الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحافظ الصريح في إلحاق الوصل بالوشم وغيره. وأصرح من ذلك وأفيد، ما نقله «10/ 377» عن الإمام الطبري قال:«لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن، لا للزوج ولا لغيره، لمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل ما بينهما توهم البلج، أو عكسه، ومن تكون لها سن زائدة فتقلعها، أو طويلة فتقطع منها، أو لحية أو شارب أو عنفقة فتزيلها بالنتف، ومن يكون شعرها قصيرا أو حقيرا فتطوله، أو تغزره بشعر غيرها، فكل ذلك داخل في النهي، وهو من تغيير خلق الله تعالى. قال: ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذية كمن يكون لها سن زائدة، أو طويلة تعيقها في الأكل .. » إلخ. قلت: فتأمل قول الإمام: «أو عكسه» ، و «أو لحية .. » ، وقوله:«فكل ذلك داخل في النهي، وهو من تغيير خلق الله» .
فإنك ستتأكد من بطلان قول الغماري المذكور، والله تعالى هو الهادي.
السلسلة الصحيحة (6/ 1/ 693 - 694)
إزالة شعر الوجه يدخل في معنى النمص
وأخرج الطبري عن امرأة أبي إسحاق أنها دخلت على عائشة، وكانت شابة يعجبها الجمال، فقالت: المرأة تحف جبينها لزوجها؟ فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت. «فتح الباري» شرح حديث ابن مسعود في «باب المتنمصات» من «كتاب اللباس» .
ضعيف، فإن امرأة أبي إسحاق لم أعرفها.
«تنبيه» : استدل المصنف حفظه الله لقول أبي داود في «السنن» أن النامصة هي التي تنقش الحاجب حتى ترقه.
قال المصنف: فلم يدخل فيه حف الوجه وإزالة ما فيه من شعر.
قلت: ولي على هذا ملاحظات:
الأولى: أنه خلاف ما تدل عليه الأحاديث بإطلاقها، ومنها حديث عائشة الذي أوردته آنفاً:« .. النامصة والمتنمصة» فإنه بإطلاقه يشمل النمص في أي مكان وقع من جسدها، وتقييده بمثل هذا الأثر عنها لا يجوز لعدم ثبوته.
الثانية: أن التفسير المذكور خلاف اللغة، ففي القاموس:«النمص: نتف الشعر، ولعنت «النامصة» وهي مزينة النساء بالنمص، و «المتنمصة» وهي الزينة به».
الثالثة: أن قول أبي داود المذكور إنما خرج مخرج الغالب، ولم يرد به حصر النمص بالحاجب فقط، وتمام كلامه في «السنن» يدل على ذلك، فإنه قال عقب ما نقله المصنف عنه:«والواشمة: التي تجعل الخيلان (1) في وجهها بكحل أو دواء» .
افتراه: يعني إذا جعلت نحو ذلك في يدها مثلاً لا تكون واشمة؟ كلا، وإنما ذلك منه على الغالب كما ذكرنا، وهو ما صرح به الحافظ في الفتح، فإن قال «10/ 313» بعد أن ذكر قول أبي داود هذا:«وذكر الوجه للغالب، وأكثر ما يكون في الشفة، وسيأتي عن نافع في آخر الباب الذي يليه أنه يكون في اللثة، فذكر الوجه ليس قيداً، وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد» .
وإذا تبين هذا، فلا اختلاف بين قول أبي داود المتقدم في «النامصة» وبين قول ابن الأثير في «النهاية»:«والنامصة: التي تنتف الشعر من وجهها» لأنه ليس على سبيل الحصر والتقييد، بل كل من نتف الحاجب، والوجه هو النمص، فهي نامصة، ولذلك أشار الحافظ أيضاً في الفتح إلى تضعيف تقييد النمص بالحاجب، فقال «10/ 317» بعد أن ذكر معنى ما نقلته عن النهاية:
«ويقال أن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما» .
قال أبو داود في السنن: «النامصة
…
».
(1) جمع «خال» وهو شامة في البدن. [منه].