الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثمانين ومائتين
فيها ظهر أبو عبد الله الشيعيّ [1] بالمغرب، فدعا العامّة إلى الإمام المهدي عبيد الله، فاستجابوا له.
وفيها كان الوباء المفرط بأذربيجان، حتّى فقدت الأكفان، وكفّنوا باللّبّود، ثم بقي الموتى مطروحين في الطرق.
ومات أمير أذربيجان، محمد بن أبي السّاج وسبعمائة من خواصّه وأقربائه [2] .
وفيها بشر بن موسى الأسديّ [أبو علي][3] ابن صالح بن شيخ بن عميرة البغداديّ، في ربيع الأول، ببغداد. روى عن هوذة بن خليفة، والأصمعي، وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا، وكان ثقة محتشما، كثير الرّواية، عاش ثمانيا وتسعين سنة.
وفيها ثابت بن قرّة بن هارون- ويقال: ابن هارون [4]- الحاسب،
[1] هو الحسين بن أحمد بن محمد بن زكرياء الشيعي من أهل صنعاء. انظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (8/ 31) .
[2]
في «العبر» للذهبي (2/ 86) : «ومات ابنه الأفشين» .
[3]
ما بين حاضرتين زيادة من «العبر» للذهبي (2/ 86) . وانظر «سير أعلام النبلاء» (13/ 352) .
[4]
أراد ويقال: ثابت بن هارون، والله أعلم، وفي «وفيات الأعيان» :«ويقال ابن زهرون» وهو خطأ، فإن ابن زهرون الحرّاني مات سنة (369) هـ. انظر «الأعلام» (2/ 97) .
الحكيم، الحرّانيّ. كان في مبدأ أمره بحرّان، ثمّ انتقل إلى بغداد، فاشتغل بعلوم الأوائل، فمهر فيها، وبرع في الطب، وكان الغالب عليه الفلسفة، حتّى قال ابن خلّكان [1] : كان صابئيّ النّحلة وله تآليف كثيرة في فنون من العلم مقدار عشرين تأليفا، منها «تاريخ» حسن، وأخذ كتاب إقليدس [2] ، فهذّبه، ونقّحه، وأوضح منه ما كان مشتبها، وكان من أعيان أهل عصره في الفضائل، وجرى بينه وبين أهل مذهبه أشياء أنكروها عليه في المذهب، فرفعوه [3] إلى رئيسهم، فأنكر عليه مقالته ومنعه من دخول الهيكل، فتاب ورجع عن ذلك، ثم عاد بعد مدة إلى تلك المقالة، فمنعوه من الدخول إلى المجمع، فخرج من حرّان ونزل كفرتوثا- قرية كبيرة بالجزيرة الفراتية [4]- وأقام بها مدة، إلى أن قدم محمد بن موسى من بلاد الرّوم راجعا إلى بغداد، فاجتمع به، فرآه فاضلا فصيحا، فاستصحبه إلى بغداد، وأنزله في داره، ووصله بالخليفة، فأدخله في جملة المنجّمين، فسكن بغداد وأولد أولادا [5] منهم ولده:
إبراهيم بن ثابت، بلغ رتبة أبيه في الفضل، وكان من حذّاق الأطباء، ومقدّم أهل زمانه في صناعة الطب، وعالج مرّة السّريّ الرّفّاء [6] الشاعر، فأصاب العافية، فعمل فيه وهو أحسن ما قيل في طبيب:
[1] في «وفيات الأعيان» (1/ 313- 315) وقد نقل المؤلف عنه بتصرّف واختصار.
[2]
في المطبوع: «إقليدوس» وهو خطأ، وانظر «إخبار العلماء بأخبار الحكماء» للقفطي ص (45) طبع مكتبة المتنبي بالقاهرة.
[3]
في «وفيات الأعيان» : «فرافعوه» .
[4]
انظر «معجم البلدان» لياقوت (4/ 468- 469) .
[5]
في «وفيات الأعيان» : «وأولد الأولاد» .
[6]
هو السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن، وسوف ترد ترجمته مفصّلة في المجلد الرابع من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
هل للعليل سوى ابن قرّة شافي [1]
…
بعد الإله وهل له من كافي [2]
أحيا لنا رسم الفلاسفة الذي
…
أودى وأوضح رسم طبّ عافي [3]
فكأنّه عيسى ابن مريم ناطقا
…
يهب الحياة بأيسر الأوصاف
مثلت له قارورتي فرأى بها
…
ما اكتنّ بين جوانحي وشغافي [4]
يبدو له الدّاء الخفيّ كما بدا
…
للعين رضراض الغدير الصّافي [5]
ومن حفدة ثابت المذكور:
أبو الحسن ثابت بن سنان بن قرّة، وكان صابئيّ النّحلة أيضا، وكان في أيام معزّ الدولة بن بويه، وكان طبيبا عالما، نبيلا، يقرأ عليه كتاب بقراط، وجالينوس، وكان فكّاكا للمعاني، وكان سلك مسلك جدّه ثابت في نظره في الطب، والفلسفة، والهندسة، وجميع الصناعات الرياضية للقدماء، وله تصنيف في التاريخ أحسن فيه.
فائدة: الحرّاني: نسبة إلى حرّان، وهي مدينة مشهورة بالجزيرة [6] ، خرج منها علماء أجلّاء، منهم: بنو تيميّة وغيرهم.
ذكر ابن جرير الطبري في «تاريخه» [7] أن هاران عمّ إبراهيم الخليل وأبو زوجته سارة هو الذي عمرها، فسمّيت به، ثم عربت به، فقيل: حرّان، وكان لإبراهيم- صلى الله عليه وعلى نبيّنا وبقية الأنبياء وسلّم- أخ يسمى هاران [8]
[1] في الأصل، والمطبوع:«شاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«كاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[3]
في الأصل، والمطبوع:«عاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[4]
في الأصل، والمطبوع:«وشفافي» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» ، والشغاف حجاب القلب، وهو جلدة دونه كالحجاب. انظر «مختار الصحاح» (شغف) .
[5]
الأبيات في «وفيات الأعيان» (1/ 314) ، و «يتيمة الدهر» (2/ 312) .
[6]
يعني جزيرة أقور. انظر خبرها في كتاب «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (57) ، طبع دار ابن كثير.
[7]
(1/ 313) والمؤلف ينقل كلامه عن «وفيات الأعيان» .
[8]
في الأصل، والمطبوع:«يسمى بهاران» ، وأثبت ما جاء في «وفيات الأعيان» .
أيضا، وهو والد لوط عليه السلام.
وقال [الجوهريّ] في «الصحاح» [1] : وحرّان اسم بلد، والنسبة إليه حرنانيّ على غير قياس، والقياس حرّانيّ على ما عليه العامّة. انتهى.
وفيها- أي سنة ثمان وثمانين- توفي مفتي بغداد، الفقيه عثمان بن سعيد بن بشّار، أبو القاسم البغداديّ الأنماطيّ، صاحب المزنيّ، في شوّال، وهو الذي نشر مذهب الشافعيّ ببغداد، وعليه تفقّه ابن سريج. قاله في «العبر» [2] .
وقال الإسنوي: والأنماطي منسوب إلى الأنماط، وهي البسط التي تفرش، أخذ الفقه عن المزنيّ، والرّبيع. وأخذ عنه ابن سريج.
قال الشيخ أبو إسحاق [3] : كان الأنماطي هو السبب في نشاط الناس للأخذ بمذهب الشافعيّ في تلك البلاد. قال: ومات ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائتين.
زاد ابن الصلاح في «طبقاته» ، وابن خلّكان في «تاريخه» [4] : أنه في شوّال.
نقل عنه الرافعيّ في الحيض، وفي زكاة الغنم، وغيرهما. انتهى ما قاله الإسنوي.
وفيها معلّى بن المثنى بن معاذ العنبريّ البصريّ المحدّث. روى عن
[1] انظر «الصحاح» (حرن) ص (2098) بتحقيق الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، طبع دار الكتاب العربي بمصر على نفقة السيد حسن شربتلي.
[2]
(2/ 87) .
[3]
يعني أبا إسحاق الشيرازي، وقد نقل المؤلف عن كتابه «طبقات الفقهاء» ص (104) بتصرف.
[4]
يعني «وفيات الأعيان» والمؤلف ينقل عنه (3/ 241) .
القعنبيّ. وطبقته، وسكن بغداد، وكان ثقة عارفا بالحديث.
وفيها الفقيه العلّامة أبو عمرو [1] يوسف بن يحيى المغاميّ [2] الأندلسيّ، تلميذ عبد الملك بن حبيب، وصاحب التصانيف. ألّف كتابا في الردّ على الشافعيّ، واستوطن القيروان، وتفقّه به خلق كثير. قاله في «العبر» [3] .
[1] في الأصل، والمطبوع:«أبو عمر» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (2/ 87) ، وانظر «سير أعلام النبلاء» (13/ 336) .
[2]
في الأصل: «الغامي» وهو خطأ وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب. والمغامي نسبة إلى «مغام» أو «مغامة» بلد بالأندلس. انظر «الأنساب» للسمعاني (11/ 418) ، و «اللباب» لابن الأثير (3/ 240) ، و «معجم البلدان» لياقوت (5/ 161) .
[3]
(2/ 87) .