الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحلُّ له من الضيافات والهدايا وما لا يَحلّ، وما يَجب عليه من مراعاة النصيحة وإظهار ما يُبطنه وعدم الغشّ والخِداع والنفاق، والحذر من التسبّب إلى مقدمات الغدر أو غيره مما يحرم وغير ذلك.
وإن كان وكيلًا أو عاملًا في قراض أو نحوه تعلَّم ما يَحتاج إليه مما يَجوز أن يشتريه وما لا يجوز، وما يَجوز أن يبيعَ به وما لا يجوز، وما يجوز التصرّف فيه وما لا يجوز، وما يُشترط الإِشهاد فيه وما يجب وما يشترط فيه ولا يجب، وما يجوز له من الأسفار وما لا يجوز.
وعلى جميع المذكورين أن يتعلَّم مَن أراد منهم ركوبَ البحر الحالَ التي يجوز فيها ركوبَ البحر، والحال التي لا يجوز، وهذا كلُّه مذكور في كتب الفقه لا يليق بهذا الكتاب استقصاؤه، وإنما غرضي هنا بيانُ الأذكار خاصة، وهذا التعلّم المذكور من جملة الأذكار كما قدَّمْته في أول هذا الكتاب، وأسألُ الله التوفيقَ وخاتمة الخير لي ولأحبائي والمسلمين أجمعين.
169 ـ بابُ أذكارِه عندَ إرادتِه الخروجَ من بيتِه
يُستحبّ له عند إرادتِه الخروجَ أن يصلِّي ركعتين:
[1/ 519] لحديث المُطْعِم (1) بن المقدام الصنعاني (2) رضي الله عنه
أن
[519] قوله: "رواه الطبراني" قال الحافظ: يتبادر منه قوله "الصحابي" أن المراد "المعجم =
(1)
في الأصل "المقطم" قال الحافظ: هو سهوٌ نشأ عن تصحيف إنما هو المُطْعِم، بسكون الطاء وكسر العين. الفتوحات الربانية 5/ 105
(2)
في الأصل "الصحابي" قال الحافظ، إنما هو الصنعاني، نسبة إلى صنعاء دمشق، وقيل: بل إلى صنعاء اليمن، ثم تحوّل إلى الشام. وكان في عصر صغار الصحابة، ولم يثبت له سماع من صحابي، بل أرسله عن بعضهم، وجلّ روايته عن التابعين؛ كمجاهد والحسن
…
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما خَلَّفَ أحَدٌ عِنْدَ أَهْلِهِ أفْضَلَ منْ رَكْعَتَيْ يَرْكَعُهُما عنْدَهُمْ حينَ يُرِيدُ سَفَرًا" رواه الطبراني. قال بعض أصحابا: يُستحبّ أن يقرأ في الأولى منهما بعد الفاتحة {قُلْ يا أيُّهَا الكافِرُونَ} وفي الثانية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ} . وقال بعضهم: يَقرأ في الأولى بعد الفاتحة {قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ} وفي الثانية {قُلْ أعُوذُ بِرَبّ النَّاسِ} . فإذَا سلَّم قرأ آيةَ الكرسي، فقد جاء: أن من قرأ آية الكرسي قبلَ خروجهِ من منزلِه لم يصبْه شيءٌ يكرهُه حتى يَرجع (1). ويُستحبّ أن يقرأ سورة {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} فقد قال الإِمام السيد الجليل أبو الحسن القزويني، الفقيه الشافعي، صاحب الكرامات الظاهرة، والأحوال الباهرة، والمعارف المتظاهرة: إنه أمان من كل سوء. قال أبو طاهر بن جحشويه: أردتُ سفرًا وكنتُ خائفًا منه فدخلتُ إلى القزويني أسألُه الدعاءَ، فقال لي ابتداءً من قِبَل نفسه: مَن أرادَ سفرًا ففزِعَ من عدوّ أو وحش فليقرأ {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} فإنها أمانٌ من كلّ سوء، فقرأتُها فلم يعرض لي عارض حتى الآن؛ ويستحبّ إذا فرغ من هذه القراءة أن يدعو بإِخلاص ورقّة. ومن أحسن ما يقول: اللَّهُمَّ بِكَ أسْتَعِينُ
= الكبير" للطبراني، الذي هو مسند الصحابة. وليس هذا الحديث فيه، بل هو في كتاب "المناسك" للطبراني، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة مطعم بن المقدام الصنعاني .. وسند الحديث معضل، أو مرسل إن ثبت له سماع من صحابي .. وقال الحافظ: وجاء عن أنس حديث يدخل في هذا الباب، وهو قوله: كان صلى الله عليه وسلم إذا سافر لم يرتحل إذا نزل منزلًا حتى يودِّع ذلك المكان بركعتين، وفي رواية الدارمي: كان صلى الله عليه وسلم لا ينزل منزلًا إلا ودّعه بركعتين .. ثم أورد له الحافظ شواهد بمعناه حسّنه بها. وانظر تمام ذلك في الفتوحات الربانية 5/ 105ـ107.
(1)
قال الحافظ: لم أجده بهذا اللفظ، بل معناه وأتمّ منه، فمن ذلك حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم:"من قرأ آية الكرسي وفاتحة حم المؤمن إلى إليه المصير. حين يصبح لم يرَ شيئًا يكرهه حتى يُمسي، ومَن قرأها حين يُمسي لم يَرَ شيئًا يكرهه حتى يصبح" حديث غريب وسنده ضعيف. أخرجه ابن السني، والبيهقي في الشعب، وأبو الشيخ في ثواب الأعمال. الفتوحات الربانية 5/ 108