الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم تبين أن فيه انقطاعا بين سعيد وأبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في " المراسيل
" (ص 52) عن أبيه:
" سعيد لم يلق أبا هريرة "، ونقله عنه العلائي (224/246) ، وأقره.
وقد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم (93) قبل أن يتبين لي الانقطاع
المذكور، فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
2304
- " إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار
، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ".
ضعيف
رواه ابن حبان في " صحيحه "(72 - الإحسان) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن:
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي: أنبأنا عبد الرزاق: أنبأنا عبد الله بن سعيد بن
أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:..
فذكره.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم؛ غير شيخ ابن
حبان أحمد بن الحسن، وهو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي؛ قال
الخطيب (4/426 - 427) :
" وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا ".
وتابعه أبو بكر القطان: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به.
أخرجه البيهقي (10/194) .
ثم تبين أنه منقطع بين سعيد وأبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله، فراجعه
. وقد كان في " الصحيحة " أيضا (195) .
وقال العراقي في " تخريج الإحياء "(2/44) :
" رواه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف ".
وقد وجدت له طريقا أخرى، إلا أنها واهية جدا، فلا يستشهد بها.
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب "(ق 200/2) من طريق محمد بن
عبد الله بن إبراهيم بسنده عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
به.
قلت: والمقبري هذا متروك، وابن إبراهيم هو الأشناني؛ قال الخطيب في "
التاريخ " (5/439) :
" روى عن الثقات أحاديث باطلة، وكان كذابا يضع الحديث. قال الدارقطني: كذاب
، دجال ".
لكنه تابعه ثقة عند أبي الشيخ في " الأمثال "، فالآفة من المقبري، والله أعلم.
قلت: وما أشد انطباق هذا الحديث - على ضعفه - على هؤلاء الكفار الذين لا
يهتمون لآخرتهم، مع علمهم بأمور دنياهم، كما قال تعالى فيهم: " يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون "، ولبعض المسلمين نصيب
كبير من هذا الوصف، الذين يقضون نهارهم في التجول في الأسواق والصياح فيها،
ويضيعون عليهم الفرائض والصلوات، " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهو ن
. الذين هم يراؤن. ويمنعون الماعون ".