الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتمة الترجمة بقلم الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز بن مانع
هذه الترجمة المتقدمة قد وصلتنا مع شرح الدليل من الرياض، بقلم العالم الفاضل الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد وقد كتب إلي أحد المشايخ هناك أنه سأل الشيخ عبد العزيز عن الشيخ محمد بن عمر بن سليم الذي ذكر أنه أحد مشايخ الشارح الشيخ إبراهيم بن ضويان فقال: مرادي بذلك أبا الشيخين عبد الله وعمر فحينئذ يكون شيخ الشيخ ابن ضويان، شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم لم
القصيم في زمانه، وقاضي مدينة بريده وقد قرأت عليه في الحديث والفرائض والنحو وهو أخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن (1) وابنه الشيخ عبد اللطيف (2) والشيخ عبد الله أبي بطين جد والدي لأمه وأما القصيدة التي رثا بها والدنا وأشار إليها الشيخ عبد العزيز فهى:
على الحبر بحر العلم من كان باكيا
…
هلم إلينا نسعدنه لياليا
سأبكي بكاء المشكلات لشجوها
…
وأرسل دمعا كان في الجفن آنيا
على عالم حبر إمام سميدع (3)
…
عليم وذي فضل حليف المعاليا
يقضي بحل المشكلات نهاره
…
وفي الليل قواما إذا كان خاليا
فضائله لا يحصر النظم عدها
…
ويقصر عنها كل من كان راثيا
(1) حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1285
(2)
المتوفى سنة 1293
(3)
السميدع: بفتح السين: السيد الموطأ الاكناف.
وثلمته يا صاح من ذا يسدها
…
ونجم توارى بعد ما كان باديا
إمام على نهج الإمام ابن حنبل
…
لقد كان مهديا وقد كان هاديا
عليم بفقه الأقدمين محقق
…
وقد كان في فقه الأواخر راسيا
وقد حاز في علم الحديث محلة
…
وللسلف الماضين قد كان قافيا
وفي كل فن فهو للسبق حائز
…
وفي العلم مقدام حميد المساعيا
فلا نعمت عين تضن بمائها
…
عليه ولا قلب من الحزن خاليا
فوا لهفا من فادح حل خطبه
…
وحصن من الإسلام قد صار واهيا
لقد صابنا أمر من الحزن مفجع
…
لدن جاءنا من كان للشيخ ناعيا
فجالت بنا الأشجان من كل جانب
…
وأرق جفن العين صوت المناديا
بموت الفتى عبد العزيز بن مانع
…
سلالة أمجاد تروم المعاليا
لقد كان بدرا يستضاء بضوئه
…
فأضحى رهينا في المقابر ثاويا
فوا حزنا إن كان إلا بقية
…
تخلف من بعد الهداة المواضيا
فسار على منهاجهم واقتفاهم
…
على منهج التوحيد قد كان داعيا
لقد عاش بالدنيا على الأمر بالتقى
…
وعن مؤبقات الإثم ما زال ناهيا
فيا أيها الإخوان لا تسأموا البكا
…
على عالم قد كان في العلم ساميا
تغمده الرب الكريم بفضله
…
ولا زال هطال من العفو هاميا
على قبره يهمي عشيا وبكرة
…
وبوأه قصرا من الخلد عاليا
وصل إلهي كلما هبت الصبا
…
وما أنهلت الجون الغداف العواديا
على المصطفى والآل والصحب كلهم
…
وتابعهم والتابعين الهواديا
ثم إن هذا الشرح الجليل، من أحسن ما كتبه العلماء على متن الدليل، الذي اختصره العلامة الشيخ مرعي من متن المنتهى، فقد سلك فيه مؤلفه مسلكا جيدا مفيدا، فذكر عند كل مسألة دليلها أو تعليلها، وربما ذكر بعض الروايات القوية المخالفة لما اختاره الأصحاب، لحاجة الناس إليها، مع أن مسائل الدليل هي الراجحة في المذهب وعليها الفتوى. وقد عنى المتأخرون من الحنابلة بمتن الدليل، والكتابة عليه ما بين شرح وحاشية ونظم، وذلك لما عرفوه من غزارة علمه وكثرة فوائده.
فشرحه العلامة الشيخ عبد القادر التغلبي الشيباني (1) وشرحه في جزئين وهو مطبوع متداول مشهور، ولكنه يعوزه التحقيق وعلى هذا الشرح حاشية للشيخ عبد الغني اللبدي مفيدة جدا تحرر بها شرح التغلبي.
وشرحه الشيخ محمد بن أحمد السفاريني (2) بشرح لم يكمل وشرحه إسماعيل الجراعي (3) في مجلدين، وعليه حاشية المصطفى الدمشقي (4) وكذلك عليه حاشية لأحمد بن عوض المرداوي في مجلدين وشرحه الشيخ عبد الله المقدسي، ذكره ابن عوض في حاشيته.
ونظمه محمد بن إبراهيم بن عريكان من أهل القصيم من بلد الخبرا. ونظمه أحد علماء حلب كما ذكره العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ (5) في تاريخ حلب.
(1) المولود في دمشق سنة 1052 والمتوفى فيها سنة 1135.
(2)
المولود سنة 1114 والمتوفى سنة 1288
(3)
المولود بدمشق سنة 1134 والمتوفى سنة 1202.
(4)
هو الشيخ مصطفى الدومي المعروف - في دمشق - بالدوماني الصالحي 5 المتوفى بحلب سنة 1370.
(5)
المتوفى بحلب سنة 1370.
وما عني هؤلاء العلماء بهذا المتن إلا لجلالة قدره عندهم، ومعرفتهم بما تضمنه من التحقيق، ولهذا قال مؤلفه: لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان. وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان.
وقد قرظه جماعة من علماء المذهب وغيرهم كما في السحب الوابلة وقرأت في تاريخ ابن بشر عنوان المجد أن الشيخ مرعي لما ألف الدليل عرضه على الشيخ منصور البهوتي فأثنى عليه. وليس هذا بصواب فإن متن الدليل ألف قبل ولادة الشيخ منصور، فقد ذكر صاحب السحب الوابلة أن ممن قرظه الشيخ عبد الله الشنشوري، وهذا العالم مات قبل ولادة الشيخ منصور بسنة واحدة فإنه مات سنة 999 تسعمائة وتسعة وتسعين، والشيخ منصور ولد سنة ألف من الهجرة (1) والذي عرض عليه الشيخ مرعي كتاب الدليل إنما هو الإمام عبد الرحمن البهوتي المعمر (2) كما في حاشية أحمد بن عوض على الدليل. وقد ذكرنا عددا من الشروح والحواشي على هذا المتن المبارك، لكن منار السبيل لم يأت أحد بمثاله، ولم ينسج على منواله، فلهذا سمت همة الفاضل النجيب قاسم بن درويش فخروا إلى طبعه ونشره، وجعله وقفا على أهل العلم جزاه الله خيرا، وشكر له سعيه، وضاعف له الأجر، وأجزل له الثواب، وأدام إنعامه عليه بمنه تعالى وكرمه.
(1) توفي بمصر سنة 1051.
(2)
وكانت وفاته بعد سنة 104 كما في ترجمة المحبي له.