الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس عشرة ومائتين
فيها دخل المأمون من درب المصّيصة إلى الرّوم، وافتتح حصن قرّة عنوة، وتسلّم ثلاثة حصون بالأمان، ثم قدم دمشق.
وفيها توفي الحافظ إسحاق بن عيسى بن الطّباع البغداديّ نزيل أدنه. سمع الحمّادين وطائفة.
وفيها مفتي أهل بلخ أبو سعيد خلف بن أيوب العامريّ صاحب أبي يوسف. سمع من عوف الأعرابي وجماعة من الكبار، وكان زاهدا قدوة. روى عنه يحيى بن معين والكبار.
وفيها العلّامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس البصريّ اللغويّ وله ثلاث وتسعون سنة. روى عن سليمان التيمي، وحميد الطّويل، والكبار.
وصنف التصانيف.
قال بعض العلماء: كان الأصمعيّ يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة، وكان صدوقا صالحا. وغلبت عليه النوادر كالأصمعيّ، مع أن الأصمعيّ كان يقبّل رأسه ويقول: أنت سيدنا منذ خمسين سنة.
وكان سفيان الثّوري يقول: الأصمعيّ أحفظ [1] الناس، وأبو عبيدة أجمعهم، وأبو زيد أوثقهم.
[1] في المطبوع: «حفظ» وهو خطأ.
وكان النّضر بن شميل، وأبو زيد، واليزيديّ في معاملة واحدة.
وصنف أبو زيد في اللغة نحو عشرين مصنفا. وضجر شعبة يوما من إملاء الحديث، فرأى أبا زيد في أخريات الحلقة، فقال:
استعجمت دار ميّ ما تكلّمنا
…
والدّار لو كلّمتنا ذات أخبار
ألا تعال يا أبا زيد، فجاءه، فتحادثا وتناشدا الأشعار، فقال له بعض الحاضرين: يا أبا بسطام، نقطّع [1] إليك ظهور الإبل فتدعنا وتقبل على الأشعار؟ فقال: أنا أعلم بالأصلح لي. أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذلك، كأنه يروّح قلبه عند السآمة.
ومثل هذا ما روي أن ابن عبّاس كان يقول لأصحابه: أحمضوا.
وكما قال أبو الدّرداء: إني لأجمّ [2] نفسي بشيء من الباطل لأستعين به على الحق.
وفيها محمد بن عبد الله الأنصاريّ بن المثنى أبو عبد الله قاضي البصرة وعالمها ومسندها. سمع سليمان التّيمي، وحميد، والكبار، وعاش سبعا وتسعين سنة. وهو من كبار شيوخ البخاري، وهو ثقة مشهور.
وفيها محمد بن المبارك الصّوريّ أبو عبد الله الحافظ صاحب سعيد ابن عبد العزيز.
قال يحيى بن معين: كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر.
[1] في الأصل، والمطبوع:«تقطع» وهو تصحيف، والتصحيح من «مرآة الجنان» لليافعي (2/ 59) المطبوع في مطبعة دائرة المعارف النظامية في حيدر أباد.
[2]
في الأصل: «لأجع» ، وفي «مرآة الجنان» :«لأحم» وكلاهما خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال ابن منظور: الجمام، بالفتح: الراحة
…
ويقال: أجمّ نفسك يوما أو يومين، أي أرحها. ويقال: إني لأستجم قلبي بشيء من اللهو لأقوى به على الحق. «لسان العرب» (جمم) .
وقال أبو داود [1] : هذا رجل الشّام بعد أبي مسهر.
وهو شيخ الإسلام. ومن كلامه السديد المتين: كذب من ادعى محبة الله ويده في قصاع المترفين.
وفيها [أبو] السّكن [2] مكي بن إبراهيم البلخيّ الحافظ. روى عن هشام بن حسّان والكبار، وهو آخر من روى من الثقات عن يزيد بن أبي عبيد [3] ، عاش نيفا وتسعين سنة.
وفيها أبو عامر قبيصة بن عقبة السّوائيّ الكوفيّ العابد الثقة. أحد الحفاظ. روى عن فطر بن خليفة [4] وطبقته، وأكثر عن الثّوري، وهو أحد شيوخ الإمام أحمد.
قال إسحاق بن سيّار: ما رأيت شيخا أحفظ منه.
وقال آخر: كان يقال [له] : راهب الكوفة [5] .
وكان هنّاد بن السري إذا ذكره دمعت عيناه، وقال: الرجل الصالح [6] .
وفيها محدّث مرو علي بن الحسن [7] بن شقيق [8] . روى عن أبي
[1] في الأصل: «ابن داود» وهو خطأ. وفي «العبر» : «كان رجل السّنّة بعد أبي مسهر» .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«وفيها السكن» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 368) .
و «تقريب التهذيب» (2/ 273) .
[3]
في الأصل: «يزيد بن عبيد» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[4]
في الأصل، والمطبوع:«قطر بن خليفة» وهو تصحيف، والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 368)، وانظر:«تقريب التهذيب» (2/ 114) .
[5]
في «العبر» للذهبي (1/ 368) : «كان يقال له: زاهد الكوفة» ، ولفظة:«له» التي بين حاصرتين زيادة منه.
[6]
قلت: كذا أرخ وفاته المؤلف، والذهبيّ في «سير أعلام النبلاء» (10/ 135) ، وجزم السمعاني في «الأنساب» (7/ 183) بأن وفاته كانت سنة (225) هـ.
[7]
في الأصل، والمطبوع:«علي بن الحسين» وهو خطأ، والتصحيح من «الأنساب» للسمعاني (7/ 95) ، و «تهذيب الكمال» للمزي (2/ 960) مصورة دار المأمون للتراث، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (10/ 349) ، و «العبر» للذهبي (1/ 368) .
[8]
في «العبر» للذهبي: «ابن سفيان» وهو خطأ فيصحح فيه.
حمزة السّكّري وطائفة. وعنه البخاريّ وغيره. وكان محدّث مرو. وكان حافظا كثير العلم، كثير الكتب. كتب الكثير حتّى كتب التوراة، والإنجيل، وجادل اليهود والنصارى.
ويحيى بن حمّاد البصريّ الحافظ، ختن [1] أبي عوانة. سمع شعبة وطبقته.
وفيها الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة، إمام العربية، المجاشعيّ البصريّ. كان يقول: ما وضع سيبويه في «كتابه» شيئا إلا وعرضه عليّ. وكان يرى أنه أعلم به مني، وأنا اليوم أعلم به منه. وزاد في العروض بحرا على الخليل [2] ، وكان أجلع [3]- وهو الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه [4]، والخفش: صغر العينين مع سوء بصرهما- ومصنفاته بضعة عشر مصنفا.
وأما الأخفش الأكبر، فهو عبد الحميد بن عبد الحميد. أخذ عنه أبو عبيدة، وسيبويه، وهو مجهول الوفاة.
وأما الأخفش الصغير، فهو عليّ بن سليمان البغداديّ النحويّ. قاله ابن الأهدل [5] .
[1] قال ابن منظور: ختن الرجل: المتزوج بابنته أو بأخته. قال الأصمعيّ
…
: الختن أبو امرأة الرجل، وأخو امرأته، وكل من كان من قبل امرأته، والجمع أختان، والأنثى ختنة. وخاتن الرجل الرجل: إذا تزوج إليه، وفي الحديث: عليّ ختن رسول الله- صلى الله عليه وسلم أي زوج ابنته.
«لسان العرب» (ختن) .
[2]
يعني الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب كتاب «العين» .
[3]
في الأصل: «أخلع» وهو تصحيف، وأثبت ما في المطبوع، وهو الصواب.
[4]
انظر: «لسان العرب» (جلع) ، و (خفش) .
[5]
انظر: «مرآة الجنان» (1/ 61 و 267- 268) فهو الأصل الذي اختصره ابن الأهدل وزاد عليه.
وفيها كما قاله ابن ناصر الدّين، بدل بن المحبّر [1] اليربوعيّ، حدّث عنه البخاريّ وغيره [2] .
[1] في المطبوع: «ابن محبر» .
قال الزبيديّ في «تاج العروس» (حبر)(10/ 512) : المحبّر: من البراغيث جلده، فبقي فيه حبر، أي آثار.
[2]
انظر ترجمته ومصادرها في «تهذيب الكمال» للمزي (4/ 28- 31) طبع مؤسسة الرسالة.