الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وأربعين ومائتين
فيها على ما قاله في «الشذور» اتفق عيد الأضحى، وعيد الفطير لليهود، وشعانين النصارى.
وفيها توفي أحمد بن منيع الحافظ الكبير أبو جعفر البغويّ الأصم، صاحب «المسند» ببغداد في شوال. سمع هشيما وطبقته، وهو جد أبي القاسم البغوي لأمه.
وقد خرّج له الجماعة، لكن البخاري بواسطة واحد، وكان أحد الثقات المشهورين.
وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ الحافظ ببغداد في رمضان. روى عن إسماعيل بن جعفر، وكان من أعلم الناس بحديث هشيم، وكان صوّاما، عابدا، تقيا.
قال في «المغني» [1] : إبراهيم بن عبد الله الهرويّ شيخ الترمذي.
قال النسائي: ليس بالقويّ.
وقال أبو داود: ضعيف، وقد وثق. انتهى.
وفيها إسحاق بن موسى الأنصاري الخطميّ المدنيّ ثم الكوفيّ، أبو موسى، قاضي نيسابور. روى عن ابن عيينة وطبقته. أطنب أبو حاتم الرّازي
[1]«المغني في الضعفاء» (1/ 17) .
في الثناء عليه، وكان كثير الأسفار، فتوفي بجوسية [1] من أعمال حمص.
والحسن بن شجاع أبو علي البلخيّ الحافظ، أحد أركان الحديث في شوال كهلا، ولم ينتشر [2] حديثه. سمع عبيد الله بن موسى وطبقته، روى الترمذيّ عن رجل عنه.
قال ابن ناصر الدّين: الحسن بن شجاع بن رجاء البلخيّ أبو علي.
روى عنه البخاريّ، وغيره، وكان من نظراء أبي زرعة، لكن لم يشتهر لموته كهلا قبل أوان السماع. انتهى.
وفيها أبو عمّار الحسين بن حريث المروزيّ الحافظ. سمع جرير بن عبد الحميد وطبقته ولم يرحل [3] .
وحمدويه، وهو حميد بن مسعدة بن المبارك السّاميّ البصريّ الثقة، قرأ وأقرأ، وسمع وحدّث. روى عنه أصحاب الكتب الستة إلّا البخاري [4] .
وفيها عبد الحميد بن بيان الواسطيّ. روى عن خالد الطحّان، وهشيم فأكثر [5] .
وفيها عليّ بن حجر الحافظ الإمام أبو الحسن السّعديّ المروزيّ، نزيل نيسابور في جمادى الأولى وله نحو من تسعين سنة. روى عن إسماعيل ابن جعفر، وشريك، وخلق، وكان من الثقات الأخيار.
ومحمد بن أبان أبو بكر المستمليّ، مستملي وكيع، لقي ابن عيينة، وابن وهب، والكبار.
[1] أنظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (2/ 185) .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«ولم ينشر» وما أثبته من «العبر» للذهبي مصدر المؤلف.
[3]
انظر ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزي (6/ 358- 361) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (11/ 400- 401) .
[4]
انظر ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزي (7/ 395- 397) .
[5]
انظر ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزي (2/ 765) مصورة دار المأمون للتراث بدمشق.
وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأمويّ البصريّ في جمادى الأولى. سمع أبا عوانة وطبقته، وكان صاحب حديث.
ولي القضاء جماعة من أولاده.
وفيها يعقوب بن السّكّيت، النحويّ، أبو يوسف البغدادي، صاحب كتاب «إصلاح المنطق» و «تفسير دواوين الشعراء» وغير ذلك. سبق أقرانه في الأدب مع حظ وافر في السنن والدّين، وكان قد ألزمه المتوكل تأديب ابنه المعتز، فلما جلس عنده، قال له: يا بني بأي شيء يحب الأمير أن يبتدئ من العلوم. قال: بالانصراف، قال ابن السّكّيت: فأقوم. قال المعتز: أنا أخف نهوضا منك، فقام المعتز مسرعا، فعثر بسراويله فسقط، فالتفت خجلا، فقال ابن السّكّيت:
يصاب الفتى من عثرة بلسانه
…
وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه
…
وعثرته بالرّجل تبرا [1] على مهل [2]
فلما كان من الغد دخل على المتوكل، فقال له: قد بلغني البيتان، وأمر له بخمسين ألف درهم.
وقال أحمد بن محمد بن شدّاد: شكوت إلى ابن السكيت ضائقة فقال:
هل قلت شيئا؟ قلت: لا. قال: فأقول: أنا، ثم أنشد:
نفسي تروم أمورا لست أدركها
…
ما دمت أحذر ما يأتي به القدر
ليس ارتحالك في كسب الغنى سفرا
…
لكن مقامك في ضرّ هو السّفر
[1] في الأصل، والمطبوع:«تبرئ» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[2]
البيتان في «وفيات الأعيان» لابن خلّكان (6/ 399) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 19) ، و «مرآة الجنان» لليافعي (2/ 148) ، و «غربال الزمان» للعامري ص (228) ، وفي رواية البيتين بعض الخلاف في كل من «الوفيات» و «السير» .
وقال ابن السّكّيت: كتب رجل إلى صديق له: قد عرضت لي قبلك حاجة، فإن نجحت فألفاني منها حظي والباقي حظك، وإن تعذرت فالخير مظنون بك والعذر مقدم لك، والسلام.
وكان ابن السّكّيت يوما عند المتوكل، فدخل عليه ابناه المعتز، والمؤيد، فقال له: يا يعقوب! أيّما أحبّ إليك، ابناي هذان، أم الحسن والحسين؟ فغض [1] من ابنيه، وذكر محاسن الحسن والحسين، فأمر المتوكل الأتراك فداسوا بطنه، وحمل إلى داره فمات من الغد.
وروي أنه قال له: والله إن قنبرا خادم عليّ خير منك ومن ابنيك، فأمر بسلّ لسانه من قفاه، رحمه الله ورضي عنه.
ويقال: إنه حمل ديته إلى أولاده.
[1] في الأصل: «فغضب» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.