الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمنها حديث تبشير خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا نصبَ فيه ولا صخب (1). ومنها حديث كعب بن مالك رضي الله عنه المخرّج في الصحيحين (2) في قصة توبته قال: سمعت صوت صارخ يقولُ بأعلى صوته: يا كعبَ بن مالك أبشر، فذهبَ الناسُ يبشروننا، وانطلقتُ أتأمّم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناسُ فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، ويقولون: ليهنئك توبةُ الله تعالى عليك حتى دخلتُ المسجدَ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حولَه الناس، فقام طلحةُ بن عبيد الله يُهرول حتى صافحني وهنّأني، وكان كعبٌ لا ينساها لطلحة؛ قال كعبُ: فلما سلَّمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يُبْرقُ وجهُه من السرور: "أبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ".
311 ـ بابُ جَواز التعجّب بلفظ التَّسبيحِ والتَّهليلِ ونحوهما
[1/ 864] روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جُنُب، فانسلَّ فذهبَ فاغتسلَ، فتفقَّده النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال:"أيْنَ كُنْتَ يا أبا هُرَيْرَةَ؟! " قال: يا رسول الله! لقيتني وأنا جُنُب فكرهتُ أن أُجالسَك حتى أغتسل، فقال:"سُبْحانَ اللَّه! إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ".
[2/ 865] وروينا في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها:
أن امرأة سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض، فأمرَها كيف تغتسلُ قال: "خُذِي
[864] البخاري (283)، ومسلم (371)، وأبو داود (231)، والترمذي (121)، والنسائي 1/ 145ـ146. ومعنى "فانسلّ": أي أسرع ماشيًا. ومعنى التعجب في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "سبحان الله! ": أي: كيف يخفى مثل هذا الظاهر عليك؟!.
[865]
البخاري (314)، ومسلم (332).
(1)
البخاري (3816)، ومسلم (2433)
(2)
البخاري (4418)، ومسلم (2769)
فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّري بِهَا، قالت: كيف أتطهرُ بها؟ قال: تَطَهرِي بِهَا، قالت: كَيْفَ؟ قال: سبْحانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِي، فاجتذبتُها إليّ فقلتُ: تتبعي أثرَ الدم".
قلتُ: هذا لفظ إحدى روايات البخاري، وباقيها روايات مسلم بمعناه، والفِرصة بكسر الفاء وبالصاد المهملة: القطعة. والمسك بكسر الميم: وهو الطيب المعروف، وقيل الميم مفتوحة، والمراد الجلد، وقيل أقوال كثيرة: والمختار أنها تأخذ قليلًا من مسك فتجعله في قطنة أو صوفة أو خرقة أو نحوها فتجعله في الفرج لتُطيِّبَ المحلّ وتزيلَ الرائحةَ الكريهة؛ وقيل: إن المطلوب منه إسراع علوق الولد، وهو ضعيف، والله أعلم.
[3/ 866] وروينا في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه:
أن أُختَ الرُّبَيِّع أُمّ حارثة جرحت إنسانًا، فاختصموا إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"القِصَاصَ القِصَاصَ". فقالت أُمّ الربيع. يا رسول الله! أتقتصّ من فلانة والله لا يُقتصُّ منها؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "سُبْحانَ اللَّهِ يا أُمَّ الرَبيعِ! القِصَاصُ كتابُ الله" قلتُ: أصل الحديث في الصحيحين، ولكن هذا المذكور لفظ مسلم وهو غرضنا هنا، والرُبَيِّع
بضم الراء وفتح الباء الموحدة وكسر الياء المشددة.
[4/ 867] وروينا في صحيح مسلم،
عن عِمرانَ بن الحُصين رضي الله عنهما في حديثه الطويل: في قصة المرأة التي أُسرت، فانفلتتْ وركبتْ ناقةَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونذرتْ إن نجّاها الله تعالى لتنحرنّها، فجاءت فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"سُبْحانَ الله! بِئْسَ ما جَزَتْها".
[866] مسلم (1675)، و"القِصاصَ القِصَاص": أي أدّوا القصاصَ وسلموه إلى مستحقه. والحديث في البخاري (4500).
[867]
مسلم (1641).