الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان ومائتين
فيها جاء سيل بمكّة حتّى بلغ الماء الحجر والباب، وهدم أكثر من ألف دار، ومات نحو من ألف إنسان.
وفيها سار الحسن بن الحسين بن مصعب الخزاعيّ إلى كرمان فخرج بها. فسار لحربه أحمد بن أبي خالد فظفر به، وأتى به [إلى][1] المأمون فعفا عنه.
وفيها توفي الأسود بن عامر شاذان [2] أبو عبد الرّحمن ببغداد. روى عن هشام بن حسّان، وشعبة، وجماعة.
قال ابن ناصر الدّين: كان ثقة حافظا.
وسعيد بن عامر الضّبعيّ أبو محمد البصريّ أحد الأعلام في العلم والعمل. روى عن يونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة، وطائفة.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل منه.
وقال ابن ناصر الدّين: وأخذ عنه أحمد بن حنبل وغيره.
[1] زيادة من «العبر» للذهبي (1/ 354) .
[2]
في الأصل: «سادان» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
وقال يحيى القطّان: هو شيخ المصر [1] منذ أربعين سنة. انتهى [2] .
وتوفي في شوال.
وعبد الله بن بكر السّهميّ [3] الباهليّ أبو وهب البصريّ. روى عن حميد الطّويل، وبهز بن حكيم. وطائفة. وكان ثقة مشهورا. توفي في المحرم ببغداد.
والفضل بن الرّبيع بن يونس الأمير، حاجب الرّشيد وابن حاجب المنصور، وهو الذي قام بأعباء خلافة الأمين، ثم اختفى مدة بعد قتل الأمين. توفي في ذي القعدة.
قال ابن الأهدل: هو وزير الرّشيد بدلا عن البرامكة. وقد كان بينه وبينهم إحن [4] وشحناء. دخل يوما على يحيى بن خالد وابنه جعفر يوقّع بين يديه، فعرض عليه الفضل عشر رقاع للنّاس، فلم يوقّع له في واحدة منهن، فجمع رقاعه وقال: ارجعن خائبات، وخرج وهو يقول:
عسى وعسى يثني الزّمان عنانه
…
بتصريف حال والزّمان عثور
فتقضى لبانات وتشفى حسائف [5]
…
ويحدث [6] من بعد الأمور أمور [7]
والحسائف: الضغائن.
[1] يعني شيخ البصرة.
[2]
يعني انتهى نقل المؤلف عن ابن ناصر الدّين.
[3]
في المطبوع: «عبد الله بن السهمي» ، وفي «العبر» (1/ 354) :«عبد الله بن أبي بكر» وكلاهما خطأ. وانظر: «الأنساب» للسمعاني (7/ 200) ، و «تقريب التهذيب» لابن حجر (1/ 404) .
[4]
أي أحقاد. انظر: «مختار الصحاح» للرازي ص (8) .
[5]
في «البداية والنهاية» : «وتشفى حزائر» .
[6]
في «البداية والنهاية» : «وتحدث» .
[7]
البيتان في «البداية والنهاية» لابن كثير (10/ 263) .
فقال له يحيى: عزمت عليك يا أبا العبّاس إلا رجعت، فرجع، فوقّع له فيها كلها. ولم يمتد أمرهم بعدها. وكانت نكبتهم على يديه. انتهى.
وفيها توفيت السيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنيّة، صاحبة المشهد بمصر. ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور، ثم حبسه دهرا. ودخلت هي مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصّادق. وتوفيت في شهر رمضان.
قال ابن الأهدل: وقيل: قدمت مصر مع ابنها، وكانت من الصالحات.
سمع عليها الشّافعيّ، وحملت جنازته يوم مات فصلت عليه. ولما ماتت همّ زوجها إسحاق بحملها إلى المدينة فأبى أهل مصر فدفنت بين القاهرة ومصر.
يقال: إن الدعاء مستجاب [1] عند قبرها.
قال الذّهبيّ: ولم يبلغنا شيء من مناقبها، وللجهّال فيها اعتقاد لا يجوز، وقد يبلغ بهم إلى الشرك بالله، فإنهم يسجدون للقبر ويطلبون منه المغفرة.
وكان أخوها القاسم بن حسن زاهدا عابدا.
قلت: وسلسلتها في النسب وسماع الشّافعيّ منها وعليها، وحمله ميتا إلى بيتها، أعظم منقبة، فلم يكن ذلك إلا عن قبول وإقبال وصيت وإجلال، نفع الله بها ومبلغها. انتهى ما قاله ابن الأهدل.
وفيها القاسم بن الحكم العرنيّ [2] الكوفيّ، قاضي همذان [3] . روى
[1] في المطبوع: «يستجاب» .
[2]
في «المغني في الضعفاء» : «العريني» وهو خطأ فيصحح فيه.
[3]
في الأصل، والمطبوع:«همدان» وهو تصحيف، وما أثبته هو الصواب، لأن «همذان» إقليم في إيران، و «همدان» قبيلة من قبائل العرب.
عن زكريّا ابن أبي زائدة [1] وأبي حنيفة، وجماعة. وقد كان أراد الإمام أحمد أن يرحل إليه.
وخرّج له الترمذيّ.
قال في «المغني» [2] : وثقه النسائيّ.
وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. انتهى.
وقريش بن أنس البصريّ. روى عن حميد، وابن عون، وجماعة.
قال النسائيّ: ثقة، إلا أنه تغير. ومات في رمضان.
ومحمّد بن مصعب القرقسانيّ [3] . روى عن الأوزاعي، وإسرائيل، وضعفه النسائيّ وغيره.
وهارون بن عليّ المنجّم الفاضل البغدادي. صنف «تاريخ المولّدين» جمع مائة وأحد وستين شاعرا، افتتحه بذكر بشّار بن برد، وختمه بمحمد بن عبد الملك بن صالح، واختار من شعرهم الزّبد دون الزّبد، وصنف غير ذلك [4] .
ويحيى بن حسّان التّنّيسي، أبو زكريا. روى عن معاوية بن سلّام، وحمّاد بن سلمة وطائفة. وكان إماما حجة من جلّة المصريين. توفي في رجب.
[1] في المطبوع: «زكريا بن يحيى بن أبي زائدة» وهو خطأ، وانظر:«تهذيب الكمال» للمزي (1/ 430) مصورة دار المأمون للتراث بدمشق، و «العبر» للذهبي (1/ 355) ، و «تقريب التهذيب» لابن حجر (1/ 261) .
[2]
«المغني في الضعفاء» للذهبي (2/ 518) .
[3]
نسبة إلى قرقيسيا بلدة من بلدان جزيرة أقور التي بين نهري دجلة والفرات. انظر: «الأنساب» للسمعاني (10/ 105) ، و «معجم البلدان» لياقوت (4/ 328- 329) .
[4]
الذي في «سير أعلام النبلاء» (13/ 404) أنه توفي سنة (288 هـ) وهو كذلك في «الأعلام» للزركلي (8/ 61) بينما ذكره المؤلف هنا فيمن توفي سنة (208) هـ. (ع) .
ويحيى بن بكير العبدي، قاضي كرمان. حدّث عن شعبة وأبي جعفر الرّازي، والكبار. وثقه ابن معين وغيره.
قال ابن ناصر الدّين: واسم أبيه قيس بن أبي أسيد بالتصغير. وكان ثقة أخطأ في إسناد واحد مع كثرة حفظه. انتهى.
ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزّهريّ العوفيّ المدنيّ نزيل بغداد.
سمع أباه، وعاصم بن محمد العمري، واللّيث بن سعد. وكان إماما ثقة ورعا كبير القدر.
ويونس بن محمد البغداديّ المؤدّب الحافظ. روى عن شيبان [1] ، وفليح بن سليمان، وطائفة، وتوفي في صفر.
قال ابن ناصر الدّين: يونس بن محمد بن مسلم المؤدّب [2] كان ثقة.
انتهى.
[1] في الأصل، والمطبوع:«سفيان» وهو خطأ. والتصحيح من «تهذيب الكمال» للمزي (3/ 1571) ، و «العبر» للذهبي (1/ 356) . وهو شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
[2]
في الأصل، والمطبوع:«المكتب» .