الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاثمائة
قال في «الشذور» أيضا: فيها كثرت الأمراض ببغداد في النّاس، وكلبت الكلاب [1] والدواب في البادية، وكانت تطلب النّاس والدواب، فإذا عضّت إنسانا هلك. انتهى.
وفيها توفي صاحب الأندلس، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية الأمويّ المروانيّ، في ربيع الآخر، وكانت دولته خمسا وعشرين سنة. ولي بعد أخيه المنذر في سنة خمس وسبعين، وكان ذا صلاح، وعبادة، وعدل، وجهاد، يلتزم الصلوات في الجامع، وله غزوات كبار، أشهرها غزوة ابن حفصون، وكان ابن حفصون قد نازل حصن بلي [2] في ثلاثين ألفا، فخرج عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألفا، فالتقيا، فانكسر ابن حفصون، وتبعه عبد الله يأسر ويقتل، حتّى لم ينج منهم أحد، وكان ابن حفصون من الخوارج، وولي
[1] قال ابن منظور: كلب الكلب، واستكلب: ضري وتعوّد أكل الناس. «لسان العرب» (كلب) .
[2]
كذا في الأصل، والمطبوع، و «سير أعلام النبلاء» ، و «العبر» للذهبي، وفي كتاب «دول الإسلام في الأندلس» للأستاذ محمد عبد الله عنان:«بلاي» وقد علق في الحاشية بقوله: هي بالإسبانية (بولي) أو (بلي) وما يزال موقعها قائما معروفا إلى اليوم تحتله قرية أجيلار الحديثة الواقعة جنوبي قرطبة.
الأندلس بعده حفيده الناصر لدين الله، عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله، فبقي في الإمرة خمسين عاما.
وفيها أبو الحسن علي بن سعيد العسكريّ الحافظ، أحد أركان الحديث، روى عن محمد بن بشّار وطبقته، وتوفي بخراسان.
تمّ المجلد الثالث من كتاب «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» للإمام ابن العماد الحنبلي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكان الفراغ من تحقيقه والتعليق عليه في ظهيرة يوم الثلاثاء التاسع من شهر جمادى الآخرة لعام (1407) هـ، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على إتمام تحقيق بقية مجلداته بفضله وكرمه، إنه خير مسؤول.
محمود الأرناؤوط