المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني والأربعون (سنة 591- 600) ]

- ‌[الطبقة الستّون]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌[استيلاء مؤيّد الدين على همذان]

- ‌[عناية الناصر بالحمام]

- ‌[انتهاب الريّ]

- ‌[دخول خوارزم شاه هَمَذَان]

- ‌[تأمير كوكج على البهلوانية]

- ‌[خروج العزيز لأخْذ دمشق]

- ‌[تجديد الهدنة]

- ‌[سوء تدبير الوزير ضياء الدين]

- ‌[إقبال الأفضل على الزهد]

- ‌[قدوم ابن شملة بغداد]

- ‌[وقعة الزّلّاقة بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌[نيابة ابن البخاري بالوزارة]

- ‌[ولاية طاشتكين خوزستان]

- ‌[دخول العزيز وعمّه دمشق]

- ‌[هبوب ريح سوداء]

- ‌[طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد]

- ‌[حصار طليطلة]

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌[إكرام أبي الهيجاء السمين ببغداد]

- ‌[اعتقال أبي الهيجاء]

- ‌[سلطنة العزيز بمصر والشام]

- ‌[قطع بركة المسافة من واسط إلى بغداد]

- ‌[وفاة أبي الهيجاء]

- ‌[توجّه الرسول إلى غزنة]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[مقتل ملك اليمن]

- ‌[فتح يافا]

- ‌[كتاب الفاضل يصف البرق والريح]

- ‌[أخْذُ الفرنج بيروت]

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌[نزول الفرنج على تِبْنين]

- ‌[الحجّ من الشام]

- ‌[مُلْك خوارزم شاه بخارى]

- ‌[موت أمير القدس]

- ‌[ملك أرسلان شاه الموصل]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌[عصيان نائب الريّ]

- ‌[لبْس خوارزم شاه خلعة الخليفة]

- ‌[مقتل الوزير نظام الملك]

- ‌[مقتل رئيس الشافعية]

- ‌[عمارة سور ثان ببغداد]

- ‌[سلطنة محمد بن يعقوب المغرب والأندلس]

- ‌[الإفراج عن سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتنة الفخر الرازيّ بخراسان]

- ‌[الفتنة بدمشق]

- ‌[موت الملك الْعَزِيز]

- ‌[النزاع بين الأمراء الأيوبيّين]

- ‌[ظهور الدّعيّ بدمشق]

- ‌[قيام العامَّة على الرافضة بدمشق]

- ‌[ولاية ابن الشهرزوريّ القضاء]

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌[وفاة السلطان خوارزم شاه]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[إكرام ابن أخي خوارزم شاه]

- ‌[رفع الحصار عن دمشق]

- ‌[الحرب بين الأفضل والعادل]

- ‌[ملك العادل الديار المصرية]

- ‌[وصول رسول الملثّمين إِلَى بغداد]

- ‌[الحجّ العراقي]

- ‌[حضور الملك الكامل إِلَى مصر]

- ‌[سلطنة الكامل على مصر]

- ‌[نقص النيل واشتداد البلاء بمصر]

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌[أخبار الغلاء الفاحش فِي مصر وأكل الناس بعضهم بعضا]

- ‌خَبَرُ الزَّلْزَلَة

- ‌[منازلة الأفضل والظاهر دمشق]

- ‌[الاستيلاء على مرو]

- ‌[انتهاب نيسابور]

- ‌[أسر عليّ شاه]

- ‌[فتوحات الغورية فِي بلاد الهند]

- ‌[خبر الزلزلة بالبلاد الشامية]

- ‌[تغلّب ابن سيف الْإِسْلَام على اليمن]

- ‌[عودة القاضي مجد الدين من الرسلية]

- ‌[خروج طاشتكين لمحاربة ابن سيف الْإِسْلَام]

- ‌[الخلعة لطُغرل المستنجدي]

- ‌[الغلاء ببلاد الشّراة]

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌[تقليد قضاء القضاة ببغداد]

- ‌[طلب ابن قَتَادَة إمارة مكة]

- ‌[أخْذُ برغش للقَفَل وقتله]

- ‌[إقامة الحجّ]

- ‌[الترسّل إِلَى صاحب غزْنة]

- ‌[تناقص الغلاء وزيادة النيل]

- ‌[لقاء العادل بالأفضل]

- ‌[مصالحة الظاهرة للعادل]

- ‌[الزلزلة فِي الشام وقبرس]

- ‌[بناء الجامع المظفّري]

- ‌[تملُّك الناصر باليمن]

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌[تموّج النجوم وتطايرها]

- ‌[منازلة ماردين]

- ‌[رواية ابن الجوزي عن النجوم]

- ‌[عمارة أسوار قلعة دمشق]

- ‌[موت غياث الدين الغوري]

- ‌[إلزام المنصور علي بالإقامة فِي الرها]

- ‌[إرسال الخليفة الخِلَع للملك العادل]

- ‌[تملُّك الأشرف حرّان والرُها]

- ‌[محاربة صاحب سيس لصاحب أنطاكية]

- ‌[قدوم الفرنج إِلَى عكا]

- ‌[انتصار صاحب حماه على الفِرنج]

- ‌سنة ستمائة

- ‌[كسرة صاحب الموصل]

- ‌[زواج الأشرف]

- ‌[احتراق خزانة السلاح بدمشق]

- ‌[أَخَذَ العملة من مخزن الأيتام]

- ‌[انتهاب أسطول الفرنج فُوَّه بمصر]

- ‌[محاصرة صاحب سيس لأنطاكية]

- ‌[تجمّع الفرنج بعكا بقصد القدس]

- ‌[أَخَذَ الفرنج القسطنطينية من الروم]

- ‌[استعادة الروم قسطنطينية]

- ‌[الظفر برءوس الباطنية بواسط]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌فائدة

- ‌محنة ابن رُشْد

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ومن المتوفين تقريبا وتخمينا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الميم

تُوُفّي بالموصل.

-‌

‌ حرف القاف

-

386-

قراقوش [1] .

الأمير بهاء الدّين الأَسَديّ، الخادم الأبيض فتى أسد الدّين شيركوه.

لمّا استقلّ السّلطان صلاح الدّين بمصر جعله زِمام القصر، وكان مسعودا، ميمون النّقيبة، صاحب همَّة. بنى السّور المحيط بمصر والقاهرة، وبنى قلعة الجبل، وبنى قناطر الْجِيزة فِي الدّولة الصّلاحيَّة.

ولمّا فتح صلاح الدّين عكّا سلّمها إليه، فلمّا أخذتها الفرنج حصَل قراقوش أسيرا فِي أيديهم. فافتكّه منهم بعشرة آلاف دينار فِيما قيل.

وله حقوق على السّلطان والإسلام.

وللأسعد بْن مماتي كرّاس سمّاه «الفاشوش فِي أحكام قراقوش» فِيهِ أشياء مكذوبة عليه، وما كان صلاح الدّين ليستنيبه لولا وثوقه بعقله ومعرفته.

تُوُفّي رحمه الله فِي رجب، ودُفِن بسفح المقطّم.

قال المنذريّ [2] كَانَتْ له رغبة فِي الخير وآثار حَسَنة. وناب عن صلاح الدّين مدَّة بالدّيار المصريَّة.

-‌

‌ حرف الميم

-

387-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن المصحِح.

أبو الفضل الدّقّاق، الأزجيّ، ويسمّى أيضا المبارك.

[1] انظر عن (قراقوش) في: الروضتين 2/ 244، وذيل الروضتين 19، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 504، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 389 رقم 598، والعبر 4/ 298، والعسجد المسبوك 2/ 270، والنجوم الزاهرة 6/ 176- 178، والدرّ المطلوب 151، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 220، وذكره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 211، وعقد الجمان 17/ ورقة 271، 272، وشذرات الذهب 4/ 231، 232.

[2]

في التكملة 1/ 389.

ص: 312

سمع مجلسا من ابن الحُصَيْن سنة أربعٍ وعشرين، ولم يسمع منه أحد، لكن استجازه ابن النّجّار فأجاز له.

قال: وظفِرْتُ بسمعه بعد موته بثلاثين سنة. وكان شيخا حسنا متيقّظا.

عاش إحدى وثمانين سنة.

388-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِمران.

أبو بَكْر الغافقيّ، الأندلسيّ.

من أَهْل المَرِيَّة. له مصنَّف حَسَن فِي الشّروط.

روى عن: الْحَسَن بْن موهب الْجُذَاميّ، وأبي القاسم بْن ورْد، وأبي الْحَسَن بْن مَعْدَان، وجماعة.

وتُوُفّي فِي صَفَر رحمه الله.

389-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] .

أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الفارْفانيّ، وفارْفان: من قرى أصبهان.

وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.

وسمع حضورا من عبد الواحد الدّشْتيّ صاحب أَبِي نُعَيْم الحافظ.

وسمع من: فاطمة الْجُوزْدانيَّة.

وأخته عفيفة أسنّ منه بأربع سنين.

روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.

وتُوُفّي فِي رمضان.

390-

مُحَمَّد بْن أَحمد بْن حامد [2] .

الرَّبَعي، الصُّمَيريّ، الدّمشقيّ، البزّاز.

روى عن: أبي الدّرّياقوت الروميّ.

وكان ثقة ديّنا.

[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400 رقم 615، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة.

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد بن حامد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 406 رقم 631.

ص: 313

روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، وغيرهما.

391-

مُحَمَّد بْن إدريس بْن أَحْمَد بْن إدريس [1] .

الشّيخ أبو عبد الله العجليّ، الحلّيّ، فقيه الشّيعة وعالم الرّافضة فِي عصره. وكان عديم النّظير فِي عِلم الفِقه. صنَّف كتاب «الحاوي لتحرير الفتاوي» ، ولقّبه بكتاب السّرائر، وهو كتاب مشكور بين الشّيعة.

وله كتاب «خلاصة الاستدلال» ، وله «منتخب كتاب التبيان» فقه، وله «مناسك الحجّ» ، وغير ذلك فِي الأُصول والفروع.

قرأ على الفقيه راشد بْن إِبْرَاهِيم، والشّريف شرف شاه.

وكان بالحِلَّة، وله أصحاب وتلامذة، ولم يكن للشّيعة فِي وقته مثله.

ولبعضهم فِيهِ قصيدة يفضّله فيها على مُحَمَّد بْن إدريس الشّافعيّ رضي الله عنه، وما بينهما أفعل تفضيل.

392-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبّاس [2] .

فقير بغداديّ صالح.

حدَّث عن: أَبِي بَكْر الأنصاريّ.

وتُوُفّي فِي المحرَّم.

393-

مُحَمَّد بْن أَبِي زيد [3] بن حمد [4] بن أبي نصر.

[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2331، وسير أعلام النبلاء 21/ 332 رقم 175، والوافي بالوفيات 2/ 383 رقم 540، ولسان الميزان 5/ 65 رقم 215، وأمل الآمل 1/ 103 وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 9/ 120، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 710، ومعجم المؤلفين 9/ 32.

[2]

انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379 رقم 577، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر المحتاج إليه 1/ 39، 40.

[3]

انظر عن (محمد بن أبي زيد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400، 401 رقم 617، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمعين في طبقات المحدّثين 185 رقم 1967، وسير أعلام النبلاء 21/ 7311 دون ترجمة، والعبر 4/ 299، وذيل التقييد 1/ 126 رقم 193، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وشذرات الذهب 4/ 322.

[4]

تصحّف في الشذرات إلى: «أحمد» .

ص: 314

أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكرّاني، الخبّاز، شيخ معمّر عالي الإسناد، رحلة الوقت.

وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وكمّل مائة سنة.

وسمع: أَبَا عليّ الحدّاد، وفاطمة الْجُوزْدانيَّة، ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ روى عَنْهُ سائر «مُعجم الطَّبَرانيّ الكبير» ، بسماعه من ابن فاذشاه، عن المؤلّف.

روى عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، وبدل التّبْرِيزيّ، ويوسف ابن خليل، وإسماعيل بْن ظَفَر، وجماعة.

وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، والفخر عليّ.

وتُوُفّي فِي ثالث شوّال.

وكَرَّان [1] : محلَّة بأصبهان.

394-

مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلّال [2] .

أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، الوكيل الحاجب.

روى عن: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيره.

وعنه: أبو عَبْد اللَّه بْن النّجّار، وقال: كان ساكنا متواضعا.

تُوُفّي فِي ذي الحِجّة [3] .

395-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد بن سراج [4] .

[1] كرّان: بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف نون.

[2]

انظر عن (محمد بن أبي القاسم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 22 رقم 227، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 431، والمختصر المحتاج إليه 1/ 60، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 402، 403 رقم 623.

[3]

وقال ابن الدبيثي: كان وكيلا مدّة ثم صار حاجبا من حجّاب الديوان العزيز وتولّى النيابة بباب النوبيّ المحروس بعد موته.. وروى شيئا يسيرا، سمع منه آحاد الطلبة. وقد رأيته وما سمعت منه. قرأت مولده بخط أبيه، ولد ابني أبو الحسن محمد في ليلة الخميس ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. (ذيل تاريخ مدينة السلام 22) .

[4]

انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 239 رقم 371، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 377، رقم 571، والجامع

ص: 315

أبو الفتح البغداديّ، البيّع، سِبْط أَبِي المُظَفَّر الصّبّاغ.

شاهد جميل السِّيرة، ديّن.

سمع من: عمّ جدّه أَبِي القاسم عليّ بْن الصّبّاغ، والأُرْمَوِيّ، وعمر بْن ظَفَر.

روى عَنْهُ: ابن النّجّار وأثنى عليه.

وقال: مات فِي المحرَّم [1] .

396-

مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم [2] .

أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الكاتب.

وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين.

وسمع من: قاضي المَرِسْتان أَبِي بَكْر، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بن البنّاء، ويحيى بْن الطّرّاح.

ووُلّي نظَرَ أَوَانا مدَّة.

روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، وحفيده مُحَمَّد بْن الكريم، وغيره.

وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين فِي جُمادى الآخرة.

وكان من الأدباء الظُّرفاء اللُّطَفاء. نسخ كثيرا من مسموعاته ومن كتب الأدب. وله مجموع كبير في عشرين مجلّدة. وكان صدوقا.

397-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حامد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَلي بْن محمود بْن هبة الله بْن أَلُه [3] .

[ () ] المختصر 9/ 55، 56.

[1]

وقال ابن الدبيثي: حدّث بالقليل. سمع منه آحاد الطلبة، وقد رأيته وما اتفق لي من سماع. وقد أجاز لي. (ذيل تاريخ مدينة السلام 139) .

[2]

انظر عن (محمد بن أبي القاسم علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 140، 141 رقم 373، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1258، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 388 رقم 596، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، 98، والوافي بالوفيات 4/ 147.

[3]

انظر عن (محمد بن محمد بن حامد) في: الكامل في التاريخ 12/ 171، ومعجم الأدباء

ص: 316

الْإِمَام العلّامة، المنشئ، البليغ، الوزير، عماد الدّين، أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكاتب، المعروف قديما بابن أخي الْعَزِيز.

وُلِد بأصبهان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وقدِم بغداد وهو ابن عشرين سنة أو نحوها.

ونزل بالنّظاميَّة، وتفقّه وبرع فِي الفِقْه على أَبِي مَنْصُور سَعِيد ابن الرّزّاز، وأتقن الخلاف، والنَّحْو، والأدب.

وسمع من: ابن الرّزّاز، وأبي مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي الْحَسَن عليّ بْن عَبْد السّلام، والمبارك بْن عليّ السِّمّذِيّ، وأبي بَكْر بْن الأشقر، وأبي القاسم عليّ بن الصّبّاغ، وطائفة.

[ () ] 19/ 11- 28 رقم 4، ومفرّج الكروب 3/ 127، 128، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 504- 508، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 392، 393 رقم 605 وبدائع البدائه 100، 107، 115، 140، 184، 243، 248، 249، 311، 386، 388، 389، 393، 396، وذيل الروضتين 27، 28، ووفيات الأعيان 5/ 147- 153 رقم 705، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 844 رقم 1240، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 61- 64، والمختصر في أخبار البشر 3/ 100، والعبر 4/ 299، والمختصر المحتاج إليه 1/ 122، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، ودول الإسلام 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 21/ 245- 250 رقم 180، والدرّ المطلوب 152، ومرآة الجنان 3/ 491- 494، والبداية والنهاية 13/ 30، 31، وتاريخ ابن الوردي 2/ 117، والوافي بالوفيات 1/ 132- 140 رقم 46، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 178، والوفيات لابن قنفذ 299 رقم 597، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 220، 221، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3742، 375 رقم 343، والمواعظ والاعتبار 3/ 29، والمقفى الكبير 7/ 204- 211 رقم 3266، والعسجد المسبوك 2/ 269، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وتوضيح المشتبه 1/ 263، والنجوم الزاهرة 6/ 178- 179، وتاريخ الخلفاء 457، وثمرات الأوراق لابن حجة 20، وتاريخ ابن سباط 1/ 233، وشذرات الذهب 4/ 332، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 256 (في وفيات 599 هـ. 9، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 408، ومفتاح السعادة 1/ 214، وديوان الإسلام 3/ 287، 288 رقم 1441، وكشف الظنون 239 وغيرها، وإيضاح المكنون 2/ 92، وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 254، ومعجم المؤلفين 11/ 204، والفهرس التمهيدي 384، وبلوغ الأرب في علم الأدب 162، 163، والكواكب الدرّية للجسر 21.

ص: 317

وأجاز له أبو القاسم بْن الحُصَيْن، وأبو عَبْد اللَّه الفُرَاويّ.

ورجع إِلَى أصبهان سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد برع فِي العلوم، فسمع بها، وقرأ الخلاف على أَبِي المعالي الوركانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللطيف الخُجَنْديّ، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. وتَعَانَى الكتابة والتّصرّف.

وسمع بالثّغر من السَّلَفيّ، وغيره.

روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والخطير فتوح بن نوح الخُوّيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عُثْمَان الإرْبليّ، والشَّرَف مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ الأنصاريّ، والتّاج القُرْطُبيّ، وآخرون.

وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.

وأَلُه اسمٌ فارسيّ معناه العُقاب.

ذكره ابن خَلِّكان [1]، وقال: كان شافعيّا، تفقَّه بالنّظاميَّة، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشِّعْر والرّسائل ما هُوَ مشهور. ولمّا مَهَرَ تعلّق بالوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة ببغداد، فولّاه نظر البصْرة، ثُمَّ نَظَر واسط. فلمّا تُوُفّي الوزير ضعُف أمره، فانتقل إِلَى دمشق فقدِمها فِي سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، فتعرّف بمدبّر الدّولة القاضي كمال الدّين الشَّهْرزُوريّ، واتّصل بطريقة بالأمير نجم الدّين أيوب والد صلاح الدّين، وكان يعرف عمَّه الْعَزِيز من قلعة تِكْريت، فأحسن إليه. ثُمَّ استخدمه كمال الدّين عند نور الدّين فِي كتابة الإنشاء.

قال العماد: وبقيت متحيّرا فِي الدّخول فيما ليس من شأني، ولا تقدَّمَتْ لي به دُرْبَة. فجُبن عَنْهَا فِي الابتداء، فلمّا باشرها هانت عليه، وصار منه ما صار. وكان يُنشئ بالعجميَّة أيضا. وترقّت منزلته عند السّلطان نور الدّين، وأطلعه على سرّه، وسيَّره رسولا إلى بغداد في أيّام المستنجد، وفوَّض إليه تدريس المدرسة المعروفة بالعماديَّة بدمشق فِي سنة سبْعٍ وستّين، ثُمَّ رتّبه فِي أشراف الدّيوان في سنة ثمان.

[1] في وفيات الأعيان 5/ 147 وما بعدها.

ص: 318

فلمّا تُوُفّي نور الدّين وقام ولده ضُويق من الّذين حوله وخُوِّف، إِلَى أن ترك ما هُوَ فِيهِ، وسافر إِلَى العراق، فلمّا وصل إِلَى الموصل مرض. ثُمَّ بَلَغَه خروج السّلطان صلاح الدّين من مصر لأخذ دمشق، فعاد إِلَى الشّام فِي سنة سبعين، وصلاح الدّين نازل على حلب، فقصده ومدحه، ولزِم رِكابه، وهو مستمرّ على عطلته، إِلَى أن استكتبه واعتمد عليه، وقرُب، منه حتّى صار يضاهي الوزراء.

وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السّلطان فِي مصالح الدّيار المصريَّة، فيقوم العماد مقامه.

وله فِي المصنَّفات «خريدة القصر وجريدة العصر» جعله ذيلا على «زينة الدّهر» لأبي المعالي سعد بْن عليّ الخطيريّ. «وزينة الدّهر» ذيلٌ على «دُمْيَة القصْر وعُصْرة أَهْل العَصْر» للباخَرْزيّ، «والدُّمْية» ذيلٌ على «يتيمة الدّهر» للثّعالبيّ، و «اليتيمة» ذيلٌ على كتاب «البارع» لهارون بْن عليّ المنجّم.

فذكر العماد فِي كتابه الشّعراء الّذين كانوا بعد المائة الخامسة إِلَى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وجمع شعراء العراق، والعجم، والشّام، والجزيرة، ومصر، والمغرب، وهو فِي عَشْر مجلّدات.

وله كتاب «البَرْق الشّاميّ» فِي سبْع مجلدات. وإنّما سمّاه البرق الشّاميّ لأنّه شبّه أوقاته فِي الأيّام النّورية والصّلاحية بالبرق الخاطف لطِيبها وسُرعة انقضائها.

وصنَّف كتاب «الفتح القُسّي فِي الفتح القُدْسي» فِي مجلّدين، وصنَّف كتاب «السَّيْل والذَّيْل» ، وصنَّف كتاب «نُصْرة الفَتْرَة وعُصرة الفِطْرة» فِي أخبار بني سلجوق ودولتهم، وله ديوان رسائل كبير، وديوان شِعر فِي أربع مجلَّدات، وديوان جميعه دو بيت، وهو صغير.

وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات.

قال مرَّة للفاضل: سِرْ فلا كبا بك الفرس.

ص: 319

فقال له: دام عُلا العماد.

وذلك مِمَّا يُقرأ مقلوبا وصحيحا [1] .

قال ابن خَلِّكان [2] : ولم يزل العماد على مكانته إِلَى أن تُوُفّي السّلطان صلاح الدّين، فاختلّت أحواله، ولم يجد فِي وجهه بابا مفتوحا. فلزِم بيته وأقبل على تصانيفه.

وأَلُهْ: معناه بالعربيّ العُقاب، وهو بفتح الهمزة، وضمّ اللّام، وسكون الهاء.

وقيل إنّ العُقاب جميعه أنثى، وإنّ الّذي يسافده طائرٌ من غير جنسه، وقيل: إنّ الثّعلب هُوَ الّذي يسافده، وهذا من العجائب.

قال ابن عنين فِي ابن سَوْدة:

ما أنت إلا كالعقاب فأمُّهُ

معروفةٌ وله أبٌ مجهولُ

وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: حكى لي العماد من فلْق فِيهِ، قال: طلبني كمال الدّين لنيابته فِي ديوان الإنشاء، فقلت: لا أعرف الكتابة. فقال: إنّما أريد منك أن تُثْبِت ما يجري فتخبرني به.

فصرت أرى الكتب تكتب إِلَى الأطراف، فقلت لنفسي: لو طُلب منّي أن أكتب مثل هَذَا ماذا أكنت أصنع؟ فأخذتُ أحفظ الكُتُب وأحاكيها، وأروِّض نفسي فيها. فكتبت كتبا إِلَى بغداد، ولا أُطْلِع عليها أحدا. فقال كمال الدّين يوما: ليتنا وجدنا من يكتب إِلَى بغداد ويُرِيحنا. فقلت: أَنَا أكتب إنْ رضيتَ.

فكتبت وعرضت عليه، فأعجبه فاستكتبني. فلمّا توجّه أسد الدّين إِلَى مصر فِي المرَّة الثّالثة صحِبْتُه.

قال الموفّق: وكان فقهه على طريقة أسعد المِيهَنِيّ، ومدرسته تحت القلعة. ويوم يدرّس تتسابق الفُقهاء لسماع كلامه وحُسْن نُكَتِه. وكان بطيء

[1] وفيات الأعيان 5/ 150.

[2]

في وفيات الأعيان 5/ 152.

ص: 320

الكتابة، ولكنْ دائم العمل، وله توسُّع فِي اللّغة، ولا سعَة عنده فِي النَّحو.

وتُوُفّي بعد ما قاسي مَهانات ابن شُكْر.

وكان فريد عصره نظْمًا ونثْرًا. وقد رَأَيْته فِي مجلس ابن شُكْر مَزحومًا فِي أُخريات النّاس.

وقال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : كان جامعا للفضائل: الفِقْه، الأدب، والشِّعْر الجيّد، وله اليد البيضاء فِي النّثْر والنَّظْم، وصنَّف تصانيف مفيدة.

قال: وللسّلطان الملك النّاصر معه من الإغضاء والتّجاوز والبَسْط وحُسن الخُلُق ما يُتعجَّب من وقوع مثله من مثلِه.

تُوُفّي رحمه الله فِي مستهلّ رمضان بدمشق، ودُفن بمقابر الصُّوفيَّة.

أنبأنا أَحْمَد بْن سلامة، عن مُحَمَّد بْن محمد الكاتب، أنبا عليّ بْن عَبْد السّيّد، أَنَا أبو مُحَمَّد الصّيرفينيّ، أَنَا ابْنُ حُبَابَةَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذبيان، واسمه خليفة بْن كعب، قال: سمعت ابن الزّبير يقول: لا تُلِبسوا نساءَكم الحرير فإنّي سمعتُ عُمَر يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن لبسَه فِي الدّنيا لم يلبسه في الآخرة» [2] رواه الْبُخَارِيّ [3]، عن عليّ بْن الْجَعْد رضي الله عنه مثله. ومن شِعْره فِي قصيدة:

يا مالِكًا رِقّ قلبي

أراكَ ما لَكَ رِقَّهْ

ها مُهْجَتي لك خُذْها

فإنّها مستحِقَّهْ

فدَتْكَ [نفسي][4] برفق

ممّا رمتني [5] المشقّه

[1] في التكملة 1/ 393.

[2]

أخرجه مسلم في اللباس (2069/ 11) ، والنسائي 8/ 200.

[3]

في اللباس 10/ 243 باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه.

[4]

في الأصل بياض، والمثبت من: سير أعلام النبلاء 21/ 349.

[5]

في سير أعلام النبلاء: «فما أطيق» .

ص: 321

ويا رشيقا أتتني [1]

من سهم عينيه رَشْقَهْ

لِصارِم الْجَفْنِ منهُ

فِي مُهجتي ألفُ مَشْقَهْ

وخصره مثلُ معنى

بَلا غِيٍّ فِيهِ دِقَّهْ

وله:

كتبتُ والقلب بين الشَّوق والكمدِ

والعَينُ مطروفةٌ بالدّمع والسّهد

وَفِي الحَشَى نفحةٌ للوجْد مُحرِقة

مَتَى تجدْ نفحة من أرضكم تقدِ

يا رائدا وهو سارِ فِي الظّلام سنا

وطالبا فِي الهجير الوِردَ وهو صَدِ

ها مهجتي فاقتبِس من نارها ضرما

ومُقْلتي فاغترف من مائها وِردِ

يا مَن هُوَ الرّوحُ بل روحُ الحياةِ

ولا بقاء بعد فِراق الرّوح للجسدِ

حاولتَ نقْضَ عهودٍ صُنتُها، ولكم

أردتَ فِي الحبّ سُلْوانًا ولم أردِ

واها لحاضرةٍ فِي القلب غائبةٍ

عن ناظري من هواها ما خلا جلدي

قويَّة البطْش باللَّحْظ الضّعيف وبالخصر

النّحيف وكلّ مضعف جسدي

لا غرو إن سحرت قلبي بمقلتها

نفّاثة بفنون السّحر من العقد

بالطّرف في كحل، بالعطف فِي ميل،

بالخدِّ فِي خجلٍ، بالقدِّ فِي ميدِ

بالرّاح مُرْتَشِفًا، بالورد مقتطفا،

بالغُصن منعطفا، بالثّغر كالبَرَدِ

لا جلتُ يوما ولا أبصرتُ من شغفٍ

ضلالتي فِي الهوى إلّا مِن الرشَدِ

وله:

كالنَّجْم حين هدا، كالدّهر حين عدا

كالصُّبْح حين بدا، كالعَضْب حين برا

فِي الحلْم طودٌ علا، فِي الحكم بحر نُهى

فِي الجودِ غَيث ندا، فِي البأس لَيْث شرا

أنبأني ابن البُزُوريّ قال: العماد هو إمام البلغاء، وشمس الشّعراء، وقطب رحى الفضلاء، أشرقت أشِعَّة فضائله وأنارتْ، وأنجدت الرُّكْبانُ بأخباره وأغارتْ، فِي الفصاحة قسُّ دَهرهِ، وَفِي البلاغة سَحْبان عصره، فاق الأنام طُرًّا نَظْمًا ونثْرًا. وَفِي رسائله المعاني الأبكار المخجلة الرياض عند إشراق النّوّار.

[1] في السير: «أتاني» .

ص: 322

ومن شعره:

نقضي عمره فِي الهجرِ شوقا إِلَى الوصلِ

وأبلاه من ذِكر الأحبَّة ما يُبلي

وكان خَلِيّ القلب من لوعةِ الهَوَى

فأصبح من برْح الصَّبَابَة فِي شُغْلِ

وأطربه اللّاحي بذِكر حبيبه

فآلى عليه أن يزيدَ من العذلِ

وما كنتُ مفتون الفؤاد وإنّما

عليَّ فُتُوني دسَّ.... [1] الذّلِ

نُحُولي ممّن شدّ عِقْد نطاقه

على ناحلٍ واهٍ من الخصرِ منحلِ

إذا رام للصَّدّ القيامَ أبَتْ له

رَوادِفُه إلّا المُقام على وصْلي

398-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن مُحَمَّد بْن كوكب [2] .

أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ المولد، الحِلّي المنشأ، المقرِئ الماهر المُعرَّف بابن الكال البزّار.

مقرِئ جليل مشهور بصيرٌ بالقراءات، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وقرأ القراءات على: سِبْط الخيّاط، وأبي الكَرَم الشّهرزُوريّ، ودعوان بْن عليّ، وأبي العلاء الهَمَذَانيّ وسمع منهم ومن عليّ بْن الصّبّاغ.

وقرأ بالموصل على: يحيى بْن سعدون.

وأقرأ بالحلَّة مدَّة، وحمل النّاس عَنْهُ.

قال أبو عَبْد الله الدّبيثيّ: قرأتُ عليه بالرّوايات العشر، وسمعتُ منه.

وحدَّثنا بدُكّانه بالحلَّة المَزْيَدِيَّة.

وتُوُفّي فِي حادي عشر شهر ذي الحجّة بالحلّة.

[1] في الأصل بياض.

[2]

انظر عن (محمد بن محمد بن هارون) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 180، 181، والتكملة لوفيات النقلة 1/ رقم 588، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، 166، وتذكرة الحفاظ 4/ 1348، والعبر 4/ 300، والمشتبه 2/ 560، ومعرفة القراء الكبار 2/ 569، 570 رقم 525، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة. ومرآة الجنان 3/ 492، وغاية النهاية 2/ 259، وشذرات الذهب 4/ 333.

ص: 323

قلت: وممّن قرأ عليه الدّاعي الرّشيديّ، وهو آخر مَن روى عَنْهُ.

قال ابن نُقْطَة: وحدَّث عن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عنقش الأنباريّ. وكان له بالحلَّة دُكّان يعمل فِيهِ البزر.

399-

مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي المعالي بْن المقرون [1] .

أبو شجاع اللَّوْزيّ، نسبة إِلَى محلَّة اللَّوزية بشرقيّ بغداد، المقرِئ، الرجل الصالح.

قرأ القرآن عَلَى: أَبِي مُحَمَّد سبْط الخياط، وأبي الكَرَم الشّهرزوريّ بالروايات. وسمع منهُما، ومن: أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وابن الصّبّاغ، وأبي الفتح عَبْد اللَّه بْن البيضاويّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.

وروى الكثير، وأقرأ النّاسَ دهرا حتّى لقَّن الآباء والأبناء والأحفاد.

وكان أمّارا بالمعروف، نهّاء عن المُنْكَر كثير الخير. أقرأ كتابَ اللَّه نحوا من ستين سنة. وكان بصيرا بالقراءات، وكان يأكل من كسْب يده، ولا يأخذ من أحدٍ شيئا.

تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الآخر.

قال أبو عَبْد اللَّه النّجّار: لقّن خلقا لا يُحْصَوْن، وحُمِلت جنازته على الرّؤوس، وما رَأَيْت جمْعًا أكثر من جمع جنازته.

قال: وكان مُستَجَاب الدّعوة، وَقُورًا.

وقال الدُّبيثيّ [2] : قرأنا عليه القراءات، وسمعنا منه، ونِعْمَ الشّيخ كان.

ثمّ روى عنه حديثا.

[1] انظر عن (محمد بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383، 384 رقم 588، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، 181، والجامع المختصر 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والمشتبه 2/ 560، وغاية النهاية 2/ 259، وتوضيح المشتبه 7/ 369، وشذرات الذهب 4/ 333.

[2]

في المختصر المحتاج إليه.

ص: 324

وممّن روى عَنْهُ: الضّياء، وابن خليل، واليّلْدانيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والزّين بْن عَبْد الدّائم.

وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر بْن الْبُخَارِيّ.

ودُفِن بصُفَّة بِشْر الحافي.

400-

مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن ميمون [1] .

أبو غالب الأديب، الكاتب.

سمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وأبا بَكْر بْن الزّاغونيّ.

وله شِعْر جيّد [2] .

وكان مكثِرًا من أشعار العرب.

ولابن الْبُخَارِيّ منه إجازة.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

401-

مُحَمَّد بْن أَبِي طاهر بْن زقمير [3] .

أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، الآجُرّيّ.

سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.

روى عنه: الدَّبِيثيّ، وابن خليل.

وتوفّي فِي ذي القعدة.

[1] انظر عن (محمد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387 رقم 594، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 141، والوافي بالوفيات 4/ 382 رقم 1932، والمختصر المحتاج إليه 1/ 139، 140.

[2]

أورد له ابن الساعي في كتاب «لطائف المعاني» قوله ما يكتب على مرآة:

في يا قوم خصلتان أراني

بهما الدهر ذات كبر وتيه

جلبي الشكر والمحامد للَّه

وصدقي في كل ما أحكيه

سئل عن مولده فقال: في سابع عشر المحرّم سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة.

[3]

انظر عن (محمد بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 401 رقم 620، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 181، والمختصر المحتاج إليه 1/ 166، 167.

ص: 325

402-

مُحَمَّد البلْخي الزّاهد [1] .

نزيل بغداد. كان كبير القدْر، صالحا، منعزِلًا عن النّاس، يسكن الخراب، ولا يُعلَم من أَيْنَ قُوته إِلَى أن كبر وعجز. أدركه أجَلُه وهو منقطع فِي مسجد مجاور بقبر معروف الكَرْخيّ.

تُوُفّي إِلَى رحمة اللَّه فِي المحرَّم، وجهّزته أمّ الخليفة، وأخذت درّاعته للبركة، وكان قد قارب الثّمانين.

قال ابن النّجّار: كان يتنقّل فِي الأمكنة لئِلّا يُعرف. وما كان يفهم بالعربيّ.

وكان الخليفة النّاصر يقصده زائرا فلا يكلّمه. وما كان يعرفُ أَحَدٌ من أَيْنَ يأكل.

وكان كثير العبادة، شديد الرياضة، له كرامات ظاهرة، رحمه الله.

403-

الْمُبَارَك بْن حَمْزَة بْن عليّ [2] .

الفقيه أبو المظفَّر بْن البُزُوريّ، الْبَغْدَادِيّ، سِبْط أَبِي المظفّر بْن الصّبّاغ.

كان إماما مبرّزا، أعادَ بالنّظامية ببغداد.

وتفقّه على: أَبِي المحاسن يوسف بْن بُنْدار.

وتُوُفّي فِي المحرَّم.

404-

الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك [3] بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بن سكّينة [4] .

[1] انظر عن (محمد البلخي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376 رقم 570، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 158، ومرآة الزمان 8/ 270، والجامع المختصر 9/ 54، 55، والمختصر المحتاج إليه 1/ 169، 170.

[2]

انظر عن (المبارك بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379 رقم 576، والجامع المختصر 9/ 56، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 132 رقم 729، والعقد المذهب، ورقة 261، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 73.

[3]

انظر عن (المبارك بن المبارك) في: مشيخة النعّال 139، 140، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 382، 383 رقم 585، والمشتبه 1/ 364، والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1157، وتوضيح المشتبه 5/ 129.

[4]

سكّينة: بكسر السين المهملة وتشديد الكاف بعدها ياء مثنّاة من تحتها ثم نون.

ص: 326