الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وستّين ومائتين
فيها توفي أحمد بن الخصيب [1] ، الوزير، أبو العبّاس، وزر للمنتصر وللمستعين، ثم نفاه المستعين إلى المغرب، وكان أبوه أمير مصر في دولة الرّشيد.
وفيها أحمد بن منصور، أبو بكر، الرّماديّ الحافظ ببغداد، وكان أحد من رحل إلى عبد الرزّاق. وثّقه أبو حاتم وغيره.
وقال ابن ناصر الدّين: كان حافظا عمدة.
وفيها إبراهيم بن هانئ النيسابوريّ الثقة العابد. رحل وسمع من يعلى بن عبيد وطبقته.
قال أحمد بن حنبل: إن كان أحد من الأبدال، فإبراهيم بن هانئ.
وفيها سعدان بن نصر أبو عثمان الثقفيّ البغداديّ البزّاز. رحل في الحديث وسمع من ابن عيينة، وأبي معاوية، والكبار، ووثّقه الدارقطنيّ [2] .
وفيها صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ الإمام، أبو الفضل، قاضي أصبهان في رمضان وله اثنتان وستّون سنة. سمع من عفّان وطبقته، وتفقّه على أبيه.
[1] تصحفت في الأصل إلى «الحصيب» وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[2]
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 357- 358) .
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وفيها علي بن حرب، أبو الحسن، الطائيّ الموصليّ المحدّث الأخباريّ، صاحب «المسند» في شوّال. سمع ابن عيينة، والمحاربي، وطبقتهما، وعاش تسعين سنة.
وتوفي قبله أخوه أحمد بن حرب بسنتين [1] .
وفيها أبو حفص النيسابوريّ الزّاهد، شيخ خراسان، واسمه عمرو بن مسلم، وكان كبير القدر، صاحب أحوال وكرامات، وكان عجبا في الجود والسماحة، وقد نفّذ مرّة بضعة عشر ألف دينار يستفكّ [2] بها أسارى، وبات وليس له عشاء. وكان يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء أو لمحه [3] بقلبه.
وقال: حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن، والفتوّة أداء الإنصاف وترك طلب الانتصاف، ومن لم يربّ أفعاله وأحواله كل وقت بالكتاب والسّنّة ولم يتّهم خواطره فلا تعدّه من الرّجال.
والإمام محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ أبو القاسم، الذي تلقّبه الرافضة بالخلف وبالحجّة، وبالمهدي، وبالمنتظر، وبصاحب الزّمان، وهو خاتمة الاثني عشر إماما عندهم، ويلقبونه أيضا بالمنتظر، فإنهم يزعمون أنه أتى السرداب بسامرا فاختفى، وهم ينتظرونه [4] إلى الآن، وكان عمره لمّا عدم تسع سنين أو دونها، وضلال الرافضة ما عليه مزيد، قاتلهم الله تعالى.
[1] انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 253- 254) .
[2]
في «العبر» للذهبي (2/ 37) : «يفتك» .
[3]
في «العبر» : «ولا لمحة» .
[4]
قوله: «هم ينتظرونه» لم يرد في «العبر» للذهبي.
وفيها العلّامة محمد بن سحنون [1] المغربيّ المالكيّ مفتي القيروان.
تفقّه على أبيه، وكان إماما مناظرا كثير التصانيف معظّما بالقيروان خرّج له عدة أصحاب وما خلّف بعده مثله.
وفيها يعقوب بن اللّيث الصّفّار، الذي غلب على بلاد الشرق، وهزم الجيوش، وقام بعده أخوه عمرو بن اللّيث، وكانا شابّين صفّارين، فيهما شجاعة مفرطة، فصحبا صالح بن النّضر، الذي كان يقاتل الخوارج بسجستان، فآل أمرهما إلى الملك، فسبحان من له الملك، ومات يعقوب بالقولنج في شوّال بجنديسابور [2] وكتب على قبره: هذا قبر يعقوب المسكين، وقيل: إن الطبيب قال له: لا دواء لك إلّا الحقنة، فامتنع منها، وخلّف أموالا عظيمة، منها من الذهب ألف ألف دينار، ومن الدراهم خمسين ألف ألف درهم، وقام بعده أخوه بالعدل والدخول في طاعة الخليفة، وامتدت أيامه.
[1] ضبطه الأستاذ فؤاد سيد في «العبر» بضم السين وهو خطأ، والصواب بفتح السين.
[2]
مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الرّوم وطائفة من جنده، وقال حمزة: جنديسابور تعريب «به از انديوشافور» ومعناه خير من أنطاكية، «معجم البلدان» (2/ 170) .