الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثمانين ومائتين
فيها على ما قال في «الشذور» ارتفعت ريح صفراء بنواحي الكوفة، ثمّ استحالت سوداء، وارتفعت ريح بالبصرة كذلك، ومطر وبرد في الواحدة مائة وخمسون درهما. انتهى.
وفيها وثب صالح بن مدرك الطائي في طيء، فانتهبوا الرّكب العراقي، وبدعوا، وسبوا النسوان، وذهب للناس ما قيمته ألف ألف دينار.
قاله في «العبر» [1] .
وفيها توفي الإمام الحبر إبراهيم بن إسحاق بن بشير أبو إسحاق الحربيّ الحافظ، أحد أركان الدّين، والأئمة الأعلام، ببغداد، في ذي الحجة، وله سبع وثمانون سنة. سمع أبا نعيم، وعفّان، وطبقتهما. وتفقّه على الإمام أحمد، وبرع في العلم والعمل، وصنّف التصانيف الكثيرة، وكان يشبّه بأحمد بن حنبل في وقته.
قال المرداويّ [2] في «الإنصاف» : كان إماما في جميع العلوم، متقنا،
[1](2/ 80) .
[2]
هو علي بن سليمان بن أحمد المرداوي ثم الدمشقي، فقيه حنبلي، من العلماء، ولد في «مردا» قرب نابلس، وانتقل في كبره إلى دمشق فتوفي فيها سنة (885) هـ. من كتبه «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» وهو الذي نقل المؤلف عنه. انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (4/ 292) .
مصنّفا، محتسبا عابدا، زاهدا، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة جدا حسانا جيادا. انتهى.
وفيها إسحاق بن إبراهيم الدّبريّ [1] المحدّث، راوية عبد الرزاق، بصنعاء، عن سنّ عالية، اعتنى به أبوه، وأسمعه الكتب من عبد الرزاق في سنة عشر ومائتين، وكان صدوقا.
وفيها أبو العبّاس المبرّد، محمد بن يزيد الأزديّ البصريّ، إمام أهل النحو في زمانه، وصاحب المصنفات. أخذ عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وتصدّر للاشتغال ببغداد، وكان وسيما، مليح الصورة، فصيحا، مفوّها، أخباريّا، علّامة، ثقة. توفي في آخر السنة. قاله في «العبر» [2] .
قال ابن خلّكان [3] : كان إماما في النحو واللغة، وله التآليف النافعة في الأدب، منها كتاب «الكامل» [4] ، ومنها «الروضة» و «المقتضب» وغير ذلك.
أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وأخذ عنه نفطويه وغيره من الأئمة، وكان المبرّد المذكور، وأبو العبّاس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب، صاحب كتاب «الفصيح» عالمين متعاصرين، قد ختم بهما تاريخ الأدباء، وفيهما يقول بعض أهل عصرهما من جملة أبيات، وهو أبو بكر بن [أبي] [5] الأزهر:
[1] نسبة إلى «الدبر» وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. انظر «الأنساب» للسمعاني (5/ 271) .
[2]
(2/ 80- 81) .
[3]
في «وفيات الأعيان» (4/ 314) .
[4]
وقد طبع عدة مرات، أجودها التي صدرت حديثا عن مؤسسة الرسالة في بيروت بتحقيق الأستاذ محمد أحمد الدالي.
[5]
سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها في «وفيات الأعيان» ، وهو محمد بن أحمد بن مزيد بن محمود، أبو بكر الخزاعي البوشنجي، المتوفى سنة (325) هـ. انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» (5/ 309) .
أيا طالب العلم لا تجهلن
…
وعذ بالمبرّد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى
…
فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة
…
بهذين في الشرق والمغرب [1]
وكان المبرّد يحبّ الاجتماع في المناظرة بثعلب والاستكثار منه، وثعلب يكره ذلك ويمتنع منه.
حكى جعفر بن أحمد بن حمدان الفقيه الموصلي، وكان صديقهما، قال: قلت لأبي عبد الله الدّينوري، ختن ثعلب: لم يأبى ثعلب الاجتماع بالمبرّد؟ فقال: لأن المبرّد حسن العبارة، حلو الإشارة، فصيح اللسان، ظاهر البيان، وثعلب مذهبه مذهب المعلمين، فإذا اجتمعا في محفل، حكم للمبرّد على الظاهر إلى أن يعرف الباطن. انتهى ملخصا.
[1] الأبيات في «وفيات الأعيان» (4/ 314) .