الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثبت في الحديث الصحيح في سنن أبي داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "غُفْرَانَك" وروى النسائي وابن ماجه باقيه.
[1/ 60] وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله إذا خرج من الخلاء قال: "الحَمْدُ لِلَّه الَّذي أذَاقَنِي لَذَّتَهُ، وأبْقَى فِيَّ قُوَّتَهُ، وَدَفَعَ عَنِّي أَذَاهُ" رواه ابن السني والطبراني.
15 ـ بابُ ما يقولُ إذا أراد صَبَّ ماء الوضوءِ أو استقاءه
يستحبّ أن يقول "باسْمِ اللَّه" كما قدَّمناه.
16 ـ بابُ ما يَقولُ على وضُوئه
يستحب أن يقول في أوّله: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ" وإن قال "بِاسْمِ اللَّهِ" كفى. قال أصحابنا: فإن ترك التسمية في أوّل الوضوء أتى بها في أثنائه. فإن تركها حتى فرغ فقد فات محلها فلا يأتي بها ووضوءه صحيح، سواء تركها عمدًا أو سهوًا. هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء. وجاء في التسمية أحاديث ضعيفة، ثبت عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال: لا أعلم في التسمية في الوضوء حديثًا ثابتًا. فمن الأحاديث:
[1/ 61] حديث أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبيّ "لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ
[60] ابن السني (25)، وقال الحافظ: وفي سنده ضعيفان وانقطاع، لكن للحديث شواهد .. انظر الفتوحات 1/ 405.
[61]
أبو داود (101) وقال الحافظ: حديث غريب أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم. وفي سنده يعقوب بن سلمة الليثي، وهو شيخ جليل الحديث، ما روى عنه من الثقات سوى محمد بن موسى، وأبوه يعقوب مجهول، ما روى عنه سوى ابنه. الفتوحات 2/ 7.
يَذْكُرِ اسْمَ الله عَلَيْهِ" رواه أبو داود وغيره. وروينا من رواية سعيد بن زيد وأبي سعيد وعائشة وأنس بن مالك وسهل بن سعد رضي الله عنهم، رويناها كلها في سنن البيهقي، وغيره. وضعّفها كلها البيهقي (1) وغيره.
[فصل]: قال بعض أصحابنا، وهو الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي الزاهد: يُستحبّ للمتوضىء أن يقولَ في ابتداء وضوئه بعد التسمية: أشهدُ أن لا إله إلَاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه. وهذا الذي قاله لا بأس به، إلا أَنَّهُ لا أصل له من جهة السنة، ولا نعلم أحدًا من أصحابنا وغيرهم قال به، والله أعلم.
[فصل]: ويقول بعد الفراغ من الوضوء: أشْهَدُ أنْ لا إله إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ،
واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ.
[2/ 62] روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأ فَقالَ: أشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أيِّها شاءَ" رواه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي وزاد فيه "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ".
[62] مسلم (234)، والترمذي (55)، وابن ماجه (470)، والنسائي في اليوم والليلة (84).
(1)
قال الحافظ المنذري: وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال، وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه، وأهل الظاهر؛ إلى وجوب التسمية في الوضوء، حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء، وهو رواية عن الإمام أحمد، ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها، وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة. والله أعلم. الترغيب والترهيب 1/ 164.
وروى "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك"(1) إلى آخره: النسائي في اليوم والليلة وغيرُه بإسناد ضعيف.
[3/ 63] وروينا في سنن الدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما
أنَّ النبيّ قال: "مَنْ تَوَضَّأ ثُم قال: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّم، غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَ الوُضُوءَيْن" إسناده ضعيف.
[4/ 64] وروينا في مسند أحمد بن حنبل وسنن ابن ماجه وكتاب ابن السني من رواية أنس
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسولُهُ فُتِحَتْ لَهُ ثَمانِيَةُ أبْوَابِ الجَنَّةِ مِنْ أيّها شاءَ دَخَلَ" إسناده ضعيف.
[5/ 65] وروينا تكريرَ شهادة أن لا إله إلَاّ الله ثلاث مرات في كتاب ابن السني، من رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه بإسناد ضعيف.
[63] سنن الدارقطني 1/ 93، وقال الحافظ: حديث غريب، قال الدارقطني بعد تخريجه: انفرد به محمد بن البيلماني، وهو ضعيف جدًا.
[64]
المسند 3/ 265، وابن ماجه (469)، وابن السني (32)، قال الحافظ: حديث غريب أخرجه أحمد وابن ماجه وأبو يعلى وابن السني والطبراني، ومدارهم على عمر بن عبد الله بن وهب، وهو صدوق، عن زيد العمي، وهو بصري ضعيف عند الجمهور
…
الفتوحات الربانية 2/ 21ـ22. وانظر ضعيف الجامع الصغير 5/ 187.
[65]
ابن السني (29) قال الحافظ ابن حجر: والراوي له عن عمرو ما عرفته .. وشيخ ابن السني: عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قاضي مصر، وقد اتهم بوضع الحديث آخر عمره. الفتوحات 2/ 22.
(1)
النسائي في اليوم والليلة (81) ورجح الحافظ ابن حجر صحة السند، وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه.
قال الشيخ نصر المقدسي: ويقول مع هذه الأذكار: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، ويضمّ إليه: وسلم. قال أصحابنا: ويقول هذه الأذكار مستقبل القبلة، ويكون عقيب الفراغ.
[فصل]: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجىء فيه شيء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد قال الفقهاء: يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها، فالمتحصّل مما قالوه أنه يقول بعد التسمية: الحمد للَّهِ الذي جعل الماء طهورًا، ويقول عند المضمضة: اللهم اسقِني من حوْضِ نبيِّك كأسًا لا أظمأ بعده أبدًا، ويقول عند الاستنشاق: اللهمّ لا تحرِمني رائحة نعيمِك وجناتِك، ويقول عند غسل الوجه: اللهمّ بيِّض وجهي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوه، ويقول عند غسل اليدين: اللهمّ أعطِني كتابي بيميني، اللهمّ لا تعطِني كتابي بشمالي، ويقول عند مسح الرأس: اللهمّ حرّم شعري وبشرِي على النار، وأظلّني تحت عرشِك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك، ويقول عند مسح الأُذنين: اللهمّ اجعلني من الذين يستمعونَ القول فيتَّبعون أحسنه، ويقول عند غسل الرجلين: اللهمّ ثبِّت قدميَّ على الصرا. والله أعلم.
[6/ 66] وقد روى النسائي وصاحبه ابن السني في كتابيهما "عمل اليوم
[66] النسائي في اليوم والليلة (80)، وابن السني (28)، وقال الحافظ ابن حجر: وأخرجه الطبراني في الكبير، وفيه "فتوضأ، ثم صلى، ثم قام وقال: اللهم .. الخ" وهذا يدفع ترجمة ابن السني لتصريحه بأنه قال بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة .. وقال: وفي حكم الشيخ ـ أي النووي ـ على الإِسناد بالصحة نظر .. لأن أبا مِجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن الحصين، فيما قاله علي بن المديني، وقد تأخرا عن أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عُهد منه الإِرسال عمّن لم يلقه، ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح إلا عباد بن عباد. الفتوحات الربانية 2/ 33.