الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يملكون من عند أنفسهم التشريع، ومن ذلك التيسير وعدم التيسير، وإنما هم كما قال تعالى:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] ففيما يسر الله نيسر، وفيما لم ييسر لا نيسر.
فإذا كان قد ثبت شرعاً، أن الأفضل للمرأة أن تستر وجهها وكفيها، ولا يظهر منها شيء، فَنُبين هذا للناس، وإذا كان من الثابت في الشرع، أن هذا الستر ليس واجباً وإنما هو مستحب، أن نبينه أيضاً للناس. نعم.
أظن أني ما ذكرته آنفاً يكفي الجواب إن شاء الله.
(الهدى والنور /304/ 34: 01: 00)
الحكم إذا لم تلبس المرأة تحت الجلباب ملابس بسبب الحر
مداخلة: هل يجوز للمرأة أن تلبس إذا خرجت. .. جلباب .. دون أن تلبس تحته. .. مثلاً، يعني: البلد الدنيا حر، وتحتاج المرأة إلى ملابس خفيفة، فهل يجوز لها أن تخرج بالجلباب فقط، أم يجب عليها أن تلبس ثيابها العادية وفوقها الجلباب. .. ؟
الشيخ: لا بد للمرأة إذا خرجت من بيتها، أن تجمع بين وضع الخمار على رأسها، ثم على الخمار الجلباب؛ لتحقيق قوله تعالى:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور: 31]، وهذه نقطة يغفل عنها كثير من المسلمات الملتزمات كما قلنا آنفاً؛ لأنهن يأخذن القضية ليس بالعلم الشرعي، وإنما بتحكيم العقل، ما هو المقصود من الحجاب؟ أن تستر المرأة وجهها؟ ! أن تستر المرأة بدنها كله.
فهذا الجلباب يستر البدن، لكن هناك شيء آخر يجب ملاحظته وهو: أن لا يكون الجلباب أو الثوب الذي تلبسه المرأة، يُحَجِّم شيئاً من أعضاء بدنها، فحينما تضع المرأة الجلباب فقط على رأسها سيظهر الرأس مُحَجّماً، لا سيما كما نلاحظ من بعض النساء، عندما يُكوّرن ويًعْقِدَن شعورهن في قفاء رؤوسهن، فتجدن الرأس هذا بارز من الخلف، فحينما يأتي الخمار،
والخمار، أظنكن تستحضرن أنه ليس المراد به ما يسمى اليوم الإيشارب، وإنما ما تصلي به المرأة حينما تدخل في الصلاة حيث أن هذا الحجاب، أولاً: يغطي شعر الرأس، ثم ينزل مسدولاً على الكتفين، فلا يُحَجِّم الكتفين، فإذا جاء فوق الخمار الجلباب انتهى بهذين الأمرين تحجيم رأس المرأة، وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته ثياب رقيقة من مصر يوماً، فأهدى إلى أحد أصحابه شيئاً منها لعله زيد بن ثابت أو زيد بن أرقم نسيته، قال له: ألبسها زوجتك، ولتضع تحت هذا الثوب من الثياب الغليظة؛ لكي لا تُحَجّم عظامها أي: بدنها.
من هنا أُخذ الشرط المذكور في حجاب المرأة المسلمة؛ بأن من شروط الجلباب أن لا يَصِف ولا يَشِف، الوصف هو التحجيم، والشفافية: أن يكشف عن لون البشرة.
هاتان الصفتان، يشترطان في كل عورة، سواء كانت عورة الرجل أو عورة المرأة.
ولذلك لا يجوز للرجال أن يلبسوا ما يسمى اليوم بالبنطلون؛ لأنه يُحَجّم الفخذين، قد يُحَجّم ما بينها تحجيما قبيحاً جداً، فلا يجوز للرجل فضلاً عن المرأة، ومن عجائب المفارقات التي نلاحظها نحن اليوم، أنه يكون الزوج رجلاً طيباً يصلي ويصوم إلى آخره، ملتزم بعض الشيء.
لكنه هو إن صح التعبير متبنطل لابس البنطلون، لكنه متعصب كل التعصب، وبحق بالنسبة لزوجته، فهو لا يريد أن تلبس ثوباً ضيقاً؛ لماذا؟ لأنه يُحَجّم عورتها، فنسي نفسه، نسي نفسه أنه يلبس البنطلون الذي يُحَجّم العورة، فيجب على الزوجين كليهما أن يلتزما أحكام الإسلام في كل شيء.
ومن ذلك: أن يبتعدا عن لباس أي ثوبٍ يُحَجّم العورة كلٌ بحسبه، المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين، أما الرجل فمن السرة إلى تحت الركبة.
مداخلة: أولاً سؤال تابع لسؤال الأخت، ويدخل ضمن سؤالها: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله: بالنسبة لنحن يعني: نلبس الجلباب كما ترى، وهو عبارة عن ثوب، ونلبس الخمار الطويل فوقه، يعني: هل يعد هذا من
الحجاب الشرعي أو الحجاب المطلوب، أم الأفضل نغيره بالعباءة.
الشيخ: العباءة توضع على الرأس أم على المنكبين، فاسمعي أنت خليك مستمعة؟
مداخلة: على الرأس.
الشيخ: العباءة ..
مداخلة: هذا من غير رأس يعني: موضوع الكتفين كالثوب.
الشيخ: فاهم، فاهم، أنا شايف هذا، بس العباءة التي تسألين عنها، أسألك: توضع على الرأس أم توضع على المنكبين؟
مداخلة: على الرأس توضع.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: فوق الرأس.
الشيخ: فوق الرأس، هنا يأتي الجواب كالآتي، العباءة هو الجلباب المذكور في القرآن.
ولذلك أمر الله عز وجل، أو من أَجْلِ ذلك أمر الله عز وجل المرأة أن تجمع بين وضع الخمار، وعلى الخمار الجلباب لماذا؟ لأن الجلباب باعتباره أوالعباءة، نحن الآن إن قلنا عباءة أو قلنا جلباب فالمعنى واحد، العباءة معلوم أنها مفتوحة من الأمام، ولذلك قال تعالى حينما ذكر الجلباب:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ} [الأحزاب: 59] ما قال: «يغطين» ، قال:{يُدْنِينَ} ، ذلك لأن المرأة في الجاهلية كانت إذا خرجت متجلببة الجلباب لباس يعني: شعبي عربي قديم، لكنها لما كان الجاهلية لا دين لها، كانت تُلقي الجلباب على رأسها، نصف رأسها هو المكشوف، كما تفعل بعض النساء بالنسبة للإيشارب، وكما تفعل بعض العراقيات المستهترات، تلقي الجلباب على نصف الرأس، وصدرها ورقبتها كله مُبَيّن، فالله عز وجل أدّب المسلمات بقوله:{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] أي: حينما يضعن هذا الجلباب ينبغي هذا الإدناء وهو التقريب،
تقريب إلى حيث يغطي ما سوى الوجه، هذا في الرأي الواجب.
وفيه هناك قول آخر لبعض المفسرين: أنها تغطي الوجه كله إلا عين واحدة هكذا جاء الوصف، وبعضهم ذكر العينين.
فالشاهد: العباءة هو الجلباب، ولكن لما كانت المرأة من الممكن أن تغفل عن عباءتها، فأمر الشرع الحكيم أن تضع تحت الجلباب الخمار، فالخمار تضربه على رأسها وعلى عنقها، فلو انكشفت العباءة شيء بدون قصدها فيكون هناك فيه احتياط.
حينئذٍ إذا استعملت العباءة، ووضعت على الرأس من مقدمة الرأس، وتحته الخمار، يكون هذا فيه تنفيذ الآيتين التامتين، آية الجلباب وآية الخمار.
لكن لا بد من بيان شيء: وهو هل الأمر بالجلباب الذي كان معهوداً ما قبل الإسلام، ثم فعل أيضاً في الإسلام، هل هو تَعَبُّدي أم هو معقول المعنى؟ وأظن أن الجميع يفهم أن المقصود من كلمتي تعبيد أو معقول المعنى.
مداخلة: اشرحها كذلك يا شيخ!
الشيخ: طيب، المقصود عند الفقهاء بكلمة تَعَبُّدي أي: نحن نتعبد الله بتنفيذ هذا الحكم، ولا نعرف ما الحكمة وما السر، الخلاف إذا كان معقول المعنى أي: أن العقل يدرك لماذا ربنا عز وجل أمر بذاك الشيء؟ نضرب مثلاً لتوضيح تعبدي وتوضيح المعقول المعنى.
ربنا عز وجل شرع للمسلمين جميعاً خمس صلوات في كل يومٍ وليلة، فاوت بينها في عدد الركعات، فاوت بين هذه الركعات، فيما يتعلق بقراءة القرآن، شيء السر، وشيء جهر، شيء نصف سر ونصفه الجهر وهكذا، ترى! يأتي سؤال الآن: لماذا هذا التفاوت؟ لماذا الفجر ركعتان، والمغرب ثلاث، وبقية الصلوات أربع أربع؟ لا ندري. هذا غير معقول المعنى.
يأتي مثال آخر لمعقولية المعنى: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر، هذا تَعَبُّدي
أم معقول المعنى؟ معقول المعنى ليه؟ لأن بيع الغرر يوجده المخاصمة من المسلمين، ولذلك نهى عنه، فهذا معقول المعنى، وأكثر المعاملات تكون من هذا القبيل تكون معقولة المعنى، وأكثر العبادات غير معقولة المعنى، مثلاً تحريم لحم الخنزير {حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ} [البقرة: 173] إلى عهد قريب كان المسلمون يتلقون هذا الحكم بالتحريم على التسليم، ما نعرف ليش حرام الآن، يمكن قرأتم أو سمعتم أنه ظهر أنه فيه الدودة الوحيدة، وأنها تعمل أضراراً في البدن، وخاصة أنها لا تموت إلا بحرارة شديدة جداً، وإذا ما طبخوا هذا اللحم الخبيث بالحرارة الشديدة يذهب طعمه على رأي أولئك الكفار.
إذاً: هذا الآن صار معقول المعنى، لكن هل هو معقول المعنى، بحيث أنَّا لا نستطيع أن نقول إن حكمة التحريم هو هذه الدودة الوحيدة بمعنى: إذا ما قُضي عليها حل هذا؟ الجواب: لا؛ لأنه ما عندنا نص قاطع بأن سبب تحريم لحم الخنزير هو الدودة الوحيدة.
إذا عرفنا تقريباً التَعَبُّدي والمعقول المعنى، نعود الآن فربنا عز وجل فرض على النساء الجلباب، يا تُرى هذا تَعَبُّدي، لم نعرف ما هي الغاية، أم مفهوم ما هي الغاية، مفهوم ما هي الغاية، وهو التستر وتغطية الزينة، التي قد تكون المرأة متزينة بها تحت جلبابها.
فإذاً: هذا الأمر معقول المعنى لدفع الفتنة، فلو قام مقام الجلباب قوم آخر لا يسمى لغةً جلباباً، مثلاً: في بعض البلاد العربية كسوريا مثلاً وفي الأردن أيضاً.
مداخلة: .
…
الشيخ: أقول: إن الغطاء هناك الشرعي عبارة عن قطعتين. .. يعني: قطعة فوقانية وقطعة تحتانية، هذه لا تُسمى جلباباً، ولا تُسمى عباءةً، لكنها من حيث أنها تُحقق الستر المراد من الجلباب هذا متحقق تماماً.
فإذاً: الواجب على المرأة أن تلبس اللباس الذي يستر بدنها، كالعباءة أو أحسن