الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة
هذا آخرُ ما قصدتُه من هذا الكتاب، وقد مَنّ الله الكريمُ فيه بما هو أهلٌ له من الفوائد النفيسة والدقائق اللطيفة من أنواع العلوم ومهماتها، ومُستجادَاتِ الحقائق ومَطلُوبَاتِها. ومن تفسير آياتٍ من القرآن العزيز وبيانِ المراد بها، والأحاديث الصحيحة وإيضاح مقاصدها، وبيان نُكَتٍ من علوم الأسانيد ودقائقِ الفقه ومعاملاتِ القلوب وغيرها، والله المحمودُ على ذلك وغيره من نعمه التي لا تُحصى، وله المِنّة أن هداني لذلك، ووفّقني لجمعه ويَسَّرَه عليّ، وأعانني عليه وَمَنّ علي بإتمامه؛ فله الحمدُ والامتنانُ والفضلُ والطَّوْلُ والشكرانُ. وأنا راجٍ من فضل الله تعالى دعوة أخٍ صالح أنتفعُ بها تقرّبني إلى الله الكريم، وانتفاع مسلمٍ راغب في الخير ببعض ما فيه أكون مساعدًا له على العمل بمرضاة ربّنا.
وأستودعُ الله الكريمَ اللطيفَ الرحيمَ منّي ومن والديّ، وجميعِ أحبابنا وإخواننا ومَنْ أحسنَ إلينا وسائرِ المسلمين: أديانَنا وأماناتِنا وخواتِيمَ أعمالنا، وجميعَ ما أنعمَ اللَّهُ تَعالى به علينا، وأسألُه سبحانه لنا أجمعين سلوكَ سبيل الرشاد والعِصْمة من أحوال أهل الزَّيْغ والعِناد، والدَّوامَ على ذلك وغيره من الخير في ازدياد، وأتضرّعُ إليه سبحانه أن يرزقنا التوفيقَ في الأقوال والأفعال للصواب، والجريَ على آثار ذوي البصائر والألباب، إنه
الكريم الواسعُ الوهَّاب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليه متاب،، حسبنا الله ونِعمَ الوكيل، ولا حولَ ولا قوّة إلا بالله العزيز الحكيم.
والحمدُ لله ربّ العالمين أوّلًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، وصلواتُه وسلامُه الأطيبان الأتمّان الأكملان على سيدنا محمد خير خلقه أجمعين، كلما ذكره الذاكرون، وغَفَل عن ذكره الغافلون، وعلى سائر النبيّينَ وآل كل وسائر الصالحين.
قاله جامعه أبو زكريا محيي الدين عفا الله عنه: فرغتُ من جمعه في المحرّم سنة سبع وستين وستمائة، سوى أحرف ألحقتُها بعد ذلك (1)، وأجزتُ روايَته لجميع المسلمين (2).
…
* *
(1) كذا في النسخ المخطوطة، وقد أكد هذا التاريخ الحافظ السخاوي في كتاب "الاهتمام بترجمة الإمام النووي شيخ الإسلام".
(2)
في "أ": كتبه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، لطف الله به، وعفا عنه، وافق الفراغ منه في صبيحة يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، بالقاهرة المحروسة، ولله الحمد والفضل والمنّة، وهو حسبنا ونِعمَ الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.