الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمانين ومائتين
فيها كما قال في «الشذور» زلزلت دبيل [1] في الليل، فأصبحوا فلم يبق من المدينة إلّا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.
انتهى [2] .
وفيها توفي القاضي أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، الفقيه الحافظ، صاحب «المسند» روى عن أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وخلق، وكان ثقة، بصيرا بالفقه، عارفا بالحديث وعلله، زاهدا، عابدا، كبير القدر، من أعيان الحنفية.
وفيها الإمام قاضي الدّيار المصرية أحمد بن أبي عمران، أبو جعفر، الفقيه الحنفيّ، تفقّه على محمد بن سماعة، وحدّث عن عاصم بن علي وطائفة، وروى الكثير من حفظه لأنه عمي بمصر، وهو شيخ الطحاوي في الفقه.
قال في «حسن المحاضرة» [3] : وثّقه ابن يونس.
[1] دبيل: مدينة بإرمينية تتاخم أرّان، فتحت في أيام أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه، على يد حبيب بن مسلمة. انظر «معجم البلدان» لياقوت (2/ 439) .
[2]
انظر تفاصيل الخبر في «تاريخ الطبري» (10/ 34- 35) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (7/ 465) .
[3]
(1/ 463) .
وفيها الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدّارميّ السّجزيّ [1] الحافظ، صاحب «المسند» والتصانيف. روى عن سليمان بن حرب وطبقته، وكان جذعا، وقذى [2] في أعين المبتدعة، قيّما بالسّنّة، ثقة، حجّة، ثبتا.
قال يعقوب بن إسحاق الهروي [3] : ما رأينا أجمع منه، أخذ الفقه عن البويطي، والعربية عن ابن الأعرابي، والحديث عن ابن المديني.
توفي في ذي الحجة وقد ناهز الثمانين.
قال الإسنوي: هو أحد الحفّاظ الأعلام، تفقّه على البويطي، وطاف الآفاق في طلب الحديث، وصنّف «المسند الكبير» . انتهى.
وفيها الحافظ أبو إسماعيل، محمد بن إسماعيل السّلميّ الترمذيّ، أحد أعلام السّنّة. سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهما، وجمع، وصنّف.
قال ابن ناصر الدّين: ثقة متقن.
وفيها حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، صاحب الإمام أحمد، حافظ، فقيه، نبيل، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة.
[1] ويقال: السجستاني أيضا، نسبة إلى سجستان. انظر «الأنساب» للسمعاني (7/ 43 و 45) ، و «معجم البلدان» لياقوت (3/ 190- 192) .
[2]
لفظة «قذى» سقطت من «العبر» بطبعتيه فتستدرك. قال ابن منظور: القذى: ما يقع في العين وما ترمى به وجمعه أقذاء وقذي. «لسان العرب» (قذي) .
[3]
كذا في الأصل والمطبوع و «العبر» ، وانظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (13/ 321) فإن الخبر فيه برواية أخرى غير التي ذكرها المؤلف في كتابنا.
قال ابن أبي يعلى في «طبقاته» [1] : كان حرب فقيه البلد، وكان السلطان قد جعله على أمر الحكم وغيره في البلد.
قال حرب: سألت أحمد عن قراءة حمزة؟ فقال: لا تعجبني.
قال: وقلت لأحمد: الإدغام؟ فكرهه.
وقال: سمعت الإمام أحمد يكره الإمالة مثل وَالضُّحى 93: 1، وَالشَّمْسِ وَضُحاها 91: 1، وقال: أكره الخفض الشديد والإدغام.
وقال حرب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء، لأن العلم يحتاج إليه في كل ساعة، والخبز والماء في كل يوم مرّة أو مرّتين. انتهى ملخصا.
وفيها أبو عمر [2] هلال بن العلاء بن هلال الرّقّيّ، محدّث الرّقّة وشيخها في ذي الحجة وقد قارب التسعين. روى عن حجّاج الأعور، وخلق كثير، وله شعر رائق. قاله في «العبر» [3] .
وقال ابن ناصر الدّين: تكلّم فيه لمناكير عنده رواها عن أبيه. انتهى.
[1](1/ 145) .
[2]
في المطبوع: «أبو عمرو» وهو خطأ.
[3]
(2/ 70) .