الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وسبعين ومائتين
فيها على ما ذكره في «الشذور» انفجر تل نهر [1] الصّلح [2] عن شبه الحوض [3] من حجر في لون المسنّ، وفيه سبعة أقبر فيها سبعة أبدان صحاح أكفانهم جدد، كأنهم ماتوا بالأمس. انتهى.
وفيها جرت حروب صعبة بين صاحب مصر خمارويه، وبين محمد بن أبي السّاج، ثم ضعف محمد وهرب إلى بغداد.
وفيها توفي [4] الحافظ أبو عمرو، أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاريّ، محدّث الكوفة في ذي الحجّة، صنّف «المسند» والتصانيف.
وروى عن جعفر بن عون وطبقته.
قال ابن حبّان: كان متقنا.
[1] في «تاريخ الطبري» (10/ 16)، و «النجوم الزاهرة» :«بنهر» (3/ 75) .
[2]
في المطبوع و «تاريخ الطبري» : «الصلة» وما جاء في الأصل موافق لما في «النجوم الزاهرة» (3/ 75) وهو الصواب.
قال ياقوت: الصّلح كورة فوق واسط لها نهر يستمد من دجلة على الجانب الشرقي يسمى فم الصلح- وفيه بنى المأمون ببوران- وبها كانت دار الحسن بن سهل وزير المأمون.
انظر «معجم البلدان» (3/ 421) و (4/ 276) .
[3]
في الأصل: «عن شبه حوض» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما في «تاريخ الطبري» .
[4]
لفظة «توفي» لم ترد في الأصل وأثبتها من المطبوع.
وقال ابن ناصر الدّين: كان ثقة.
وفيها الإمام بقيّ بن مخلد، أبو عبد الرّحمن، الأندلسيّ الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، في جمادى الآخرة، وله خمس وسبعون سنة. سمع يحيى بن يحيى اللّيثي، ويحيى بن بكير، وأحمد بن حنبل، وطبقتهم، وصنّف «التفسير الكبير» و «المسند الكبير» .
قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلّف في الإسلام مثل تفسيره، وكان [بقيّ][1] فقيها، علّامة، مجتهدا، قوّاما، ثبتا، عديم المثل.
وفيها الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ، وقيل:
المروزيّ، الإمام النحويّ اللغويّ صاحب «كتاب المعارف» و «أدب الكاتب» و «غريب القرآن» و «مشكل الحديث» و «طبقات الشعراء» و «إعراب القرآن» و «كتاب الميسر والقداح» وغيرها، وكان فاضلا، ثقة، سكن بغداد، وحدّث بها عن ابن راهويه وطبقته. روى عنه ابنه أحمد، وابن درستويه، وكان موته فجاءة.
قيل: إنه أكل هريسة فأصابته حرارة، فصاح صيحة شديدة، ثم أغمي عليه، ثم أفاق فما يزال يتشهّد حتّى مات. قاله ابن الأهدل.
وقال ابن خلّكان [2] : كان فاضلا ثقة، سكن بغداد وحدّث بها عن إسحاق بن راهويه، وأبي إسحاق إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن زياد، وأبي حاتم السجستاني وتلك الطبقة. وتصانيفه كلها مفيدة منها «غريب القرآن» و «غريب الحديث» ، و «عيون الأخبار» ، و «مشكل القرآن» ، و «مشكل الحديث» ، و «طبقات الشعراء» ، و «الأشربة» ، و «إصلاح الغلط» ، وغير ذلك، وأقرأ كتبه ببغداد إلى حين وفاته، وقيل: إن أباه
[1] زيادة من «العبر» للذهبي (2/ 62) .
[2]
في «وفيات الأعيان» (3/ 42- 43) .
مروزي، وأما هو فمولده ببغداد، وقيل: بالكوفة، وأقام بالدّينور قاضيا مدة فنسب إليها.
وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكانت وفاته فجاءة، صاح صيحة سمعت من بعد، ثم أغمي عليه إلى وقت الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ، فما يزال يتشهّد إلى وقت السحر، ثم مات رحمه الله تعالى.
وكان ولده أبو جعفر أحمد بن عبد الله المذكور فقيها، وروى عن أبيه كتبه المصنفة كلها، وتولى القضاء بمصر، وقدمها في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وهو على القضاء ومولده ببغداد. انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.
وقال الذّهبيّ في «المغني» [1] : عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد، صاحب التصانيف، صدوق، سمع إسحاق بن راهويه.
قال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القتيبيّ كذّاب.
قلت: هذا بغي وتخرّص، بل قال الخطيب: هو ثقة. انتهى كلام الذهبي.
وفيها أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشيّ البصريّ الحافظ، أحد العبّاد والأئمة، في شوّال ببغداد. روى عن يزيد بن هارون وطبقته، ووثّقه أبو داود.
قال أحمد بن كامل: قيل عنه إنه كان يصلّي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة، ويقال: إنه روى من حفظه ستّين ألف حديث.
[1] انظر «المغني في الضعفاء» (1/ 357) .
قال ابن ناصر الدّين في «بديعة البيان» :
ثمّ ابن عيسى الطّرسوسي الدّار
…
كأحمد بن حازم الغفاري
عبد المليك ذا الرّقاشي الثالث
…
كلّ رشيد عمدة وباحث
انتهى.
وفيها محدّث الأندلس قاسم بن محمد بن قاسم الأمويّ، مولاهم، القرطبيّ، الفقيه، له رحلتان إلى مصر، وتفقّه على الحارث بن مسكين، وابن عبد الحكم، وكان مجتهدا لا يقلّد أحدا.
قال رفيقه: بقيّ بن مخلد: هو أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وقال [1] : لم يقدم علينا من الأندلس أعلم من قاسم.
وقال محمد بن عمر بن لبابة: ما رأيت أفقه منه.
وروى عن إبراهيم بن المنذر الحزامي [2] وطبقته.
وفيها محدّث مكّة محمد بن إسماعيل الصائغ، أبو جعفر، وقد قارب التسعين. سمع أبا أسامة، وشبابة، وطبقتهما.
وفيها محدّث دمشق، أبو القاسم، يزيد بن عبد الصمد. سمع أبا مسهر، والحميدي، وطبقتهما، وكان ثقة بصيرا بالحديث.
[1] في «العبر» للذهبي: «وأما ابن عبد الحكم فقال: لم يقدم
…
إلخ» .
[2]
تصحفت في الأصل، والمطبوع إلى «الحرامي» والتصحيح من «العبر» (2/ 63) ، وانظر «الأنساب» للسمعاني (4/ 129) .