الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يبدو لي أنك محرم قال: نعم.
قلت: أولاً: هذا الكشف للمنكب الأيمن الآن هذا مضى وقته، وثانياً: أرى هذه أظنها زوجتك، قال: نعم، قلت له: أن هذا لا يجوز في وقت الإحرام، وذكرت له الحديث، قال: لا، المسألة فيها خلاف ومشى وولى. كنا صاعدين إلى المروة، ووقفنا هناك ودعونا وكبّرنا حسب السنة، وأنا أراقبه فلاحظت منه بأنه رجع إلى تغطية منكبه، أما زوجته فلم يدعها تكشف عن وجهها؛ لأن العادة غلابة، ولم أصل بعد إلى الفتيات المتجلببات، فبلغني أنهن قلن صحيح لا تنتقب المرأة المحرمة، لكن يصعب علينا أن نكشف عن الوجه، فنفدي بالدم.
مداخلة: سبحان الله.
الشيخ: ذكَّرني هذا بمثل عامي في سوريا: «الذي تعرف ديته اقتله» . فهؤلاء عرفوا ما هي هذه الخطيئة، خطيئتها دم، لكن هل هذا هو التقوى، هل هذا هو مقتضى التقوى، الرسول يقول للمرأة المسلمة لا تنتقبي ولا تلبسي القفازين، هن يقلن لا، نحن ما نستطيع؛ لأنهن حُشِيت عقولهن بأن هذا أمر مُحَرَّم شديد التحريم.
(الهدى والنور /407/ 33: 32: 00)
(الهدى والنور /407/ 02: 41: 00)
معنى الإدناء في آية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}
الشيخ: أريد أن ألفت النظر إلى ناحية علمية لغوية، وهي التي لا يتعرض لها إخواننا مشائخ السعوديين، حينما قال تعالى:{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، فهم يفسرون قوله تعالى:{يُدْنِينَ} بيغطين، وهذا التفسير خطأ من المسلمين جميعاً، هذا التفسير خطأ من المسلمين جميعاً، بما فيهم مشائخ السعوديين؛ لأنهم يبيحون والحمد لله، يبيحون للمرأة أن تكشف على الأقل عن عين واحدة، وتسامح بعضهم جزاهم الله خيراً سمحوا لها بالكشف عن عينين،
أليس العينان من الوجه؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: آه، كيف إذاً يُفسرون {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أي: يغطين وجوههن بجلابيبهن، هكذا لا يمكن أن يقوله إنسان يفكر فيما يخرج من فيه، ولقد أجريت مع بعض المشائخ هناك في سفرتي التي أشرت إليها آنفاً، تفسيراً تجريبياً عملياً، قلت لأحدهم: ها أنت تضع العمامة على رأسك، فافترض أن هذه العمامة هي الجلباب المذكور في الآية، فالآن غطِّ وجهك بهذا الجلباب، ففعل، قلت له: امش إلي، قال: لا أستطيع، قلت: إذاً كيف تفرضون على النساء ما لا تستطيعون، كيف يمشون في الطرقات، قال: نفتح ثقباً، هذه من عجائب الأفكار، قال: نفتح ثقباً لترى بعين واحدة، قلت له: أنتم تقولون بفلسفتكم الخاصة، حينما لا تجدون من الأدلة الشرعية ما تؤيدون به وجهة نظركم، وتقيمون الحجة بها على مخالفكم، تذهبون إلى الفلسفة، وإلى علم الكلام الذي تخصصتم بمحاربته فقط في العقيدة، أما في الأحكام الشرعية وفي الفروع، فقد تلبستم بعلم الكلام، لذلك أنتم تقولون: كيف يعقل أن يكون وجه المرأة ليس بعورة، وأجمل ما في المرأة وجهها، هذه فلسفة، وبناءً على فلسفتكم أقول لكم: إذا كان أجمل ما في المرأة وجهها، فما هو أجمل ما في وجهها أليس عيناها؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: قال: نعم. قلت: فكيف أبحت بأن تكشف عن أجمل ما فيها، وهو عينها، وخلاف الإدناء الذي فسرتموه بالتغطية، فبهت الرجل، وهذه نقطة أرجو أن تكون معي مفكراً فيها، لا أريد أن تكون معي مقلداً، فنحن كما تعلم نحارب التقليد، وندعو إلى التبصير، فحينما قال تعالى:{يُدْنِينَ} كان هناك حكمة بالغة جداً، حينما عدل ربنا عن قوله يغطين، لأن الإدناء له حدود، وهذا ما جاء تفسيره في السنة العملية من جهة، والأحاديث في ذلك كثيرة، كما لا بد أنك كنت قرأت في كتاب «حجاب المرأة المسلمة» ، وبخاصة حديث أسماء الذي يدندن السعوديون
على تضعيفهم، هم ومن تابعهم ومن قلدهم، إنهم يذهبون إلى أنه حديث ضعيف، وأنا قلت بأن إسناد أبو داود فيه ضعيف فعلاً.
مداخلة: لكن يتقوى. ..
الشيخ: لكن يتقوى، أولاً: بطريق أخرى في «سنن البيهقي» ، وثانياً: بأقوال الصحابة التي ذكرت لك آنفاً بعضها، وثالثاً وأخيراً: السنة العملية، ألا وهو قوله عليه السلام:«إذا بلغت المرأة المحيض، لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفيها» فهذا يبين قوله تعالى في القرآن: {يُدْنِينَ} هذا الحديث يحدد مساحة الإدناء، وهو جميع البدن إلا الوجه والكفين.
مداخلة: بارك الله فيكم أستاذ.
الشيخ: وفيكم بارك.
مداخلة: .
…
ذكرت تحقيقاً موسعاً عن حديث أسماء في كتاب الحجاب، ثم ذكرت أنه صحيح في صحيح سنن أبي داود، هل هناك شيء جديد، زايد على التحقيق الموجود في حجاب المرأة المسلمة؟
الشيخ: سترى ذلك في طبعتنا الجديدة إن شاء الله، وعسى أن يكون ذلك قريباً.
مداخلة: الطبعة الجديدة لكتاب الحجاب.
الشيخ: أيوه.
مداخلة: سوف يكون فيه مزيد من التحقيق عن الوارد هناك؟
الشيخ: وهل تعرف منا جمود على القديم؟
مداخلة: لا.
الشيخ: لا. لا أقول في كل طبعةٍ شيء جديد.
مداخلة: أنا قصدي بالنسبة لهذا الحديث تحقيق حديث أسماء؟
الشيخ: نعم، نعم فيه جديد.
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: أنت تعرف الطبعة الأولى من الحجاب؟
مداخلة: آه.
الشيخ: ألا تجد فرقاً، وهي الطبعة التي قمتم أنتم بطبعها في مصر، ألا تجد فرقاً وبوناً شاسعاً بينها وبين الطبعة التي قام بطبعها المكتب الإسلامي؟
مداخلة: نعم فرق كبير أستاذ.
الشيخ: فستجدون مثل هذا الفرق أو أكبر في الطبعة الجديدة إن شاء الله.
مداخلة: إن شاء الله الجديدة تتوقعها متى تقريباً.
الشيخ: أما متى، هذا فليس في ملكي ولا في طوقي.
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: لأن هذا يتعلق بالطابع والناشر.
مداخلة: السؤال الثالث؟
الشيخ: تفضل.
مداخلة: ذكرتم أنتم في خلال كلامكم، عن حجاب المرأة المسلمة، أنه الخلاصة يعني: يجوز كشف وجهها، بشرط ألا يكون فيهما شيء من الزينة؟
الشيخ: الزينة الاصطناعية.
مداخلة: عفواً لم تنص على هذا أستاذ، عفواً.
الشيخ: إذا ما كنت نصصت، فأنص الآن ولك الفضل.
مداخلة: بارك الله فيكم أستاذ. .. ذكرت أحاديث الكحل للعينين والخضاب