الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وثلاثين ومائتين
قال في «الشذور» : هبّت ريح شديدة لم يعهد مثلها، فاتصلت نيفا وخمسين يوما وشملت بغداد، والبصرة، والكوفة، وواسط، وعبّادان، والأهواز، ثم إلى همذان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت النّاس من الانتشار، وعطلت الأسواق. وزلزلت هراة حتّى سقطت الدور. انتهى.
وفيها توفي أحمد بن حرب النيسابوري الزّاهد الذي قال فيه يحيى بن يحيى: إن لم يكن من الأبدال فلا أدري من هم؟. رحل وسمع من ابن عيينة وجماعة، وكان صاحب غزو، وجهاد، ومواعظ، ومصنفات، في العلم.
وخرّج له النسائيّ.
قال في المغني [1] : عن ابن عيينة، له مناكير.
قال أبو حاتم: وكان صدوقا. انتهى.
وفيها الأمير إيتاخ [2] التّركيّ مقدّم الجيوش وكبير الدولة. خافه المتوكّل وعمل عليه بكلّ حيلة حتّى قبض له عليه نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم، وأميت عطشا، وأخذ له المتوكل من الذهب ألف ألف دينار.
وفيها الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي [3] الحافظ ببغداد، في شعبان، وله أربع وسبعون سنة. رحل وكتب الكثير عن هشيم وطبقته،
[1]«المغني في الضعفاء» (1/ 36) .
[2]
في الأصل: «انباخ» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[3]
تحرفت في الأصل والمطبوع إلى «الشيباني» والتصحيح من «الأنساب» (12/ 79) .
وصنف. وهو والد صاحب «التاريخ» أحمد بن أبي خيثمة.
قال ابن ناصر الدّين: زهير بن حرب بن شدّاد الحرشي [1] مولاهم النسائي أبو خيثمة، ثقة. انتهى.
وفيها أبو أيوب سليمان بن داود الشّاذكونيّ البصريّ الحافظ، الذي قال فيه صالح بن محمد: ما رأيت أحفظ منه. سمع حمّاد بن زيد وطبقته.
وكان آية في كثرة الحديث وحفظه ينظّر بعلي بن المديني، ولكنه متروك الحديث. قاله في «العبر» [2] .
وقال ابن ناصر الدّين: سليمان بن داود الشّاذكونيّ المنقريّ أبو أيوب، كان من كبار الحفاظ، لكنه اتهم بالكذب.
وقال البخاريّ: فيه نظر.
وقال ابن عدي: سألت عبدان عنه فقال: معاذ الله أن يتّهم، إنما كان قد ذهبت كتبه، وكان يحدّث حفظا. انتهى.
وفيها أبو جعفر النّفيليّ الحافظ، أحد الأعلام، عبد الله بن محمد بن عليّ بن نفيل الحرّانيّ، في ربيع الآخر، عن سن عالية. روى عن زهير بن معاوية والكبار.
قال أبو داود: لم أر أحفظ منه. قال: وكان الشّاذكوني لا يقر لأحد بالحفظ إلا للنّفيليّ.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان النفيليّ رابع أربعة: وكيع، وابن المهدي، وأبو نعيم، وهو.
وفيها أبو الحسن بن بحر بن برّي القطّان البغداديّ الحافظ بناحية الأهواز. كتب الكثير عن عبد العزيز الدراوردي وطبقته.
[1] في الأصل والمطبوع: «الحرثي» وهو خطأ، والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (11/ 489) .
[2]
(1/ 416- 417) .
وقال ابن ناصر الدّين: هو علي بن بحر بن برّي الفارسيّ البغداديّ.
روى عنه أحمد وغيره، ووثق. انتهى.
وفيها علي بن المديني، وهو الإمام أحد الأعلام، أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعديّ مولاهم البصريّ الحافظ، صاحب التصانيف. سمع من حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، وطبقتهما.
قال البخاريّ: ما استصغرت نفسي عند أحد إلّا عند ابن المديني.
وقال أبو داود: ابن المديني أعلم باختلاف الحديث من أحمد بن حنبل.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة.
توفي في ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة.
وفيها محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ أبو عبد الرّحمن الهمذانيّ الكوفيّ، أحد الأئمة، في شعبان. سمع أباه، وسفيان بن عيينة، وخلقا.
قال أبو إسماعيل الترمذي [1] : كان أحمد بن حنبل يعظّم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا [2] .
[1] في «العبر» : «القرمزي» وهو خطأ فيصحح فيه. وهو محمد بن إسماعيل بن محمد بن يوسف السلمي الترمذي أبو إسماعيل، من أهل بغداد، ترمذي الأصل، فقيه عالم ثقة صدوق مكثر من الحديث، مشهور بالطلب. رحل إلى الحجاز، ومصر. سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، وإسحاق بن محمد الفروي، وأيوب ابن سليمان بن بلال، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعارم ابن الفضل، وأبا صالح كاتب الليث، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأبا بكر عبد الله بن الزّبير الحميدي. وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وجعفر بن محمد الفريابي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي وأخرجا عنه في كتابيهما، وأثنى عليه النسائي. وقال: محمد بن إسماعيل الترمذي خراساني ثقة. وقال غيره: كان فهما، متقنا، مشهورا بمذهب السنة، ومات في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين ودفن عند قبر الإمام أحمد ابن حنبل. عن «الأنساب» للسمعاني (3/ 47- 48) .
[2]
في الأصل: «عجبا» وأثبت ما في المطبوع.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد الحافظ: ما رأيت بالكوفة مثله، قد جمع العلم، والسّنّة، والزّهد، وكان فقيرا يلبس في الشتاء [1] لبّادة.
وقال ابن صالح المصري: ما رأيت بالعراق مثله ومثل أحمد بن حنبل جامعين، لم أر مثلهما بالعراق [2] .
وفيها محمد بن أبي بكر [3] بن علي بن عطاء بن مقدّم مولى ثقيف، الحافظ أبو عبد الله المقدّميّ البصريّ. توفي في أول السنة. روى عن حمّاد ابن زيد وطبقته.
وفيها المعافى بن سليمان الرّسعنيّ، محدّث رأس العين. روى عن فليح بن سليمان، وزهير بن معاوية، وكان صدوقا.
وفيها شيخ الأندلس يحيى بن يحيى بن كثير الفقيه، أبو محمد اللّيثيّ، مولاهم، الأندلسيّ في رجب. وله اثنتان وثمانون سنة. روى «الموطأ» عن مالك سوى فوت من الاعتكاف. وانتهت إليه رياسة الفتوى ببلده. وخرج له عدة أصحاب. وبه انتشر مذهب مالك بناحيته، وكان إماما كثير العلم، كبير القدر، وافر الحرمة، كامل العقل، خيّر النفس [4] كثير العبادة والفضل. كان يوما عند مالك فقدم فيل وخرج النّاس ينظرون إليه ولم يخرج، فقال له مالك: لم لا تخرج تنظره فإنه ليس ببلدك فيل؟ فقال: إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم هديك وعلمك، فقال له: أنت عاقل الأندلس، رحمه الله تعالى.
[1] في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (11/ 456) : «في الشتاء الشاتي» وانظر تتمة الخبر فيه.
[2]
في المطبوع: «في العراق» .
[3]
في الأصل، والمطبوع:«محمد بن بكير» وهو خطأ والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 419) وانظر «اللباب» لابن الأثير (3/ 247) ، و «طبقات الحفاظ» للسيوطي ص (203) .
[4]
قوله: «خير النفس» لم يرد في «العبر» للذهبي المطبوع.