الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبيد ذكره ابن حبان في " الثقات "(5/139)، لكن قال الذهبي في " الميزان ":
" ما روى عنه سوى ابنه يحيى ". ولذا قال الحافظ في " التقريب ":
" مقبول ".
لكنه في " الإصابة " أفاد أنه ليس هو راوي هذا الحديث، وإنما (عبيد بن رحى)
بمهملتين مصغرا (الجهضمي) . وهكذا هو في رواية ابن سعد كما تقدم. وحكى
الحافظ عن بعضهم أن له صحبة، وعن أبي زرعة أنه مرسل كما يأتي، ثم ذكر له هذا
الحديث، ولكنه لم يذكر ما يدل على ثبوت صحبته، لا سيما وهو عند الطبراني من
روايته عن أبي هريرة. والله أعلم.
قلت: وخالفهم أيضا أبو زرعة، فقال في هذا الحديث:
" هذا مرسل ".
كما في " علل ابن أبي حاتم "(رقم 87) . وأشار البغوي في " شرح السنة " (
1/375) إلى تضعيف الحديث.
2460
- " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".
منكر
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء "(2/6) :
" رواه البيهقي في " الزهد " من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف ".
وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف "(4/114 - رقم 33) : بعد أن حكى
كلام البيهقي فيه:
" وهو من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أبي سليم،
والثلاثة ضعفاء، وأورده النسائي في " الكنى " من قول إبراهيم بن أبي عبلة
أحد التابعين من أهل الشام ".
قلت: عيسى بن إبراهيم هو البركي، وقد قال فيه الحافظ في " التقريب ":
" صدوق ربما وهم "، فإطلاقه الضعف عليه - كما سبق - ليس بجيد.
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ؛ أنه من قول إبراهيم هذا، فقد قال السيوطي في "
الدرر " (ص 170) :
" قال الحافظ ابن حجر في " تسديد القوس ": هو مشهور على الألسنة، وهو من
كلام إبراهيم بن أبي عبلة في " الكنى " للنسائي ".
ثم تعقبه السيوطي بحديث جابر الآتي من رواية الخطيب، ولوتعقبه برواية
البيهقي السابقة لكان أولى؛ لخلوها من متهم، بخلاف رواية الخطيب ففيها كذاب!
كما يأتي قريبا بلفظ:
" قدمتم خير مقدم.. ".
ونقل الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي "(ق 110/1) عن
شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال:
" لا أصل له ". وأقره.
وقال في مكان آخر (202/1) :
" رواه البيهقي وضعف إسناده، وقال غيره: لا أصل له ".
وأما قول الخفاجي في " حاشيته على البيضاوي "(6/316) :
" وفي سنده ضعف مغتفر في مثله ".
فغير مستقيم؛ لأن ظاهره أنه حسن، وكيف ذلك وفي سنده ثلاثة ضعفاء، وقد
اتفق من تكلم فيه على ضعفه؟ !
ثم بعد سنين، وقفت على الحديث في " الزهد " للبيهقي (42/1)، فإذا هو بلفظ:
" قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد
هو اه ".
وكذلك رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة "(13/83/1) من طريق عيسى
ابن إبراهيم البركي قال: نا يحيى بن يعلى قال: نا ليث عن عطاء عن جابر قال:
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم عراة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لاختلاطه، ويحيى بن
يعلى؛ الظاهر أنه الأسلمي، وهو ضعيف أيضا، وبقية رجاله ثقات.
والحديث رواه الخطيب أيضا في " تاريخه "(13/523 - 524) من طريق الحسن بن
هاشم عن يحيى بن أبي العلاء، قال: حدثنا ليث به.
والحسن بن هاشم؛ لم أجد له ترجمة.
ويحيى بن أبي العلاء لعله يحيى بن العلاء الكذاب، ولكن يغلب على الظن أنه
يحيى بن يعلى المذكور في سند أبي بكر الشافعي والبيهقي، تحرف اسم أبيه على
ناسخ " التاريخ "، فإنه المذكور في الرواة عن ليث. ويؤيده أن السيوطي أورد
الحديث في " الدرر "(ص 170) من رواية الخطيب متعقبا به على الحافظ ابن حجر
جزمه بأن الحديث من قول إبراهيم بن أبي عبلة، فلوكان في سند الخطيب الوضاع
المذكور؛ لما تعقب به السيوطي إن شاء الله تعالى.