الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ما أحسن قول ملك البلاغة القاضي الفاضل رحمه الله ورضي عنه: أمّا هذا البيت فإنّ الآباء منه اتفقوا فملكوا، وأن الأبناء منه اختلفوا فهلكوا، إذا غَرَب نجْمٌ فما في الحيلة تشريقهُ، وإذا خُرِق ثوبٌ فما يليه إلّا تمزيقهُ، وإذا كان الله مع خصْمٍ فمن يُطَيقُه؟
قال أبو شامة [1] : وأخذت قلعة بصرى من الملك الظّافر خضر ابن صلاح الدّين، أخذها أخوه.
[هبوب ريح سوداء]
قال: وفيها بعد خروج النّاس من مكّة هبّت ريح سوداء عمت الدنيا، ووقع على الناس رملٌ أحمر، ووقع من الركن اليَمَانيّ قطعة، وتجرّد البيت مرارا [2] .
[طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد]
ومن خبر خُوارزم شاه أنّه كان قد قطع نهر جيحون في خمسين ألفا، ثمّ وصل همذان وشحن على البلاد إلى باب بغداد، وبعث إلى الخليفة يطلب السَّلْطَنة، وإعادة دار السّلطنة إلى ما كانت، وأن يجيء إلى بغداد، وأن يكون الخليفة من تحت يده كما كانت الملوك السَّلجوقيَّة. فانزعج الخليفة وأهل بغداد، وغَلَت الأسعار.
[حصار طليطلة]
قال [3] : وفيها كانت وقعة أخرى ليعقوب بن يوسف مع الفُنْش. وكان الفنْش قد حشد وجمع جمعا أكثر من الأوّل، ووقع المصاف، فكسره
[1] في ذيل الروضتين 10.
[2]
الكامل 12/ 123، ذيل الروضتين 10، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 448، 449، البداية والنهاية 13/ 12.
[3]
القائل أبو شامة في ذيل الروضتين 8.
يعقوب، وساق خلفه إلى طُلَيْطُلة ونازلها، وضربها بالمنجنيق، وضيّق عليها، ولم يبق إلّا أخْذها، فخرج إليه والدة الفنْش وبناته وحريمه، وبَكَيْنَ بين يديه، وسألْنَه إبقاءَ البلد عليهنّ، فرقّ لهنّ ومَنّ عليهنّ بالبلد. ولو فتح طُلَيْطُلَة لفتح إلى مدينة النّحاس.
وعاد إلى قُرْطُبة وقسّم الغنائم، وصالح الفنش مدَّة [1] .
وقيل: إنّ هذه الوقعة كانت في سنة إحدى وتسعين.
وفيها وفي الّتي قبلها عاث ابن غانية الملثَّم، وخَلَت له إفريقية، وكان بالبرّيّة مع العرب، فعاود إفريقية، وخرّبت عساكره البلاد. فلهذا صالح يعقوب الفِرنج ورجع إلى المغرب لحرب الملثّم.
[1] الكامل 12/ 113- 116، ذيل الروضتين 7، 8، المختصر 3/ 91، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 449، الدرّ المطلوب 127، دول الإسلام 2/ 102، 103، تاريخ ابن الوردي 2/ 111، مرآة الجنان 3/ 472، تاريخ مختصر الدول 224، البداية والنهاية 13/ 10، 11، النجوم الزاهرة 6/ 137، 138، تاريخ ابن سباط 1/ 217، شذرات الذهب 4/ 306.