الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:
" قال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: صالح الحديث ".
ويغني عنه حديث أبي هريرة:
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". وهو مخرج في " الصحيحة "(رقم 45) .
2088
- " اتقوا صاحب هذا الوجع: الجذام، كما يتقى السبع؛ إذا هبط واديا فاهبوا غيره ".
ضعيف
أخرجه ابن سعد (4/117) ، وابن عبد البر في " التمهيد "(1/52 - 53) من
طريقين عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد
قال:
" أمرني يحيى بن الحكم على (جرش) ، فقدمتها، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر
حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام: " اتقوه
كما
…
"، فقلت لهم: والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم، فلما
عزلني عن (جرش) ، قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن جعفر، فقلت: يا أبا
جعفر، ما حديث حدثني به عنك أهل (جرش) [ثم حدثته الحديث] ؟ قال: فقال:
كذبوا والله، ما حدثتهم هذا، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يؤتى بالإناء فيه
الماء، فيعطيه معيقيبا، وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع، فيشرب منه، ثم
يتناوله عمر من يده، فيضع فمه موضع فمه، حتى يشرب منه، فعرفت [أنه] إنما
يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شيء من العدوى ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، فهو إسناد جيد، قد صرح فيه ابن إسحاق
بالتحديث
، لولا جهالة الذين حدثوا محمودا بالحديث عن عبد الله بن جعفر، وتكذيب هذا
إياهم، ومع كونه ليس صريحا بأنهم كلهم تلقوه عنهم مباشرة، ولم يأخذه بعضهم
عن بعض.
أقول هذا، لأنهم لوأخذوه عنه مباشرة؛ لم تضرهم الجهالة، لكونهم جماعة،
ومن التابعين، ولم يضرهم أيضا التكذيب المذكور، لأنه يحتمل أن عبد الله بن
جعفر بعد أن حدث بالحديث نسيه، وحفظه أولئك عنه، وله أمثلة قد ذكرت بعضها
في كتب المصطلح، وألف في ذلك الخطيب البغدادي كتابا خاصا، لا سيما
وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه استند في التكذيب على صنيع عمر، وليس فيه ما
يوجب تكذيب الحديث - لوثبت - لأمرين اثنين:
الأول: أنه موقوف، والحديث مرفوع، والترجيح في هذه الحالة للمرفوع، ولا
عكس.
والآخر: أن الموقوف يحمل على قوة التوكل والاعتماد على الله كما في حديث "
كل ثقة بالله وتوكلا على الله "، قاله للمجذوم، وأكل معه في قصعة واحدة،
وإن كان إسناده ضعيفا كما بينته فيما تقدم (1144) .
ويؤيد ما ذكرنا أنه قد صح قوله صلى الله عليه وسلم: " فر من المجذوم فرارك من
الأسد " كما بينته في " الصحيحة " (783) ، فإن لم يحمل فعل عمر على ما ذكرنا
؛ تضارب مع هذا الحديث الصحيح، فإن لم يوفق بينهما بنحوما ذكرنا، فالحجة مع
الحديث كما لا يخفى، وهو شاهد قوي في المعنى لحديث الترجمة، لولا أن فيه
زيادة في اللفظ، ألا وهو قوله:
" إذا هبط واديا، فاهبطوا غيره ".