الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"عَلَيْكَ بتَقْوَى اللَّهِ تَعالى، وَالتَّكْبِيرِ على كُلّ شَرَفٍ، فلما ولَّى الرجلُ قال: اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ البَعِيدَ، وهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ" قال الترمذي: حديث حسن.
172 ـ بابُ استحباب وصيّة المُقيم المسافر بالدعاء له في مواطن الخير ولو كان المقيم أفضل من المسافر
[1/ 530] روينا في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما، عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه قال:
استأذنتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذِنَ وقال:"لا تَنْسَنا يا أُخَيَّ مِن دُعائِكَ" فقال كلمةً ما يسرُّني أنَّ لي بها الدنيا. وفي رواية قال: "أشْرِكْنا يا أخِي في دُعائِكَ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
173 ـ بابُ ما يقولُه إذا ركبَ دابّتَه
قال الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الفُلْكِ وَالأنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَووا على ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (1)، وَإنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:12ـ14].
[1/ 531] وروينا في كتب أبي داود والترمذي والنسائي، بالأسانيد الصحيحة،
عن عليّ بن ربيعة قال: شهدتُ عليّ بن أبي طالب رضي الله
[530] أبو داود (1498)، والترمذي (3557)، وإسناده ضعيف، لوجود عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، ومع ذلك حسّنه الترمذي.
[531]
أبو داود (2602)، والترمذي (3443)، والنسائي (502) في "عمل اليوم والليلة"، وهو حديث صحيح رواه أحمد وابن حبّان والحاكم. الفتوحات الربانية 5/ 125.
(1)
"مُقرنين": أي مُطيقين
عنه أُتي بدابّة ليركَبها، فلما وضعَ رجلَه في الرِّكاب قال: بِاسْمِ الله، فلما استوى على ظهرها قال {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ} ثم قال: الحَمْدُ لِلَّهِ ثلاث مرات، ثم قال: اللَّهُ أكْبَرُ ثلاث مرات، ثم قال: سُبْحانَك إني ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لي، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ أنْتَ، ثم ضَحِكَ، فقيل: يا أمير المؤمنين! من أيّ شيء ضحكت؟ قال: رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فعل مثلَ ما فعلتُ ثم ضَحِكَ، فقلتُ: يا رسولَ الله! من أيّ شيء ضحكت؟ قال: "إنَّ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إذَا قالَ: اغْفِرْ لي ذُنُوبي، يَعْلَمُ أنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي" هذا لفظ رواية أبي داود. قال الترمذي: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسن صحيح.
[2/ 532] وروينا في صحيح مسلم في كتاب المناسك، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثًا، ثم قال:"سُبْحانَ الَّذي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ، وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ فِي سفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنْ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوّْ عَلَيْنا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ. اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ وكآبَةِ المَنْظَرِ وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ والأهْلِ. وإذا رَجع قالهنّ وزاد فيهنّ: آيِبُونَ تائبُونَ عابدُونَ لرَبِّنَا حامِدُون" هذا لفظ رواية مسلم. زاد أبو داود (1) في روايته "وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا
[532] مسلم (1342)، وأبو داود (2599)، والنسائي (548) في "عمل اليوم والليلة".
(1)
هذه الزيادة مدرجة، وليست من حديث أبي داود، وإنما هي من رواية عبد الرزاق في مصنفه عن ابن جريج، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علو الثنايا .. وإسناده معضل. وقد سها عن هذا الإِمام النووي رحمه الله تعالى فجعل الزيادة من رواية أبي داود، وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في أماليه، وبيّن هذا النوع الدقيق من الإِدراج، انظر الفتوحات الربانية 5/ 140
كبّروا وإذا هبطوا سبَّحوا" وروينا معناه من رواية جماعة من الصحابة أيضًا مرفوعًا.
[3/ 533] وروينا في صحيح مسلم، عن عبد الله بن سَرْجِسَ رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوّذ من وَعْثَاءِ السفر، وكآبة المنقلب، والحَوْرِ بعد الكَوْن، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال.
[4/ 534] وروينا في كتاب الترمذي وكتاب النسائي وكتاب ابن ماجه، بالأسانيد الصحيحة، عن عبد الله بن سَرْجِس رضي الله عنه قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: "اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ؛ اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ وكآبَةِ المُنْقَلَبِ، وَمِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ، وَمِنْ دَعْوَةِ المَظْلُومِ، وَمِنْ سُوءِ المَنْظَرِ فِي الأهْلِ وَالمَالِ". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال: ويروى: الحور بعد الكوْر أيضًا: يعني يُروى الكون بالنون، والكور بالراء. قال الترمذي: وكلاهما له وجه، قال: يقال هو الرجوع من الإِيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشرّ، هذا كلام الترمذي، وكذا قال غيره من العلماء: معناه بالراء والنون جميعًا: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص. قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفّها وجمعها، ورواية النون، مأخوذة من الكون مصدر كان يكون كونًا: إذا وجد واستقرّ.
[533] مسلم (1343)، ومعنى "الحَوْر بعد الكون": الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص. ويروى "الكور" بالراء.
[534]
الترمذي (3435)، والنسائي 8/ 272، وابن ماجه (3888)، وهو عند النسائي أيضًا في "عمل اليوم والليلة" برقم (499)، والمسند 5/ 83.