الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والليلة" بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فتوضأ، فسمعته يدعو ويقول:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، وَوَسِّعِ لي فِي داري، وَبارِكْ لي في رِزْقِي" فقلت: يا نبيّ الله! سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال:"وَهَلْ تَرَكْنَ مِنْ شَيْءٍ؟ "
ترجم ابن السني لهذا الحديث؛ باب ما يقول بين ظهراني وضوئه. وأما النسائي فأدخله في باب: ما يقول بعد فراغه من وضوئه، وكلاهما محتمل.
17 ـ بابُ ما يقولُ على اغْتسالِه
يستحبّ للمغتسل أن يقول جميع ما ذكرناه في الوضوء من التسمية وغيرها، ولا فرق في ذلك بين الجُنب والحائض وغيرهما. وقال بعض أصحابنا: إن كان جُنُبًا أو حائضًا لم يأتِ بالتسمية، والمشهور أنها مستحبّة لهما كغيرهما، لكنهما لا يجوز لهما أن يقصدا بها القرآن.
18 ـ بابُ ما يقولُ على تَيَمُّمِه
يستحبّ أن يقول في ابتدائه: "باسمِ الله" فإن كان جُنبًا أو حائضًا فعلى ما ذكرنا في اغتساله. وأما التشهّد بعده وباقي الذكر المتقدم في الوضوء والدعاء على الوجه والكفّين فلم أرَ فيه شيئًا لأصحابنا ولا غيرهم، والظاهر أن حكمه على ما ذكرنا في الوضوء، فإن التيمّم طهارة كالوضوء.
19 ـ بابُ ما يقولُ إذا توجَّهَ إلى المسجدِ
وقد قدّمنا ما يقوله إذا خرج من بيته إلى أيّ موضع خرج، وإذا خرج إلى المسجد فيستحبّ أن يضمّ إلى ذلك:
[1/ 67] ما رويناه في صحيح مسلم، في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مبيته في بيت خالته ميمونة رضي الله عنها، ذكر الحديث في تهجّد النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: فأذّن المؤذّن، يعني الصبح، فخرج إلى الصلاة وهو يقول:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسانِي نُورًا، وَاجْعَلْ في سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ في بَصَري نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أمامي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهُمَّ أعْطِني نُورًا".
[2/ 68] وروينا في كتاب ابن السني عن بلال رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال: "بِاسْمِ اللَّهِ، آمَنْتُ باللَّهِ، تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ باللَّهِ، اللَّهُمَّ بِحَقّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقّ مَخْرَجِي هَذَا فإني لَمْ أخْرُجْهُ أشَرًا وَلَا بَطرًا وَلَا رِياءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ ابْتِغاءَ مَرْضَاتِكَ، وَاتِّقاءَ سَخَطِكَ، أسألُكَ أنْ تُعِيذَني مِنَ النَّارِ وتُدْخِلَني الجَنَّة" حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر الحديث.
وروينا في كتاب ابن السني معناه من رواية عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعطية أيضًا ضعيف.
[67] مسلم (763)، وأبو داود (58)، والنسائي 2/ 218.
[68]
ابن السني (83) وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث واهٍ جدًا، أخرجه الدارقطني في الأفراد من هذا الوجه، وقال: تفرد به الوازع، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر االحديث. وأما رواية عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، فهي عند ابن السني برقم (84) وقال الحافظ بعد تخريجها: حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وأبو نعيم الاصبهاني .. وقال: وعجبت للشيخ ـ أي النووي ـ كيف اقتصر على رواية بلال دون أبي سعيد، وعزو رواية أبي سعيد لابن السني دون ابن ماجه وغيره، والله الموفق. الفتوحات الربانية 2/ 40ـ41.