الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وأربعين ومائتين
فيها، بل في التي قبلها كما جزم به في «الشذور» ، توفيت شجاع أمّ المتوكل، وكانت خيّرة كثيرة الرغبة في الخير، وخلّفت من العين خمسة آلاف ألف دينار وخمسين ألف دينار، ومن الجوهر قيمته ألف ألف دينار، ولا يعرف امرأة رأت ابنها وهو جدّ وثلاثة أولاد ولاة عهود إلّا هي. قاله في «الشذور» .
وفيها توفي الإمام العلم أبو جعفر أحمد بن صالح الطبريّ ثم المصريّ الحافظ. سمع ابن عيينة، وابن وهب، وخلقا. وكان ثقة.
قال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثل أحمد ابن صالح.
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة، والنفيليّ بحرّان، هؤلاء أركان الدّين.
وقال يعقوب الفسويّ: كتبت عن ألف شيخ حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن صالح، وأحمد بن حنبل.
وفيها الحسين بن علي الكرابيسيّ الفقيه المتكلم أبو علي ببغداد، وقيل مات في سنة خمس وأربعين. تفقه على الشافعيّ، وسمع من إسحاق الأزرق وجماعة، وصنف التصانيف، وكان متضلّعا من الفقه والحديث والأصول ومعرفة الرّجال.
والكرابيس الثياب الغلاظ.
وفيها بغا الكبير أبو موسى التركيّ، مقدّم قوّاد المتوكل، عن سنّ عالية، وكان بطلا شجاعا مقداما، له عدة فتوح ووقائع، باشر الكثير من الحروب فما جرح قطّ، وخلّف أموالا عظيمة.
وفيها أمير خراسان وابن أميرها، طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعيّ، في رجب، ولي إمرة خراسان بعد أبيه ثمان عشرة سنة. ووليها بعده ولده محمد بن طاهر عشرين سنة [1] . وقد حدّث طاهر عن سليمان بن حرب.
وفيها عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار، أبو بكر البصريّ ثم المكيّ العطّار. روى عن سفيان بن عيينة وطبقته، وكان ثقة صاحب حديث.
وعبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد المصريّ: سمع أباه، وابن وهب، وكان أحد الفقهاء.
وعيسى بن حمّاد زغبة التجيبيّ، مولاهم، المصريّ، راوية اللّيث بن سعد [2] .
والقاسم بن عثمان الدمشقيّ الزّاهد المعروف بالجوعي [3] ، من كبار الصوفية والعارفين، صحب أبا سليمان الدّاراني، وروى عنه سفيان بن عيينة وجماعة.
قال أبو حاتم [4] : صدوق.
وفيها محمد بن حيمد الرّازيّ، أبو عبد الله، الحافظ. روى عن جرير
[1] كذا في الأصل، والمطبوع، وفي «العبر» ، و «دول الإسلام» للذهبي ص (134) طبعة مؤسسة الأعلمي:«عشر سنين» .
[2]
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (11/ 506- 507) .
[3]
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 77- 79) .
[4]
في «الجرح والتعديل» (7/ 144) .
ابن عبد الحميد، ويعقوب القمّي، وخلق، وكان من أوعية العلم، لكن لا يحتجّ به، وله ترجمة طويلة.
أثني عليه أحمد بن حنبل.
وقال ابن خزيمة: لو عرفه أحمد لما أثنى عليه.
وقد خرّج له أبو داود، والترمذي وغيرهما.
قال الذهبيّ في «المغني» [1] : محمد بن حميد الرّازي الحافظ، عن يعقوب القمّي [2] وجرير، وابن المبارك، ضعّف لا من قبل الحفظ.
قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير.
وقال البخاريّ: فيه نظر.
وقال أبو زرعة: يكذب.
وقال النسائيّ: ليس بثقة.
وقال صالح جزرة: ما رأيت أحذق بالكذب منه، ومن ابن الشاذكوني.
انتهى ما قاله في «المغني» .
وفي ربيع الآخر المنتصر بالله أبو جعفر محمد بن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم محمد بن الرّشيد [العبّاسي][3] بالخوانيق، وكانت خلافته سبعة أشهر [4] وعاش ستا وعشرين سنة، وأمه رومية تسمى حبشيّة [5] ، وكان ربعة جسيما، أعين، أقنى، بطينا، مليح الصورة، مهيبا، وكان كامل العقل محبا للخير، محسنا إلى آل عليّ، بارّا بهم.
[1]«المغني في الضعفاء» (2/ 573) .
[2]
في الأصل، و «المغني في الضعفاء» :«العمي» وهو خطأ، وأثبت لفظ المطبوع وهو الصواب.
[3]
زيادة من «العبر» للذهبي.
[4]
كذا في الأصل، والمطبوع:«سبعة أشهر» ، وفي «العبر» مصدر المؤلف:«ستة أشهر» ، وفي «سير أعلام النبلاء» :«ستة أشهر وأياما» .
[5]
في الأصل، والمطبوع:«حبشة» والتصحيح من «العبر» (1/ 452) ، و «سير أعلام النبلاء» (12/ 42) .
وقيل: إن أمراء الترك خافوه، فلما حمّ دسوا إلى طبيبه ابن الطيفوري [1] ثلاثين ألف دينار ففصده بريشة مسمومة، وقيل: سم في كمثرى. قاله في «العبر» [2] .
وقال ابن الأهدل: قيل: إن أمه جاءته عائدة فبكى وقال: يا أماه! عاجلت أبي فعوجلت، ثم أنشأ يقول:
فما فرحت نفسي بدنيا أخذتها
…
ولكن إلى الملك القدير أصير
وما لي شيء غير أنّي مسلم
…
بتوحيد ربّي مؤمن [3] وخبير [4]
وبايع التّرك بعده لأحمد بن محمد بن المعتصم، خوفا منهم أن يبايعوا لأحد من أولاد المتوكل فيقتلهم بأبيه، وسمّوه المستعين. انتهى ما ذكره ابن الأهدل.
وقال ابن الفرات: قيل: رأى المنتصر بالله أباه المتوكل على الله في منامه، فقال له: ويحك يا محمد ظلمتني وقتلتني، والله لا متّعت بالدّنيا بعدي.
وقد أجمعوا على أن المنتصر بالله مات مسموما، وكان سبب ذلك أنه رأى باغر التركي في حفدته الأتراك، فقال: قتلني الله إن لم أقتلكم جميعا، فبلغهم
[1] في الأصل، والمطبوع:«ابن طيفور» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (9/ 252) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (7/ 114- 115) ، و «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» ص (225) ، وهو إسرائيل بن زكريا الطيفوري، كان مقدما في صناعة الطب، جليل القدر عند الخلفاء والملوك. وكان المنتصر قد وجد حرارة فأمر ابن الطيفوري بفصده، ففصده بمبضع مسموم، فكان فيه منيته، وأن ابن الطيفوري لما انصرف إلى منزله وجد حرارة، فدعا تلميذا له وأمره بفصده ووضع مباضعه بين يديه ليتخيّر أجودها، وفيها المبضع المسموم الذي فصد به المنتصر، وقد نسبه، فلم يجد التلميذ في المباضع التي وضعت بين يديه مبضعا أجود من المبضع المسموم، ففصد به أستاذه وهو لا يعلم أمره، فلما فصده به نظر إليه صاحبه فعلم أنه هالك، فأوصى من ساعته، وهلك من يومه.
[2]
(1/ 452- 453) .
[3]
في «غربال الزمان» : «موقن» .
[4]
البيتان في «غربال الزمان» للعامري ص (231) .
الخبر، فسمّوه في ريشة الفاصد، ومات وله من العمر خمس وعشرون سنة.
وفيها محمد بن زنبور أبو صالح المكيّ. روى عن حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وكان صدوقا.
وفيها [محدّث الكوفة][1] أبو كريب محمد بن العلاء الهمدانيّ الحافظ في جمادى الآخرة. سمع ابن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وخلائق، وكان ثقة مكثرا.
وفيها أبو هشام الرّفاعيّ محمد بن يزيد الكوفي القاضي، أحد أعلام القرآن، قرأ على سليم، وسمع من أبي خالد الأحمر، وابن فضيل وطبقتهما، وكان إماما مصنفا في القراءات. ولي القضاء ببغداد.
قال في «المغني» [2] : محمد بن يزيد أبو هشام الرّفاعي.
قال أحمد العجلي: لا بأس به.
وقال غيره: صدوق.
وأما البخاريّ فقال: رأيتهم مجمعين على ضعفه.
وروى ابن عقدة عن مطين، عن ابن نمير، كان يسرق الحديث. انتهى.