64- 74، والنجوم الزاهرة 6/ 174، وتاريخ ابن سباط 1/ 234، وطبقات المفسرين للسيوطي 17، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 270، وتاريخ الخلفاء 457، وشذرات الذهب 4/ 329- 331، وروضات الجنات 426- 429، وكشف الظنون (في مواضع كثيرة) ، وهدية العارفين 1/ 520- 523، ومفتاح السعادة 1/ 207، 208، والرسالة المستطرفة 45، ومعجم المؤلفين 5/ 157، 158، وتاريخ علماء المستنصرية لناجي معروف 1/ 143- 146، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 109 رقم 1063، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 125، وآداب اللغة العربية 3/ 101، والأعلام 4/ 89، وانظر: مشيخة ابن الجوزي بتحقيق محمد محفوظ- طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1980.

ص: 287

العلوم من التّفسير، والحديث، والفقه، والوعْظ، والزُّهْد، والتّاريخ، والطّبّ، وغير ذلك.

وُلِد تقريبا سنة ثمان [1] أو سنة عشر وخمسمائة، وعُرِف جدُّهم بالجوْزيّ لجوزةٍ فِي وسط داره بواسط، ولم يكن بواسط جَوْزة سواها.

وأوَّل سماعه سنة ستّ عشرة وخمسمائة. وسمع بعد ذلك في سنة عشرين وخمسمائة وبعدها.

فسمع من: ابن الحصين، وعليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَرِيّ، والحسين بْن مُحَمَّد البارع، وأبي السّعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد المتوكّليّ، وأبي سعْد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الزّاغونيّ الفقيه، وأبي غالب بن البنّاء، وأخيه يحيى، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفيّ، وهبة الله بْن الطّبر، وقاضي المَرِسْتان، وأبي غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن الماوَرْديّ، وخطيب أصبهان أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الرّاوي عن ابن شمَّة، وأبي السُّعود أحمد بن المجلي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز، وعليّ بن أحمد بن الموحّد، وأبي القاسم بن السّمرقنديّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.

وخرّج لنفسه مشيخة عن سبعةٍ وثمانين نفْسًا. وكتب بخطّه ما لا يوصف. ووعظ وهو صغير جدّا.

قرأ الوعظ على الشّريف أَبِي القاسم عليّ بْن يَعْلى بْن عِوَض العَلَويّ الهَرَويّ، وأبي الْحَسَن بْن الزّاغونيّ.

وتفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدِّينَوَرِيّ.

وتخرَّج فِي الحديث بابن ناصر.

وقرأ الأدب على أَبِي منصور موهوب ابن الجواليقيّ.

[1] في سير أعلام النبلاء 21/ 336: «ولد سنة تسع» .

ص: 288

روى عَنْهُ: ابنه محيي الدّين يوسف، وسِبْطه شمس الدّين يوسف الواعظ، والحافظ عَبْد الغنيّ، والشّيخ الموفّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، وابن خليل، والدُّبيثيّ، وابن النجار، واليَلْدانيّ، والزَّيْن بْن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وخلْق سواهم.

وبالإجازة: الشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن أَبِي الخير، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن الصَّيْقل، وقُطْب الدّين أحمد بن عبد السّلام العصرونيّ، وتقيّ الدّين إسماعيل بن أبي اليسر، والخضر بن عبد الله بن حمّويه، والفخر عليّ بن البخاريّ.

وكان الّذي حرص على تسميعه وأفاده الحافظ ابن ناصر.

وقرأ القرآن على أبي محمد سبط الخيّاط.

وكان فريد عصره في الوعظ. وهو آخر من حدّث عن الدّينوريّ والمتوكّلي.

ومن تصانيفه [1] :

كتاب «المغني» فِي عِلم القرآن، كتاب «زاد المسير فِي علم التّفسير» ، و «تذكرة الأريب فِي شرح الغريب» ، «نزهة النّواظر فِي الوجوه والنّظائر» ، مجلّد، كتاب «عيون علوم القرآن» ، «فنون الأفنان» ، مجلّد، كتاب «النّاسخ والمنسوخ» ، كتاب «منهاج الوصول إِلَى علم الأُصُول» ، كتاب «نفْي التّشبيه» ، كتاب «جامع المسانيد» ، فِي سبع مجلْدات، كتاب «الحدائق» ، مجلّدان، كتاب «نفي النّقْل» ، كتاب «الْمُجْتَبَى» ، كتاب «النّزهة» ، كتاب «عيون

[1] وضع الأستاذ عبد الحميد العلوجي كتابا سمّاه «مؤلّفات ابن الجوزي» طبع في بغداد 1965، واستدرك عليه الدكتور محمد باقر علوان بمقال عنوانه:«المستدرك على مؤلفات ابن الجوزي» نشر في مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق، رقم 47 لسنة 1972- ص 304- 324، وفي مجلّة المورد العراقية، العدد 1 لسنة 1971 ص 181- 190، ونشرت الأستاذة ناجية عبد الله إبراهيم رسالة بعنوان «ابن الجوزي- فهرست كتبه» في مجلّة المجمع العلمي العراقي، العدد 31 لسنة 1980- ص 193- 220.

ص: 289

الحكايات» ، مجلّدان، كتاب «التّحقيق فِي أحاديث التّعليق» ، مجلّدان، كتاب «كشف مشكل الصّحيحين» ، أربع مجلّدات، كتاب «الموضوعات» ، كتاب «الأحاديث الرائقة» ، كتاب «الضُّعفاء» ، كتاب «تلقيح فهوم أَهْل الأثر فِي عيون التّواريخ والسِّيَر» ، كتاب «المنتظم فِي أخبار الملوك والأمم» ، كتاب «شذور العقود فِي تاريخ العهود» ، كتاب «مناقب بغداد» ، كتاب «المُذْهَب فِي المَذْهب» ، كتاب «الإنتصار فِي مسائل الخلاف» ، كتاب «الدّلائل فِي مشهور المسائل» ، مجلّدان، كتاب «اليواقيت فِي الخُطَب الوعْظيَّة» ، كتاب «المنتَخَب» ، كتاب «نسيم السَّحَر» ، كتاب «لُباب زين القَصَص» ، كتاب «المدهش» ، كتاب «صفة الصَّفْوة» ، كتاب «مُثِير العزم السّاكن إِلَى أشرف الأماكن» ، كتاب «المُقْعِد المقيم» ، كتاب «تبصرة المبتدئ» ، كتاب «تحفة الواعظ» ، كتاب «ذمّ الهوى» ، كتاب «تلبيس إبليس» ، مجلّدان، كتاب «صيد الخاطر» ، ثلاث مجلّدات، كتاب «الأذكياء» ، كتاب «الحمقى والمغفّلين» ، كتاب «المنافع فِي الطّبّ» ، كتاب «الشَّيْب والخِضاب» ، كتاب «روضة النّاقل» ، كتاب «تقويم اللّسان» ، كتاب «منهاج الإصابة فِي محبَّة الصّحابة» ، كتاب «صَبا نَجْد» ، كتاب «المزعج» ، كتاب «الملهب» ، كتاب «المطرب» ، كتاب «مُنْتَهَى المُشْتَهَى» ، كتاب «فنون الألباب» ، كتاب «الظُّرَفاء والمتحابّين» ، كتاب «تقريب الطّريق الأبعد فِي فضل مقبرة أَحْمَد» ، كتاب «النّور فِي فضائل الأيّام والشُّهور» ، كتاب «العِلَل المتناهية فِي الأحاديث الواهية» ، مجلّدان، كتاب «أسباب البداية لأرباب الهداية» ، مجلّدان، كتاب «سَلْوة الأحزان» ، كتاب «ياقوتة المواعظ» ، كتاب «منهاج القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «اللّطائف» ، كتاب «واسطات العقود» ، كتاب «الخواتيم» ، كتاب «المجالس اليُوسُفيَّة» ، كتاب «المحادثة» ، كتاب «إيقاظ الوَسْنان» ، كتاب «نسيم الرياض» ، كتاب «الثّبات عند الممات» ، كتاب «ألوفا بفضائل المصطفى» ، كتاب «مناقب أَبِي بَكْر» ، كتاب «المَعَاد» ، كتاب «مناقب عُمَر» ، كتاب «مناقب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز» ، كتاب «مناقب سَعِيد بْن المسيّب» ، كتاب «مناقب الحَسَن البصْريّ» ، كتاب «مناقب إِبْرَاهِيم بْن أدهم» ، كتاب «مناقب الفضيل» ، كتاب

ص: 290

«مناقب أَحْمَد» ، كتاب «مناقب الشّافعي» ، كتاب «مناقب معروف» ، كتاب «مناقب الثّوريّ» ، كتاب «مناقب بِشْر» ، كتاب «مناقب رابعة» ، كتاب «العُزْلة» ، كتاب «مرافق الموافق» ، كتاب «الرياضة» ، كتاب «النّصر على مصر» ، كتاب «كان وكان» فِي الوعظ، كتاب «خُطَب اللّئالئ فِي الحروف» ، كتاب «النّاسخ والمنسوخ» فِي الحديث كتاب «مواسم العمر» ، وتصانيف أُخَر لا يحضُرني ذِكرها.

وجعفر فِي أجداده هُوَ الجوزيّ، منسوبٌ إِلَى فُرْضَة من فُرَض البصْرة يُقَالُ لها جَوْزة [1] . وفُرْضة النّهر ثُلْمتُه، وفُرْضه البحر مَحَطُّ السُّفُن.

وتُوُفّي والد أَبِي الفَرَج أبو الحَسَن وله ثلاث سِنين، وكانت له عمَّة صالحة. وكان أهله تجّارا فِي النُّحَاس ولهذا كتب فِي بعض السّماعات اسمه عَبْد الرَّحْمَن الصّفّار، فلمّا ترعرع حملته عمّته إِلَى ابن ناصر فاعتنى به.

وقد رُزق الْقَبُولَ فِي الوعظ، وحضر مجلسه الخلفاء، والوزراء والكبار، وأقلّ ما كان يحضر مجلسه أُلُوف.

وقيل إنّه حضر مجلسه فِي بعض الأوقات مائة ألف. وهذا لا أعتقده أَنَا، على أنّه قد قال: هُوَ ذلك [2] .

وقال غير مرَّة إنّ مجلسه حُزِر بمائة ألف.

قال سِبْطه شمس الدّين أبو المظفّر [3] : سمعته يقول على المِنْبر فِي آخر عُمره: كتبت بإصْبعَيّ هاتين ألفَيْ مجلَّدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف [4] يهوديّ ونصرانيّ.

قال: وكان يجلس بجامع القصر، والرُّصافة، والمنصور، وباب بدر،

[1] وهذا خلاف ما قدّمه في بداية الترجمة من أنها جوزة بدارهم بواسط.

[2]

في الهامش: ث، قد شهد له بذلك الموفق عبد اللطيف.

[3]

في مرآة الزمان 8 ج 482.

[4]

في الأصل: «ألفا» .

ص: 291

وتربة أمّ الخليفة. وكان يختم القرآن فِي كلّ أسبوع ولا يخرج من بيته إلّا إِلَى الجمعة أو المجلس.

ثُمَّ قال: وذكر ما وقع إليَّ من أسامي مصنّفاته كتاب «المغني» أحد وثمانون جزءا بخطّه، إلّا إنّه لم يبيّضه ولم يشتهر، كتاب «زاد المسير» ، أربع مجلَّدات، فذكر عامَّة ما ذكرناه، زاد عليه أيضا أشياء منها: كتاب «درَّة الإكليل في التّاريخ» ، أربع مجلّدات، كتاب «الفاخر فِي أيّام الْإِمَام النّاصر» ، مجلّد، كتاب «المصباح المضيء بفضائل المستضيء» ، مجلّد، كتاب «الفجر النّوري» ، كتاب «المجلد الصّلاحيّ» ، مجلّد، كتاب «شُذُور العقود» ، مجلّد.

قال: ومن عِلم العربية: «فضائل العرب» ، مجلّد، كتاب «الأمثال» ، مجلّد، كتاب «تقويم اللّسان» ، جزءان، كتاب «لغة الفقه» ، جزءان، كتاب «مُلَح الأحاديث» ، جزءان.

قال: وكتاب «المنفعة فِي المذاهب الأربعة» ، مجلّدان، كتاب «منهاج القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «إحكام الإشعار بأحكام الأشعار» ، مجلَّدان، كتاب «الْمُخْتَار من الأشعار» عشر مجلّدات، كتاب «التّبصرة في الوعظ» ثلاث مجلّدات، كتاب «المنتخب فِي الوعظ» ، مجلَّدان، كتاب «رءوس القوارير» ، مجلّدان.

إِلَى أن قال: فمجموع تصانيفه مائتان ونيّف وخمسُون كتابا.

ومن كلامه فِي مجالس وعْظه: عقارِبُ المنايا تلْسع، وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة فِي إناء العُمر يرشح بالأنفاس.

وقال لبعض الوُلاة: أذكر عند القُدْرة عدلَ اللَّه فيك، وعند العقوبة، قُدرة اللَّه عليك. وإيّاك أن تشفي غيظك بسقم دِينك.

وقال لصاحبٍ: أنت فِي أوسع العُذْر من التّأخير عنّي لثقتي بك، وَفِي أَضْيقَه من شوقي إليك.

وقال له قائل: ما نمْت البارحةَ من شوقي إِلَى المجلس.

ص: 292

قال: لأنّك تريد أن تتفرَّج، وإنّما ينبغي أن لا تنام اللّيلة لأجل ما سمعت.

وقال: لا تسمع ممّن يقول الجوهر والعَرْض، والاسم والمسمّى، والتّلاوة والمَتْلُوّ. لأنّه شيء لا تُحيط به أوهام العوامّ، بل قُلْ: آمنتُ بما جاء من عندِ اللَّه، وبما صحَّ عن رسول اللَّه.

وقام إليه رجلٌ فقال: يا سيّدي نشتهي منك تتكلّم بكلمةِ ننقلها عنك، أيّما أفضل: أبو بَكْر أو عليّ؟

فقال له: اقعْد. فقعد ثُمَّ قام وأعاد قوله، فأجلسه، ثُمَّ قام فقال له:

اجلس فأنت أفضل من كلّ أحد.

وسأله آخر، وكان التّشيُّع تلك المدَّة ظاهرا: أيُّما أفضل، أبو بَكْر أو عليّ؟ فقال: أفضلهما من كَانَت ابنته تحته. ورمى بالكلمة فِي أودية الاحتمال، ورضي كلٌّ من الشّيعة والسُّنَّة بهذا الجواب المدهش [1] .

وقرأ بين يديه قارئان فأطربا الجمع، فأنشد:

ألا يا حماميَ بطن نُعمان هجتما

عليّ الهوى لمّا ترنّمتما ليا

ألا أيّها القُمْريّتان تجاوبا

بلَحْنَيْكما ثُمَّ اسجعا لي علانيا

وقال له قائل: أيّما أفضل أسبِّح أو أستغفر؟

قال: الثّوب الوسخ أحوج إِلَى الصّابون من البخور.

وقال فِي قوله عليه السلام: «أعمار أمّتي ما بين السّتّين إِلَى السّبعين» [2] : إنّما طالت أعمار القُدماء لطول البادية، فلمّا شارفَ الركبُ بلد الإقامة قيل حثّوا المطيّ.

[1] آثار البلاد وأخبار العباد 320.

[2]

أخرجه الترمذي (3555) ، وابن ماجة (4236) ، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 397 و 12/ 42، وابن حبّان (2467) ، والحاكم في المستدرك 2/ 427، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وتمام الحديث:«وأقلّهم من يجوز ذلك» .

ص: 293

وقال: من قنع طاب عَيْشُه، ومَن طمع طال طَيْشُه.

قال: ووعظ الخليفة فقال: يا أمير المؤمنين، إنْ تكلّمتُ، خفت منك، وإنّ سكتُّ، خِفْت عليك. فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك. إنّ قول القائل اتّقِ اللَّه، خيرٌ من قول القائل أنتم أَهْل بيتٍ مغفورٌ لكم.

وقال يوما: أَهْل البِدَع يقولون ما فِي السّماء أحد، ولا فِي المُصْحَف قرآن، ولا فِي القبر نبيّ، ثلاث عورات لكم.

وقال فِي قوله أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 43: 51 [1] : يفتخر فِرْعَون بنهرٍ، ما أجراه ما أجراه.

وقال وقد طرب الجمع: فهمتم فهمتم.

قال: وقد ذكر العماد الكاتب جدّي فِي «الخريدة» ، وأنشد له هَذِهِ الأبيات:

يَودُّ حسودي أن يرى لي زَلَّةً

إذا ما رَأَى الزّلّات جاءت أكاذيبُ

أردُّ على خصمي وليس بقادر

على ردّ قولي، فهو موتٌ وتعذيبُ

تُرى أوجه الحُسّاد صُفرًا لرؤيتي

فإنْ فُهْتُ عادت وهي سودٌ غرابيبُ

قال: وقال أيضا:

يا صاحبي إنْ كنتَ لي أو معي

فعُجْ إِلَى وادي الحِمى نَرْتَعِ

وَسَلْ عنِ الوادي وسُكّانِه

وانشدْ فؤادي فِي رُبا لَعْلعِ

جِيءَ كثيب الرَّمْل رمل الحِمى

وقِفْ وسَلِّمْ لي على المجمعِ

واسمعْ حديثا قد روته الصَّبا

تُسْنِده عن بانِه الأجرعِ

وابْكِ فَمَا فِي العَين من فضلةٍ

ونُبْ فَدَتك النَّفْسُ عن مدمعي

وانزل على الشّيخ بواديهم

واشْمِمْ عُشَيْبَ البلد البَلْقعِ

رِفقًا بنضوٍ قد براه الأَسَى

يا عاذلي لو كان قلبي معي

لَهَفي على طِيب ليالٍ خَلَت

عُودي تعودي مدنفا قد نعي

[1] سورة الزخرف، الآية 51.

ص: 294

إذا تذكّرتُ زمانا مضى

فَوَيْحَ أجْفاني من أدمُعي

وقد نالتْه محنةٌ في أواخر عمره، وذلك أنّهم وَشَوْا إِلَى الخليفة النّاصر به بأمرٍ اختُلِف فِي حقيقته، وذلك فِي الصَّيف، فبينا هُوَ جالسٌ فِي داره فِي السِّرداب يكتب، جاءه مَن أسمعه غليظ الكلام وشَتَمَه، وختم على كتبه وداره، وشتّت عياله. فلمّا كان فِي أوّل اللّيل حملوه فِي سفينةٍ، وأحدروه إِلَى واسط، فأقام خمسة أيّام ما أكل طعاما، وهو يومئذٍ ابن ثمانين سنة، فلمّا وصل إلى واسط أُنزِل فِي دار وحُبَسِ بها، وحَصَل عليها بوّاب، فكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماءَ من البئر، فبقي كذلك خمس سنين، ولم يدخل فيها حمّاما.

وكان من جملة أسباب القضيَّة أنّ الوزير ابن يُونُس قُبض عليه، فتتبّع ابنُ القصّاب أصحاب ابن يُونُس.

وكان الرُّكْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد القادر الْجِيليّ المتّهم بِسوء العقيدة واصلا عند ابن القصّاب، فقال له: أَيْنَ أنتَ عن ابن الجوزيّ، فهو من أكبر أصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدّي وأُحرِقت كُتُبي بمشورته، وهو ناصبيّ من أولاد أَبِي بَكْر.

وكان ابن القصّاب شيعيّا خبيثا، فكتب إِلَى الخليفة، وساعده جماعة، ولبّسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الرّكن عبد السّلام، فجاء إِلَى باب الأَزَج إِلَى دار ابن الجوزيّ، ودخل وأسمعهُ غليظ المقال كما ذكرنا.

وأُنزل فِي سفينةٍ، ونزل معه الرّكن لا غير، وعلى ابن الجوزيّ غُلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأُحدِر إِلَى واسط، وكان ناظرها العميد أحد الشّيعة، فقال له الرّكن: حرسكَ اللَّه، مكِّنّي من عدوّي لأرميه فِي المطمورة:

فعزّ على العميد وَزَبَره وقال: يا زِنديق أرميه بقولك!؟ هات خطِّ الخليفة.

واللهِ لو كان من أَهْل مذهبي لبذلتُ روحي ومالي فِي خدمته.

فعاد الرّكن إِلَى بغداد. وكان بين ابن يُونُس الوزير وبين أولاد الشّيخ

ص: 295

عَبْد القادر عداوةٌ قديمة، فلمّا ولي الوزارة، ثمّ أستاذيّةالدار بدَّد شملهم، وبُعث ببعضهم إِلَى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن بإحراق كتبه النُّجوميَّة.

وكان السّبب فِي خلاص ابن الجوزيّ أنّ ابنه محيي الدّين يوسف ترعرع وقرأ الوعظ، وطلع صبيّا ذكيّا، فوعظ، وتكلَّمت أمُّ الخليفة فِي خلاص ابن الجوزيّ فأُطلِق، وعاد إِلَى بغداد.

وكان يقول: قرأت بواسط مدّة مُقامي بها كلّ يومٍ ختمة، ما قرأت فيها سورة يوسف من حُزْني على ولدي يوسف وشوقي إليه.

وكان يكتب إِلَى بغداد أشعارا كثيرة.

وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ، فأطنب فِي وصفه، وقال: فأصبح فِي مذهبه إماما يُشار إليه، ويُعقد الخِنْصر فِي وقته عليه، ودرّس بمدرسة ابن الشّمحل، ودرّس بالمدرسة المنسوبة إِلَى الجهة بنفشا المستضيئة، ودرّس بمدرسة الشّيخ عَبْد القادر. وبنى لنفسه مدرسةَ بدرب دينار، ووقف عليها كُتُبه.

بَرَعَ فِي العلوم، وتفرَّد بالمنثور والمنظوم، وفاق على أدباء مصره، وعلا على فُضلاء دهره. له التّصانيف العديدة.

سُئِل عن عددها فقال: زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنَّفًا، منها ما هُوَ عشرون مجلّدا ومنها ما هُوَ كرّاس واحد.

ولم يترك فنّا من الفنون إلّا وله فِيهِ مُصنَّف.

كان أوحد زمانه، وما أظنّ الزّمان يسمح بِمِثْلِهِ. ومن مؤلّفاته كتاب «المنتظم» ، وكتابنا ذَيْلٌ عليه.

قال: وكان إذا وعظ اختلس القلوب، وشُقّقت النُّفوسُ دون الجيوب.

إِلَى أن قال: تُوُفّي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلةٍ خَلَت من رمضان، وصلّى عليه الخلْق العظيم الخارجُ عن الحدّ. وشيّعوه إِلَى مقبرة باب حرب.

وكان يوما شديد الحَرّ، فأفطر من حرّه جمْعٌ كثير. وأوصَى أن يُكتَب على قبره:

ص: 296

يا كثير الصَّفْح عمَّن

كثُر الذَّنبُ لديهِ

جاءك المذنب يرجو

العَفْوَ [1] عن جُرْم يديهِ

أَنَا ضَيفٌ وجزاءُ الضَّيْفِ

إحْسَانٌ إليهِ

وقال سِبْطه أبو المظفَّر [2] : جلس رحمه الله يوم السّبت سابع رمضان تحت تربة أمّ الخليفة المجاورة لمعروف الكَرْخيّ، وكنتُ حاضرا، وأنشد أبياتا قطع عليها المجلس، وهي:

اللَّه أسألُ أن يُطوِّلَ مُدَّتي

وأنَالَ بالأنعام ما فِي نيَّتي [3]

لي هِمَّةٌ فِي العِلْم ما من [4] مِثْلها

وهي الّتي جَنَت النُّحُولَ هِيَ الّتي

كم كان لي من مجلسٍ لو شُبِّهَتْ

حالاتُه لتشبَّهَتْ بالجنَّةِ

فِي أبيات.

ونزل، فمرض خمسة أيّام، وتوفّي ليلة الجمعة بين العشاءين في الثّالث عشر من رمضان، في داره بقطفتا.

وحدّثتني والدتي أنّها سمعته يقول قبل موته: أيش أعمل بطواويس، يردّدها، قد جبتم لي هَذِهِ الطّواويس.

وحضر غسْله شيخنا ضياء الدّين ابن سُكَيْنة، وضياء الدّين ابن الخبير وقت السَّحَر، واجتمع أَهْل بغداد، وغُلِّقت الأسواق، وشدَدنا التّابوت بالحبال، وسلّمناه إِلَى النّاس، فذهبوا به إلى تحت التّربة، مكان جلوسه، فصلّى عليه ابنه عليّ اتّفاقا، لأنّ الأعيان لم يقدروا على الوصول إليه، ثُمَّ صلّوا عليه بجامع المنصور، وكان يوما مشهودا، لم يصل إلى حفرته بمقبرة

[1] في الوافي بالوفيات 18/ 193 «الصفح» ، وكذا في: سير أعلام النبلاء 21/ 380.

[2]

في مرآة الزمان 8/ 499- 502.

[3]

لم يرد غير هذا البيت في مرآة الزمان.

[4]

في سير أعلام النبلاء 21/ 379: «ما إن» .

ص: 297

أَحْمَد بْن حنبل إِلَى وقت صلاة الجمعة، وكان فِي تمّوز، فأفطر خلْقٌ، ورموا نفوسهم فِي الماء.

قال: وما وصل إِلَى حُفْرته من الكَفَن إلّا قليل.

قلت: وهذا من مجازفة أَبِي المظفّر.

قال: ونزل فِي حُفرته والمؤذّن يقول: اللَّه أكبر. وحزن النّاسُ وبكوا عليه بُكاءً كثيرا وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالقناديل والشَّمْع.

ورآه فِي تلك اللّيلة المحدّث أَحْمَد بْن سلمان الحربيّ الملقَّب بالسُّكّر على مِنْبرٍ من ياقوت مُرَصَّع بالجوهر، والملائكة جلوسٌ بين يديه والحقّ تعالى حاضرٌ، يسمع كلامه.

وأصبحنا عملنا عزاءهُ، وتكلَّمت يومئذٍ، وحضر خلْقٌ عظيم. وقام [عَبْد] القادر العلويّ وأنشد هَذِهِ القصيدة:

الدّهْرُ عن طمعٍ يُغِرّ [1] ويخدع

وزخارف الدّنيا الدّنيَّة تُطمَعُ

وأَعِنَّة الآمال يُطْلِقها الرجا

طَمَعًا وأسيافُ المنيَّة تقطَعُ

والموتُ آتٍ والحياة شهيَّة [2]

والنّاس بعضهم لبعضٍ يتبعُ

واعلم بأنَّك عن قليل صائرٌ

خَبَرًا فكُنْ خَبَرًا بخيرٍ [3] يسمَعُ

لعُلا أَبِي الفَرَج الَّذِي بعد التُقى

والعِلم يوم حواه هَذا المضجعُ [4]

حَبْرٌ [5] عليه الشَّرْع أصبح والها

ذا مُقْلةٍ حَرَّى عليه تدمعُ

مَنْ للفتاوى المشكلات وحلّها

مَن ذا لخرقِ الشّرعِ يوما يرقعُ

مَن للمنابر أن يقوم خطيبها [6]

ولِرَدّ مسألة يقول فيسمع

[1] في الوافي 18/ 193 «يعز» .

[2]

في الوافي 18/ 193 «مريرة» ، وكذا في مرآة الزمان 8/ 501.

[3]

في الوافي 18/ 193 «لخير» ، وكذا في مرآة الزمان.

[4]

هذا البيت والّذي بعده ليسا في مرآة الزمان.

[5]

في الوافي: «خبر» بالخاء المعجمة.

[6]

في الوافي 18/ 194 «إن تفاقم خطبها» .

ص: 298

مَن للجدال إذا الشّفاهُ تقلّصتْ

وتأخّر القَرْم الهِزَبْرُ المِصْقَعُ

مَن للدياجي قائما دَيْجورَها

يتلو الكتاب بمُقلةٍ لا تَهْجَعُ

أَجَمال دين مُحَمَّدٍ مات التُّقَى

والعِلمُ بعدك واستُجم المجمعُ

يا قبره جادتْك كلّ غمامةٍ

هطّالةٍ بركابه [1] لا تقلعُ

فيك الصَّلاة مع الصَّلات [2] فَتِهْ بِهِ

وانظُرْ به بارئك [3] ماذا يصنعُ

يا أحمدا خُذْ أحمدَ الثّاني الّذي

ما زال عنك مدافعا لا يرجعُ

أقسمت لو كُشِفَ الغطاء لرأيتمُ

وَفْدَ الملائك حولَه يتسرّعوا [4]

ومحمدٌ [5] يبكي عليه وآله

خيرُ البريَّة والبَطِين الأنْزعُ

فِي أبيات.

ومن العجائب أنّا كنّا يومئذٍ بعد انقضاء العزاء عند القبر، وَإِذَا بخالي مُحيي الدّين يوسف قد صعِد من الشّطّ، وخلفه تابوت، فقلنا: ترى مَن مات فِي الدّار؟ وَإِذَا بها خاتون والدة محيي الدّين، وعهدي بها ليلة الجمعة فِي عافية، وهي قائمة، فكان بين موتهما يومٌ وليلة. وعَدَّ النّاسُ ذلك من كراماته، لأنّه كان مُغْرًى بحُبّها.

وخلّف من الْوَلِيد علِيًّا، وهو الّذي أَخَذَ مصنَّفات والده وباعها بيعَ العبيد، ومَن يزيد. ولمّا أُحدِر والده إِلَى واسط تحيَّل على كُتُبه باللّيل، وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن المِداد. وكان أَبُوهُ قد هجره منذ سِنين، فلمّا امتُحنِ صار إلْبًا عليه. ومات أبوه ولم يشهد موته.

وخلّف محيي الدّين يوسف، وكان قد ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع الكثير، وتفقَّه، وناظَر، ووعظ تحت تربة والدة الخليفة، وقامت بأمره

[1] في مرآة الزمان 8/ 501 «ركابه» .

[2]

في الوافي 18/ 194 «الصلاة» ، وكذا في مرآة الزمان.

[3]

في مرآة الزمان 8/ 501، والوافي:«يا ويك» .

[4]

في المرآة: «تتسرع» .

[5]

في المرآة: «ومحمدا» .

ص: 299

أحسن قيام. ووُلّي حِسْبة بغداد سنة أربعٍ وستّمائة. ثمّ ترسّل عن الخلفاء، وتقلّبت به الأحوال حتّى بلغ أشرف مآل إِلَى سنة أربعين وستّمائة. ثُمَّ وُلّي أستاذ داريَّة الخلافة.

وكان لجدّي ولد اسمُه عَبْد الْعَزِيز، وهو أكبر أولاده. سمع معَه من ابن ناصر، وأبي الوقت، والأرمويّ، وسافر إلى الموصل، فوعظ بها سنة بضْعٍ وخمسين، وحصل له الْقَبُولُ التّام، ومات بها شابّا.

وكان له بنات منهن أمّي رابعة، وشَرَف النّساء، وزينب، وجوهرة، وستّ العلماء الكبرى، وستّ العلماء الصُّغرى.

قلت: ومع تبحُّر ابن الجوزيّ فِي العلوم، وكثرة اطّلاعه، وسعَة دائرته، لم يكن مبرّزا فِي عِلمٍ من العلوم، وذلك شأن كلّ من فرَّق نفسه فِي بحور العِلم. ومع أنّه كان مبرِّزًا فِي التّفسير، والوعظ، والتّاريخ، ومتوسّطا فِي المذهب، متوسّطا فِي الحديث، له اطّلاع تامٌ على مُتُونه. وأمّا الكلام على صحيحه وسقيمه، فَمَا له فيه ذوق المحدّثين، ولا نقْد الحُفّاظ المبرّزين. فإنّه كثير الاحتجاج بالأحاديث الضّعيفة، مع كونه كثير السّياق لتلك الأحاديث فِي الموضوعات. والتّحقيق أنّه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذِكرها فِي الموضوعات.

ورُبّما ذكر فِي «الموضوعات» أحاديث حِسانًا قويَّة.

ونقلتُ من خطّ السّيف أَحْمَد بْن المجد، قال: صنّف ابن الجوزيّ كتاب «الموضوعات» ، فأصاب فِي ذِكره أحاديث شنيعة مخالفة للنّقل والعقل.

وممّا لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض النّاس فِي أحد رُواتها، كقوله: فُلان ضعيف، أو ليس بالقويّ، أو ليّن، وليس ذلك الحديث ممّا يشهد القلب ببُطْلانه، ولا فِيهِ مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سُنَّة ولا إجماع، ولا حُجَّة بأنّه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل فِي راويه، وهذا عُدْوان ومجازَفَة. وقد كان أَحْمَد بْن حنبل يقدّم الحديث الضّعيف على القياس.

ص: 300

قال: فَمَنْ ذلك أنّه أورد حديث مُحَمَّد بْن حِمْيَر السَّلِيحيّ، عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، في فضل قراءة آية الكرسيّ في الصّلوات الخمس، وهو:«مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت» [1] . وجعله في الموضوعات، لقول يعقوب بن سُفيان [2] مُحَمَّد بْن حِمْير ليس بالقويّ. ومحمد هَذَا قد روى الْبُخَارِيّ فِي «صحيحه» ، عن رجلٍ، عَنْهُ. وقد قال ابن مَعِين [3] إنّه ثقة. وقال أَحْمَد بْن حنبل: ما عَلمت إلّا خيرًا [4] .

قال السّيف: وهو كثير الوهْم جدّا فإنّ فِي مشيخته مع صِغَرها وهْمٌ فِي مواضع. قال فِي الحديث التّاسع وهو «اهتزاز العرش» : أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن مُحَمَّد بْن المثنّى، عن الفضل بن هشام، عن الْأَعْمَشُ.

قلت: والفضل إنّما هُوَ ابن مساور رواه عن أَبِي عَوَانَة، عن الْأَعْمَشُ، لا عن الْأَعْمَشُ نفسه.

والحادي والعشرين، قال: أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن ابن منير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وإنّما يرويه ابن منير، عن أَبِي النّضر، عن عبد الرحمن.

والسّادس والعشرين فِيهِ: أَنَا أبو العبّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الأثرم، وإنّما هو محمد بن أحمد.

والثّاني والثّلاثين، قال: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ، عن الأُوَيْسيّ، عن إبراهيم بن سعد، عن الزّهريّ، وإنّما هو عن ابن سعْد، عن صالح، عن الزُّهْرِيّ.

[1] رواه ابن حبّان في صحيحه.

[2]

في المعرفة والتاريخ 2/ 309.

[3]

انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 240.

[4]

انظر ترجمة: «محمد بن حمير السليحي» في الجزء الخاص بوفيات (191- 200 هـ.) من هذا الكتاب- ص 361 رقم 272 وفيه حشدت مصادرها.

ص: 301

وَفِي التّاسع والأربعين: ثنا قُتيْبة، نا خَالِد بن إسماعيل، وإنّما هو حاتم بْن إِسْمَاعِيل.

وفي الثّاني والسّبعين: أَنَا أبو الفتح مُحَمَّد بْن عليّ العُشاريّ، وإنّما هُوَ أبو طَالِب مُحَمَّد بْن عليّ بْن الفتح.

وَفِي الرابع والثّمانين: عن حُمَيْد بْن هلال، عن عفّان بن كاهل، وإنّما هو هصّان [1] .

وفي الحديث الثّاني: أخرجه البخاريّ، عن أَحْمَد بْن أَبِي إياس، وإنّما هُوَ آدم.

قال لنا شيخنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ: كتبتُ المشيخة من فَرْعٍ، فإذا فيها أَحْمَد، فاستنكرته، فراجعتُ الأصل، فإذا هُوَ أيضا على الخطأ.

وذكر وَفَيَات بعض شيوخه وقد خُولف كيحيى بْن ثابت، وابن خضِر، وابن المقرّب، وهذه عدَّة عيوب فِي كراريس قليلة.

وسمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ ابن نُقْطَة، يقول: قيل لأبي مُحَمَّد بْن الأخضر: ألا تجيب ابن الجوزيّ عن بعض أوهامه؟ قال: إنّما يتتبَّع على مَن قَلّ غَلَطه، فأمّا هَذَا فأوهامه كثيرة، أو نحو هَذَا.

قلت: وذلك لأنّه كان كثير التّأليف فِي كُلّ فنّ، فيصنّف الشّيء ويُلقيه، ويتكل على حِفْظه.

قال السّيف: وما رأيت أحدا يُعتمد عليه فِي دِينه وعلِمه وعقله راضيا عَنْهُ. قال جدّي رحمه الله: كان أبو المظفّر بْن حَمْدي أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزيّ كثيرا كلمات يخالف فيها السّنّة.

قال السّيف: وعاتبه الشّيخ أبو الفتح بْن المَنِّي فِي بعض هذه الأشياء الّتي حكيناها عنه.

[1] هصّان: بكسر الهاء وتشديد الصاد المهملة، وفي آخره النون.

ص: 302

ولمّا بان تخليطه أخيرا رجع عَنْهُ أعيان أصحابنا الحنابلة، وأصحابه وأتباعه.

سمعت أَبَا بَكْر ابن نُقْطَة فِي غالب ظنّي يقول: كان ابن الجوزيّ يقول:

أخاف شخصين: أَبَا المظفَّر بْن حمْدي، وأبا القاسم بْن الفرّاء، فإنّهما كان لهما كلمة مسموعة.

وكان الشّيخ أبو إِسْحَاق العلثي يكاتبه ويُنكر عليه.

سمعت بعضهم ببغداد أنّه جاءه منه كتاب يذمّه فِيهِ، ويَعْتِب عليه ما يتكلّم به فِي السّنَّة.

قلت: وكلامه فِي السُّنَّة مضطرب، تراه فِي وقت سنّيّا، وفي وقت متجهّما محرّفا للنّصوص، والله يرحمه ويغفر له.

وقرأتُ بخطّ الحافظ ابن نُقْطَة قال: حَدَّثَنِي أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الحاكم بواسط قال: لمّا انحدر الشّيخ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ إِلَى واسط قرأ على أَبِي بَكْر بْن الباقِلّانيّ بكتاب «الإرشاد» لأجلِ ابنهِ، وقرأ معه ابنُه يوسُف.

وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان ابن الجوزيّ لطيف الصّورة، حُلْو الشّمائل، رخيم النّغمة، موزون الحركات والنّغمات، لذيذ المفاكَهَة، يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون، لا يضيّع من زمانه شيئا، يكتب فِي اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له كلّ سنةٍ من كتابته ما بين خمسين مجلّدا إِلَى ستّين.

وله فِي كلّ عَلمٍ مشاركة، لكنّه فِي التّفسير من الأعيان، وَفِي الحديث من الحفّاظ، وَفِي التّاريخ من المتوسّعين، ولديه فِقه كافٍ.

وأمّا السّجع الوعظي فَلَه فِيهِ مَلَكَة قويَّة، إنِ ارْتجلَ أجاد، وإن روَّى أبدع. وله فِي الطّبّ كتاب اللُّقَط، مجلّدان. وله تصانيف كثيرة.

وكان يُراعي حِفْظ صحتّه وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقلَه قوة، وذهنَه

ص: 303

حِدَّة أكثر ممّا يُراعي قوَّة بدنه ونيل لذّته. جُلّ غذائه الفَرَاريج والمزورات، ويعتاض عن الفاكهة بالأشْربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس، الأبيض النّاعم المطيَّب.

ونشأ يتيما على العفاف والصَّلاح، وله ذِهنٌ وقّاد، وجوابٌ حاضر، ومُجُونٌ لطيف، ومُداعبات حُلْوة. وكانت سيرته فِي منزله المواظبةُ على القراءة والكتابة. ولا ينفكّ من جاريةٍ حسناء فِي أحسن زِيّ، لا تُلْهيه عمّا هُوَ فِيهِ، بل تُعينه عليه وتُقَوّيه.

وقرأت بخطّ الموقانيّ أنّ أبا الفرج كان قد شرب حَبّ البلاذُر- على ما قيل- فسقطت لحيتُه، فكانت قصيرة جدّا، وكان يَخْضِبها بالسّواد إِلَى أن مات.

ثُمَّ عظّمه وبالغ فِي وصفه، ثُمَّ قال: ومع هَذَا فهو كثير الغَلَط فيما يصنّفه، فإنّه كان يصنَّف الكتاب ولا يعتبره رحمه الله وتجاوز عَنْهُ [1] .

372-

عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الكرم مُحَمَّد بْن أَبِي ياسر هبة اللَّه [2] .

عُرِف بابن ملّاح الشّطّ.

[1] وقال القزويني: وكانت له جارية حظية عنده، فمرضت مرضا شديدا، فقال وهو على المنبر: يا إلهي يا إلهي ما لنا شيء إلّا هي قد رمتني بالدواهي والدواهي والدواهي. ونقل أنهم كتبوا على رقعة إليه وهو على المنبر: إن ها هنا امرأة بها داء الأبنة والعياذ باللَّه تعالى، فماذا تصنع بها؟ فقال:

يقولون ليلى في العراق مريضة

فيا ليتني كنت الطبيب المداويا

(آثار البلاد 320) وفي رحلة ابن جبير وصف رائع لمجلس وعظ ابن الجوزي لمن شاء أن يقف عليه بالتفصيل. (196- 200) .

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الكرم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 126، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 380، 381 رقم 581، والعبر 4/ 298، والمختصر المحتاج إليه 2/ 212، 213 رقم 866، وسير أعلام النبلاء 21/ 310، 311 رقم 165، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1953، وشذرات الذهب 4/ 331.

ص: 304

سمع: ابنَ الحُصَيْن، وأبا الْحَسَن عليّ بْن الزّاغونيّ، وأبا غالب بن البنّاء، وأبا البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.

وكان شيخا صالحا معمّرا، مُحِبًّا للرواية، وصار بوّابا لمدرسة والدة النّاصر لدين اللَّه.

روى عَنْهُ: ابن خليل، وابن النّجّار، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم.

وأجاز لابن أَبِي الخير، والقُطْب أَحْمَد بْن أَبِي عَصْرُون، وسعد الدّين الخضر بْن حَمُّوَيْه، وطائفة آخرهم الشَّيْخ الفَخْر.

تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من صَفَر فِي عَشْر المائة.

373-

عَبْد الصّمد بْن جوشن بْن المفرّج [1] .

أبو مُحَمَّد التَّنُوخيّ، الدَّمشقيّ، القوّاس، الفقيه الشّافعيّ.

سمع: أبا الدر ياقوت بن عبد الله الروميّ.

روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوصيّ.

وأجاز لابن أَبِي الخير.

وتُوُفّي فِي ثالث المحرَّم.

374-

عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب [2] .

أبو مَنْصُور الأَزَجيّ، البزّاز، المعروف بالزّابيّ.

سمع: أَبَا البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا الفضل عَبْد الملك مُحَمَّد بْن يوسف، وأبا سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.

[1] انظر عن (عبد الصمد بن جوشن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376 رقم 569.

[2]

انظر عن (عبد المحسن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 390 رقم 601، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 183، والمشتبه 1/ 331، وتوضيح المشتبه 4/ 99 و 258.

ص: 305

روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.

وأجاز لابن أَبِي الخير.

تُوُفّي فِي رجب.

375-

عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم [1] بْن أَحْمَد [2] .

أبو مُحَمَّد بْن الفَرَس الْأَنْصَارِيّ، الخزْرجيّ، الغَرْناطيّ، الفقيه المالكيّ.

سمع: أَبَاهُ، وجدّه أَبَا القاسم.

وتفقّه وكتب أصول الفقه والدّين وبرع.

وكان مولده في سنة أربع وعشرين وخمسمائة تقريبا.

ذكره أبو عَبْد اللَّه الأَبّار فِي «التَّكملة» [3]، فقال: سمع أَبَا الْوَلِيد بْن بقوة، وأبا مُحَمَّد بْن أيّوب، وأبا الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وأبا الْحَسَن بْن هُذَيْل وأخذ عنه القراءات.

وأجاز له خلْق منهم: أبو الْحَسَن بْن موهوب، وأبو عَبْد اللَّه بْن مكّيّ، وأبو الْحَسَن بْن الباذش، وأبو القاسم بْن بَقِيّ.

وكان له تحقُّقٌ بالعلوم على تفاريقها، وأخْذٌ فِي كلّ فنٍّ منها، وتقدُّم فِي حفظ الفقه، مع المشاركة فِي علم الحديث، والعُكُوف على العِلم.

سمعت أَبَا الرَّبِيع بْن سالم يقول: سمعتُ أبا بكر بن الجدّ، وناهيك به،

[1] انظر عن (عبد المنعم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 627، وتكملة الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 40، وإشارة التعيين لليمني، ورقة 30، وسير أعلام النبلاء 21/ 364، 365 رقم 191، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمرقبة العليا للنباهي 110، والعسجد المسبوك 2/ 269، 270، وغاية النهاية 1/ 471، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وبغية الوعاة 2/ 116 وفيه وفاته 599 هـ.، وكشف الظنون 1669. والديباج المذهب 218، 219، وإيضاح المكنون 1/ 51، وهدية العارفين 1/ 629، ومعجم المؤلفين 6/ 196.

[2]

في التكملة لوفيات النقلة «محمد» ، والمثبت يتفق مع المصادر.

[3]

1/ 404 رقم 627.

ص: 306

يقول غيرَ مرَّة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك مِن عَبْد المنعم بْن الفَرَس بعد أَبِي عَبْد اللَّه بْن زرقون، وبيته عريق فِي العلم.

قال الأَبّار: وألّف عَبْد المنعم كتابا فِي أحكام القرآن مِن أحسن ما وُضِع فِي ذلك. حدَّث عَنْهُ جِلَّة شيوخنا وأكابر أصحابنا.

وقال أبو عَبْد اللَّه التُجَيبيّ، وذكر عَبْد المنعم بْن الفَرَس: رَأَيْتُ من حفظه وذكائه وتفنّنه فِي العلوم عند رحلتي إلى أَبِيهِ فأعجبت منه، وأنشدني كثيرا من نظمه، واضطرب قبل موته بيسير لاختلال أصابه في صدر سنة خمس وتسعين وخمسمائة مِن علَّة خَدَرٍ طاوَلَتْه، فُترِك الأخذ عَنْهُ إِلَى أن تُوُفّي فِي رابع جُمادى الآخرة سنة سبْعٍ، وشيَّعه أُمم. وكَسَرَ النّاسُ نعشَه وتقسّموه رحمه الله تعالى.

قلت: روى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن يحيى الغَرْناطيّ العطّار، وعبد الغنيّ بْن مُحَمَّد الغَرناطيّ، وأبو الْحُسَيْن يحيى بْن عَبْد اللَّه الداني الكاتب، وآخرون.

وسمع منه الشّرف المُرْسيّ «موطّأ» مالك، رحمه اللَّه تعالى.

376-

عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [1] .

أبو غالب ابن الشّيخ الأجلّ أَبِي مَنْصُور بْن الحُصَيْن الشَّيْباني، نظام الدّين الْبَغْدَادِيّ الكاتب.

وُلِد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وروى عن: أَبِي الوقت، وأبي الكَرَم الشّهرزوريّ، وجماعة.

وحدَّث بالشّام ومصر.

وتُوُفّي فِي رمضان بحلب [2] .

[1] انظر عن (عبد الواحد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 398 رقم 610، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 172، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 301، 302 رقم 179، والجامع المختصر 9/ 70، والمختصر المحتاج إليه 3/ 74، 75 رقم 882.

[2]

وقال ابن النجار: تولّى النظر بواسط وأعمالها في سنة سبعين وخمسمائة، ثم عزل عنها

ص: 307

وكان قد ولي ديوان الشّام، وضيَّق على الأمير أُسامة بْن مُنْقِذ فِي جامِكّيته فقال:

أضحى أسامة خاضعا متذلّلا

لابن الحُصَيْن لبُلْغَةٍ من زادِهِ

فاعجبْ لدهْرٍ جائرٍ فِي حُكْمه

تَسْطُو ثَعَالبُهُ على آسادِهِ [1]

377-

عليّ بْن أَحْمَد بْن وهْب [2] .

الأَزَجيّ، البزّاز.

سمع: ابن ناصر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، والكَرُوخيّ.

وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.

وكان فقيها، صحِب الشّيخ عَبْد القادر، وصار أحد المعيدين لدرسه [3] .

[ () ] في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر، وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته، وكان كاتبا بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوّف، محمود السيرة، (ذيل تاريخ بغداد) .

[1]

وهجاه سبط ابن التعاويذي واستنجد القاضي الفاضل على استخلاص دين له كان على ابن الحصين، وكان قد استدان من جماعة من أهل بغداد ديونا كثيرة، وحين ضمن البطيحة وكسر أموال الضمان وألطّ بأموال التجار وخرج من بغداد هاربا إلى صلاح الدين. ومن هجوه له قوله:

ألا يا ابن الحصين جمعت نفسا

مذمّمة إلى خلق قبيح

وقوله:

ثم أتاكم عاريا مالئا

حضنين من عار ومن وزر

وقوله:

يا صلاح الدين خذ

حذرك من صلّ العراق

(ديوان أسامة 96 و 190 و 305) .

[2]

انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387 رقم 593، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 168- 170 رقم 647.

[3]

وقال ابن النجار: وسمع الحديث الكثير، ثم إنه بعد علو سنّه ترك ذلك وصار بزّازا بخان السيدة برحبة جامع القصر عند باب العامّة

كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا، ساكنا على طريقة السلف، حافظ لكتاب الله، ثقة صدوقا حسن السمت.

سمعت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن وهب

ص: 308

378-

عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1] بْن الطيّب [2] .

أبو القاسم القُرَشيّ، الزُّهْرِيّ، الكوفيّ، المعدّل.

سمع أَبَا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الزَّيْدِيّ، وأحمد بْن ناقة.

وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل، ويُعرف بابن غنَج.

روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.

379-

عُمَر بْن أَحْمَد بْن حسن بْن عليّ بْن بكرون [3] .

أبو حَفْص النّهْرُوانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ المعدَّل.

قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.

وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، والفضل بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وابن ناصر.

ووُلّي خزانة الدّيوان الْعَزِيز.

روى عَنْهُ: ابن خليل.

وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.

وتُوُفّي رحمه الله فِي رجب.

380-

عُمَر بن عبد الكريم بن أبي غالب [4] .

[ () ] صاحبا لوالدي وخصّيصا به، وصار معيدا لدرسه، وأثنى عليه كثيرا، وقال: عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورّعا ديّنا على طريق حسنة، قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة. وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة.

[1]

انظر عن (علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383 رقم 586، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 17، والمختصر المحتاج إليه 3/ 136 رقم 1036.

[2]

هكذا في الأصل والمختصر المحتاج إليه. وفي التكملة: «الطبيب» .

[3]

انظر عن (عمر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 389، 390 رقم 600، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 192، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 86، والجامع المختصر 9/ 59، والمختصر المحتاج إليه 3/ 97 رقم 934.

[4]

انظر عن (عمر بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 391، 392 رقم 604، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 195، 196، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار

ص: 309

الحربيّ الحمّاميّ.

حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف.

وعنه: ابن خليل.

وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.

تُوُفّي فِي شعبان.

381-

عُمَر بْن عليّ بْن عُمَر [1] .

أبو عليّ الحربيّ، الواعظ. عُرِف بابن النّوّام [2] .

كان له لسان فِي الوعظ، وقول الشِّعْر.

سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ.

روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء محمد، وابن عبد الدائم، وآخرون.

وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر عليّ.

وُلِد فِي صَفَر سنة أربع عشرة وخمسمائة.

وتوفّي في وسط شوّال [3] .

[ () ](باريس) ورقة 188.

[1]

انظر عن (عمر بن علي) في: إكمال الإكمال، ورقة 67، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 197، والتاريخ المجدد لابن النجار (باريس) ورقة 114، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 503، والجامع المختصر 9/ 70، والعبر 4/ 298، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 353، 354 رقم 184 والمختصر المحتاج إليه 3/ 102، 103 رقم 946، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1942، وتوضيح المشتبه 2/ 75، وشذرات الذهب 4/ 329.

[2]

النوّام: بنون مفتوحة، مع تشديد الواو مفتوحة، تليها ألف، ثم ميم. (التوضيح) .

[3]

من شعره:

من داوم العزلة في دهره

كان له تصحيفها دائما

فجانب الخلق جميعا وثق

وخالف الخلق تعش سالما

وخلّهم الأفق خلّهم

... (؟) فاهجرهم تكن غانما

ص: 310