الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن المتوفين تقريبا وتخمينا
-
حرف الألف
-
649-
إِبْرَاهِيم بن علي بن أحمد بن محمد بن حَمَك [1] .
المُغِيثيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، القاضي المعمَّر، أبو الفضل، قاضي القضاة.
مولده فِي ذي الحجَّة سنة ثمان وخمسمائة. قرأته بخطّه.
وسمع منه العلّامة جمال الدّين محمود بْن الحُصْريّ «موطّأ» أَبِي مُصْعَب، بروايته عن هبة اللَّه السّيّديّ سماعا.
وأجاز للفخر ابن البخاريّ مَرْوياته.
وسماع الحُصْريّ منه فِي رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
650-
أَحْمَد بْن عَبْد السّلام [3] .
أبو العبّاس الكُوَّرَائيّ [4] ، ويقال فِيهِ الْجَرَاويّ، وهو بِذَلِك أشهر.
الشّاعر البربريّ. وكُوَّرايا قبيلةٌ من البربر مَنازلهم بقرب فاس.
كان آية زمانه فِي النَّظْم وحِفْظ الأشعار القديمة والحديثة.
[1] حمك: بفتح الحاء المهملة، والميم، وفي آخره كاف.
[2]
المغيثي: بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، وياء، وثاء مثلّثة. نسبة إلى مغيثة، قرية صغيرة برستاق بيهق.
[3]
انظر عن (أحمد بن عبد السلام) في: وفيات الأعيان 7/ 12 و 136، 137، والتكملة لابن الأبّار 128، والمشتبه 2/ 555، والوافي بالوفيات 7/ 61 رقم 2996، وتوضيح المشتبه 7/ 344، والغصون اليانعة 98، والروض المعطار 127، 128، 163، 201.
[4]
الكوّرائي: بضم الكاف، وتشديد الواو المفتوحة، وراء مفتوحة أيضا، وألف، ثم همزة.
جَالسَ عَبْد المؤمن وأولادَه من بعده، وطالت أيّامه وجمع حماسة كبيرة مشهورة بالمشرق والمغرب [1] ، أحسَنَ فيها التّرتيب.
وكان ظريفا صاحب نوادر.
ومن شِعْره فِي المنصور أَبِي يعقوب صاحب المغرب:
إنّ الْإِمَام هُوَ الطّبيبُ وقد شَفَى [2]
…
عِلَلَ البريَّة ظاهرا ودخيلا
حَمَل البسيطَةَ وهي تحملُ شخْصَهُ
…
كالرّوح يوجد حاملا محمولا [3]
وله:
مشى اللَّوْمُ فِي الدّنيا طريدا مشرّدا
…
يجوبُ بلادَ اللَّه شرقا ومَغْرِبا
فلمّا أتى فاسا تلقّاه أهلُها
…
وقالوا له: أهلا وسهلا ومرحَبَا [4]
وله مدائح فِي السّلطان عَبْد المؤمن وبنيه.
توفّي سنة بضع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز الثّمانين [5] .
قال تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه: أدركته فرأيت شيخا حَسَنًا، قد زاد على العُمْرَيْن، وخضْرم حيث أدرك العَصْرين، وحلبَ من الدّهر الشّطْرين، مدح الكبار، وحصّل أموالا.
[1] سمّاه ابن خلّكان: «صفوة الأدب وديوان العرب» . (وفيات الأعيان 7/ 12) .
[2]
ففي الأصل: «شفا» .
[3]
وفيات الأعيان 7/ 137.
[4]
وفيات الأعيان 7/ 137.
[5]
وقال الحميري: يقال إنه مدح عبد المؤمن وولده يوسف وولده يعقوب وولده محمدا الناصر ومات عام العقاب، وهو عام تسعة وستمائة. واستوطن مدينة فاس وقرأ بها، وكان لا يسلم أحد من لسانه، وكان مسلّطا على بني الملجوم أعيان فاس واستطرد بهجاء قومه وبلده إليهم فقال:
يا ابن السبيل إذا مررت بتادلي
…
لا تنزلنّ على بني غفجوم
قوم طووا طلب السماحة بينهم
…
لكنّهم نشروا لواء اللوم
يا ليتني من غيرهم ولو أنني
…
من أهل فاس من بين الملجوم
(الروض المعطار 127، 128، وانظر 163) .
وقيل إنّ يوسف بْن عَبْد المؤمن سألَ: من بالباب؟ فقالوا: أَحْمَد الكُوَّرَائيّ وسعيد الغماريّ. فقال: مِن عجائب الدّنيا، شاعرٌ من كُوَّرايا، وحكيم من غمارة.
فبلغ ذلك أَحْمَد فقال: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ 36: 78 [1]، أعجب منهما خليفة من كومية. فقال الخليفة يوسف لمّا بلغه ذلك: أُعاقبه بالحلْم والعفْو عَنْهُ، ففيه تكذيبه [2] .
وللكُوَّرائيّ فِي عَبْد المؤمن:
أبرَّ على الملوك فَمَا يُبَارى
…
همامٌ قد أعاد الحربَ دارا
له الأقدار أنصارٌ، فمهما
…
أراد الغزوَ يبتدرُ ابتِدارا
يقدّم للعقاب مقدّمات
…
من الإنذار تمنع الاعتذارا
ومضى في القصيدة.
ومن أخرى فِي يوسف بْن عَبْد المؤمن له:
مِن قَيْس عَيْلانَ الّذين سيوفُهُم
…
أبدا تصولُ ظباؤها وتصونُ
وغيوثُ حرْبٍ والنّوالُ سَحَائب
…
ولُيُوثُ حرْبٍ والكفاح عرينُ
ضمِنَتْ لهم أسيافُهُم ورِماحُهُم
…
أنْ يكثر المضروبُ والمطعونُ
قد أصْحَروا للنّازلات فَمَا لهُمْ
…
إلّا ظهوُر السّابقات حُصونُ
ملكٌ إذا اضطرب الزَّمانُ مخافة
…
لم يُغْنِهِ التّسكينُ والتّأمينُ
أشْفَى على الدّنيا فَعفَّ، وغيره
…
بَدلالِها وجمَالِها مفتونُ
عُذْرًا أَبَا يعقوب إنّ عُلاكُم
…
قد أفنتِ المِدَحات وهي فنونُ
وله يصف الموحّدين:
وَسَادة كأسُودِ الغابِ فَتْكُهُم
…
قَصْدٌ إذا اغتال فِي الهيجاء مُغتالُ
تشوقهم للطّعان الخيلُ إنْ صَهَلَتْ
…
كما يشوقُ العميد الصَّبَّ أطلال
[1] سورة يس، الآية 78.
[2]
وفيات الأعيان 7/ 137.