الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1/ 425]ـ وروينا في صحيحي البخاري ومسلم،
عن أنس رضي الله عنه قال مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ" ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال:"وَجَبَتْ" فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: "هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّه في الأرْضِ".
[2/ 426] وروينا في صحيح البخاري، عن أبي الأسود قال:
قدمتُ المدينةَ فجلستُ إلى عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فمرّتْ بهم جنازة، فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر: وجبتْ، ثم مُرّ بأخرى فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر: وجبتْ، ثم مُرّ بالثالثة فأُثني على صاحبها شرٌّ فقالَ عمرُ: وجبتْ؛ قال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟! قال: قلتُ كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ" فقلنا: وثلاثة؟ قال: "وَثَلَاثَةٌ" فقلنا: واثنان، قال:"وَاثْنانِ"، ثم لم نسأله عن الواحد. والأحاديث بنحو ما ذكرنا كثيرة، والله أعلم.
127 ـ بابُ النّهي عن سبِّ الأمْوَات
[1/ 427] روينا في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ فإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا".
[2/ 428] وروينا في سنن أبي داود والترمذي، بإسناد ضعيف ضعَّفه
[425] البخاري (1367)، ومسلم (949)، والترمذي (1058)، والنسائي 4/ 49ـ50.
[426]
البخاري (1368)، والترمذي (1059)، والنسائي 4/ 51.
[427]
البخاري (1393)، وأبو داود (4899)، والنسائي 4/ 52ـ63. و"أفضوا": وصلوا إلى ما عملوا من خير أو شر.
[428]
أبوداود (4900)، والترمذي (1019)، وقال الحافظ ابن حجر بعد تخريجه: لم أرَ في =
الترمذي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذْكُرُوا مَحاسنَ مَوْتاكُمْ، وكُفُّوا عَنْ مَساوِيهمْ".
قلت: قال العلماء: يَحرم سبُّ الميت المسلم الذي ليس معلنًا بفسقه. وأما الكافرُ والمُعلِنُ بفسقه من المسلمين ففيه خلاف للسلف وجاءت فيه نصوص متقابلة، وحاصلُه أنه ثبت في النهي عن سبّ الأموات ما ذكرناه في هذا الباب.
وجاء في الترخيص في سبّ الأشرار أشياء كثيرة، منها ما قصَّه اللَّهُ علينا في كتابه العزيز وأمرنا بتلاوته وإشاعة قراءته؛ ومنها أحاديثُ كثيرة في الصحيح، كالحديث الذي ذكر فيه صلى الله عليه وسلم عمروَ بن لحيّ، وقصة أبي رِغال (1)، والذي كان يسرقُ الحاجَّ بمحجنه (2)، وقصة ابن جُدْعان (3) وغيرهم، ومنها الحديث الصحيح الذي قدّمناه لما مرّت جنازة فأثنوا عليها شرًّا فلم ينكر عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بل قال:"وجبتْ".
= شيء من نسخ الترمذي تصريح الترمذي بتضعيفه، وإنما استغربه، ونقل عن البخاري أن بعض رواته منكر الحديث، وقد سكت عليه أبو داود، وصححه ابن حبّان وغيره، فهو من شرط الحسن. الفتوحات 4/ 211.
(1)
قصة أبي رغال رواها أبو داود (3088)
(2)
قصة الذي كان يسرق الحاج بمحجنه رواها مسلم في صلاة الكسوف رقم (904)(10)
(3)
"ابن جُدْعان" هو بضم الجيم، وإسكان الدال وبالعين المهملتين واسمه عبد الله، وكان كثير الإِطعام، وكان اتخذ للضيفان جفنة يرقى إليها بسلم، وكان من بني تيم بن مرّة من أقرباء عائشة رضي الله عنها، إذ هو ابن عمّ أبي قحافة والد الصديق، ذكره الحافظ في التخريج، وكان من رؤساء قريش في الجاهلية. وفي الصحيح عن عائشة قالت:"قلت يارسول الله! إن ابن جُدْعَان كان في الجاهلية يَصل الرحم ويُطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال لا، إنه لم يقلْ يومًا ربِّ اغفرْ لي خطيئتي يومَ الدين" رواه مسلم. قال الحافظ: وسُمِّي في طريق أخرى عند أحمد أيضًا عن عائشة قالت: "يا رسول الله! إن عبد الله بن جدعان فذكره" وزاد "يقري الضيف ويفكّ العاني ويحسن الجوار" وزاد فيه أبو يعلى من هذا الوجه "ويكفّ الأذى فأُثيب عليه" الفتوحات 4/ 215