المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما ينصب على ذلك - إظهار العامل وإضماره] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٧

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الحادي والأربعون باب الإضافة

- ‌[تعريفها - أثرها]

- ‌[الأثر المعنوي للإضافة ومواقعه]

- ‌[تقدم معمول المضاف إليه على المضاف وما يكتسبه الاسم بالإضافة]

- ‌[ما لازم الإضافة لفظا ومعنى وأحكامه]

- ‌[ما لازم الإضافة معنى فقط وأحكامه]

- ‌[من أحكام ما لازم الإضافة]

- ‌[من أحكام إضافة أسماء الزمان المبهمة]

- ‌[حذف أحد المتضايفات، والجر بالمضاف المحذوف]

- ‌[الفصل بين المتضايفين، وأحكامه]

- ‌[الإضافة إلى ياء المتكلم وأحكامها]

- ‌الباب الثاني والأربعون باب التّابع

- ‌[تعريفه، وأقسامه]

- ‌[فصل التابع من المتبوع وتقدم معموله عليه]

- ‌الباب الثالث والأربعون باب التّوكيد

- ‌[أقسامه، وذكر أحكام التوكيد بالنفس والعين]

- ‌[من أغراض التوكيد المعنوي]

- ‌[من أحكام بعض ألفاظ التوكيد المعنوي]

- ‌[من أحكام التوكيد المعنوي]

- ‌[من أحكام ألفاظ التوكيد المعنوي]

- ‌[التوكيد اللفظي: حقيقته، وبعض أحكامه]

- ‌[توكيد الضمير المتصل مرفوعا أو منصوبا]

- ‌الباب الرابع والأربعون باب النّعت

- ‌[تعريفه - وأغراضه]

- ‌[إتباع النعت منعوته وغيره]

- ‌[ذكر ما ينعت به، وأحكام الجملة الواقعة نعتا]

- ‌[بعض أحكام النعت المفرد]

- ‌[تفريق النعت وجمعه وإتباعه وقطعه]

- ‌[من أحكام النعت]

- ‌[أقسام الأسماء من حيث ما ينعت به وينعت]

- ‌[الاستغناء عن المنعوت، وعن النعت]

- ‌الباب الخامس والأربعون باب عطف البيان

- ‌[تعريفه، أغراضه، موافقته ومخالفته متبوعه]

- ‌[جواز جعل عطف البيان بدلا وعدمه]

- ‌الباب السادس والأربعون باب البدل

- ‌[تعريفه، موافقته ومخالفته المتبوع، الإبدال من المضمر والظاهر]

- ‌[أقسام البدل وما يختص به كل قسم]

- ‌[من أحكام البدل وحكم اجتماع التوابع]

- ‌الباب السابع والأربعون باب المعطوف عطف النّسق

- ‌[تعريفه، وذكر حروفه]

- ‌[معاني حروف العطف: الواو - الفاء - ثم - حتى - أم - أو - بل - لا]

- ‌[حديث خاص بالواو]

- ‌[حديث خاص بثم والفاء]

- ‌[حديث خاص بحتى وأم وأو]

- ‌[«إما» العاطفة معانيها، وأحكامها]

- ‌[من حروف العطف: بل، لكن، لا]

- ‌[ما لا يشترط وما يشترط في صحة العطف]

- ‌[العطف على الضمير المتصل، والعطف على عاملين]

- ‌[من أحكام الواو، والفاء، وأم، وأو

- ‌[عطف الفعل على الاسم والماضي على المضارع، وعكسه]

- ‌[الفصل بين العاطف والمعطوف]

- ‌الباب الثامن والأربعون باب النّداء

- ‌[بعض أحكامه من جر وحذف الحرف]

- ‌[بناء المنادى وإعرابه]

- ‌[أحكام المنقوص والمضموم المنون اضطرارا في النداء]

- ‌[من أحكام أسلوب النداء (لا ينادى ما فيه أل)]

- ‌[تابع المنادى وأحكامه]

- ‌[الضمير مع تابع المنادى]

- ‌[أحكام المنادى المضاف إلى ياء المتكلم]

- ‌[المنادى غير المصرح باسمه]

- ‌الباب التاسع والأربعون باب الاستغاثة والتعجّب الشبيه بها

- ‌[تعريف الاستغاثة وأحكامها]

- ‌الباب الخمسون باب النّدبة

- ‌[تعريف المندوب - مساواته للمنادى في أحكامه]

- ‌[من أحكام المندوب]

- ‌[من أحكام ألف الندبة]

- ‌[أحكام أخرى لألف الندبة]

- ‌الباب الحادي والخمسون باب أسماء لازمت النداء

- ‌[ذكرها وما يتعلّق بها من أحكام]

- ‌الباب الثاني والخمسون باب ترخيم المنادى

- ‌[ما يرخم، وما لا يرخم]

- ‌تقدير ثبوت المحذوف للترخيم

- ‌[أحكام آخر المرخم]

- ‌الباب الثالث والخمسون باب الاختصاص

- ‌[دواعيه وأحكامه]

- ‌الباب الرابع والخمسون باب التّحذير والإغراء وما ألحق بهما

- ‌[ما ينصب على ذلك - إظهار العامل وإضماره]

- ‌[ما يلحق بالتحذير والإغراء]

- ‌[مسائل وأمثلة أخرى في إضمار العامل]

الفصل: ‌[ما ينصب على ذلك - إظهار العامل وإضماره]

‌الباب الرابع والخمسون باب التّحذير والإغراء وما ألحق بهما

[ما ينصب على ذلك - إظهار العامل وإضماره]

قال ابن مالك: ([4/ 225] ينصب تحذّرا «إيّاي» و «إيّانا» معطوف عليه المحذور، وتحذيرا إيّاك وأخواته و «نفسك» وشبهه من المضاف إلى المخاطب معطوفا عليهنّ المحذور بإضمار ما يليق من نحّ أو اتّق وشبههما، ولا يكون المحذور ظاهرا ولا ضمير غائب إلّا وهو معطوف، وشذّ «إيّاه وإيّا الشّوابّ» من وجهين، ولا يلزم الإضمار إلّا مع «إيّا» أو مكرّر أو معطوف ومعطوف عليه ولا يحذف العاطف بعد «إيّا» إلّا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بـ «من» وتقديرها مع «أن يفعل» كاف، وحكم الضّمير في هذا الباب مؤكّدا ومعطوفا عليه حكمه في غيره.

وينصب المغرى به ظاهرا أو مكرّرا أو معطوفا عليه بإضمار «الزم» أو شبهه، ولا يمتنع الإظهار دون عطف و [لا]

تكرار، وربّما رفع المكرّر، ولا يعطف في هذا الباب إلّا بالواو، وكون ما يليها مفعولا معه جائز).

قال ناظر الجيش: لم يشرح المصنف هذا الباب قبل، ولم يثبت بجملته في النسخة التي شرحها، وإنّما ثبت في نسخة أخرى عليها خطّه (1).

وأقول: إنّ المصنف تقدّم له الكلام في باب «تعدّي الفعل ولزومه» أعني في شرحه للباب المذكور الإشارة إلى ذكر بعض مسائل هذا الباب الذي الكلام فيه الآن، فإنه بعد أن ذكر جواز الاقتصار على منصوب الفعل قال في المتن: فإن كان الاقتصار في مثل أو شبهه في كثرة الاستعمال فهو لازم قال (2): وقد تناول قولي:

فإن كان الاقتصار في مثل إلى آخره نحو: إيّاك وكذا بإضمار «نحّ» ، ونحو: -

(1) انظر التذييل والتكميل «خ» جـ 4 ورقة.

(2)

شرح التسهيل لابن مالك (2/ 160) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ورفيقه.

ص: 3671

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إياك وكذا بإضمار «اتّق» (1) وهذا المسمّى تحذيرا، ولا يلزم إضمار الناصب فيه إلّا مع «إيّاك» وأخواتها، ومع مكرر (2) نحو: الأسد الأسد، ومع معطوف ومعطوف عليه نحو:«ماز رأسك والسّيف (3)» ، ولا يحذف (4) العاطف بعد «إيّاك» إلّا والمحذوف مجرور بـ «من» نحو: إياك من الشر، وتقديرها مع «أن» كاف نحو: إياك أن تسيء على تقدير: إياك من أن تسيء، فحذف «من» لأن مثل هذا في «أن» مطرد (5)، فلو وقعت الإساءة موقع «أن تسييء لم يجز حذف «من» إلا في الضرورة كقول الشاعر:

3546 -

وإيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وبالشّرّ آمر (6)

-

(1) قال سيبويه في الكتاب (1/ 273) هارون:

«هذا باب ما جرى منه على الأمر والتّحذير وذلك قولك إذا كنت تحذّر: إيّاك كأنّك قلت: إيّاك نحّ، وإيّاك باعد، وإيّاك اتّق وما أشبه ذا» .

(2)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1379) وشرح الألفية لابن الناظم (ص 607) وفي الهمع (1/ 169): «وجوز بعضهم إظهار العامل مع المكرر حكاه في البسيط، وقال الجزولي: يقبح فيه الإظهار ولا يمتنع عند قوم» .

(3)

من أمثلة الكتاب (1/ 275) وانظر مجمع الأمثال (3/ 271) والمراد بقوله «ماز: مازن ثم رخم، ويحتمل أن يكون أراد: مازني ولما غلبت عليه هذه النسبة صارت كاللقب فرخم بحذفه ياءي النسبة كما تقول. يا طائف في يا طائفي فبقي مازن ثم رخمه ثانيا ومثله في الترخيم كثير.

ابن يعيش (2/ 26) وقيل: إن «ماز» فعل أمر بمعنى «مدّ» . وانظر مجمع الأمثال (3/ 271).

(4)

في شرح الكافية لابن الحاجب (2/ 482) تحقيق د/ جمال مخيمر: «وحذف حرف العطف ممتنع مطلقا» وانظر الهمع (1/ 169).

(5)

أي إسقاط الخافض من «أن» وانظر المغني (1/ 28) وابن عقيل (2/ 151).

(6)

هذا البيت من الطويل وهو للفضل بن عبد الرحمن القرشي وهو من أبيات الكتاب (1/ 141) وشرحه الأعلم.

الشرح: «إياك تحذير معناه: اتق، و «المراء» بكسر الميم: المجادلة مفعوله، وقال ابن يعيش (2/ 25):

أراد والمراء بحرف العطف أو من المراء فحذفه والفاء للتعليل، ودعاء: مبالغة داع ذكره بها للوزن، أو قصدت ولكن تركت في «جالب» على رواية (جالب) - للضرورة - والتقدير: جلاب.

الشاهد قوله: «وإياك إياك المراء» ، حيث حذف «من» من قوله: المراء وأصله أن تمارى للضرورة.

وانظر المقتضب (3/ 213)، والخصائص (3/ 102) وشرح الرضى (1/ 183)، وشرح الألفية لابن الناظم (607) والغرة لابن الدهان (خ) جـ 2 (ص 214) والعيني (4/ 113، 308) والخزانة (1/ 465) والتصريح (2/ 128) والأشموني (3/ 80).

ص: 3672

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد: إيّاك أن تمارى، ثم أوقع موقع «أن تماري» ، «المراء» فعامله معاملة ما هو واقع موقعه (1)، ويجوز أن يكون نصب «المراء» بفعل مضمر (2) غير الذي نصب «إيّاك» وعلى كل حال فلا يجوز مثل هذا إلّا في الشعر.

وليس العطف بعد «إيّاك من عطف الجمل خلافا (3) لابن طاهر وابن خروف، ولا من عطف المفرد على تقدير: اتّق نفسك أن تدنو من الشّرّ أن يدنو منك، بل هو من عطف المفرد على تقدير: اتّق تلاقي نفسك والشّرّ فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (4)، ولا شك أن هذا أقلّ تكلّفا فكان أولى.

ويساوي التّحذير في كل ما ذكر الاغراء نحو: أخاك أخاك بإضمار الزم وشبهه» (5) وقال في شرح الكافية (6): «التحذير: إلزام المخاطب الاحتراز من مكروه بإيّاك أو ما جرى مجراه (7) كقولك: إيّاك والشّرّ [فإن حذّرت مؤنثا أو مثنّى أو مجموعا قلت: إيّاك والشرّ] وإياكما وإيّاكم وإيّاكنّ.

والإغراء: إلزام المخاطب العكوف على ما يحمد العكوف عليه (8) من مواصلة ذوى القربى والمحافظة على عهود المعاهدين ونحو ذلك، كقولك: لن تغريه برعاية الخلّة - وهي المودّة - الخلّة [الخلّة] ولمن تغريه بالذّبّ والحميّة: الأهل والولد ومنه قول الشاعر (9): -

(1) انظر شرح الكافية لابن الحاجب (2/ 483).

(2)

قال سيبويه في الكتاب (1/ 279): «كأنّه قال: إيّاك ثم أضمر بعد إيّاك فعلا آخر فقال: اتّق المراء» وانظر الأعلم بهامش الكتاب (1/ 141)

وفيه: «كأنه قال: إيّاك تجنّب المراء فلا يكون فيه ضرورة على هذا» .

(3)

انظر التذييل والتكميل (خ) جـ 3 ورقة 241، والارتشاف (2/ 281) تحقيق د/ النماس والهمع (1/ 169).

(4)

قال المؤلف: «أقول إن الذي يظهر أن «والشر» يكون مجرورا عطفا على «نفسك» المجرور بقولك «تلاقي» فلما حذف المضاف ونصب المضاف إليه نصب «والشر» لعطفه عليه حاشية من خطه رحمه الله تعالى.

(5)

نهاية ما نقله عن شرح التسهيل جـ 2 (ص 161).

(6)

شرح الكافية الشافية (3/ 1377 - 1379).

(7)

الهمع (1/ 169).

(8)

انظر الهمع (1/ 170).

(9)

هو مسكين الدارمي في ديوانه (ص 29) ولم ينسبه سيبويه وذكر الأعلم (1/ 129) أنه لإبراهيم ابن هرمة وليس كذلك، ونسب في المستقصى (2/ 392) لمسكين أيضا.

ص: 3673

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

3547 -

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح (1)

ثم إنّ «إيّاك» في التحذير منصوب بفعل لا يظهر في إفراد ولا في عطف عليه؛ لأنّ التحذير به أكثر من التحذير بغيره، فجعل بدلا من اللفظ بالفعل (2) والتزم معه الإضمار مطلقا (3) ولم يلتزم مع غيره إلّا إذا عطف عليه المحذّر منه كقولهم: ماز رأسك والسّيف، أي: يا مازن [أبق] رأسك واحذر السّيف، فلو لم يذكر المعطوف جاز الإظهار والإضمار (4).

والسّائغ في التحذير أن يراد به المخاطب، وقد يكون للمتكلم (5) كقول من قال (6): إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب (7) أي: نحّني عن حذف الأرنب ونحّ حذف الأرنب عن حضرتي وشذّ إرادة الغائب به في قول بعض العرب: إذا بلغ الرّجل السّتّين فإيّاه وإيّا الشّوابّ (8).

وقد يستغنى عن ذكر المحذّر بذكر المحذّر منه مكرّرا أو معطوفا عليه، وغير مكرّر -

(1) البيت من الطويل: الشرح: يقول: استكثر من الإخوان فإنهم عدة يستظهر بها على الزمان كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «المرء كثير بأخيه» وجعل من لا أخا له يستظهر به كمن قاتل عدوّه ولا سلاح معه، والهيجاء: الحرب يمدّ ويقصر.

الشاهد في: «أخاك» حيث نصبه على الإغراء أي: الزم أخاك والتكرير للتأكيد. وانظر الكتاب (1/ 129) وشرح شواهده للأعلم (1/ 129)

والخصائص (2/ 480) والخزانة (1/ 465) والعيني (4/ 305) والتصريح (2/ 195) وشرح الكافية (3/ 1380) والأشموني (3/ 192).

(2)

انظر الكتاب (1/ 274، 275) وشرح الألفية لابن الناظم (ص 607).

(3)

أي: إضمار العامل سواء كان معطوفا عليه أو مكررا. شرح ابن الناظم (607).

(4)

انظر شرح الألفية لابن الناظم (607).

(5)

انظر الهمع (1/ 169، 170).

(6)

أثر عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والأثر بتمامه «لتذكّ لكم الأسل والرّماح وإيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب» يطلب الرحمة في الصيد والذبح ويحذر من الوحشية في رمي الحيوان الضعيف بحجر ونحوه. وانظر شرح الرضى (1/ 181).

(7)

انظر الكتاب (1/ 274).

(8)

قال سيبويه في الكتاب (1/ 141): «وحدثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول: إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشوابّ» وانظر سر الصناعة (1/ 311) والمفصل (127)، والهمع (1/ 61) واللسان (إيّا) والأشموني وحاشية الصبان (3/ 192) قال الصبان:«ويروي بسين مهملة آخره مثناه فوقية جمع سوأة، والشّوابّ جمع شابّة» .

ص: 3674

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا معطوف عليه، فمع التّكرار والعطف يلتزم (1) إضمار الناصب كقولك: الأسد الأسد والشّيطان وكيده، ومنه قوله تعالى: ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (2).

والإغراء كالتّحذير في التزام إضمار الناصب مع التّكرار والعطف (3) وعدم التزامه مع عدمهما (4)، وقد يجاء باسم المحذّر منه والمغرى به مع التّكرار مرفوعا (5)، قال الفرّاء في كتاب المعاني (6) في قوله تعالى: ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها، نصب الناقة على التحذير وكل تحذير فهو نصب، ولو رفع على إضمار هذه ناقة الله لجاز، فإنّ العرب قد ترفع ما فيه معنى التّحذير، وأنشد:

3548 -

إنّ قوما منهم عمير وأشبا

هـ عمير ومنهم السّفّاح

لجديرون بالوفاء إذا قا

لـ أخو النّجدة السّلاح السّلاح (7)

فرفع، وفيه معنى الأمر بلبس السلاح. هذا ما ذكره في شرح الكافية (8) وقد دلّ قوله: وقد يكون للمتكلم كقول من قال: إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب. على أن قوله هنا: ينصب تحذّرا إيّاي وإيّانا قليل، وقوله: أي نحّني عن حذف الأرنب ونحّ حذف الأرنب عن حضرتي يعطى ظاهره أنّ الكلام جملتان (9) وكلامه في التسهيل يقتضي أن يكون جملة واحدة لما نذكره بعد.

ثم قوله: نحّني يقتضي أن المتكلم آمر غيره [4/ 226] وأمر الغير شيء وإن كان -

(1) انظر شرح ابن الناظم للألفية (608).

(2)

سورة الشمس: 13.

(3)

انظر الهمع (1/ 170) وفيه: «وإنما يجب الإضمار في صورتين إذا عطف أو كرر كقولك الأهل والولد وقولك: العهد العهد» .

(4)

فيجوز الإظهار في نحو: العهد فيجوز أن تقول: إلزم العهد واحفظ العهد، الهمع (1/ 170).

(5)

الهمع (1/ 170).

(6)

انظر معاني القرآن (3/ 268، 269) والارتشاف (601) وشرح ابن الناظم (609، 610).

(7)

البيتان من الخفيف ولم يعرف قائلهما.

الشرح: «لجديرون» أي: لائقون واجريون وهو خبر «إنّ» والسلاح: مقول القول، وفيه الشاهد: إذ أصله: خذ السلاح لأن مقول القول يكون جملة ثم يرفع لأن العرب ترفع ما فيه معنى التحذير وإن كان حقه النصب، «النّجدة» بكسر النون: الشجاعة. وانظر الأشموني (3/ 193) وانظر الخصائص (3/ 102) ومعاني القرآن (1/ 188) والدرر اللوامع (1/ 146)، والهمع (1/ 170).

(8)

شرح الكافية الشافية (2/ 1381).

(9)

وهو رأي الزجاج انظر التذييل والتكميل (خ) جـ 4 (240 / ب)، والارتشاف (2/ 581).

ص: 3675

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في ذلك الشّيء دفع ضرّ عن الآمر ليس فيه تحذّر، وللناس كلام في نحو هذا المثال: هل قائل: إيّاي والشّرّ آمر نفسه أو آمر غيره؟

قال ابن الحاجب (1): وقدّر سيبويه (2): إيّاي والشّرّ منصوبا بفعل المتكلم، كأنه آمر لنفسه، يعني بمعنى: لأباعد نفسي عن الشّرّ ولأباعد الشر عنّي، وأنكره غيره (3) وقال: المعنى على أنه يخاطب غيره على معنى: باعدني. وإليه ذهب الزمخشري (4)، وكلا التقديرين مستقيم.

وقال ابن عمرون: ويقال: إيّاي والشّرّ، إيّاي منصوب بإضمار اتّق. والشّرّ معطوف عليه وأقول: هذا التقدير من ابن عمرون يقتضي أنّ هذا الكلام مقصود به التّحذير لا التّحذّر إذ المعنى: أحذّرني والشّرّ وهو خلاف الظاهر، ثم إذا كان تحذيرا فالظاهر على ما قاله أنه تحذير معنوي لا التحذير الاصطلاحيّ.

ثم قال ابن عمرون: قال سيبويه (5) - يعني في المثال المذكور - كأنه قال: إيّاي فلا تعين من الشّرّ أمر نفسه. وقال

السيرافي (6): وأما إيّاي والشّرّ فليس يخاطب نفسه ولا يأمرها وإنّما يخاطب رجلا يقول له: إيّاي باعد عن الشر، كأنه قال:

نحّني عن الشر ونحّ الشّرّ عنّي. انتهى. وأما قولهم (7): إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب، فقيل التقدير: إيّاي نحّ عن حذف الأرنب وحذف الأرنب عن حضرتي، فالكلام جملة واحدة، هذا معنى قول السيرافي، إلّا أنه قدّره: باعدوني وحذف أحدكم الأرنب، وزعم الزجاج أن الكلام جملتان (8) وأن تقديره: إيّاي وحذف الأرنب، وإيّاكم وحذف أحدكم الأرنب، فحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، وحذف من الثاني ما أثبت نظيره في الأول قال: لأنه لا يصح أن يقول: -

(1) انظر الإيضاح شرح المفصل (1/ 307).

(2)

في الكتاب (1/ 273، 274) ومن ذلك أيضا قولك: إيّاك والأسد وإيّاي والشّرّ كأنه قال: إيّاك فاتّقينّ والأسد وكأنه قال: إيّاي لأتقينّ والشّر».

(3)

انظر ابن يعيش (2/ 26).

(4)

انظر المفصل (ص 49).

(5)

الكتاب (1/ 274).

(6)

انظر شرح كتاب سيبويه للسيرافي (3/ 26)(رسالة).

(7)

التذييل 4 ورقة (240 / ب).

(8)

انظر التذييل (خ) جـ 4 ورقة (240 / ب) والارتشاف (2/ 581) تحقيق د/ النماس.

ص: 3676

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لأباعد حذف أحدكم؛ لأنه لا يباعد الإنسان إلّا فعله لا فعل غيره، فليس وأن يحذف معطوفا على «إياي» بخلاف قولنا: إيّاي (والشّرّ) فإن: والشّرّ معطوف على (إيّاي) والناصب لهما فعل واحد، قال ابن عمرون مشيرا إلى هذا - أعني قول الزجاج -: وهذا تطويل لا حاجة إليه لقيام المعنى والإعراب بدونه. وإنما قال ابن عمرون ذلك لأنه قدّر العامل في هذا الكلام: نحّ والزجاج قدّر: لأباعد فاحتاج أن جعل الكلام جملتين لما ذكره.

ونقل ابن عمرون عن ابن خروف أنه أجاز في الفعل المقدّر أن يكون خبرا، التقدير: إيّاي أحذر وحذف أحدكم الأرنب.

ثم المنقول (1) أن: إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب. من كلام عمر رضي الله [تعالى] عنه ينهى عن حذف الأرنب

بالعصا ونحوه؛ لأن ذلك لا يحلّ به الصّيد إذا قتل، وقتل الأرانب بالحذف هو الغالب، قال ابن عمرون: فهذا وإن كان تقديره باعدني عن حذفها وباعد حذفها عنّي فإنّ المراد النهي عن حذفها لا غير، ولو قال:

لا تحذفوا الأرنب لم يكن فيه من المبالغة ما في هذا الكلام انتهى. وهو كلام حسن.

وقول المصنف: وشبهه من المضاف إلى المخاطب بعد قوله: ونفسك أراد به الرأس والرّجل والعين والفم يقال (2): رأسك والحائط، ورجلك والحجر، وعينك والنظر إلى ما لا يحلّ، وفمك والحرام.

وقوله: بإضمار متعلق بقوله: ينصب، أي: ينصب تحذّرا كذا وتحذيرا كذا بإضمار ما يليق من كذا ومن كذا، فالنّاصب لضمير المتكلم هو الناصب لضمير المخاطب لكن يختلف التقدير: فمع ضمير المتكلم لا يلزم تقديره مؤخّرا عن المعمول، بل يجوز أن يقدّر مقدّما عليه؛ لأنه عامل محذوف، والعامل إذا حذف انفصل الضمير، نعم من لم يجعل العامل في إيّاي أمرا وجعله خبرا يلزم على قوله أن يقدّر العامل مؤخّرا عن «إيّاي» لما سنذكره في «إيّاك» ، وكما أن العامل في ضمير المتكلم يجوز تقديره مؤخّرا ومقدما، هكذا العامل في «نفسك» -

(1) يبدو أنه من كلام المؤلف وانظر شرح الكافية للرضي (1/ 181).

(2)

الهمع (1/ 169) والمساعد (2/ 570) تحقيق د/ محمد كامل بركات.

ص: 3677

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأخواته (1) يجوز فيه الأمران.

وأما مع ضمير المخاطب فيجب تقديره مؤخرا عن المعمول، ولا يجوز أن يقدر مقدّما عليه، ويقال إنه لما حذف انفصل الضمير؛ لأنه يلزم من ذلك تعدي الفعل الرافع لضمير الفاعل إلى ضميره المتصل، وذلك لا يجوز إلّا في باب مخصوص (2).

قال ابن عمرون: إنّما لزم اضمار العامل لأن هذه الكلم (3) صارت بدلا من الفعل (4) فإذا قلت: إيّاك والأسد، فـ «إيّاك» ضمير منفصل منصوب بإضمار فعل تقديره: إيّاك نحّ أو إيّاك [باعد] ولزم تقديمه على الفعل؛ لأنه ضمير منفصل لا يتصل بالفعل، ولو أخّر لزم الإتيان بالمتصل فكنت تقول: نحّك ولم تعدّ العرب فعل ضمير الفاعل إلى ضمير المفعول وهما كشيء واحد في غير ظننت وأخواتها وما شبّه بها (5) انتهى (6).

وقد سلك ابن الحاجب في المسألة مسلكا لم يحوجه إلى تقدير العامل مؤخرا، وهو أنه بعد تمثيله بـ «إيّاك والأسد» و «إيّاك من الأسد» قال (7): أصله: نحّك إلا أن الضميرين إذا كانا لشيء واحد وجب إبدال الثاني بالنفس في غير أفعال القلوب (8) فصار التقدير: نحّ نفسك ثم حذف الفعل بفاعله، فزال الموجب لتغيير إضمار الثاني فوجب

رجوعه إلى الأصل، إلّا أنه لا يمكن الإتيان به متصلا لعدم -

(1) يعني بأخواته: الرأس والرّجل والعين والفم.

(2)

هو باب ظنّ وأخواتها وما شبه بها. وانظر الأشموني (1/ 118: 119) وابن عقيل (1/ 104) وانظر الهمع (1/ 170).

(3)

أي إياك وأخواته ونفسك وشبهه.

(4)

انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 607) والأشموني (3/ 188).

(5)

أورد المؤلف هنا كلام ابن عمرون ليدلل به على أن العامل المحذوف مع ضمير المخاطب يجب تقديره مؤخرا عن المعمول، ولا يجوز تقديره مقدما عليه لأنه إذا قدر مقدما يلزم منه تعدي الفعل الرافع لضمير الفاعل إلى ضميره المتصل وذلك لا يجوز إلا في باب ظننت وأخواتها وما شبه بها. وانظر الهمع (1/ 170).

(6)

أي: كلام ابن عمرون وقد نبهت على أنه في شرح المفصل له ولم أعثر عليه.

(7)

انظر الإيضاح شرح المفصل لابن الحاجب (1/ 305) وقد اعترض العلامة الرضى على ابن الحاجب فقال في شرح الكافية (1/ 182) بعد أن ذكر كلامه: «وأرى أن هذا الذي ارتكبه تطويل مستغنى عنه والأولى أن يقال هو بتقدير: إياك باعد أو نحّ بإضمار العامل بعد المفعول» .

(8)

أي: ظن وأخواتها وما شبه بها.

ص: 3678

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ما يتصل به، فوجب أن يكون منفصلا انتهى. وهو تقدير حسن.

ومنهم من راعى في المقدّر أن يكون دالّا على التحذير صريحا فقال (1): إذا قلت: إيّاك والأسد، فالأصل: احذر تلاقي نفسك والأسد ثم حذف الفعل بفاعله، ثم المضاف الذي هو «تلاقي» وناب عنه في النصب المضاف إليه الذي هو «نفسك» ثم حذف المضاف إلى الضمير وأقيم الضمير مقامه في النصب أيضا «فانفصل» وهو معنى ما ذكره المصنف في باب تعدي الفعل.

ثم إن في قول [4/ 227] المصنف: معطوفا عليهنّ المحذور بعد ذكر «إيّاي» و «إيّاك» وما معهما وإنما تنصب بإضمار ما يليق من «نحّ» و «اتّق» يقتضي أنّ الكلام جملة واحدة، وقد عرفت أن المصنف أشار إلى الخلاف في ذلك فذكر أن ابن طاهر وابن خروف يريان أن الكلام جملتان (2)، وعرفت اختيار المصنف أنه جملة واحدة حيث حكم بأن العطف من عطف المفردات (3).

قال الشيخ: ذهب السيرافيّ وجماعة إلى أن الكلام جملة واحدة، فإذا قلت: إيّاك والأسد فالتقدير: إيّاك باعد من

الأسد والأسد من نفسك، فكل منهما مباعد (4).

وقد عرفت أنّ المصنف جعله من عطف المفردات لا على التقدير الذي قدّره السيرافيّ [بل] على تقدير: اتّق تلاقي نفسك والشّرّ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

والظاهر أنه من عطف المفردات بالتقدير الذي قدّره المصنف لا بالتقدير الذي ذكره غيره، وكلام ابن عمرون يفهم ذلك فإنه قال: والأسد معطوف على «إيّاك» ، وإن كان طريق التخويف مختلفا، ألا ترى أنك تقول: خوّفت زيدا الأسد، فـ «زيد» -

(1) انظر التصريح (2/ 192: 193) والأشموني (3/ 188: 189).

(2)

انظر الارتشاف (2/ 281) والتصريح (2/ 193)، والأشموني (3/ 190) والهمع (1/ 169).

(3)

انظر شرح التسهيل ورقة (91 / ب)(وص 3) من التحقيق وقول المؤلف: «من عطف المفردات» ليس على إطلاقه فإن المصنف يرى أنه من عطف المفرد على تقدير: اتق تلاقي نفسك والشر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وليس من عطف المفرد على تقدير: اتق نفسك أن تدنو من الشّرّ والشّرّ أن يدنو منك فهذا مذهب كثير من النحويين منهم السيرافي واختاره ابن عصفور. وانظر شرح التصريح (2/ 193) والهمع (1/ 196) والأشموني (3/ 190).

(4)

انظر الارتشاف (1/ 281)، والهمع (1/ 169) والتصريح (2/ 193) والأشموني (3/ 190).

ص: 3679

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مخوف، و «الأسد» مخوف منه، فنصبهما الفعل لما تناولهما، وإن اختلفت جهتا التخويف، فكذا في العطف، قال سيبويه (1): فإيّاك متّقى والأسد متّقي منه، فكلاهما مفعول به ومفعول منه، وقد علمت أن المفعول منه وبه ينتصبان إذا أضمرت أفعالهما، واعلم أن الواو ربما جاءت في معنى من والياء ومع انتهى.

وفي كلامه أمران:

قوله: «وقد علمت أن المفعول منه وبه ينتصبان إذا أضمرت أفعالهما» فإن الظاهر أن المراد بـ «المفعول منه» : المفعول من أجله، ولا شك في جواز إضمار الناصب لهما كما قال، لكن [كيف] يعطف المفعول منه على المفعول به والعطف يقتضي المشاركة؟

والحق أن المراد بكونه «مفعولا منه» أنه مفعول منه في المعنى، أما في اللفظ فلا؛ لأنه معطوف على مفعول به فوجب أن يكون شريكا له في ذلك (2).

الأمر الثاني: قوله: إنّ الواو ربما جاءت في معنى من والياء ومع. فإن هذا الكلام يوهم أن واو العطف ترد بالمعاني

الثلاثة، وفي ذلك نظر، فإن الواو التي بمعنى «مع» هي واو «مع» وليست من العطف في شيء، وإن كان أصلهما العطف عند من يرى ذلك (3)، وأما التي بمعنى «الباء» فقد قالوا ذلك في قولهم:

«أنت أعلم و [ما] لك (4). لما تعذّر جعلها عاطفة في هذا التركيب وذلك على أحد الأقوال (5) في المثال المذكور. -

(1) قال في الكتاب (1/ 273: 274) ومن ذلك أيضا قولك: إيّاك والأسد، وإيّاي والشّرّ، كأنه قال: إيّاك فاتّقينّ والأسد، وكأنه قال: إيّاي لأتّقينّ والشّرّ، فإيّاك متّقي والأسد والشّرّ متّقيان، فكلاهما مفعول ومفعول منه».

(2)

انظر ابن يعيش (2/ 25) وشرح الكافية للرضى (1/ 182) وشرح التصريح (2/ 193).

(3)

انظر الإنصاف (556) مسألة «57» وابن يعيش (2/ 48، 49)، وشرح الرضى (1/ 194، 195).

(4)

انظر المغنى (358).

(5)

وقيل إن الأصل: أنت أعلم بمالك فأنت ومالك بمنزلة: كلّ رجل وصيعته. انظر حاشية الأمير علي المغني (2/ 33) وحاشية الدسوقي علي المغني (2/ 21) وانظر شرح الرضي (1/ 196) والكتاب (1/ 300) وفيه: «ولو قلت: أنت وشأنك كأنك قلت: أنت وشأنك مقرونان، وكلّ امرئ وضيعته مقرونان لأن الواو في معنى مع هنا يعمل فيما بعدها ما عمل فيما قبلها من الابتداء والمبتدأ ومثله: أنت أعلم ومالك فإنما أردت أنت أعلم مع مالك» .

ص: 3680

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما كونها بمعنى «من» فهذا لا يتحقق وإنما [لمّا] كان الأسد في قولنا: إيّاك والأسد محذّرا منه قيل: المعنى: إيّاك من الأسد فهو تفسير معنى لا تفسير إعراب.

وقول المصنف: ولا يكون المحذور ظاهرا ولا ضمير غائب إلّا وهو معطوف.

يشير به إلى أنك تقول: إيّاك والأسد، ونفسك والشّرّ، ورأسك والسّيف ولا تقول (1): إيّاك الأسد.

وشذّ (2) قولهم: أعور عينك الحجر (3). أي: والحجر فحذف حرف العطف، ومثال ضمير الغائب قول القائل:

3549 -

فلا تصحب أخا الجهل

وإيّاك وإيّاه (4)

أي: إيّاك باعد منه وباعده منك (5).

وقوله: وشذّ إيّاه وإيّا الشّوابّ من وجهين. أما الوجهان اللذان أشار إليهما فهما (6): تحذير الغائب وإضافة «إيّا» إلى الظاهر (7)، وجعل الشيخ (8) أحد الوجهين استعمال إيّاه وهو ضمير غائب دون عطف، وليس الأمر كذلك فإنّ -

(1) قال سيبويه في الكتاب (1/ 279): «لا يجوز رأسك الجدار حتى تقول من الجدار أو والجدار» .

(2)

انظر التذييل جـ 4 ورقة 241.

(3)

هذا مثل أي: يا أعور احفظ عينك واتّق الحجر، يضرب في التحذير. وانظر المستقصى (1/ 255) المثل رقم (1081).

(4)

هذا بيت من الهزج أنشده ابن عبد ربه في العقد الفريد (2/ 157) ولم ينسبه وقبله:

خرجنا من قرى اصطخر

إلى العصر فقلناه

فمن يسأل عن القصر

فمبنيّا وجدناه

وروايته: فلا تصحب أخا السّوء.

واستشهد به: على أن المحذور لا يكون ظاهرا ولا ضمير غائب إلا وهو معطوف.

وانظر الارتشاف (1/ 281) وحاشية الصبان علي الأشموني (3/ 192) والهمع (1/ 170) والدرر (1/ 145).

(5)

الهمع (1/ 170).

(6)

وفيه شذوذ ثالث هو: اجتماع حذف الفعل ولام الأمر والتقدير: فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشّوابّ. وانظر التصريح (2/ 194) وحاشية الصبان (3/ 192).

(7)

الأشموني (3/ 192).

(8)

التذييل (خ) جـ 4 ورقة (241 / ب) والارتشاف (2/ 281).

ص: 3681

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

العطف إنما يكون للمحذّر منه و «إيّاه» هنا هو المحذّر، ثم إنه [لم يتقدمه] شيء فعلام يعطف؟

ثم إنّ المصنف أشار بقوله: ولا يلزم الإضمار إلّا مع إيّا أو مكّرر أو معطوف ومعطوف عليه إلى أن إضمار العامل واجب في ثلاث صور:

الأولى: أن يكون التحذير بـ «إيّاك» أو شيء من إخوته، سواء أكان معطوفا عليه نحو: إيّاك والشّرّ، أو مكرّرا نحو:

3550 -

فإيّاك إيّاك المراء .....

........ (1)

أو مفردا نحو: إيّاك من الأسد وكذا: إيّاك الأسد على رأي من يجيزه (2) ويجعل التقدير: أحذّرك الأسد، وسبب التزام الإضمار كثرة التّحذير بهذا اللفظ فجعلوه بدلا من اللفظ بالفعل (3).

الثانية: أن يكون التحذير بغير لفظ «إيّا» لكن يكون ثمّ عطف نحو: ماز رأسك والسّيف: جعلوا العطف كالبدل من اللفظ بالعامل (4)، وقد جعل المصنف التقدير فيه: ق رأسك واحذر السّيف، وهو خلاف ما ذكره أولا من أنّ

العطف في هذا الباب من عطف المفردات إلّا أن يكون أراد بقوله: التقدير فيه: ق نفسك واحذر السّيف تفسير المعنى لا تفسير الإعراب.

الثالثة: أن يكون ثمّ تكرير (5) نحو: نفسك نفسك، ورأسك رأسك، فلو لم يكن عطف ولا تكرير جاز إضمار العامل وإظهاره (6) تقول: نفسك الشّرّ، ونفسك الأسد التقدير: جنّب نفسك الشّروق نفسك الأسد، وإن شئت أظهرت العامل، ثم إنهم يستغنون كثيرا عن ذكر المحذّر ويقتصرون على ذكر المحذّر منه، فينصبونه ويكون الحكم في إضمار العامل وإظهاره ما تقدم إن وجد عطف -

(1) سبق الحديث عنه.

(2)

انظر الهمع (1/ 169).

(3)

انظر الكتاب (1/ 274، 275) وشرح الألفية لابن الناظم (607) والأشموني (3/ 188).

(4)

انظر الكتاب (1/ 275).

(5)

انظر شرح الألفية لابن الناظم (608) والهمع (1/ 169) والأشموني (3/ 190)«وقد أجاز بعضهم إظهار العامل مع المكرر وقال الجزولي: يقبح ولا يمتنع» .

(6)

انظر شرح ابن الناظم (607) والهمع (1/ 169) والأشموني (3/ 191).

ص: 3682

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أو تكرير كان الإضمار واجبا نحو قولك: الأسد الأسد. وقال الله تعالى: ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (1)، وإلّا كان جائزا كقولك: الأسد فيجوز في مثله الإظهار فتقول: احذر الأسد.

ثم أشار المصنف بقوله: ولا يحذف العاطف بعد [إيّا] إلّا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بمن. إلى أنه لا يجوز أن تقول: إيّاك الشّرّ، ولا إيّاك الأسد وإن أجازه بعضهم (2)، وقد نصّ سيبويه على أن ذلك غير جائز فقال (3):

لا يجوز رأسك الجدار حتّى تقول: من الجدار أو والجدار. انتهى.

والعلة في ذلك أن قولك: إيّاك الأسد إن كان عن قولك: إيّاك والأسد فلا يجوز حذف حرف العطف (4)، وإن كان عن قولك: إيّاك [4/ 228] من الأسد أو عن الأسد، فحرف الجر لا يحذف في مثل ذلك (5).

وإذا كان الأمر كذلك فلا يكون مراد المصنف بقوله: إلا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أنّ مثل: إيّاك الأسد، جائز، وأنّه يكون المحذور منصوبا بناصب غير الناصب الذي نصب إيّاك بل مراده: أنّه إن ورد مثل ذلك

كان تخريجه على أن يقدّر له ناصب. وكأنه يشير إلى البيت الذي ذكره النحاة وهو قول الشاعر:

3551 -

فإيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب (6)

فيقال: إن المراء منصوب بفعل مقدّر غير ناصب ما قبله، قال الخليل (7)

(1) سورة الشمس: 13، وهو مثال للعطف.

(2)

انظر الهمع (1/ 169) والأشموني (3/ 189).

(3)

الكتاب (1/ 279).

(4)

لأن حذفه أشد من حذف حرف الجر ولم يثبت حذف العاطف إلا نادرا. شرح الرضى (1/ 1983).

(5)

مذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير «أنّ» و «أن» بل يقتصر فيه على السماع، وذهب الأخفش الصغير إلى أنه يجوز الحذف مع غيرهما قياسا بشرط تعيّن الحرف ومكان الحذف. وانظر ابن عقيل (2/ 151) وشرح الكافية للرضى (1/ 183).

(6)

سبق ذكره.

(7)

في الكتاب (1/ 279) قال سيبويه بعد أن ذكر البيت «إيّاك إيّاك المراء

» كأنه قال: إيّاك ثم أضمر بعد إياك فعلا آخر فقال: اتّق المراء» وعلى هذا فنسبة هذا الكلام للخليل خطأ من المؤلف لأن هذا كلام سيبويه.

ص: 3683

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

رحمه الله تعالى: كأنّه قال بعد تمام الكلام: احذر المراء، وقال ابن أبي إسحاق (1):

الأصل: إيّاك عن المراء فحذف حرف الجر لمّا كان المراء بمعنى: أن تمارى فحمله عليه من حيث المعنى على شذوذه. وأقول: إذا قدّر [ناصب] لـ «المراء» وهو الأظهر (2) فينبغي أن يجوز اظهاره إذ لا تكرير ولا عطف حينئذ.

ومن ثمّ قال ابن عصفور (3): إن حذفت الواو - يعني: إن لم تأت بها - لم يلتزم إضمار الفعل وأنشد البيت المذكور (4)، وقال: تقديره: دع المراء، قال:

ولو كان في الكلام جاز إظهار هذا الفعل.

وقد اقتصر المصنف في ذكر جر الاسم المذكور على «من» والنحاة ذكروا الجرّ بـ «عن» أيضا فيقال: إيّاك من الأسد، وإيّاك عن الأسد، والتقدير: باعد نفسك من الأسد أو عن الأسد، فحرف الجر متعلق بالفعل المحذوف، هذا هو المعمول به والمعوّل عليه (5).

ومن الناس من يقول: التقدير: أحذّرك من الأسد أو عن الأسد حتى بني على ذلك فقيل: من قدّر «باعد» منع أن يقال: إيّاك الأسد (6)، ومن قدّر:«أحذّر» أجاز ذلك (7)، لكن قد عرفت أنّ «إيّاك الأسد» ممتنع عند العامة (8)، وعرفت -

(1) في الكتاب (1/ 279): «ولو قلت: إيّاك الأسد تريد من الأسد لم يجز كما جاز في أن إلا أنهم زعموا أنّ ابن أبي إسحاق أجاز هذا البيت في شعر:

إيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

كأنه قال: إيّاك ثم أضمر بعد إيّاك فعلا آخر فقال: اتّق المراء».

(2)

هو مذهب سيبويه انظر الكتاب (1/ 279) والمقتضب (3/ 213).

(3)

انظر شرح الجمل لابن عصفور (2/ 410، 411).

(4)

هو:

فإيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

(5)

هذا مذهب الجمهور انظر التصريح (2/ 193) والكتاب (1/ 279).

(6)

هذا قول الجمهور لما يلزم عليه من حذف من ونصب المجرور وهو غير مطّرد إلا مع أن وكي. انظر التصريح (2/ 193).

(7)

لأن أحذر يتعدى إلى اثنين من غير واسطه، وانظر التصريح (2/ 193) وحاشية يس على التصريح (2/ 193).

(8)

في المقتضب (3/ 213): «فأما إيّاك الضرب فلا يجوز في الكلام كما لا يجوز إيّاك زيدا» .

ص: 3684

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نصّ سيبويه على منعه (1) فلزم أن يكون الفعل المقدر «باعد» لا «أحذّر» ثم لا يخفى أنّ حرف الجر متعلق بالفعل المحذوف (2)، والظّاهر أن التعلق المذكور إنّما هو على معنى المفعولية.

وفي شرح الشيخ (3) ما يقتضي جواز أن يكون على معنى المفعول من أجله، والتقدير: ق نفسك من أجل الأسد، وقد يدفع هذا بأن الجرّ بـ «من» غير متعيّن لأن الجرّ بـ «عن» جائز أيضا كما عرفت، ومتى وجدت «عن» وجب أن يكون التعلّق على معنى التعلّق بالمفعول به فلتكن «من» إذا وجدت كذلك.

وأما قول المصنف: وتقديرها مع أن يفعل كاف. فظاهر لأن «أن» يجوز معها حذف حرف الجر قياسا عند أمن اللّبس (4)، ولا يتقيد ذلك بباب دون باب، ولو لم يذكر المصنف ذلك لكان مستغنيا عنه لكونه أمرا معلوما، وكأنه إنّما نبّه عليه خشية أن يتوهم أن الحكم في هذا الباب مخالف للحكم في غيره.

وأما قوله: وحكم الضّمير في هذا الباب مؤكّدا ومعطوفا عليه حكمه في غيره.

فيحتمل أن يريد بالضمير: الضمير المستتر في «إيّاك» أعني ضمير الفاعل المنتقل إليه من الفعل المحذوف وهذا هو الظّاهر؛ لأن كون «إيّاك» يؤكّد ويعطف عليه لا يرتاب فيه، ولأن التوكيد والعطف قد علم جوازهما من قول

الشاعر:

3552 -

فإيّاك إيّاك المراء .... (5)

ومن تمثيلهم نحو: إيّاك والأسد، ويحتمل أن يريد كلّا من «إيّاك» ومن الضمير المستتر (6).

ولذا قال الشيخ (7) في شرح هذا الموضع: الضمير (8) ضميران أحدهما: لفظ -

(1) انظر الكتاب (1/ 279).

(2)

انظر التصريح (2/ 193).

(3)

التذييل والتكميل (خ)(4/ 242).

(4)

انظر ابن عقيل (2/ 151) والهمع (1/ 169) وشرح الرضى (1/ 183).

(5)

سبق ذكره.

(6)

هذا الاحتمال هو الأقوى ويشهد له قول سيبويه في الكتاب (1/ 278): «فان قلت: إيّاك أنت وزيد فأنت بالخيار، إن شئت حملته على المنصوب، وإن شئت على المرفوع المضمر» .

(7)

التذييل والتكميل (خ) 4 ورقة (242 / ب) وقد نقل المؤلف كلام الشيخ بتصريف.

(8)

انظر الهمع (1/ 170) وقد نقل السيوطي هذا الكلام بنصه.

ص: 3685

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

«إيّاك» والآخر: ما تضمّنه «إيّاك» من الضّمير المنتقل إليه من الفعل النّاصب له، فإذا أكدت «إيّاك» قلت: إيّاك نفسك أن تفعل، وإيّاك نفسك والشّرّ، وأنت بالخيار في تأكيد «إيّاك» بـ «أنت» أو ترك التّأكيد، وإذا أكّدت الضمير المستكنّ في «إيّاك» قلت: إيّاك أنت نفسك أن تفعل، وإيّاك أنت نفسك والشّرّ.

وكذلك إذا عطفت، فان عطفت على «إيّاك» قلت (1): إيّاك وزيدا والأسد وكذلك رأسك ورجلك والحجر، وأنت بالخيار في تأكيد «إيّاك» بـ «أنت» ، وإن عطفت على الضّمير المستكنّ قلت: إيّاك أنت وزيد أن تفعلا، قال جرير:

3553 -

فإيّاك أنت وعبد المسيح

أن تقربا قبلة المسجد (2)

هذا على رواية من رفع (3)، ومن نصب جعله معطوفا على «إيّاك» ، قال:

سيبويه (4): أنشدناه - يعني يونس - منصوبا.

ثم لا يخفي أن «أنت» حينئذ يكون توكيدا لـ «إيّاك» وأنت تعرف أن الخليل يرى أن الكاف في «إيّاك» اسم مجرور بإضافة «إيّا» إليه، فمن ثمّ قال - أعني الخليل -: لو أن رجلا قال: إيّاك نفسك - يعني بخفض نفسك - لم أعنفه (5).

ولما انقضى الكلام في التحذير [شرع] في ذكر الإغراء، فقوله: وينصب المغرى به إلى قوله: دون عطف ولا تكرار ظاهر غنيّ عن الشرح، وحاصل الأمر: أن المغرى به حكمه في التزام إضمار العامل وعدم التزامه حكم المحذّر، إن وجد تكرير أو عطف فالإضمار واجب، وإن لم يوجد واحد منهما جاز -

(1) انظر الكتاب (1/ 278).

(2)

هذا البيت من المتقارب وقائله جرير وليس في ديوانه.

الشرح: يعني بـ «عبد المسيح» الأخطل، ويخاطب بهذا الفرزدق لميله مع الأخطل يقول: لا تقرب المسجد فلست على الملة لميلك إلى النصاري ومداخلتك لهم.

الشاهد: عطف «عبد المسيح» على «إيّاك» على تقدير: حذّره نفسك وعبد المسيح، ويجوز الرفع عطفا على «أنت» أي: احذر أنت وعبد المسيح، انظر الكتاب (1/ 278)، والمقتضب (3/ 213) والرواية فيهما بالخرم (حذف الفاء من أوله) وابن السيرافي في (1/ 258) والبيت في شرح الجمل لابن عصفور (2/ 410).

(3)

هذا الوجه قبيح عند سيبويه انظر الكتاب (1/ 278).

(4)

الكتاب (1/ 279).

(5)

انظر الكتاب (1/ 279).

ص: 3686

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الإظهار والإضمار (1).

وظاهر أنه لا مدخل لـ «إيّاك» في الإغراء، وقد قال المصنف في الألفيّة مشيرا إلى التزام الإضمار وعدمه:

وكمحذّر بلا إيّا اجعلا

مغرى به في [كلّ] ما قد فصّلا

وقوله: وربّما رفع المكرّر. قد أشار إلى مثال ذلك في ما تقدم نقلنا له عنه من شرح الكافية.

وسواء أكان التكرير في المحذّر منه أو المغرى به وقد تقدم الاستشهاد على ذلك، ومنه أيضا: الصلاة الصلاة، والخير الخير، والضرب الضرب، وإذا نويت الأمر بذلك وكذا يقال: الله الله يا قوم أي: خافوا الله.

وعلى ما أنشده الفراء (2) وهو:

3554 -

لجديرون بالوفاء إذا قا

لـ أخو النّجدة السّلاح السّلاح (3)

ويجوز رفع ما ذكرنا فيكون أخبار المبتدآت حذفت وفيها معنى الأمر (4)، والظاهر أن المبتدآت المذكورة واجبة

[4/ 229] الحذف (5) كما أن الناصب لها حين تنصب واجب الحذف أيضا.

وقوله: ولا يعطف في هذا الباب إلّا بالواو: يعني في التحذير والإغراء، وإنّما كان كذلك لأن الواو جامعة فدلالتها على المقارنة في الزمان أحد معانيها، والاتفاق في الزمان مطلوب بالنسبة إلى ما يقصد من تحذير وإغراء (6)، فلا مدخل لـ «الفاء» ولا لـ «ثمّ» لأنهما للتعقيب والتّراخي.

وأما قوله: وكون ما يليها مفعولا معه جائز: فقال الشيخ (7): لما كانت الواو -

(1) انظر التصريح (2/ 195) والهمع (1/ 170).

(2)

انظر معاني القرآن (3/ 268: 269).

(3)

سبق الحديث عنه.

(4)

انظر معاني القرآن (3/ 269).

(5)

يبدو أنه يعني أنها واجبة حذف أخبارها.

(6)

انظر التصريح (2/ 195) والهمع (1/ 170).

(7)

التذييل والتكميل 4 ورقة (243 / أ) وانظر الهمع (1/ 170) والمساعد لابن عقيل (2/ 576).

ص: 3687