الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[5/ 868] وروينا في صحيح مسلم،
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، في حديث الاستئذان أنه قال
لعمر رضي الله عنه
…
الحديث، وفي آخره: يا ابْنَ الخَطابِ! لا تَكُونَنَّ عَذَابًا على أصْحابِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سبحانَ الله! إنما سمعتُ شيئًا فأحببتُ أن أثَّبَّتَ.
[6/ 869] وروينا في الصحيحين في حديث عبد الله بن سلام الطويل لما قيل:
إنك من أهل الجنة، قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لم يعلم، وذكر الحديث.
312 ـ بابُ الأمرِ بالمعروف والنَّهي عن المنكرِ
هذا الباب أهمُّ الأبواب، أو من أهمِّها لكثرة النصوص الواردة فيه، لعظم موقعه وشدّة الاهتمام به، وكثرة تساهل أكثر الناس فيه، ولا يمكن استقصاء ما فيه هنا لكن لا نخلّ بشيء من أصوله، وقد صنَّفَ العلماء فيه متفرّقات، وقد جمعتُ قطعةً منه في أوائل شرح صحيح مسلم، ونبّهت فيه على مهمات لا يُستغنى عن معرفتها، قال الله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ؛ ويأْمرونَ بالمَعْروفِ وَيَنْهَوْنَ عَن المنكَر وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] وقال تعالى: {خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ} [الأعراف:199] وقال تعالى: {وَالمُؤْمِنُونَ والمُؤْمناتُ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ، يأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ المُنْكَرِ} [التوبة:71] وقال تعالى: {كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:79] والآيات بمعنى ما ذكرته مشهورة.
[868] مسلم (2154). والقائل لعمرَ هو أُبيّ بن كعب لا أبا موسى، رضي الله عنهم جميعًا.
[869]
البخاري (3813)، ومسلم (2474).
[1/ 870] وروينا في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ رأى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإنْ لَم يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذلكَ أضْعَفُ الإِيمَانِ".
[2/ 871] وروينا في كتاب الترمذي، عن حذيفة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ تَعالى أن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابَ لَكُمْ" قال الترمذي: حديث حسن.
[3/ 872] وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بأسانيد صحيحة
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيّها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية:{يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] وإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ النَّاسَ إذَا رأوا الظَّالِمَ فَلَمْ يأخُذُوا على يَدَيْهِ أوْشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقابٍ مِنْهُ".
[4/ 873] وروينا في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما، عن أبي سعيد،
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أفْضَلُ الجهادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عنْدَ سُلْطَانٍ جائرٍ"، قال الترمذي: حديث حسن.
[870] مسلم (49)، وأبو داود (1140) و (4340)، وابن ماجه (4013)، والنسائي 8/ 111.
[871]
الترمذي (2169) وهو حديث حسن بشواهده. انظر جامع الأصول 1/ 332.
[872]
أبو داود (4338)، والترمذي (2169) و (3059)، وابن ماجه (4005). والسنائي؟؟ في الكبرى. ومعنى "لم يأخذوا على يديه" أي لم يمنعوه باليد أو باللسان أو بالقلب حسن الاستطاعة.
[873]
أبو داود (4344)، والترمذي (2175)، وابن ماجه (4011). وهو حديث حسن بشواهده.
قلت: والأحاديثُ في الباب أشهر من أن تُذكر، وهذه الآية الكريمة مما يَغترّ بها كثير من الجاهلين ويحملونها على غير وجهها، بل الصواب في معناها: أنكم إذا فعلتم ما أُمرتم به فلا يَضرّكم ضَلالةُ مَن ضلّ. ومن جملة ما أمروا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والآية قريبة المعنى من قوله تعالى:{ما على الرَّسُولِ إِلَاّ البَلاغُ} [العنكبوت:18].
واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروط وصفات معروفة ليس هذا موضع بسطها، وأحسنُ مظانّها إحياء علوم الدين، وقد أوضحتُ مهماتها في شرح مسلم، وبالله التوفيق.