الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2237
- " صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد الحسنة كتبها له عشر
أمثالها، وإذا عمل سيئة؛ قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك، فيمسك عنه
سبع ساعات من النهار، فإن استغفر؛ لم تكتب عليه، وإن لم يستغفر؛ كتبت سيئة
واحدة ".
موضوع
رواه البيهقي في " الشعب "(5/291/7050) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " (45/1) ، والواحدي في " تفسيره " (4/85/1) عن بشر بن نمير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد واه جدا، بشر بن نمير قال الحافظ:
" متروك متهم ".
قلت: وقد تابعه جعفر بن الزبير - وهو مثله أوشر منه - عن القاسم به.
أخرجه البيهقي أيضا (5/390/7049) ، والطبراني في " الكبير "(7971) .
وقال الهيثمي في " المجمع "(10/208) :
" وفيه جعفر بن الزبير. ولكنه موافق لما قبله، وليس فيه شيء زائد، غير أن
الحسنة يكتبها بعشر أمثالها، وقد دل القرآن والسنة على ذلك ".
قلت: يشير إلى حديث الطبراني أيضا من طريق أخرى عن القاسم به مختصرا بلفظ:
" إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء أوالمسيء،
فإن ندم واستغفر منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة ".
وإسناده حسن كما حققته في الكتاب الآخر (1209) ، وبالتأمل في هذا اللفظ
الثابت: يتبين أن في اللفظ الأول الواهي أشياء زائدة عليه:
أولا: أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال.
ثانيا: أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين.
ثالثا: أن زمن رفع القلم سبع ساعات، وفي هذا ست!
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى، ولكنها واهية جدا، فلا يفرح بها، أخرجه أبو
جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " عن الحسن بن زياد قال: حدثنا محمد بن إسحاق
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.
محمد بن إسحاق - هو صاحب المغازي - ثقة مدلس، وقد عنعنه، ولكن الآفة من
الحسن بن زياد، وهو اللؤلؤي؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":
" كذبه ابن معين وأبو داود في حديثه ".
(تنبيه) : قال المناوي تحت هذا الحديث:
" واعلم أن للطبراني هنا ثلاث روايات: إحداها مرت في حرف الهمزة. وهذه
الثانية، وهما جيدتان. وله طريق ثالثة فيها جعفر بن الزبير، وهو كذاب كما
بسطه الحافظ الهيثمي ".
قلت: وفي هذا التعليم خطأ من وجهين:
الأول: أنه ليس للحديث طريق جيدة إلا التي أشرنا إلى حسن إسنادها.
والآخر: أن الطريق الثالثة التي فيها جعفر إنما هي بهذه الرواية.
وبالجملة، ففي كلامه تقوية الحديث المذكور أعلاه، وهو جد واه، فاقتضى
التنبيه.