الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" يريد أن اجتماعهما فى الأذان غير مطلوب ، لكن ما ذكر من التأويل يستلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز ، فالأولى أن يقال: الإسناد مجازى ، أى ليتحقق بينكما آذان وإقامة كما فى " بنو فلان قتلوا " والمعنى يجوز لكل منكما الأذان والإقامة ، أيكما فعل حصل ، فلا يختص بالأكبر وخص الأكبر بالإمامة لمساواتهما فى سائر الأشياء الموجبة للتقدم كالأقربية والأعلمية بالنسبة لمساواتهما فى المكث والحضور عنده صلى الله عليه وسلم ، وذلك يستلزم المساواة فى هذه الصفات عادة ، والله تعالى أعلم ".
ومن جهل بعض المتأخرين بفقه الحديث أو تجاهلهم أننى قرأت لبعضهم رسالة مخطوطة فى تجويز أذان الجماعة بصوت واحد المعروف فى دمشق وغيرها بأذان (الجوقة)، واستدل عليه بهذا الحديث! فتساءلت فى نفسى: ترى هل يجيز إقامة (الجوق) أيضا فإن الحديث يقول: " فأذنا وأقيما "؟! وهذا مثال من أمثلة كثيرة فى تحريف المبتدعة لنصوص الشريعة ، فإلى الله المشتكى.
(216) - (حديث: " إنما الأعمال بالنيات
" (ص 63)
* صحيح.
وقد مضى (159) .
(217) - (حديث: " أنه صلى الله عليه وسلم وصف المؤذنين بالأمانة
" (ص 63 ـ 64) .
* صحيح.
وهو يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين ".
وقد ورد من حديث أبى هريرة وعائشة وأبى أمامة وواثلة وأبى محذورة وابن عمر.
أما حديث أبى هريرة فيرويه عنه أبو صالح واسمه ذكوان السمان الزيات ، وله عنه طرق:
1 ـ الأعمش عنه به.
أخرجه الشافعى فى " الأم "(1/141) والترمذى (1/402) والطحاوى فى
" مشكل الآثار "(3/52) والطيالسى (2404) وأحمد (2/284 ، 424 ، 461 ، 472) والطبرانى فى " المعجم الصغير "(ص 59 ، 123 ، 164) وأبو نعيم فى " الحلية "(7/118) والخطيب فى تاريخه (3/242 ، 4/387 ، 9/412 ، 11/306) وابن عساكر فى تاريخ دمشق (14/369/1) من طرق كثيرة عنه به.
وكذا رواه البيهقى فى سننه (1/430) وأعله بالانقطاع بين الأعمش وأبى صالح، فقال:" وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش باليقين من أبى صالح ، وإنما سمعه من رجل عن أبى صالح ".
ثم احتج بما أخرجه أحمد فى المسند (2/232) وعنه أبو داود فى سننه (517) وعنه البيهقى من طريق محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن رجل عن أبى صالح به.
أورده [1] الشوكانى فى " نيل الأوطار " بقوله (1/334) : " فيجاب عنه بأن ابن نمير قد قال: عن الأعمش عن أبى صالح ، ولا أرانى إلا قد سمعته منه. (رواه أبو داود 518) .
وقال إبراهيم بن حميد الرؤاسى: قال الأعمش وقد سمعته من أبى صالح وقال هشيم: عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبى هريرة. ذكر ذلك الدارقطنى.
فبينت هذه الطرق أن الأعمش سمعه عن غير أبى صالح ثم سمعه منه.
قال اليعمرى: والكل صحيح والحديث متصل ".
وهذا هو التحقيق الذى يقتضيه البحث العلمى الدقيق: أن الأعمش سمعه عن رجل عن أبى صالح ، ثم سمعه من أبى صالح دون واسطة.
وبذلك يصح الحديث وتزول شبهة الانقطاع وقد أخرجه ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما كما فى " الترغيب "(1/108) وغيره.
(تنبيه) : زاد ابن عساكر فى آخر الحديث: " فقال رجل تركتنا نتنافس فى الأذان؟ فقال: إن من بعدكم زمانا سفلتهم مؤذنوهم ".
وهى عند البيهقى أيضا ، وإسنادها إلى الأعمش صحيح فإنها من رواية أبى حمزة السكرى عنه واسمه محمد بن ميمون وهو ثقة محتج به فى الصحيحين ، ومن طريقه أخرجه البزار أيضا كما فى " التلخيص "(ص 77) .
وذكر أن الدارقطنى قال: " هذه الزيادة ليست محفوظة " وأن ابن عدى جزم بأنها من أفراد أبى حمزة وكذا قال الخليلى وابن عبد البر.
قال ابن القطان: " أبو حمزة ثقة ، ولا عيب للإسناد إلا ما ذكر من الانقطاع ".
وأجاب عنه الشوكانى بما تقدم من التحقيق أن الأعمش سمعه من أبى صالح ، فالزيادة صحيحة كأصل الحديث ، والله أعلم.
2 -
سهيل بن أبى صالح عن أبيه به.
أخرجه الشافعى (1/57 ـ من ترتيبه) وأحمد (2/419) والخطيب (6/167) من طرق عنه. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم ، فى " التلخيص ":
" قال ابن عبد الهادى: أخرج مسلم بهذا الإسناد نحوا من أربعة عشر حديثا ".
وقد أعله البيهقى تبعا لغيره [1] بالانقطاع فقال: " قال الإمام أحمد: وهذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه ، إنما سمعه من الأعمش ".
ثم أخرج من طريق محمد بن جعفر ، والطبرانى فى " الصغير "(ص 123) من طريق روح بن القاسم والطحاوى عنهما كلاهما عن سهيل بن أبى صالح عن الأعمش عن أبى صالح به.
قلت: وليس فى هذه الرواية ما ينفى أن يكون سهيل قد سمع الحديث من أبيه ، فإنه ثقة كثير الرواية عن أبيه ، لا سيما وهو لم يعرف بالتدليس ، فروايته عنه محمولة على الاتصال كما هو مقرر فى الأصول ، ولامانع من أن يكون سمعه من الأعمش عن أبيه ، ثم عن أبيه مباشرة ، شأنه فى ذلك شأن الأعمش فى روايته عن أبى صالح.
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
3 -
أبو إسحاق عن أبى صالح به.
أخرجه أحمد (2/377 ، 378 ، 514) : حدثنا موسى بن داود حدثنا زهير عن أبى إسحاق به.
وأخرجه أبو نعيم فى " تاريخ أصبهان "(1/341) من هذا الوجه وكذا الطبرانى فى " الصغير "(ص 155) وقال: " تفرد به موسى بن داود ".
قلت: وهو ثقة احتج به مسلم ، وبقية الرجال ثقات من رجال الشيخين ، فهو صحيح لولا أن أبا إسحاق وهو السبيعى كان اختلط ، وزهير وهو ابن معاوية سمع منه بعد اختلاطه ، ولكنه مع ذلك شاهد لا بأس به فى المتابعات.
4 -
محمد بن جحاده عن أبى صالح به.
أخرجه أبو نعيم فى " تاريخ أصبهان "(1/129) فى ترجمة أحمد بن جعفر بن سعيد الأشعرى وذكر أن أبا محمد بن حيان نسبه إلى الضعف.
فهذه طرق أربعة عن أبى صالح مهما قيل فيها ، فإن مما لا ريب فيه أن مجموعها يحمل المنصف على القطع بصحة الحديث عن أبى هريرة فكيف إذا انضم إليه الشواهد الآتيه:
وأما حديث عائشة ، فأخرجه الطحاوى (3/53) وأحمد (6/65) والبيهقى (1/431) والرامهرمزى فى " المحدث الفصل [1] "(ق 31/2) عن محمد بن أبى صالح عن أبيه عنها به.
لكن محمد هذا وهو أخو سهيل لا يعرف كما قال الذهبى ، وقد خالفه أخوه سهيل فقال عن أبيه عن أبى هريرة كما سبق قال أبو زرعة:" وهذا أصح ".
وأما حديث أبى أمامة فأخرجه أحمد (5/260) من طريق أبى غالب عنه به ، دون قوله " اللهم أرشد
…
" وإسناده حسن.
ورواه الطبرانى أيضا فى الكبير كما فى " المجمع "(2/2) وقال " ورجاله موثقون ".
ورواه البيهقى (1/432) موقوفا عليه وزاد: " قال: والأذان أحب إلى من الإقامة "
وأما حديث واثلة