الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السائل: في أحسن تقويم.
الشيخ: في أحسن تقويم، لذلك فالقول بأن المرأة إذا كانت قرناء، مثلاً الحاجبين متصل أو الرجل إذا كان له لحية كثَّة، ولحيته لشعث دائرتها، تكاد تغطي حاجبيه تغطي وجنتيه، ثم قد يصل إلى جفنيه، هذا خلق الله فيجب أن نرضى بخلق الله تبارك وتعالى.
(الهدى والنور /36/ 56: . .: . .)
امرأة بلحية رجل فهل تحلقها
؟
السائل: في بلادنا امرأة لها لحية كلحية الرجل تماماً، ونحن رأيناها، يعني هذه المرأة يجوز لها أن تحلق اللحية أو وإلا تترك نفسها؟
الشيخ: : لا يجوز.
السائل: لا يجوز، يعني هذا منظر بالنسبة للمرأة؟ !
السائل: والله صحيح، أنا بقول إنه توجد امرأة لها لحية كالرجل، لا فرق عندي أبداً بين أن يوجد رجل كالمرأة لا لحية له.
(الهدى والنور /33/ 29: 4.: 1.)
إذا كانت الزوجة مشعرة
قال الشيخ: الثقافة الإسلامية حينما تُبَاشِر شغاف القلب، وتحل في سويدائه -
كما يقال حينذاك-: فكل ما تراه في شرع الله فهو جميل، وبقدر ما ينحرف المثقف ذكراً كان أو أنثى عن هذه الحقيقة، بقدر ما يستثقل كثيراً من أحكام الشريعة، وأقل ما يقال: أن تصل العدوى إلى ألسنتنا إن لم تصل إلى قلوبنا، فنقول: إن هذا الشيء قبيح، نعلم أنه خلق الله، وأنه ليس ليد الإنسان المخلوق فيه إرادة
…
فكيف
نستقبحه على هذا الرجل الأبيض، وهذا أمر واقع عند الكفار يستقبح الرجل الأسود منظره وقامته، وأنفه وشفتيه ونحو ذلك، وعلى العكس ذلك يمكن، أقول يمكن الرجل الأسود يستقبح الرجل الأبيض، ويمكن يُعَبِّر عنه بأنه رجل أبرص، وهو ليس بأبرص، لكن شديد البياض، سواء ضحك أو سخر الرجل الأبيض من الرجل الأسود، أو الرجل الأسود من الرجل الأبيض.
فالحقيقة أن السخرية تنتقل من أحدهما إلى خالق من يستقبح صورته، وإلى هذا الإشارة في قوله عليه السلام:«لا تسبُّوا الدهر فإن الله هو الدهر» لماذا لا نسب الدهر؟ لأن الله هو المتصرف بالدهر، فأنت إذا سَبَبت الدهر، ما هو هذا الدهر، هل هو فعال لما يريد؟ أم هو مراد غير مريد؟ نعم عند المؤمن هو المراد وهو المريد، مراد لمن؟ للخالق المريد، الفعال لما يريد، فحينما تسب الدهر، فتعود هذه السبة إلى خالق الدهر؛ من أجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام:«لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» أي: خالق الدهر، هذا تماماً كما جاء في الحديث الصحيح:«إن من أكبر الكبائر أن يَسُب الرجل أباه» .
مداخلة: والديه.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: والديه.
الشيخ: مش مهم؛ لأنه فيما بعد «قالوا: كيف يا رسول الله! قال: يسب الرجل والد الرجل فيسب والده» .
يعني: من أكبر الكبائر أن يتسبب الرجل المسلم في أن يُسَب أبوه، من أكبر الكبائر أن يتسبب المسلم في أن يُسَبَّ أبوه، تُرى أليس من أكبر الكبائر أن يتسبب المسلم في سب الله؟ ذلك أولى.
فإذاً: لا يجوز لنا أن نستقبح شيئاً من خَلْق الله عز وجل؛ لأنه خلقه بإرادة
وباختيار، كما قال تبارك وتعالى في القرآن:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].
فإذا كانت زوجتك، إذا ابتُليت بزوجتك وهي مشعرانية، فهذا خلقك وإرادتك عن إرادة ربك وشأنه، إذاً: لا تستقبحها، لا تستقبح امرأة إن رأيتها ذات لحية، كما لا تستقبح رجلاً كوسجاً لا لحية له؛ لأن هذه خَلْق الله، وهذا خَلْق الله، لكن إن كنت مستقبحاً شيئاً ممن ترى وجهه لا لحية عليه له، تستقبحه إذا كان ذلك من فعله وكسبه، يعني: إذا كان هو يحلق لحيته، فاستقبحه؛ لأن هذا من فعله هو ومن صُنْعه، خلافاً من فعل الله وصنعه حيث خلقه بلا لحية، أما لو كان أجرد كوسجاً لا لحية له فلا تُعَيِّره؛ لأن هذا خلق الله، كذلك المرأة إذا رأيتها لها لحية، لا تُعَيِّرها هذا خلق الله.
بل أنا أقول: إن من تمام حكمة الله عز وجل أن يُرِي عباده امرأة لها لحية، ورجلاً لا لحية له، وذلك؛ لإقامة الحجة على الدّهري المُلحد من جهة، ولتذكير المسلم المؤمن من جهة أخرى: أن الله عز وجل يخلق ويختار، وليس مجهولاً كما يُعَبِّر عنه القائلون بالطبيعة تلك الطبيعة، فالله يريهم أن ليس هناك طبيعة، وإنما هناك خالق فعال لما يريد، فخلق رجالاً كنظام عام بلحية، والنساء بدون لحية، ثم يقول للرافضين: انتبهوا! لا تظنوا أن هذا كان طفرة، هذا كان بإرادة الله، بدليل: انظروا هذه امرأة بلحية، وهذا الرجل بدون لحية، فالذي خلق هذا بلحية، خلق هذا بدون لحية، والذي خلق تلك بدون لحية خلق هذه بلحية.
إذاً: لا يجوز تغيير خلق الله إلا بما جاء فيه
…
من الله.
(الهدى والنور / 24/ 31: .. : .. )