الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من جنده، وطلب إبراهيم باشا ترحيله فأرسل إليه ابن معن مئة ألف دوكا و480 بندقية وخيلاً وأشياء ثمينة، ولما تسلمها الوزير العثماني أمر بإحراق 19 قرية من قرى ابن معن وأعدم ثلاثمائة من رجاله، وفي خلال ذلك كان الأسطول العثماني أخرج إلى صيدا أربعة آلاف جندي وضرب الساحل وأخذ ثلاثة آلاف أسير. قال البوريني: إن إبراهيم باشا لما
خرج من مصر خرج بأموال عظيمة وتحف كثيرة منها أنه جعل للسلطان مراد تختاً من الذهب مرصعاً بالجواهر العظيمة ورجع ومعه عساكر مصر، وجمع عساكر الشام وحاكمها إذ ذاك أويس باشا وكبس جبل الشوف فقتل ونهب وحرق وأخذ منهم أموالا جمة وحاصرهم محاصرة عظيمة حتى إن أميرهم قرقماز بن معن مات قهراً.
وفي سنة 944 أراد جماعة من أقارب الأمير علي الحرفوش صاحب بعلبك أن ينزعوا حكومتها من يد أبي علي الشهير بالأقرع بن قنبر لأنه من غير أولاد الأمراء، وحكومة بعلبك متوارثة لبني الحرفوش، فعرف ابن الأقرع ما دبّر له فجاءه ألفا رجل جمعهم بنو حرفوش من كسروان والشوف وعين دارة وأرادوه على أن يخرج بعياله وبمن يلوذ به حيث شاء فأبى إلا قتالهم، واستنجد بالأمير قرقماز بن الفريخ أمير البقاع وبغيره من التركمان والعرب فولى الدروز هاربين فتبعهم أهل بعلبك يقتلونهم، وقتلوا منهم ألفاً وثمانين قتيلاً ولم يقتل من جماعته سوى شخص واحد. قال البوريني: وكان أصلح له ولجماعته طعاماً قبل المعركة فقاتل أعداءه ورجع والطعام لم يبرد وأرسلت الرؤوس لدمشق لتعرض فيها. ثم قتل علي بن الحرفوش ابن الأقرع وندم على قتله، وأخذت الدولة بعد ذلك الأمير ابن الحرفوش إلى دمشق بالأمان وقتلته وقتلت معه عسافاً الكذاب الذي ادعى انه ابن طرباي أمير اللجون.
بنو عساف وبنو سيفا وابن فريخ وخراب البلاد:
وفي سنة 999 جمع الأمير محمد بن عساف الرجال وسار لطرد يوسف باشا بن سيفا من عكار، فلما بلغ يوسف باشا ذلك جمع رجاله وكمن له في العقبة بين البترون والمسيلحة وقتله هناك، ولم يكن له ولد فانقطع نسله، وكان لبني
عساف في كسروان 232 سنة فانقرضت دولتهم تلك السنة. ذكر المؤرخون في حوادث
سنة 999 أن منصور بن فريخ أعيد إلى لواء صفد وأعطى قرقماز لواء نابلس وصاحبه الدالي على لواء عجلون، وذلك بالتزام مال لجهة السلطنة قدره ثمان كرات كل كرة مائة ألف دينار غير ما ينوبها من الكلف. وقد خرب ابن فريخ هذا كوراً كثيرة وقتل خلقاً، وكان في أول أمره بدوياً من خدام ابن الحنش فترقى به الحال إلى أن التزم مالاً عظيماً على لوائي صفد ونابلس وإمارة الحج وعمر عمارات عظيمة بالبقاع بقرية قب الياس، وشرع في عمارة دار عظيمة خارج دمشق واستعمل فيها العملة بالسخرة، وقد خنق في قلعة دمشق لظلمه وتخريبه العمالات التي استولى عليها خصوصاً البقاع وصفد ونابلس.
وفي سنة 1000 أمر قاضي دمشق مصطفى بن سنان بقيام النواب من المحاكم وإغلاق أبوابها فأغلقت أسواق البلد كلها، وسبب ذلك أن الدفتردار محموداً ارتشى من ابن الأقرع بخمسة عشر ألف دينار وولاه على بعلبك بدل ابن الحرفوش فأدى ذلك إلى خراب بعلبك ظاهرها وباطنها، ورحل أكثر أهلها حتى تعطلت الأحكام الشرعية بها وعتا بها ابن الأقرع وأتباعه وصادر الناس مصادرة ليوفي بها المال الذي التزم به للسلطنة.
وكان المكس في هذه الحقبة حتى على الخمور والخمارات يتقاضاه كل من كان باشا دمشق يلتزمه صاحب الشحنة وهو من كبراء الانكشارية بمال كبير يدفعه للباشا ويحرق الأخضرين في جبايته، وكان من الولاة في ذلك الدور في الشام الصالح والطالح مثل سليمان بن قباد باشا الذي تولى نيابة القدس وقطع دابر المفسدين ثم تولى محافظة دمشق 990 وكان ينوع العذاب للسراق وقطاع الطريق.
ومنهم من خلفوا آثاراً مثل خسرو باشا وعادلي محمد باشا وبهرام باشا من ولاة حلب فإنهم بنوا مدارس وجوامع فخمة في الشهباء ومنهم لالا مصطفى باشا الذي
ولي دمشق سنة 981 خمس سنين وقد مدحه ابن بدير والمقار ووصفه هذا بأنه صاحب الخيرات والحسنات وأنه عمر تحت القلعة بدمشق الخان والحمام اللذين لا نظير لهما وأثنى أيضاً على مراد باشا الذي