الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجواز، والمشهور في كتب الفقه لأصحابنا وغيرهم أنه يُستحبّ تقديمُ الصلاة على الخطبة لأحاديث أُخر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّمَ الصلاةَ على الخطبة، والله أعلم.
ويُستحبّ الجمع في الدعاء بين الجهر والإِسرار ورفع الأيدي فيه رفعًا بليغًا. قال الشافعي رحمه الله: وليكن من دعائهم: اللَّهُمَّ أمَرْتَنا بِدُعائِكَ، وَوَعَدْتَنا إِجابَتَكَ، وَقَدْ دَعَوْناكَ كما أمَرْتَنا، فأجِبْنا كما وَعَدْتَنا؛ اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيْنا بِمَغْفِرَةِ ما قارَفْنا، وإِجابَتِكَ في سُقْيانا وَسَعَةِ رِزْقِنا، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات، ويُصلِّي على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويقرأ آيةً أو آيتين، ويقول الإِمام: أستغفرُ الله لي ولكم. وينبغي أن يدعوَ بدعاء الكرب وبالدعاء الآخر: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وغير ذلك من الدعوات التي ذكرناها في الأحاديث الصحيحة.
قال الشافعي رحمه الله في "الأم": يخطب الإِمامُ في الاستسقاء خطبتين كما يخطب في صلاة العيد، يُكَبِّر الله تعالى فيهما، ويحمَده، ويصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويُكثر فيهما الاستغفار حتى يكون أكثر كلامه، ويقول كثيرًا {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح:10ـ11] ثم رُوي عن عمرَ رضي الله عنه أنه استسقى وكان أكثر دعائه الاستغفار. قال الشافعي: ويكون أكثر دعائه الاستغفار، يبدأ به دعاءَه، ويفصلُ به بين كلامه، ويختم به، ويكون هو أكثر كلامه حتى ينقطع الكلام، ويحثّ الناس على التوبة والطاعة والتقرّب إلى الله تعالى.
136 ـ بابُ ما يقولُه إذا هَاجَتِ الرِّيح
[1/ 454] روينا في صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
[454] مسلم (899)، وهو في البخاري (3206)، ومعنى "عَصَفَت الريحُ": اشتدَّ هُبوبُها.
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللَّهُمَّ إني أسألُكَ خَيْرَها وَخَيْرَ ما فِيها، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ بِهِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وَشَرّ ما فيها وَشَرّ ما أُرسِلَتْ بِهِ".
[2/ 455] وروينا في سنن أبي داود وابن ماجه، بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللِّهِ تَعالى، تأتي بالرَّحْمَةِ وَتأتِي بالعَذَابِ، فإذا رأيْتُمُوها فَلا تَسُبُّوها، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَها وَاسْتَعِيذُوا باللَّهِ مِنْ شَرّها".
قلتُ: قوله صلى الله عليه وسلم "مِنْ رَوْحِ الله" هو بفتح الراء، قال العلماء: أي من رحمة الله بعباده.
[3/ 456] وروينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها؛
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئًا في أفق السماء، تركَ العملَ وإن كان في الصلاة، ثم يقول: اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها" فإن مُطِرَ قال: "اللَّهُمَّ صَبِّبًا هَنِيئًا".
قلت: ناشئًا بهمز آخره: أي سحابًا، لم يتكامل اجتماعه. والصيِّب بكسر الياء المثناة تحت المشددة: وهو المطرُ الكثيرُ، وقيل المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف: أي أسألك صيّبًا، أو اجعله صيّبًا.
[4/ 457] وروينا في كتاب الترمذي وغيره، عن أُبيّ بن كعب رضي
[455] أبو داود (5097)، وابن ماجه (3727)، وقال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث حسن صحيح. الفتوحات 4/ 272.
[456]
أبو داود (5099)، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه (3889)، وقال الحافظ: هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في صحيحه. الفتوحات 4/ 274.
[457]
الترمذي (2253) وقال ابن علان: ورواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، =
الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الرّيحَ، فإنْ رأيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولوا: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ وخَيْرِ ما فِيها، وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيها وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس وابن عباس وجابر.
[5/ 458] وروينا بالإِسناد الصحيح في كتاب ابن السني، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدّتِ الريحُ يقول: "اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا".
قلت: لَقْحًا: أي حاملًا للماء كاللقحة من الإِبل. والعقيم: التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان: لا ولد فيها.
[6/ 459] وروينا فيه، عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وقعتْ كبيرةٌ أو هاجتْ ريحٌ عظيمةٌ، فعليكم بالتكبير، فإنه يجلو العَجَاجَ الأسْوَدَ".
[7/ 460] وروى الإِمام الشافعيُّ رحمه الله في كتابه "الأُمّ" بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما،
قال: ما هبَّت الريح إلاّ جثا النبيّ صلى الله عليه وسلم على
= والنسائي في اليوم والليلة عن أُبيّ، والطبراني في الدعاء، ورواه من حديث عثمان بن أبي العاص، وأخرجه البزار كذلك. الفتوحات 4/ 275.
[458]
ابن السني (300) بلفظ "لقحاءَ لا عقيمًا"، وقال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في الأدب المفرد هكذا، وأخرجه ابن حبّان في صحيحه.
[459]
ابن السني (285) وقال الحافظ: هذا توهم إن هما قرنا في الرواية ـ أي أنس وجابر ـ وليس كذلك إنما وقع عنده اختلاف على بعض رواته في الصحابي
…
وهو حديث غريب وسنده ضعيف جدًا، فيه محمد بن زاذان ضعيف، وشيخه عنبسة بن عبد الرحمن متروك. الفتوحات 4/ 276. و"العجاج" غبار كثير.
[460]
الأُم 1/ 253، وقال الحافظ: هذا حديث حسن، أخرجه البيهقي في المعرفة .. الفتوحات 4/ 277.